الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-04-2012
الصورة الرمزية المقداد
 
المقداد
كاتب مبدع

  المقداد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة
افتراضي رحــــلة الى حيث الجبـــل ..

رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل ..

رحلـــة الى حيث الجبل !
قبيل آذان المغرب لا يزال ذلك المسن قابع في ركن بيته الطني يتأمل متحسراً مافعلته تلك الآفة في خصيلات العنب الخاص ببخشته ؟ كأن ملامحه لا توحي بالسعادة أبداً فما تم فتكه من حبيبات العنب ليس سهلاً في ذلك الوقت !
أمعن النظر كثيراً متدبراً كيف له أن يعالج هذه المشكلة التي وقعت على بخشته ؟ لم يمكث كثيراً حتى خرج بفكرة دله عليها أحد المزارعين ؟ فقام بإحاطة خصيلات العنب بلفافة حمراء مصنوعة من أكياس البصل !! ظناً منه أنه الحل الأمثل الذي سيحافظ على ثماره !!
مر يومين أو ثلاثة وإذا بالأمر يزداد تعقيداً فالضرر الناجم لم يقتصر على ثمار العنب وحسب ؟ بل تعدى لأبعد من ذلك بكثير ! فالآفة بدأت تفتك بخلايا النحل وتخليه ..
أصبح المقداد الأكبر في حالة سيئة يضرب كف بأخرى مردداً هذه الجملة
((حيل الله أقوى ..حيل الله أقوى)) .
في نفس ذلك اليوم خرّت إحدى الرخال صريعة بين يدي متعهدها إثر لسعة من نفس تلك الآفة !! وهذا ما حدى بالمقداد الأكبر أن يتخذ موقفاً بعد أن خرج عن طوره عازماً مصمماً على الثأر منها والإنتقام ..
صاح في تلك العشية بصوت جش تملؤه القوة والصلابة يريدني لأمر هااااااااام جداً ؟
لم يخيب ظنه وحضرت إليه في عجل وجرى هذا الحديث :

المقداد الكبير : هل رأيت البـــاطل .
أنــــــا : أي باطل وعساه خيراً !
المقداد الكبير : الدبر الأصفر أفسد بخشتي وأكل نحلتي وصرع رخلتي ..
أنــــــا : لا بأس لا بأس سنتدبر أمره إن شاء اللــــــه .
المقداد الكبير : إسمع أذن لقد بعثت بأحد إخوتك في إثر واحد منها ليكشف لنا عن مكامن دخلتها في الجبل المنيف على المزرعة , وأجدك مناسب لمقاومتها وحرقها !! ..
بعد أن أبديت إستعدادي على مضض وتحفظ شديدين خشيت لسعاته الموجعة وآثاره أومأت برأسي ونهضت من مجلسه .

وفي ليلة غدراء حملت ذلك المصباح الحديدي وبجيبي أعواد الثقاب وأمسكت بمقبض تلك الدبة المملؤة بالوقود متلفحاً بمصدع سميك ؟؟

على بصيص ضوء ذلك المصباح صعدت الجبل والى حيث بيت هذا الدبر ! لم يمضي وقت طويل حتى أدركت الدخلة, أقتربت من فوهتها متوجساً أستطلع الأمر ؟؟
كنت أسمع جلبة كبيرة بالداخل وكأن الدبر ورفاقه قد ثملوا من عنب المقداد الأكبر ولم يتمالكوا قواهم وفقدوا ألبابهم , لازال ذلك الحنين والدوي يلف المكان ! أحسست بالخوف من هذا العدو ومن المكان ومن الظلام أيضاً ..

كان همي الأوحد أن أنجز هذه المهمة التي أوكلت الىّ وأنصرف مسرعاً .
نعم توالت الأحداث غير بعيد وقمت بسكب سائل الوقود النفاذ برائحته الى داخل مملكة هذا الدبر الأصفر ! ولكنها عندما إستشعرت بوجود جسم غريب يدخل بيتها جن جنونها وفاقت من سكرتها وخرج أغلبها يستطلع الأمر ؟؟
لم أتمكن من إشعال النار بعد أن هوجمت بشراسة اذ كادت أن تفتك بي !! أطلقت ساقيّ للريح منزلقاً على الأحجار فاراً أنشد النجاة .. النجاة وحسب ..

لازلت أتذكر أن عدد لابأس به فوق رأسي يلاحقني يريد أن يقضي علىّ, لكن العناية الآلهية أنقذتني من الهلاك إلا من واحد قد لسعني في جبيني أشعر بحرارته الآن !!
عدت للبيت باكياً متأثراً جداً من تلك اللسعة !
لم أنم ليلتها جيداً وأنا أتحسس بأطراف أناملي حجم ذلك الورم الذي تركته تلك اللسعة في مقدمة رأسي, كنت أحمل هماً كبيراً كيف سأذهب في الغد الى المدرسة بهذا المنظر المفجع ؟؟

بعد أن عرف المقداد الأكبر فصول الحكاية وحجم الفشل الذريع الذي لحق بي واساني وكفف لي البأس وأوكل غيري بالمهمة .. عفى الله عنا وعن المسلمين ..

دعاني لهذه القصة ما شاهدته يوم أمس لدى بعض الاصدقاء الذي كنت في زيارته, فبعد أن صلينا المغرب وجدته قد أرسل أحدهم بدبة بنزين للجبل !! ولنفس الأمر الذي ذاق منه المقداد الأمرين .. فعادت بي الذكريات الى حيث الامس البعيد ..

المقداد
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by