الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-25-2007
 
كريم السجايا
مشارك

  كريم السجايا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز
افتراضي قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول

قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول

قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور

سامي محمد القرعان

10 أيار، ‏2005‏‏، خاص لثروة


تمثل أزمة دار فور، نموذجاً حياً للواقع السوداني بالخصوص، والواقع العربي بالعموم، من حيث شكل العلاقة بين المركز والأطراف، تجسدت في أحايين كثيرة، في صراعات مسلحة، بسبب سيطرة المركز على مخرجات الدولة، الأمر الذي فتح المجال للقوى الخارجية للنفاذ إلى الداخل العربي، تحت مسميات شتى أبرزها التدخل الإنساني، التي أصبحت وسيلة لتطويع سلوك الدول "العاصية" بما يقتضي ومصالح الدول الخارجية.


حين نشبت أزمة دار فور، أثير العديد من التساؤلات حول سر الاهتمام الأمريكي بأزمة دار فور، هل يعود ذلك لأسباب إنسانية خصوصاً وأن فظاعات ارتكبت فعلاً بحق السكان من أصل إفريقي؟ أم يعود لمصالح أمريكية في السودان والقارة الإفريقية؟.

في التقرير الذي أعده مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن في كانون ثاني 2004م، بناء على قرار صدر عن الكونجرس بتكوين لجنة استشارية للسياسة الأمريكية في القارة الإفريقية، أوصى التقرير اعتبار السودان قاعدة انطلاق جديدة للسياسة الأمريكية في القارة الإفريقية، يكون السودان بموجبه نموذجاً للديمقراطية بعد إحلال السلام فيه، ينتقل صداه فيما بعد من دول القرن الإفريقي وصولاً لدول الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر، كون السودان يشكل نموذجاً للدول الإفريقية بالعموم من حيث الصراعات الداخلية، والمشاركة السياسية. لهذا الحال يجد التقرير أن المصالح الأمريكية في أفريقيا تكون مهددة باستمرار إذا استمرت تلك الصراعات في القارة، لذا يجب أن يشكل السودان – حسب التقرير – بلداً رئيساً في الحرب الأمريكية ضد "الأنظمة الفاشلة"، والنزاعات المتصلة بالإرهاب في القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر.

هذا التقرير، يرتبط بشكل أو بآخر، بسياسة "اللااستقرار البنّاء" التي بشَّر بها "روبرت ساتلوف" مدير مؤسسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، القاضية بإحداث هزات عنيفة في دول المنطقة لخلخلة أوضاعها وإعادة بنائها على أساس ديمقراطي، كون النظم الديمقراطية هي الحامي الفعلي للمصالح الأمريكية في المنطقة.
ما ذكر سابقاً، يعد أداة تنفيذية لمشروع القرن الأمريكي الجديد، الذي تشكل القارة الإفريقية بمقتضاه واحدة من أهم بؤر الاهتمام الأمريكي نظراً لثرواتها الهائلة، وتحديداً النفط الذي يشكل قاعدة الارتكاز في مشروع القرن الأمريكي الجديد، حيث تسعى أمريكا إلى رفع نسبة استيرادها من النفط الإفريقي بحلول عام 2015م إلى 50% من مجموع نفطها المستورد.

وعلى ما يبدو كانت أمريكا تسير في خطوات عملية حتى تهيئ الوضع في السودان بحيث يكون بموجبها نقطة الانطلاقة الأولى في مشاريعها الإفريقية، بدأت بفرض العقوبات الاقتصادية، مروراً بتوحيد فصائل الجنوب المتقاتلة، والتنسيق مع باقي حركات التمرد في الشرق والغرب، وقد أدى ذلك إلى توقيع الاتفاقية بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان وصولاً إلى هدف نهائي يتمثل في تحجيم أو القضاء على نظام الإنقاذ تمهيداً لإقامة نظام ديمقراطي، كما عبرت عن ذلك صراحة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أولبرايت. يعزز من السلوك الأمريكي هذا عامل النفط، الذي تشير مصادر الحكومة السودانية إلى أن الاحتياطي الإجمالي منه قد يصل إلى 3 مليار برميل.

أزمة دار فور مثلت فرصة مناسبة للولايات المتحدة لإتمام ما تبقى من مشروعها في السودان والمنطقة خاصة وأن الإقليم يشرف على القرن الإفريقي من خلال تشاد وأفريقيا الوسطى، ويمثل الحد الفاصل بين أفريقيا العربية وأفريقيا السمراء التي مثلت نقطة العبور للعروبة والإسلام، ويشرف على بحيرة النفط الممتدة من إقليم بحر الغزال مروراً بتشاد والكاميرون، ليستق بذلك مع مخطط شركات النفط الأمريكية، ويقضي هذا المخطط مد خط بترول الخليج العربي، في حال استقر الوضع في العراق، عبر ميناء ينبع السعودي إلى ميناء عرس السوداني، مخترقاً دار فور إلى تشاد ليلحق بالأنبوب الحالي الذي يبدأ من تشاد ليصب في المحيط الأطلسي. هذا إذا ما أضفنا النفط والحديد والنحاس واليورانيوم والجير الذي يتواجد في الإقليم ذاته.

كما عكست أزمة دار فور رغبة الإدارة الأمريكية في محاصرة وتطويق النفوذ الفرنسي والصيني في السودان ودول القارة الإفريقية، باعتبارهما المنافسين الأساسيين للولايات المتحدة في "السيطرة" على العالم بشكل منفرد، وقد بدا ذلك واضحاً من طبيعة التفاعلات الأمريكية – الفرنسية – الصينية، حيال أزمة دار فور.

ففي حين حصلت شركة "توتال" الفرنسية على امتياز استكشاف واستخراج النفط من البلوك 15 في دار فور، فإن إقليم دار فور ذاته يشرف على مناطق النفوذ الفرنسي، وتحديدا في تشاد وغرب أفريقيا، لكن الولايات المتحدة استطاعت مد نفوذها إلى تلك الدول، حيث حلت شركات النفط الأمريكية "ايكسون موبيل" محل الشركات الفرنسية" أبها". وازداد التعاون الأمريكي التشادي في مكافحة الإرهاب بعدما تم نشر قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية على الأراضي التشادية، كما استطاعت سحب مشاريع البترول الفرنسية في البلوك (ب) من جنوب السودان، استعدادا لمنحها لشركات أمريكية.

أما الصين التي رشحها الرئيس بوش سنة 2000 على أنها المنافس الإستراتيجي الأول لأمريكا في المستقبل، فقد أرادت الولايات المتحدة "خنقها" اقتصادياً – بعد أن حاصرتها عسكرياً على حدودها المباشرة – لاسيما وأنها تشهد معدلات نمو اقتصادية مرتفعة، حيث تُعد ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد أمريكيا ومن المتوقع أن يرتفع استهلاكها من البترول سنة 2010، إلى عشرة ملايين برميل يومياً. لذا كانت الصين من أوائل الدول التي نشطت اقتصادياً في السودان بعد مجيء الإنقاذ، فكان نصيب شركة النفط الوطنية الصينية حوالي 40% من التحالف النفطي المسمى "مشروع نفط النيل الكبير"، وهذا ما يفسر تهديدها باستخدام حق النقض إزاء مشروع القرار رقم 1556 إذا فرض عقوبات نفطية على السودان.

الولايات المتحدة وجدت في الوضع الداخلي، سواء على صعيد السودان ككل، أو على صعيد حركات التمرد التي تنادي بتدخل ودور أمريكي فاعل، فرصة مناسبة لفرض أجندتها الخاصة على السودان، بدليل أنها لم تعط فرصة كافية للحكومة السودانية لتنفيذ الاتفاق الذي وقِّع بين كوفي عنان والحكومة السودانية بتاريخ 3/7/2004م، من أجل إنهاء الصراع، حين قدمت مشروع قانون إلى مجلس الأمن، صدر بمقتضاه القرار رقم 1556، الذي أمهل الحكومة 30 يوماً فقط لتسوية الأزمة، وافترض أن القبائل العربية والجنجويد هم المسؤولون عن الأزمة، وأن الحكومة هي التي تديرهم، وبالتالي تستطيع أن توقف العنف متى أرادت. أما على أرض الواقع فالأمر يختلف، إذا قد ترفض قوى التمرد وقف القتال، وبالتالي تكون الحكومة هي المسؤولة حسب القرار، الذي لا يطالب أساساً قوى التمرد بوقف القتال. في هذه الحالة ستستمر الضغوط بقرارات أخرى من مجلس الأمن استناداً إلى المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز اتخاذ إجراءات عقابية أخرى "غير عسكرية".

وبناء على ما سبق فقد صدر قرار مجلس الأمن رقم 1564، الذي اعتبر الوضع في السودان يمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ولاستقرار المنطقة، ويتهم الحكومة بعدم التزامها بما ورد في القرار السابق. كما هدد بفرض عقوبات اقتصادية على الحكومة السودانية، لم تطال هذه التهديدات حركات التمرد. ولأن القرار جاء لمصلحة حركات التمرد، منحها ذلك قوة في عرقلة أي مفاوضات مع الحكومة في المستقبل هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن إدانة الحكومة السودانية فقط من الممكن أن تخلق نوعاً من الإحباط عند الحكومة، قد يجبرها على اتخاذ مواقف متشددة إزاء مطالب حركات التمرد، والأمم المتحدة فيما بعد، خاصة وأن قرار مجلس الأمن أبقى الباب مفتوحاً أمام فرض عقوبات لاحقة، من حيث أنه لم يحدد فترة محددة لتنفيذ مطالب مجلس الأمن، على غرار القرار السابق، نجم عنها الأيمان الثلاث الغليظة التي أقسمها الرئيس عمر البشير، في ردة فعل على قرار مجلس الأمن رقم 1593، الذي وضع السودان تحت الوصاية الدولية بشكل أو بآخر، حين أحال الوضع العام في دار فور إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر السفر وتجميد أرصدة المسؤولين عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دار فور، ومن ينتهك الهدنة، وفرض حظراً على الطيران الحكومي فوق الإقليم إلا بإذن من الأمم المتحدة.

كل ذلك مؤشرات على أن أمريكا تسعى إلى جعل السودان رهينة لمطالبها من أجل تنفيذ الإستراتيجية إزاء القارة الإفريقية، هذا الأمر يتطلب حسب المصالح الأمريكية القضاء على نظام الإنقاذ الإسلامي أو على الأقل تحجيمه، حيث سعى إلى التوسع شرق وجنوب وغرب القارة الإفريقية، ولعل الشهادة التي قدمها نائب وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية تشارلز سنايدر أمام الكونجرس في 16 أيار 2004م، وتحدث فيها عن التوجه الإسلامي لحكومة الخرطوم، والمصالح الأمريكية في أفريقيا ما يثبت ذلك.

ولأن نظام الإنقاذ يشكل الوجه العربي على الحد الفاصل مع دول القارة السمراء، تسعى الولايات المتحدة إلى إبعاد العنصر العربي عن القارة، وذلك عن طريق أولاً: دار فور التي تمثل مفتاح العروبة والإسلام في غرب أفريقيا، وإذا ما سيطرت الولايات المتحدة على ذلك الإقليم، بقيام شكل ما من الحكم في الإقليم، فإنها تستطيع أن تمنع المد العربي عن غرب أفريقيا. وثانياً: عن طريق جنوب السودان، وتم ذلك من خلال تبني الإدارة الأمريكية لمطالب الجيش الشعبي لتحرير السودان، حيث يمكن للجنوب بحكم الواقع، أن يلعب دوراً ضاغطاً على حكومة الخرطوم، ومن كل ذلك تسعى أمريكا إلى إيصال رسالة لدول الجوار العربي، وخاصة مصر، أنها ليست بمنأى عن التهديد الأمريكي لو حاولت الخروج على المصالح الأمريكية.

لكن الرؤية الأمريكية لمستقبل السودان، لا يعني بالضرورة فصل إقليم دار فور بشكل نهائي، وإنما الحفاظ على وحدة السودان بطريقة شكلية، مع تجزئته من الداخل في كيانات متعددة تربطها علاقات كنفدرالية هشة تتيح لأمريكا إدارتها جميعاً بسهولة، وبعد ذلك يتم ربط السودان بالقرن الإفريقي وشرق أفريقيا.

وأخيراً، صحيح أن قضايا حقوق الإنسان أصبحت واحدة من أجندات السياسة الخارجية الأمريكية تبني سياستها إزاء هذه الدولة أو تلك بناء على تعاملها وقضايا حقوق الانسان، إلا أن التاريخ لم يدل على حالة واحدة فقط تشير إلى اهتمامها بالقضايا الإنسانية في الوطن العربي.
رد مع اقتباس
قديم 03-25-2007   رقم المشاركة : ( 2 )
كريم السجايا
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز


كريم السجايا غير متواجد حالياً

افتراضي رد : قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول

بترول دارفور .. مطمع أمريكا الخَفِيّ

بسيوني الوكيل 9/11/1425
21/12/2004


تضع الولايات المتحدة عينها على أفريقيا لانتهاز أي بارقة أو فرصة يمكن أن تحصل من خلالها على البترول، ولذلك كان لابد أن يكون لدارفور حظ من هذا الاهتمام الأمريكي الذي يتضح في التدخل السافر وإثارة النزاع داخل المنطقة كوسيلة للسيطرة والتحكم المستقبلي؛ فالإدارات المعنية في الولايات المتحدة الأمريكية مثل وزارة الداخلية ووكالة الاستخبارات الأمريكية ومجلس الأمن القومي على علم دقيق بالأبحاث الجيولوجية التي أُجريت في جامعة برلين في عقد التسعينيات من القرن الماضي‏,‏ وتحت إشراف البروفيسور كليتش والتي تمّت حول الجزء الشمالي الغربي من السودان‏,‏ قرب نقطة الفصل الحدودية بين مصر والسودان، ثم تشاد والسودان‏ حيث أكدت هذه الأبحاث عمق الطبقات الجيولوجية وبعدها في التاريخ‏,‏ وتلك دلالة وافية ذات مصداقية عالية تبرز أن التراكيب الجيولوجية لأرض السودان تحمل في باطنها واحدة من أفضل المناطق البكر في العالم المحمّلة بالبترول مرتفع الجودة‏.‏
وقد تركزت الاحتمالات القوية للنفط في(‏13‏) منطقة‏,‏ وكان اللافت للنظر أن أكبر هذه البلوكات منطقة دارفور وتشمل مساحة (‏52‏) ألف كيلو متر مربع، وحسبما يؤكد (روبرت مورفي) مستشار وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية فإن النفط الإفريقي هو من النوع (الأوف شور) أي بمنأى عن أي اضطرابات سياسية أو اجتماعية محتملة.
11 سبتمبر مفرق الطرق لدارفور

ومن المعتقد أن أحداث 11 سبتمبر كانت مرحلة تاريخية فاصلة فالسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية اختلفت كثيراً بعدها عما قبلها، فكان لدارفور حظٌ كبير من هذا التحول، حيث أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي عام‏2001‏ سياسة الطاقة الأمريكية‏,‏ واعتبر أن النفط الإفريقي بمواصفاته النوعية العالية‏,‏ ونسبة الكبريت المنخفضة فيه‏,‏ بات يشكل سوقاً متنامية لمصافي النفط على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية‏، ومنذ أحداث‏11‏ سبتمبر‏ 2001‏م قامت الولايات المتحدة بتعديل العديد من توجهاتها الاستراتيجية خصوصاً في مجال النفط والغاز‏ حيث نظمت وزارة الخارجية الأمريكية مؤتمراً ضخماً تحت عنوان المائدة المستديرة للاستثمار عن الطاقة والثروة النفطية وبخاصة‏:‏ النمو والإمكانات الاقتصادية في إفريقيا والذي عقد بمقر الخارجية في شهر فبراير عام‏2002، كان هذا المؤتمر قد أقر السياسة الاستثمارية الأمريكية في أفريقيا‏,‏ وقد ذكر كولن باول وزير الخارجية في خطابه الافتتاحي‏:‏ أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت طريق الالتزام بإفريقيا وبأنها سترصد من الإمكانيات ما تحتاج إليه القارة، والتي أهملها الأوروبيون (لاحظ ذلك‏!)‏ طويلاً ‏فأفريقيا هي الرهان والبديل الرابح لأمريكا على المديين القصير والمتوسط‏؛‏ لأنها لا تشكل بديلاً لمصادر الطاقة فحسب‏,‏ بل ستكون الاحتياطي الاستراتيجي المضمون في كل شيء‏,‏ فالمصلحة الأفريقية المتنامية بشكل لافت‏ تترافق مع المنطق التقديري لاثنين من صقور الإدارة الأمريكية‏,‏ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والآخر نائبه بول فولفتير‏,‏ ووجهة نظرهما أن نفط أفريقيا يشكل جزءاً من النظرية القائلة: إن أمريكا يجب أن تتوقع وتحسب حسابات المفاجآت التي يمكن أن تأتي من أي مكان‏.‏

تنافس أمريكي- أوروبي

ويبدو أن الصراع الأمريكي الأوروبي غير المعلن قد لحق دارفور فهناك تسابق بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ـ خاصة فرنسا ـ على الدفع بالشركات البترولية المنتمية لكلا القطبين إلى الحصول على امتيازات تنقيب في منطقة دار فور‏,‏ وقد رأت الإدارة الأمريكية ضرورة السبق في دخول المنطقة وإبعاد النفوذ الأوروبي‏,‏ خاصة النفط موجود في باطن أراضي منطقة دارفور السودانية منذ فترة طويلة.
وقد دشن الرئيس السابق بيل كلينتون‏‏ السياسة البترولية الأمريكية تجاه أفريقيا أثناء فترة حكمه، واستهدفت محاصرة النفوذ الفرنسي التقليدي في القارة، وقد تغلغل النفوذ الأمريكي خلال السنوات الأخيرة في الكونغو برازافيل وساحل العاج وجيبوتي التي تستقبل قاعدة عسكرية أمريكية تضم نحو(‏1600‏) جندي وأخيراً بوروندي‏.‏
وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس جورج بوش في يوليو‏2003‏ إلى بعض دول القارة الأفريقية‏,‏ وقد اختار في بداية زيارته السنغال‏,‏ وهي قلعة الفرانكفونية‏,‏ وقد اجتمع فيها برؤساء دول الأكواس ومعظمها تنطق بالفرنسية‏,‏ وهي رسالة من الولايات المتحدة لفرنسا بعزم الأولى على الانفراد بأفريقيا‏، وقد طلبت الإدارة الأمريكية ألا تدخل الدول الأفريقية المنتجة للنفط في عضوية منظمة أوبك مقابل منافع استراتيجية من الولايات المتحدة‏، كما أن هناك صراعاً ما بين المصالح النفطية الأمريكية والمصالح النفطية الأوروبية حول الجزائر‏,‏ خاصة أن الرقعة الجغرافية للدولة كبيرة‏,‏ ونفوذها في شمال القارة الأفريقية له وزنه‏,‏ وترى الإدارة الأمريكية أن الحجم الحقيقي لإمكانيات الجزائر النفطية لم يظهر حتى الآن‏,‏ والرهان الأمريكي عليها كبير‏.‏
‏ ولذلك كان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الشخصية الأبرز في التعامل مع ملف دارفور؛ ذلك أن ملف السودان يقع تحت مسؤولية الخارجية ويُدار بصفة مباشرة بواسطة وولتر نستاينر مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية‏,‏ وهو الذي أشرف على تطبيق تقرير دانفورث وخاصة الشق البترولي لتقسيم عوائد النفط بين الجنوب الشمال‏.‏

‏دارفور مدخل لبترول القارة

يعتبر نفط دارفور جزءاً مهماً من السياسة البترولية الأمريكية تجاه إفريقيا والهيمنة الأمريكية على الأنشطة البترولية داخل القارة الأفريقية‏ التي توفر أكثر من‏11‏% من الإنتاج العالمي للنفط‏.‏‏
فقد قدر مؤتمر التجارة والتنمية مجمل احتياطي القارة الأفريقية من النفط بنحو‏(80‏) مليار برميل أي ما نسبته ‏8‏% من الاحتياطي العالمي للخام‏,‏ وسوف تستورد الولايات المتحدة الأمريكية من الآن وحتى عام‏2015‏ ما نسبته‏25‏%‏,‏ من احتياجاتها النفطية من الصحراء الأفريقية، والاستيراد الحالي يمثل ‏16‏%.‏
ويستهدف النشاط الأمريكي مجموعة من الدول التي اختيرت بعناية كبيرة وهي‏:‏ السودان، تشاد، أنجولا، موريتانيا، نيجريا، غينيا الاستوائية، الجزائر‏,‏ وذلك لوجود إمكانيات بترولية كبيرة لديها، وموقعها المتميز من الناحية الجغرافية بالنسبة لاستخراج وخروج النفط الخام بسهولة إلى الأسواق الدولية، ومركزها الاستراتيجي على صعيد الصراع الدولي حول الموارد‏، جودة النفط المستخرج وارتفاع نسبة نقاء الخام‏.‏
فمن المتوقع أن يرتفع رقم صادرات السودان إلى (‏600‏) ألف برميل بحلول عام‏ 2005‏، وسيرتفع الرقم إلى مليون برميل يومياً خلال عامين بعد ذلك‏,‏ علما بأن الاحتياطي المعروف من النفط الخام يوازي 1% من الاحتياطي العالمي‏، فيما تعتبر أنجولا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في الصحراء الأفريقية بعد نيجيريا ويبلغ إنتاجها من الزيت الخام (0‏95‏) ألف برميل أي نحو‏1.3‏ % من إجمالي إنتاج الزيت العالمي.
وتعتبر أنجولا من أكبر الدول الأفريقية المصدرة للزيت الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

اهتمام خاص بنيجيريا

بالنسبة لنيجيريا فتولي الولايات المتحدة اهتماماً خاصاً بهذه الدولة‏‏ نظراً لاتساع رقعتها الجغرافية من جهة ولموقعها الاستراتيجي داخل القارة الأفريقية‏,‏ وكذلك الحجم السكاني الكبير والنسبة الكبرى من المسلمين فيه‏,‏ ثم لمكانة نيجريا البترولية داخل منظمة أوبك‏.‏
ومن المتوقع زيادة طاقة نيجيريا الإنتاجية إلى أكثر من (‏3‏) ملايين برميل يومياً خلال الفترة من‏2004‏ ـ‏2006,‏ ولكن وجودها داخل أوبك يقيدها بحصة إنتاجية لا تزيد على(‏1.9‏) مليون برميل يوميا‏ً، في حين تنتج الجزائر (‏1.2‏) مليون برميل نفط في اليوم‏,‏ وإمكانياتها كبيرة جداً من الغاز‏,‏ وهي من أكبر مصدريه إلى الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

أعضاء جدد في النادي البترولي

موريتانيا‏,‏ وغينيا الاستوائية وتشاد لم تكن معروفة من قبل على الخريطة البترولية‏,‏ وقد شهدت السنوات الأخيرة اكتشافات بترولية مثيرة للانتباه‏,‏ كمؤشرات على أن القارة الأفريقية واعدة وحبلى بالثروة النفطية‏، وتشير الدراسات إلى أن إنتاج موريتانيا من النفط سيصل إلى(‏85‏) ألف برميل يوميا‏ً,‏ وقد بدأ التجمع المتعدد الجنسيات في حفر أول بئر بحقل شنقيط لتأكيد تقديرات سابقة عن وجود احتياطيات تقدر بـ (‏95‏) مليون برميل من النفط‏.‏
وبالنسبة لتشاد‏,‏ فقد بدأت إنتاج أول برميل من النفط في شهر يوليو‏2003‏ من حوض دوبا بالجنوب والإنتاج الكبير سيكون في هذا العام‏,‏ ومن المتوقع أن يصل الإنتاج اليومي في تشاد عام ‏2006‏ إلى(‏225)‏ ألف برميل‏.
أما بخصوص غينيا الاستوائية‏,‏ فمن المتوقع أن تؤدي سلسلة الاكتشافات الجديدة إلى زيادة إنتاجها إلى أكثر من(‏300‏) ألف برميل‏‏ يومياً هذا العام خاصة من الحقول الواعدة‏‏ في سيبا وزافيرو‏.‏
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 03-25-2007   رقم المشاركة : ( 3 )
ABO TURKI
مراقب

الصورة الرمزية ABO TURKI

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 19
تـاريخ التسجيـل : 09-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,412
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 1889
قوة التـرشيــــح : ABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادةABO TURKI تميز فوق العادة


ABO TURKI غير متواجد حالياً

افتراضي رد : قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول

كريم السجايا أشكرك على الموضوع
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
هارب من الجيش الأمريكي يحكي / منقول كريم السجايا الــمـنـتـدى الـعـام 5 03-18-2007 12:59 AM
قراءة آخرسوة البقرة أبن مقيبل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 11-28-2006 08:07 PM
تخيل نفسك في هذا الموقف محمد جميل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 1 06-05-2006 09:18 PM
الموقف abonayf منتدى تجارب الكتابة 7 09-02-2005 08:40 PM


الساعة الآن 12:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by