الشمعة واللمة

[عبد الحميد تمالة]

الشمعة واللمة الشمعة واللمة الشمعة واللمة الشمعة واللمة الشمعة واللمة

حدث ذلك ليلة البارحةفقد انقطع التيارالكهربائى فجاة فى البيت فترك كل ما فى يدة وهرع الى الصالة كل يتحسس طريقة فى الظلام الدامس وقامت زوجتى تتحسس طريقها هى الاخرى ولكن الى شمعة تعرف مكانها فى المطبخ اشعلتها بعود ثقاب وكانها قد احتفظت بها للطوار ئ ثم جاءت ووضعت الشمعة على الطاولة الصغيرة بالصالة والتففنا حول ضوء الشمعة فجعلت اتصفح وجوة ابنائى على الضوء الباهت وكانى اراهم لاول مرة ولم نكن قد اجتمعنا هكذا منذ زمن نعم كنا نجتمع امام التلفاز بين الفينة والفينة نشاهد شريطا او مسلسلا تلفزيونيا تم نتفرق بعد المسلسل كل الى شغلة الخاص وقد التزم كل منا الصمت اثناء المسلسل الا ان بعض الكلمات المتناثرة هنا وهناك ولكنا هذة المرة اجتمعنا وقد توقف كل مؤثر خارجى يشغلنا عن بعضنا البعض فلا تلفاز ولاجهاز حاسوب ولامذياع اومسجل) ليس هناك الاضوء الشمعة ينثر ظلالا باهتة على وجوهنا ونحن ننظر بعضنا الى بعض قطعت الصمت وقلت هيا ننتهز هذة الفرصة وليحكى كل واحد منا للاخرين حكاية طريفة او نكتة او فزورة فبدانا نتبارى كل يظهر ملكاتة ومواهبة فى فن الالقاء والسمر استمر هدا الحال قرابة الساعة ولا اكتمكم القول انها كانت احلى ساعات العمر فقد اكتشفت فيها ابنائى وما يتمتعون به من روح المداعبة والطرفة ما لم اكن اعرفة من قبل.
قد يتساءل البعض لماذا اذكر هذة القصة والبعض يتوقع ان اتحدث عن شهر رمضان مثلا او عن المحنة
التى تمر بها امتنا وصدقونى لم اتجاوز ذلك عندما سردت هذة القصة فمحنة امتنا فى تفرقها وقد تفشى هذا المرض فى جسم امتنا فوصل الى اصغر خلاياها وهى الاسرة فاسرنا متفرقة لايكاد الاب يعرف عن ابنائة شيئا ولا يكاد الاخ يعرف عن اخية شيئا والام التى يفترض ان تكون موضع سرابنتها اصبحت فى واد وبناتها فى واد اخر ول صلاح للامة الااذا صلحت الاسرة
واخيرا مشكورة حبيبتى الشمعة على اللمة
ولنا عودة ومع تحياتى

[@ بن سلمان @]

الحياة المدنية أشغلتنا و حالت بيننا وبين التواصل
والظلمة هي اللحظة التي يجد فيها الانسان نفسه ليتحسس ما حوله
أخي عبدالحميد ما المانع أن يكون لنا ليلة معتمه في كل شهر