السفر إلى تركيا

[خلف بن عبدالعزيز الثمالي]

ماذا دهاك ياأبتي يامنقاش (الباب العالي) ؟
حسناً ......
سأبعث إليك باللّقب مع الصّدر الأعظم( رويعي الغنم)
فلا حاجة لي به,وقد ذهبت نفسك عليه حسرات.

في الحقيقة يا أبتي دخل الإسلام إلى وسط آسيا أبّان الحكم الرّاشدي كما ذكرت
وفي زمن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه,وقد اتّجهت الجيوش الإسلاميّة إلى الأقاليم
الواقعة غرب بحر الخزر(بحر قزوين),كبلاد الدّيلم ,وأذربيجان,وأرمينية,وقزوين وغيرها,حيث قام
البرّاء بن عازب بفتح قزوين والدّيلم,وقام عتبة بن فرقد السّلمي بفتح إقليم أذربيجان,وقام
سراقة بن عمرو وعبد الرّحمن بن ربيعة الباهلي بفتح أرمينية والقفقاس والقوقاز,وقام
سويّد بن مقرن بفتح جرجان وطبرستان,كما قام نعيم بن مقرن بفتح مدينة(واج روذ)
بين همذان وقزوين واتّخذ ابن مقرن الرّيّ عاصمةً له.وفي الحقيقة أغلب هذه الأقاليم
وغيرها كأصفهان وهمذان,وخراسان,وسجّستان,ومكران فتحت في هذا العهدالرّاشدي.

ولكنّ الأمورلم تستمرّ على ماهي عليه حتّى العصر الأموي بل تغيّرت. ففي عهد معاوية
قُضي على تمرّد أهل سجّستان ,وفي عهد معاوية وصلت الفتوحات إلى ماوراء بلاد النّهر
لتشمل بخارى وسمرقند وبلخ.

وعندما تولّى الخلافة عبدالملك بن مروان وفي ذلك الوقت مازال الحجّاج والياً على العراق
استطاع الحجّاج أن يقض على رتبيل ملك التّرك حيث بعث إليه المهلّب بن أبي صفرة
والي خراسان وعبيدالله بن أبي بكرة والي سجّستان ولحق بهم الأشعث فيما بعد
ولكنّ الأشعث وللأسف الشّديد تمرّد على الحجّاج بل وخلع الحجّاج من الولاية وخلع
الخليفة أيضاً, إلاّ أنّ الحجّاج فيما بعد استطاع أن يقضي ليس فقط على رتبيل بل
على ألأشعث أحد قادة الجيوش الإسلاميّة,وكان تمرّد الأشعث على الخليفة والحجّاج
هو أنّه أراد أن يواصل الزّحف إلى ماوراء نهري سيحون وجيحون,وبعد مقتل الأشعث
عيّن الحجّاج قتيبة بن مسلم الباهلي على خراسان,والذي أخضع خوارزم والشّاش
وفرغانة,وكاشغر,واستطاع قتيبة أن يأخذ الجزية من ملك الصّين,لذا أعتبر قتيبة من
كبار القوّاد في هذا الفتح الإسلامي وكان ذلك مابين العام80هـ والعام95هـ.

ولاننس دور محمد بن القاسم الثّقفي ,والذي دانت له بلاد السّند زمن الحجّاج أيضاً
وبالتّحديد في زمن الوليد بن عبدالملك حيث هرب من مقابلته داهر ملك السّند
إلا أن محمّد لحقه وقتلة,كما أنّ محمّد بن القاسم سيطر على الملتان وقندهار
ووصل إلى حدود كشمير.

وليت أنّك لم تذكرني بجنكيز خان المغولي التّتري فلقد تذكرت أحفاده هولاكو
وتيمور لنك,وتذكرت أنّه وعلى أيديهم سقطت الدّولة العباسيّة في العام656هـ
بعد أن اجتاحوا في طريقهم الكثير من أقاليم النّهرين,واجتاحوا الدّولة الخوارزميّة
المسلمة وغيرها حتّى وصلوا إلى بغداد التّي عاثوا فيها فسادا,حيث استسلم
المستعصم بالله لهولاكو ,وقد حدثت خيانة من جانب وزير المستعصم بالله إذ
تواطأ هذا الأخير مع المغول,وأقنع المستعصم بالله بأن يستسلم مقابل أن
يأخذ نصف خراج بغداد والنّصف الآخر لهولاكو فوافق هولاكو وقال آتوني به
لنجري الاتّفاق وعندما حضر المستعصم بالله أخذ هولاكو جميع أمواله فقتله.

أمّا أنت يا أبتي فنريد منك أن تحدّثنا عن يأجوج وماجوج والسّد والأسكندر
وعقدة بامير(سقف العالم) في تلك المناطق إذا تكرّمت.
دمت بخير,وعافية.