الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-26-2008
الصورة الرمزية ورد الجوري
 
ورد الجوري
فعال

  ورد الجوري غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز
افتراضي مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار


إن عدم تصور خطورة مصاحبة أصدقاء السوء لهو خطر عظيم محدق بصاحبه ، إذ يفقد بذلك عاملاً هاماً يقيم به وضعه، ويبصر به مواضع الخطى.وإذا أردنا الحديث عن هذه الأخطار والأضرار ، فإنما نجمعها من نص قرآني، أو حديث نبوي، أو قول صحابي، أو تابعي، أو عالم رباني، أو حكمة شاردة، أو درة خرجت من فم عاقل لا يلفظها المنطق السليم، أومن خلال قصة واقعية، من القديم أو الحديث.فنجلي لك أيها الحبيب شيئاً من هذه الأخطار والأضرار عبر هذه الوقفات:
1- شرخ في بنيان العقيدة:
لاشك أن عقيدة المسلم هي أغلى ما يملك، وهي مدار سعادته أو شقاوته وإن الصحبة السيئة لها تأثير مباشر وغير مباشر على عقيدة الصديق، الذي ضاق به أفقه عن استيعاب هذه القضية.ولا يخفى علينا ذلك الموقف الذي آلم النبي صلى الله عليه وسلم، وتألم له كل مسلم بألم الحبيب محمد ، إنه موت أبي طالب عم النبي على الكفر، أتدري بم خسر أبو طالب عقيدته ومات على الكفر؟ خسرها بجلساء السوء المحرضين على الباطل
فعندما حضرت أبا طالب الوفاة، جاء زعماء الشرك، وحرضوه على الاستمساك بدينه وعدم الدخول في الإسلام قائلين: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام قائلا: قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة ، ولكن أنى لأهل الضلال أن يدعوه فما زالوا به حتى مات على ملة الكفر.
وقد تعترض على كلامي متعللا بأن أبا طالب كان على الشرك أما أنت فمسلم فكيف يتصور هذا الإضرار بالعقيدة الذي تتحدث عنه؟
أجيبك أيها الحبيب:اعلم أن ذلك يتصور حدوثه بأكثر من وجه:
ا-مصاحبة غير المسلمين:
ولا نعني بذلك مجرد المعاملة الحسنة، فالله تعالى لم ينهنا عن الذين لم يقاتلونا في الدين أن نبرهم ونقسط إليهم، وخص أهل الكتاب منهم بعدة أحكام تنم عن عظمة هذا الدين وسماحته وعدله. ولكن جعل الإسلام لهذه العلاقة حدوداً تحافظ على عقيدة المسلم وهويته، وتمنعه من الذوبان في غير إطار المسلمين بغير بغي ولا ظلم للآخرين.
وقد يؤتى البعض من قبل اختراق هذه الحدود، عندما تأخذ العلاقة بينه وبين غير المسلمين شكل التعايش والولاء والتآخي ونحو ذلك مما لا يكون إلا للمسلم.هذا التعمق في العلاقة معهم قد يؤثر على عقيدة الولاء والبراء عند المسلم، فقد يميل إلى ملة الآخر، ويقتنع بها، أو يعتقد صحة باطلها، أو يرى أن الإنسان يسعه الدخول في هذه الملة، وقد تحدث الطامة الكبرى ويفارق دين الإسلام إلى الملة الأخرى، سواء كان بدافع التعلق والميل القلبي ، أو بدافع الاقتناع بهذه الملة.
ب-ويتصور ذلك أيضاً في وجود صديق متأثر بالأفكار والمذاهب الضالة-كالشيوعية مثلا-ويحاول بدوره أن يصنع الهيمنة لأفكاره –شأن صاحب أي فكرة-فيبدأ في التأثير على صاحبه وإثارة الشبهات لديه ، ويستغل جهله بالدين ليشككه في ثوابته.
ج-ويتصور ذلك أيضاً في مصاحبة من لا يخلو حديثه من سب الدين، فمن يصاحبه إنما هو على خطر في جميع الأحوال، فإما أن يكتسب هذا الجرم العظيم منه، ويتعود على سب الدين، وهو ذنب عظيم، وإما أن يجالسه دون أن يحذو حذوه، فحسبه في ذلك قول الله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم) يقول ابن كثير:" أي: إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك, فقد ساويتموهم في الذي هم فيه". فمع الأسف الشديد هناك عدد ليس بقليل من الشباب يتمازحون بسب الدين بعضهم لبعض ، أو يسبون الدين في أدنى درجات الغضب.
2-قطاع الطريق:
كثير من الشباب يحنون إلى العودة إلى الله، والتوبة والاستقامة، ولكنهم يحجمون بسبب أصدقاء السوء الذين يخذلونهم ويثبطونهم ويقطعون عليهم طريق الإنابة. لذلك فلا يسع مريد التوبة إلا الابتعاد عن الأوساط المضرة التي تؤثر حتماً فيمن يتواجد فيها.وليس أدل على ذلك من الحديث النبوي العظيم حديث قاتل المائة نفس : عن أبي سعيدٍ سعد بن مالك بن سنانٍ الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفساً, فسأل عن أعلم أهل الأرض, فدل على راهبٍ, فأتاه فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفساً, فهل له من توبةٍ ؟ فقال: لا, فقتله فكمل به مائةً, ثم سأل عن أعلم أهل الأرض, فدل على رجلٍ عالمٍ فقال: إنه قتل مائة نفسٍ فهل له من توبةٍ ؟ فقال: نعم, ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا, فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم, ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ, فانطلق حتى إذا انتصف الطريق أتاه الموت, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى, وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط, فأتاهم ملكٌ في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له, فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد, فقبضته ملائكة الرحمة.
فالرجل كان صادقاً في توبته، بدليل إرادة التوبة حتى بعدما أضاف جريمة أخرى إلى رصيده بفتوى جاهل، ولكنه لم ينتفع بهذه التوبة ، ولم تستتم له إلا بعدما استجاب لنصيحة العالم الذهبية، وترك الوسط السيء إلى ما هو أفضل.
ونحن نسأل صاحبنا:أتدري لم لا يروق لهم أمر توبتك ؟الإجابة باختصار :لأنهم يشعرون في قرارة أنفسهم بالنقص والعيب ، فإن فارقتهم إلى صراط مستقيم، حسدوك لأنك سوف تتحرر من قيود الذل، وتحيا حياة النور، وتصير أفضل وأنقى وأطيب منهم، وهو ما لا يرضونه لأنفسهم.وربما كانت هناك مصالح ومنافع يحصلونها بوجودك معهم ، ويخشون فقدانها بمفارقتك لهم، فيحاولون إقعادك عن سلوك درب الاستقامة بشتى الوسائل، بالتخذيل أو السخرية أو التذكير باللذات والمغامرات وربما وصل الأمر إلى التهديد بإفشاء الأسرار
3-الحور بعد الكور:
فكم من شاب صالح أرداه صاحب سوء من علياء الصلاح إلى قاع الضلال، وكم من فتى تاقت نفسه إلى رغد العيش في ظلال العبودية وما حجبه عن ذلك إلا صحبة الشر.وإن كان لنا في قصة ابن خلف وابن أبي معيط عبرة، إلا أن وباء الصحبة السيئة في كل عصر يقف على ناصية طريق الاستقامة يتربص بالسالكين، وينشب مخالبه بالشريد والهزيل .
ذهب ولم يعد
وهاهو عصرنا يفتح لنا إحدى صفحاته الغبراء لتسفر لنا عن قصة ضحية من ضحايا قرناء السوء، يقول راوي القصة:"صحبنا على ظهر سفينة هجول بها حول البلدان طلباً للرزق شاب صالح، نقي السريرة، طيب الخلق، كنا نرى التقى يلوح في قسمات وجهه، والنور والبشر يرتسمان على محياه لا تراه إلا متوضئاً مصلياً، أو ناصحاً مرشداً، إن حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا، فإن تخلف أحد عنها، أو تأخر عاتبه وأرشده، وكان معنا على هذه السجية طيلة أسفارنا، وألقى بنا البحر إلى جزيرة من جزر الهند، فنزلنا إليها، وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقروا أياماً يرتاحون فيها ويستجمون بعد عناء السفر الطويل، يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم وأبنائهم، ثم يرجعون إلى السفينة في الليل، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال يتيمم أماكن اللهو والهوى ومحال الفجور والبغاء، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبداً بل يقضي هذه الأيام يصلح في السفينة ما احتاج منها إلى إصلاح، فيفتل الحبال ويلفها ويقدم الأخشاب ويشدها، ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة وقته ذاك.
وفي إحدى السفريات وبينما كان الشاب منشغلاً بأعماله تلك إذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها، وبسافل الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول:صاحبي، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها، لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك، ترى ما يشرح الخاطر، ويؤنس النفس!أنا لم أقل لك تعالى إلى أماكن البغاء وسخط الله ولا إلى البارات وغضب الله هيهات يا صاحبي لكن تعال فانظر إلى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها، وإلى راكب الفيل كيف يجعل من خرطومه سلماً، ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة وآه لو رأيت من يمشي على المسامير أنى له الصبر، ومن يلقم الجمر كأنه تمر، ومن يشرب ماء البحر فيستسيغه كما يستسيغ الماء الفرات، يا أخي انزل وانظر الناس! فتحركت نفس الشاب شوقاً لما سمع فقال: وهل في هذه الدنيا ما تقول؟
قال صاحب السوء: نعم وفي هذه الجزيرة فانزل تر ما يسرك، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه وتجولا في أسواق المدينة وشوارعها، حتى دخل به إلى طرق صغيرة ضيقة، فانتهى بهما الطريق إلى بيت صغير، فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره، وقال:سآتيك بعد قليل، ولكن إياك أن تقترب من الدار، جلس الشاب بعيداً عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكراً وفجأة إذا به يسمع قهقهة عالية ليفتح الباب وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.أواه!! إنه الباب الذي دخل فيه الرجل، وتحركت نفس الشاب فدنا من الباب، ويصغ سمعه لما يدور في البيت، وإذا به يسمع صيحة أخرى، فنظر من شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئاً لم يألفه، ولم يره من قبل، ثم رجع إلى مكانه، ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكراً:ما هذا؟!!ويحك هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه.
فقال الرجل:اسكت يا أعمى يا مغفل هذا أمر لا يعنيك.
قال الراوي:ورجعا إلى السفينة في ساعة متأخرة من الليل، وبقى الشاب ساهراً ليلته تلك مشتغل الفكر فيما رآه، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه، وامتلكت النظرة فؤاده. فما إن بزغ الفجر وأصبح الصباح حتى كان أول نازل من السفينة، وما في باله إلا أن ينظر فقط، ولا شيء غير أن ينظر وذهب إلى ذلك المكان، فما إن نظر نظرته الأولى وأتبعها الثانية حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك، واليوم الذي بعده كذلك، فافتقده ربان السفينة وسأل عنه:أين المؤذن؟ أين إمامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح؟ فلم يجبه من البحارة أحد، فأمرهم أن يتفرقوا للبحث عنه، فوصل إلى علم الربان من ذهب به إلى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له: ألا تتقي الله، ألا تخشى عقابه، عجل اذهب فأحضره ، فذهب إليه مرة بعد مرة فلم يستطع إحضاره، لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم، فلم يكن من قائد السفينة إلا أن أمر عدة من الرجال أن يحضروه قسراً فسحبوه بالقوة وحملوه إلى السفينة.
قال الراوي: وأبحرت السفينة راجعة إلى البلاد، ومضى البحارة إلى أعمالهم، وأخذ ذلك الشاب في زاوية من السفينة يبكي ويئن، حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء، ويقدمون له الطعام فلا يأكل، وبقى على حاله البائسة هذه بضعة أيام، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه، ولم يستطع أحد من أهل السفينة أنن ينام، فجاءه ربان السفينة وقال له:يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام, ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر: دعني فإنك لا تدري ما الذي أصابني؟ فقال الربان: وما الذي أصابك؟ وعند ذلك كشف الشاب عن عورته وإذا الدود يتساقط من سوأته، فانزعج ربان السفينة وارتعش لما رأى، وقال أعوذ بالله من هذا، وقام عنه الربان.وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة مدوية أيقظتهم، وذهبوا إلى مصدرها فوجدوا ذلك الشاب قد مات ، وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه، استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر.
فانظر أيها الحبيب كيف عدل هذا الشاب الصالح عن طريق الخير والصلاح والاستقامة بسبب رفيق سوء فتح له أبواب الغواية .
تابوت الأحزان
وهاهو شاب آخر كان قاب قوسين أو أدنى من الالتزام ، صار ضحية أخرى من ضحايا رفقاء السوء، في قصة يقول راويها: " كانت معرفتي به بسيطة.. أحياناً متفرقة, أراه في المسجد وأياماً كثيرة لا أراه.. كنت أسلم عليه بحرارة وكنت في شوق إلى معرفته والتحدث إليه..عندما انصرفنا من صلاة العصر.. وقفت أنا وزميل لي خارج المسجد نتحدث.. فإذا به قادم.. وسلم على زميلي ثم سلم عليّ.. وبدأ أنهما على معرفة سابقة. فقد كانا زميلي دراسة.
تجاذبنا أطراف الحديث وطلبت منهما موعداً لزيارتي في منزلي. فوافقا واتفقنا على الاجتماع بعد صلاة العصر غداً.سألت زميلي عنه فحدثني بأنه إنسان فيه خير كثير. فاستفسرت عن سبب غيابه عن المسجد أياماً طويلة خاصةً وأنه جار للمسجد. فأخبرني أن صديقه هذا له رفقاء سوء في العمل فإذا اتصل بهم تراه يتغيب عن المسجد ولا يحضر للصلاة وتكثر أسفاره.
وتحدثنا طويلاً عن أفضل الطرق لإبعاده عن رفقاء السوء. طمأنت زميلي وقلت سأحاول إبعاده عنهم قدر المستطاع. ادع الله أن يعينني على ذلك وسأحتسب الأجر عند الله.كان الاستعداد للموعد العصر وفرحت به كثيراً لعل الله أن يهديه على يديّ..أخبرت بعض الأصدقاء وقلت لهم نريد أن تبعده عن رفقاء السوء وهذا لا يتم إلا بالتعاون بيننا جميعاً وكسب مودته وحبه لعل الله أن يهديه..
تمت الزيارة في موعدها وحصل ما كنت أريد, فالرجل محب للخير.. قريب للنفس..تشعب بنا الحديث وكان بعض حديثنا عن الجو الممطر هذه الأيام وأن في منطقة كذا ربيع وأرض خضراء..
شاركنا في الحوار فإذا به صاحب معرفة بالمناطق الخضراء ذات المناظر الخلابة.. فأشار بأن المنطقة الفلانية أفضل من جميع المناطق وذلك لأنها أرض رملية مغطاة بعشب أخضر وبين تلك الكثبان الرملية غدير ماء.. فاتفقنا على الخروج نهاية الأسبوع لهذا الموقع الجميل.وصمم أن نكون ضيوفه ولكننا رفضنا.
قلنا له نكفي منك الفكرة ومعرفة الطريق. وبعد مشاورات أصبحت الرحلة مشاركة من الجميع في كل شيء ما عدا الفكرة فهو صاحبها.
جو ربيعي جميل ومنتزه تحفه الرمال من جميع الجوانب.. وهذه الروضة وسط الرمال. من أجمل المناطق. فعلاً.
أصبح الرجل يودنا ويحبنا ونشأ بيننا الكثير من المحبة والألفة.. خاصةً أن الرحلات للمناطق البعيدة تعني التقارب بين الجميع.. استمرت صداقتنا مع بعض مدة طويلة وأصبح الخروج إلى البر يتم بدون مقدمات لأننا اتفقنا على الخروج نهاية كل أسبوع..
وأصبح هناك ترتيب لجدولنا اليومي في الرحلة واستفادة من الوقت سواء من ممارسة الرياضة أو من استقطاع وقت للراحة.. وكان هناك درس بعد صلاة الفجر يعقبه آخر بعد صلاة العصر مدته قصيرة.. وعانيت من ذلك معاناة شديدة بسبب هذا الارتباط الأسبوعي للخروج خارج البيت..
فقد كان هذا الوقت بالنسبة لي بمثابة تفرغ كامل للقراءة والكتابة.. إضافةً إلى أنني ألغيت الكثير من ارتباطاتي العائلية.. أصبح صاحبنا محافظاً على الصلاة ودوام على صلاة الجماعة في المسجد بما في ذلك صلاة الفجر وظهرت عليه سيما الصلاح والاستقامة. وقد كان لارتباطي الخاص به فرصة لقربه مني فقد باح لي بالكثير مما يعانيه من قبل. ومراحل ضياعه.حيث كان يتيماً وتربى في بيت جده.استمرت علاقتنا هذه لمدة شهرين كاملين.. بعدها قدر الله لي أن انتقل من بيتي إلى مكان آخر في أطراف المدينة لقربه من مكان عملي وانقطعت تلك الأيام والرحلات وحتى الاتصال الهاتفي. لعدم وجود هاتف لديّ.
وقد غبت بسبب ذلك فترة ليست طويلة عن هذا الشخص وحتى عندما اتصل عليه في بيته يقولون غير موجود..
وسبحان مغير الأحوال فقد أخبرني بعض الزملاء ممن كان يذهب معنا أنه عاد لرفقاء السوء وعاد لبعده عن الله جل وعلا.. وأخذت الأسفار جل وقته..
فقد أهمل عائلته ورجع إلى سالف عهده فترك صلاة الجماعة وبدأ يتراجع إلى الخلف.بدأ يسمع الأغاني.. ترك حفظ القرآن.. ترك الشباب الصالحين.. ترك الكتب القيمة. تحسرت على ذلك ودعوت الله لي وله.. وحثثت بعض الإخوة على معاودة تلك الرحلات.بعد مدة هاتفني أحد الزملاء وكان صوته متغيراً.. وأخبرني أن فلاناً توفي. إنا لله وإنا إليه راجعون.ماذا جرى له فمنذ مدة لم أره ولم أجده في بيته فقد اتصلتُ عليه كثيراً.. قال لي أنه سافر إلى شرق آسيا مع رفقاء السوء وتناول جرعة كبيرة من مادة مخدرة..
مات هناك وحُمل في تابوت على متن الطائرة العائدة ومعه تقرير يثبت أن وفاته كان سببها تناول المخدرات.
وجلت أيما وجل من سوء خاتمته وأيقنت أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. فهو لم يستمر في توبته.. بل رجع إلى ما كان عليه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. تقلب في حياته من الشر إلى الخير.. ثم عاد إلى طريق الشر وختم له بنهاية سيئة.. قال أهله.. ليته مات بأي شيء إلا هذه الموتة وهذا التقرير.. رفعت يدي إلى السماء ودعوت من كل قلبي.. (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).
الأرقام تتحدث
وهذا أحد الدعاة يطرح نتائج بعض الإستبانات والدراسات، والمقابلات مع الشباب تحضيراً للكلام عن موضوع" عوائق الاستقامة" يقول الشيخ:"قد يفكر الشاب بالاستقامة، بل إنه قد يقدم عليها، بل قد يخطو خطوات عملية في ذلك، ولكن عندما يعود إلى جلسائه وزملائه سرعان ما يعود إلى حالته السابقة، والذين تم سؤالهم شفوياً اتفق أكثرهم على أن الجليس والصديق يعتبر من أهم العوائق التي تعوق الشاب عن الاستقامة، فنجد أن 48% من الفئة الثانية، و36%من طلاب المرحلة الثانوية، و29%من طلاب المرحلة المتوسطة، يعتبرون ذلك من أهم الأسباب.
4-مذابح العفة:
فكم من شاب كان متلفعاً بثوب العفاف ينعم فيه، ثم أتاه تلميذ إبليس، يزين الوقوع في أوحال الرذيلة، وكم من فتاة كانت لؤلؤة في محارها مكنونة، ثم أغوتها صديقة سوء وأخرجتها من سياج عفتها وعرضتها لمخالب وأنياب الذئاب.
تحقيق
إن قضية الشهوة لهي من أخطر قضايا الشباب التي تحتل مساحة عظيمة لديهم ، حيث أنها-الشهوة- شيء غريزي مركب في بني البشر، وحاجة ملحة لا تكف عن الهتاف، وهي عند الشاب أقوى وأعلى نداءً، وهذه طبيعة المرحلة التي يحيا فيها الشباب.فيقفون في مواجهة صعبة مع الشهوة، قد زاد من ضخامة التحدي ملاحقة المغريات لهم ، يتزامن معها الهزال الاقتصادي الذي يصعب معه الزواج.
وبنظرة متفحصة في جوانب قضية الشهوة، ندرك أنه بالإمكان، بل لا نبالغ إن قلنا من اليسير مواجهتها، واستنادنا في ذلك على مسلمة شرعية، وهى أن الله تعالى لم يكلف الإنسان ما لا يطيق، (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، فإن كان الله تعالى كلفنا باجتناب الشهوات المحرمة وهو يعلم أنه ليس كل الناس يستطيع الزواج، ولم يجعل عدم القدرة على الزواج عذراً في إتيان الشهوة المحرمة، فمعنى ذلك أن مواجهة الشهوة أمر في مقدور الإنسان طالما قد أخذ بأسباب تلك المواجهة .وعندما ننزل إلى أرض الواقع، نرى أن هناك دواع مغروسة في مجتمعاتنا الإسلامية تأخذ بحجزنا عن تلك المزالق: منها الوازع الديني الموجود في قلوب كثير من المسلمين على اختلاف درجاته، واستقباح الرذائل، والخوف على السمعة، واعتبار نظرة الناس.
ولكن مما تستحيل معه مواجهة الشهوة مصاحبة أصدقاء السوء.حيث أن الرفقة السيئة من أخطر أسباب الوقوع في الشهوات المحرمة.قل لي بالله عليك من علم الغلام الحديث عهد بالبلوغ تلك العادة السيئة (الاستمناء)، ومن علم فلاناً كيف يتصفح المواقع الإباحية على(الإنترنت)، ومن علم فلاناً كيف يغزو قلوب الفتيات ويوقع بهن في براثنه، ومن دل فلاناً على أماكن الرذيلة والفاحشة.حتماً ستجد وراء كل حادثة شيطاناً يدعى رفيق السوء.
(في تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية يقول أحد الشباب:أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين، حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم إباحي، فقام بتشغيله
الطارق
وهاهو أحد الدعاة يحدثنا عن شاب أغواه رفقاء السوء ما زالوا به حتى غمسوه في مستنقع الفاحشة:" اسمعوا إلى هذا الرجل الذي كان يصلي, وكان مع الصالحين, ولكن ضعفت نفسه, وفتر إيمانه, وقل دينه, فصار لا يحافظ إلا على الصلاة, ويرتكب كثيراً من المعاصي والذنوب, انظر كيف مكر فمكر الله به, جلس يوماً مع أصحابه أصحاب السوء, فقالوا له: يا فلان! ما رأيك أن نذهب إلى بلاد كذا؟ قال: معاذ الله! ولا زال في القلب دينٌ وإيمان, قال: معاذ الله لا أذهب معكم, فلا زالوا به يراودونه, يا فلان! تعال معنا ولا تفعل شيئاً من الحرام, تعال وتمتع ولا ترتكب شيئاً من الإثم, قال: لا لن أذهب معكم, فلا زالوا به -أصحاب السوء- حتى أقنعوه بأن يسافر معهم. وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33] غره بالله الشيطان, فسافر إلى تلك البلاد, فكان في كل ليلة يذهب أصحابه يسهرون على الحرام والخمر والنساء, ومعاقرة الحرام, وكان يمكث في غرفته لوحده, ولا يخرج معهم, ولا يرتكب الحرام معهم, فتقاسموا بينهم, ومكروا مكراً, وقالوا: فلان لا يرتكب الحرام معنا لا بد أن نوقعه معنا في الحرام كيف؟ سوف نأتيه بعاهرة داعرة إلى غرفته؛ انظر لأصحاب السوء؛ قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28] الله عز وجل يقول لك: لا تطع أولئك النفر الذين همهم الدنيا, وغايتهم الحرام, ويجلسون على الحرام, ويمسون عليه, ويقومون عليه, مجالسهم التلفاز والستلايت, والأفلام والمسلسلات, أحاديثهم عن النساء, وعن الفحش والبذاءة, غايتهم في الدنيا الحرام والمعاصي والذنوب, لا تطعهم ولا تجالسهم ولا تصاحبهم, لا تصاحب إلا مؤمناً, لكنه -للأسف- استرسل معهم. جاءوه في تلك الليلة الحمراء, في ذلك اليوم المشؤوم, فدخلوا عليه, وأدخلوا عليه العاهرة الداعرة, وأغروها بمال أن تراوده على نفسها, ثم أغلقوا الباب عليه, فلا زال يردها وتراوده, ويدفعها وتغريه, ويمتنع وتشهيه, فإذا به في لحظة ضعف سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:44-45] وفي لحظة ضعف وقع عليها فزنى بها, فلما زنى فإذا بالطارق يدخل غرفته واستل روحه, وقبض الله روحه, يبعث على ما مات عليه كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [العنكبوت:57]."
فواأسفاه على طهر وعفاف قد ذبحهما رفقاء السوء على أقدام البغاء، أرأيت أيها الحبيب كيف حسدوه على عفته، وكانوا أشد عليه من شيطانه؟! هل كان يدور بخلده أنه سوف يرتكب الفاحشة ويموت عليها؟ ليت شعري على أي حال سيبعث الفتى؟
دموع سجينة
وأما فتاة الإسلام وربيبة الطهر والعفاف فأسوق إليها هذه القصة بل هذه المأساة، لكيلا تظن أنها بمعزل عن هذا الخطر. وأن عذريتها في أمان. وأنى لها الأمان ومن حولها الخبائث (إناث الشياطين) يفتحن لها نوافذ الجحيم، تواقات أنفسهن لسلبها تاج العفة كيما تتساوى بالمستهترات.تحكي السجينة, السجينة؟!! نعم لم تخطئ عيناك ما قرأت ، إنها فتاة سجينة تستعيد الذكريات الحزينة، ذكريات الدمار والعار، عصفت بحياتها نافخة كير أحرقت ثوب عفافها.
تقول الفتاة: (تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة، عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته:الأناقة، والوسامة، وأصول الإتيكيت-كما يقال بيننا معاشر الفتيات-وأنه (رومانسي) لا يوجد مثله، استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه.ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات الطويلة، وتطورت العلاقة مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر، ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معا ًوكان الشيطان يستدرجني بتعلقي بهذا الشاب. وفي لحظة غفلة من أهلي خرجت معه مرات عديدة، لتقع المصيبة الكبرى، الجريمة العظمى، الزنا، وبعد أشهر حملت منه سفاحاً!! فأخفيته عن أهلي لنتفق سوياً على إيجاد حل لهذه الكارثة.
اتفقنا-سامحنا الله-على إجهاضه وقتله، وتحت جنح الظلام أجهض الحمل، لكن الله كان لنا بالمرصاد، فهو الذي يمهل ولا يهمل، فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ، ليخرج الصباح وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات. بكيت كثيراً وأنا في السجن فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي، وأقول بمرارة وألم:بأي وجه أقابل أمي الحنون!!وبأي حال أقابل أبي الكريم!!وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه، قد ذبحته بغير سكين، كيف لا!!والجريمة بشعة، والمصير السجن لا محالة)

منقـــــــــــــــــــول
توقيع » ورد الجوري
رد مع اقتباس
قديم 04-27-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

تسملو على الموضوع
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
ورد الجوري
فعال

الصورة الرمزية ورد الجوري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز


ورد الجوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد : مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
ورد الجوري
فعال

الصورة الرمزية ورد الجوري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز


ورد الجوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد : مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

نستكمل معا أيها الأحبة أضرار مصاحبة قرناء السوء

5-نداء الوحل:

خذ هذه السيجارة دخنها ولتكن رجلا, هذا القرص سينسيك كل همومك, الحقن بهذا الأمبول سيخفف ألمك, شم (البودرة) لا يعلى عليه.

هكذا سيل من نصائح الشيطان الإنسي يسديها إلى صديقه، أو قل ضحيته.

من الذي أعطى المدخن أول سيجارة يدخنها؟من الذي عرفه طريق المخدرات؟

بالتأكيد سيكون رفيق السوء. فكثير من الدراسات والإحصائيات التي أجريت حول الإدمان بجميع صوره، أشارت إلى أن أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في مصيدة الإدمان هو قرناء السوء، وهذا ينبني على ما بيناه من حقائق حول تأثير الأصدقاء بعضهم في بعض .

جرعة من هذه السموم على اختلاف أنواعها، يهديها صاحب السوء لصاحبه في قالب المحبة والمودة، يأسره بها ليغوص معه في مستنقعه، الذي لا يستطيع هو مغادرته.وبعدما يتجرع الشاب- أسير الصداقة الزائفة-جرعة السم وتظهر عليه أمارات الاحتياج والمعاودة للتخلص من الآلام الشديدة ، إذا بالشيطان مسروراً بسقوط الفريسة ، فيعطيه جرعة ثانية وثالثة، حتى يسيطر عليه ويجعله رهن إشارته، فيستغله لما يحقق مآربه، ويبتز أمواله وربما عرضه. فتكون النتيجة:أمراض فتاكة-ضياع للأموال-مقارفة أنواع الرذائل الأخرى-انهيار الأسرة

دركات الإدمان

وأنقل إليك مأساة من ضمن هذه المآسي التي يموج بها هذا العصر( تبدأ فصول هذه المأساة ببلاغ من أحد المستشفيات إلى إحدى الدوريات بوجود شاب مغمى عليه , وملقى على الأرض بجوار باب المستشفى , وفور وصول الدورية توجه ضابط الدورية ومساعديه إلى إدارة المستشفى للاستفسار عن الحادث الذي تم إبلاغهم به , فأبلغته الإدارة بأن أحد المواطنين قد أبلغهم بوجود جثة لشاب ملقى بباب المستشفى ، وقامت إدارة المستشفى على الفور بنقله إلى غرفة العناية المركزة حيث كان وما زال في غيبوبة تامة , وأن سبب هذه الغيبوبة كما جاء بتقرير مختبرات المستشفى نتيجة جرعة زائدة من مخدر الهيروين المخلوط ثم أخذها عن طريق وريد الذراع الأيسر , وأن هذا الشاب لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين من العمر، وتوجه ضابط الدورية مع أحد المسئولين بالمستشفى لمعاينة حالة هذا الشاب , ولكن الأطباء المسئولين عن قسم العناية المركزة منعوه من الدخول نظرا لتدهور الحالة الصحية التي كان يمر بها , حيث كان فاقد الوعي تماما , أو كان بالمعنى الطبي في عداد الموتى , ولا تظهر على الأجهزة المحاطة بجسده العاري سوى نبضات ضعيفة للغاية , وعندئذ أبلغ الطبيب المختص ضابط الدورية بكل صراحة أنه لو مرت على الشاب الغائب عن الوعي 48 ساعة دون أن يسترد وعيه , فانه متوفى لا محالة , وإذا مرت 48 ساعة فيمكن أن يتجاوز مرحلة الخطر , حيث أن الجرعة التي تم حقنه بها من مخلوط الهيروين كانت كبيرة للغاية , واعتذر الطبيب لضابط الدورية بأنه عليه أن يبدأ التحقيق معه بعد هذين اليومين إذا كان الله قد كتب له عمرا جديدا هنا قام ضابط الدورية بأخذ البيانات اللازمة عن الشاب من هويته المدنية التي احتفظت بها إدارة المستشفى فور نقله إلى غرفة العناية المركزة , وقام ضابط الدورية بإعطاء كافة البيانات عن هذا الشاب لضابط المباحث بالمخفر التابع له المستشفى , وبدأ ضابط المباحث يجري اتصالاته لإبلاغ أهله عن حالته , وكان هذا الشاب متزوجا ولديه أربعة من الأطفال , وما إن سمعت الزوجة بحالة زوجها من ضابط المباحث حتى هرولت إلى المستشفى , حيث أبلغها الطبيب بأن حالته حرجة جدا , وأنه إذا مر يومين ولم يسترد زوجها وعيه , فليرحمه الله وخرجت الزوجة من المستشفى وعيناها تفيض بالدموع .. ماذا تفعل !! وإذا مات زوجها , فمن سيبقى لها ولأبنائها بعد الله ؟ وذهبت زوجته إلى البيت وأخذت أبنائها الأربعة , وعادت في نفس الليلة إلى المستشفى حيث يرقد زوجها في غرفة العناية المركزة , وكانت وأبناؤها الأربعة أمام غرفة العناية المركزة حيث يرقد زوجها ووالد أبنائها .. لم يغمض لها جفن , ولم يسترح لها بال , كانت تبكي بحرقة , وتدعو الله أن ينقذ زوجها ويعيد إليه عافيته , ومر يومان , وجاء الطبيب ليبشرها بأن العناية الإلهية قد أعادت الحياة لزوجها , وهنا تساقطت الدموع بغزارة من عينيها وأخذت بدون وعي تحتضن أبنائها الأربعة .. وتدعو الله للطبيب بالبركة وطول العمر .. وأخذت تجري ومعها أبناؤها لكي ترى زوجها وتطمئن عليه … كانت لحظات سعادة ما بعدها سعادة ولقد شعر الشاب بعدها بالمجهود الذي قام به الطبيب المسئول عن حالته , وأحس بالألفة معه , وجلس معه الطبيب ليسأله لماذا تريد أن تنتحر ؟ هل تريد من الله أن يزيل عنك نعمة الزوجة المخلصة , وأبناءك الأربعة ؟ من الذي سوف يتولاهم بعد الله إن أراد أن ينهى حياتك ؟ هنا لم يستطع الشاب والزوج أن يتمالك نفسه , ودخل في نوبة من البكاء الشديد , وبعد فترة أخذ يفضفض لأخيه الطبيب عن أحواله , ولماذا أقدم على إدمان الهيروين , فقد كان متعثرا في دراسته في التعليم الابتدائي , ولم يلقى أي تشجيع من أسرته على استكمال تعليمه , وخرج من المدرسة ليتلقفه رفاق السوء , وكان يقضي وقتا طويلا معهم , وبدءوا بتعليمه تدخين السجائر ولاحظ أن أحد رفاقه يدخن سيجارة شكلها غريب فسأله عنها , فأعطاها له , وقال له إنها أفضل من أي نوع من أنواع السجائر التي تدخنها , وسأله رفاقه لماذا هي أفضل فأبلغوه أنها الحشيشة , وأخذوا في إقناعه بفائدتها , فأقبل على تدخين الحشيشة , وتعود عليها حتى أدمنها , ثم تعلم من رفاق السوء تعاطي حبوب الهلوسة , وبعد فترة كان يسأل رفاقه عن هذه الحبوب , وكانوا يشيرون عليه بأنها قد اختفت من الصيدليات وشعر فعلا في فترة انقطاع حبوب الهلوسة والحشيشة بأن جسمه يأكله , وعظامه تنشر عليه , ولكنه لم يحتمل هذه الآثار فجرى إلى أحد رفاق السوء ليسأله ماذا يفعل ؟ فعرض عليه الهيروين , وعلمه كيف يستنشقه وشعر بالسعادة واللذة والنشوة , وتوقفت الآلام التي كان يشعر بها عند امتناعه عن تعاطي الحشيشة والحبوب المهلوسة , ولكن الاستمرار في استنشاق الهيروين في حاجة دائمة للزيادة من جرعة الهيروين وللزيادة الدائمة أيضا من المال , وبدأ يكذب على أبيه ويطلب منه المال , واستمر على هذه الحال , وبعد أن بلغ سن الثامنة عشر التحق بالعمل , وتزوج زوجة صالحة , وحاول الامتناع عن إدمان الهيروين فترة طويلة حتى لا ينكشف أمره في عمله , وبين زوجته وأبناءه , ولكنه لم يستطع أن يستمر على ذلك طويلا , فقد زاره رفاق السوء مرة أخرى , وراحوا يعقدون الجلسات في بيته لشم الهيروين , حيث كانت زوجته وأولاده في بيت جدهم لأمهم , وتطور الأمر وبدأ في إدمان مخلوط الهيروين عن طريق الغرز بالإبر في ذراعه , وذات يوم عندما كان مع رفاقه يحقنون أنفسهم بإبر مخلوط الهيروين , فإذا به يسقط فاقد الوعي نتيجة الجرعة الزائدة وأخذه رفاقه في سياراتهم , وألقوه أمام المستشفى , وهذه كانت بداية النهاية , ولم يشعر بشيء إلا بعد أن أفاق من غيبوبته ووجد أخاه الطبيب أمام عينيه , وحوله زوجته وأبناؤه الأربعة ولقد قامت المستشفى فورا بإبلاغ ضابط المباحث تليفونيا بأن الشاب المطلوب التحقيق معه ومساءلته قد استرد وعيه وعافيته , وجاء ضابط المباحث ومعه اثنان من مساعديه للتحقيق مع هذا الشاب الذي أثبتت التحاليل الطبية الخاصة بالمستشفى تعاطيه لجرعة زائدة من الهيروين , وأثبتت التحقيقات أنه مدمن فعلا للهيروين عن طريق الحقن , وتم إخراجه من المستشفى إلى المخفر , حيث تم التحقيق معه مرة أخرى من قبل وكيل النيابة , الذي أنهى التحقيق معه بإدانته , ووقف أمام المحكمة التي كانت رحيمة معه من أجل مستقبله ومستقبل زوجته وأبناؤه فحكمت عليه بالإيداع بمستشفى الطب النفسي في القسم الخاص بمعالجة الإدمان فترة ستة أشهر , وبعدها يعود مرة أخرى إلى السجن ليقضي خمس سنوات لتنفيذ عقوبة حقن نفسه بجرعة زائدة من مادة الهيروين)

5-يا حامي الحمى:

عجباً لذلك الشاب الذي يترنم برجولته، ثم يصطحب صديق السوء ذهابا ًوإياباً إلى عرين الأسرة، وتعبيراً عن الثقة والمحبة، يسمح له بمخالطة أسرته رجالاً ونساءً، وربما سمح له بالدخول في غيابه، والتدخل في خصوصيات الأسرة. فلست أدري أنى لهذا الرجل أن يستأمن على أهله من ليس أميناً مع ربه، كيف يتوقع الإخلاص ممن لم يخلص لخالقه, إن المسكين قد اتكأ على الهواء، حسب أن الصداقة والمحبة بينهما تكفلان عدم الوصول إلى المنطقة المحظورة، فو الله لو كان صديقه هذا من سادة العباد والزهاد ما جاز له أن يدنيه بهذه الصورة، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الحمو وهو قريب الزوج ، أخوه أو ابن عمه ونحوهما، ويصفه بالموت، فأسأل صاحبنا :من وجهة نظرك ألا تكفل وشيجة الدم بينهما أن يحفظ كل منهما شرف الآخر وعدم المساس به؟ أراك تجيب "بلى". ولكني أخالفك الرأي، فهذه النفس البشرية قد علم الله ضعفها ونزعاتها فصانها بما يكفها عن المنكرات. وإني لمثقل عليك بسؤال آخر:إذا كانت التقوى، ورابطة الدم، لا تسوغان إدناء صاحبهما بهذه الطريقة، أيسوغه علاقة زائفة مع من هو بمنأى عن ربك ودمك؟!!

دون أخلاق الكلاب

كان للحارث بن صعصعة ندماءُ يدخلون عليه ويزورونه, فخرج معهم ذات مرة إلى إحدى حدائقه وتخلَّف أحدهم معتذرًا أنه مريض, ثم دخل بيت الحارث وكان على موعد مع زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا فسلط الله عليهما كلب الحارث؛ فنهشهما حتى قَتَلهما, فعاد الحارث ورأى المشهد السيِّئ فأنشد يقول عن الكلب:

فما يزال يرعى ذمتي ويحوطني ويحمي عرضي والخليلُ يخون

فيا عجبًا للخِل يهتك حرمتي ويا عجبًا للكلب كيف يصون؟!!

نعم أيها الحبيب، إنه قد يخونك في عرضك، وسامحني إن كان الكلام قاسياً، لكني أضع مصلحتك في الاعتبار الأول.

شهادة تائب

يقول أحد الشباب: (كان أخ لي توفاه الله في ريعان شبابه ، أحسبه قد ختم له بخاتمة السعادة، كان في ضلال مبين ، ثم هداه الله إلى صراط مستقيم، كان يذكر نعمة الله عليه بمفارقة رفقاء السوء وطريق الضلال ، ويحدثني عن حياة الظلام والخبث لبعض رفقاء السوء، يذكر عن بعضهم-ولم يسم-جلوسه مع رفيقه يشربون المسكرات والمخدرات، فيصيبهم السكر فإذا دارت الرؤوس وتسلط النوم، قام هذا إلى زوجة صاحبه وفجر بها).

مهلا:قبل أن تعذلني

أراك تتهمني بالمبالغة وتضخيم الأمور مستبعداً تصور ذلك في واقعك، حيث النشأة الطيبة، والوضع الاجتماعي الجيد و و........

أجيبك أيها الحبيب ببيان أمرين:

الأول:أن معظم النار من مستصغر الشرر، وكل العظائم تحدث بشيء هين لا يلقي المرء له بالاً، ولا يدور بخلده على الإطلاق تطور الأمور على نحو تلفظه تصوراته، وهكذا الإنسان غالباً لا يحسن تقدير العواقب، ولا يستقرئ المآلات، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها سبعين خريفا في النار) فهل كان يدرك الرجل عاقبة هذه الكلمة التي تفوه بها؟!!هل كانت تصوراته تجنح إلى ذلك المآل؟!!.

الأمر الثاني: أنه ليست هذه هي الصورة الوحيدة التي نحذر منها ، فهناك ما هو أخف وأهون من ذلك ولكنها أيضاً من قبيل الخيانة، قد يحاول المغازلة وإظهار الوله والغرام ويصير هناك توافق عاطفي مصحوب بالتحدث في الهاتف وسكب كلمات الغرام ، فهل يرضى بهذه الصورة من كانت عنده نخوة ورجولة؟!.

ذكر أحد الدعاة في محاضرة له قصة شابين قامت صداقتهما على معصية الله والإيقاع بالفتيات، وكانا يحبان بعضهما بعضاً حباً شديداً، وانغمس كل منهما في حياة الآخر وانصهر فيها انصهاراً لدرجة أن كلا منهما كان يحمل مفتاحاً لسيارة الآخر، ويدخل بيته في غيابه, ففي ذات مرة أخبر أحدهما-ويدعى أحمد-صديقه-ويدعى خالد-أنه سيسافر إلى المنطقة الشرقية لغرض ما ثم يعود في اليوم التالي، فأراد خالد أن يعد له مفاجأة ويذهب إليه ليلا في مكانه الذي يعرفه، فسافر خالد إلى صديقه، ودق جرس الباب، فيفتح له أحمد ويفاجأ به وبعد الدخول وعبارات الترحاب دخل أحمد لكي يعد له الشاي، فإذ بصوت الهاتف يصيح وكان خالد بجانبه، فينظر إلى شاشة إظهار الأرقام فيرى رقم منزله هو، فتعجب خالد فليس هناك من يتصل بأحمد سواه، فساورته الشكوك، فرفع سماعة الهاتف ولم يتحدث، فإذ هو بصوت أخته تقول:أهلا حبيبي أحمد، فصعق خالد من هول المفاجأة، فأغلق الهاتف على صوتها وهي تصرخ أحمد أحمد، ثم خرج وهو يجر أذيال الخيبة والحسرة على صديق عمره الذي خانه. هذا هو صديق السوء لا يؤمن جانبه، وكيف يحافظ على صديقه وهو لا يحافظ على صلته بربه إن هذا محال.

أخي: أعلم أن الكلام مؤلم ومحرج قد يعتبره الكثيرون أسلوباً فجاً، وصراحة غير لائقة، ولكن كما ذكرت آنفاً، مصلحة أخينا الحبيب مقدمة على مثل هذه الاعتبارات.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 05-04-2008   رقم المشاركة : ( 5 )
أبو عبيدة
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية أبو عبيدة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 241
تـاريخ التسجيـل : 25-01-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,327
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو عبيدة يستحق التميز


أبو عبيدة غير متواجد حالياً

افتراضي رد : مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

يعطيك العافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 05-05-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
ورد الجوري
فعال

الصورة الرمزية ورد الجوري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز


ورد الجوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد : مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

مشكورين على المرور
يعطيك العافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
أخطار النوم عندما يزيد عن 9 ساعات !! ولد الديرة الـصـحـة و التغذية 3 07-20-2007 06:05 PM


الساعة الآن 11:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by