مفاهيم يجب ان تصحح

[عبدالصمد]

مفاهيم يجب ان تصحح مفاهيم يجب ان تصحح مفاهيم يجب ان تصحح مفاهيم يجب ان تصحح مفاهيم يجب ان تصحح

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه, ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أيها الناس, اتقوا ربكم حق التقوى, فإن ربكم يغار, وغيرة الله أن تُنتهك محارمه, وإن ربكم يمهل ولا يهمل ﴿ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد﴾, ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله, وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس, ولنكمل بعض هذه الأمور التي انقلب فيها مفهوم الناس عن مفهوم الكتاب والسنة, ليكون في ذلك تربية إلى أن ما يفهمه الناس قد يكون مقلوبًا ومعكوسًا عما ذكره الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, وليكون تربية وتزكية إلى أن أعقل وأفهم الناس من لم يقلد الناس في كل شيء, وإنما أعطاه الله البصيرة والعقل لينظر إلى الأمور بمنظار الكتاب والسنة, هذا هو أعلم الناس وأعقلهم, هذا أيها الإخوة أن الناس يظنون أنهم إن أمسكوا الدراهم وأوكوا على ما عندهم وأحصوه أن ذلك سبب لزيادة أموالهم وسبب لغناهم, والذي في الكتاب والسنة عكس ذلك تمامًا, قال عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت الصديق رضي الله عنها -بنت أبي بكر-: يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك ولا توكي فيوكي الله عليك. ومعنى لا توكي لا تربطي الوكاء على ما عندك من الدراهم ومن الخير فيعاملك الله بجنس العمل ويجازيك بجنس العمل فيوكي عليك, ولا تحصي فيحصي الله عليك, وإذا انفتح باب خير فأقدمي فإن أولى بالجميل وهو خير الرازقين. فهذا مفهوم الناس وهذا مفهوم الكتاب والسنة, وما من صباح يوم إلا وملكان ينزلان؛ أحدهما يقول اللهم أعطِ منفقًا خلفًا والآخر يقول اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا, فالإمساك سبب للتلف لا سبب للزيادة, ومن ذلك أيها الإخوة, أن الناس يظنون أن الصدقة تنقص المال, والكتاب والسنة بعكس ذلك تمامًا, بل هي تزيد المال, قال عليه الصلاة والسلام «ما نقصت صدقة من مال»وفي رواية «بل تزده بل تزده».
ومن ذلك أن الناس يظنون أن العفو في وقته ولأهله سبب للذل, من عفا عن قصاص أو عن حق أو عن مال, يظنون أن هذا ذل ومهانة, والكتاب والسنة بعكس ذلك تمامًا, قال النبي صلى الله عليه وسلم «وما زاد الله بعبد عفوًا إلا عزًا»فهو سبب للعز لا سبب للذل وهو أمر مُشاهَد. ومن ذلك أن بعض الناس يظنون أن الكبر والتكبر والترفع على عباد الله ولو في الكلام, ولو في المشية, واجتناب ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مجانبة التكلف, أن هذا سبب للرفعة وللهيبة, حتى دبّ هذا لكثير من المتفقه, وكثير من المتعبدة, يتنزهون عن أشياء يفعلها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ويرون أن التواضع سبب للاحتقار وسبب للذل, والكتاب والسنة بعكس ذلك تمامًا, قال عليه الصلاة والسلام «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل»فمن تواضع للحق, وتواضع للخلق كان هذا سببًا لارتفاعه في الدنيا والآخرة, وعكس ذلك فجزاؤه عكس ذلك؛ فمن تكبر أعطاه الله نقيض قصده فأصبح ذليلا مبغوضًا عند الناس كلهم, وكما قالت العرب: إن المتكبر كالذي في رأس جبل؛ يرى الناس صغارًا والناس يرونه صغيرًا. لكن الناس على الأرض وهو في قمة جبل إما أتاه سبع أو ريح فأطارته وأراحت الناس منه.
ومن ذلك أيها الإخوة, أن الناس يظنون أنهم بسؤالهم للناس, سواء للخاصة والأمراء والملوك والسلاطين وغيرهم, أو للعامة, أنهم يفتحون على أنفسهم أبواب غنى, وأن هذا سبب لغناهم, أما الكتاب والسنة فبعكس ذلك تمامًا, قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح «وما فتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر»فسؤال الناس سبب للفقر, سبب واضح للفقر وليس سببًا للغنى, والتوكل على الله وبذل الأسباب هو سبب الغنى, إلا من حلت له المسألة كما في حديث قبيصة رضي الله تعالى عنه.
ومن ذلك أيها الإخوة, أن الناس يظنون أن زواج الفقير زيادة لفقره, ولذلك ينهونه عن الزواج حتى يغتني, والقرآن بعكس ذلك, قال الله عز وجل ﴿إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله﴾ بسبب هذا الزواج, فمفهوم القرآن مخالف تمامًا لما عند الناس, إن تيسر للفقير من يقبل به بحالته وبفقره ويزوجه فليبادر فهذا سبب غنى.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن كثرة العيال سبب للفقر وكثرة المصاريف, والكتاب والسنة بعكس ذلك تمامًا, قال عليه الصلاة والسلام «إنما تُنصَرون وتُرزَقون بضعفائكم»ما يأتيكم الرزق إلا بسبب هؤلاء الضعفاء, ولا يولد أحد إلا ورزقه معه.
ومن ذلك, أن الناس يتمنون لأولادهم أن تُبسَط عليهم الدنيا, يتمنون لأولادهم ولأنفسهم ولذرياتهم أن تُبسَط عليهم الدنيا ولا يخشون منها, بعكس ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنه كان يقول «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسِطَت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم»فالذي يخشاه رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا هو الذي نتمناه, والذي لا يخشاه علينا هو الذي نخافه, أمور مقلوبة.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن صلة الرحم وبذل الأوقات فيها مضيعة للوقت وذهاب للعمر, والسنة بعكس ذلك, أن هذا هو سبب زيادة العمر, الوقت الذي تصرفه في صلة أرحامك هو يمد في عمرك لا ينقص منه, قال عليه الصلاة والسلام «من سَرَّه أن يُنسَأ له في أثره ويبارك له في رزقه فليصل رحمه.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن البائع إذا سكت وكتم العيب أن ذلك سبب لرواج سلعته ونفاقها وسبب لكثرة الدراهم, والقرآن والسنة بعكس ذلك تمامًا, قال عليه الصلاة والسلام «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما»عكس ما عند الناس تمامًا.
ومن ذلك أيها الإخوة, أن الناس يظنون أن التمسك بالدين وبالإيمان سبب للتخلف, ويقولون ما تحضر النصارى وما تقدموا إلا بعد أن تحرروا من الدين, والقرآن والسنة يبينان أن سبب العلو والتمكين في الأرض والعزة إنما هي بسبب الإيمان, وأن العرب خاصة والناس عامة إذا تركوا دين الإسلام فهم من ذل إلى ذل ولا يُصلِحهم إلا هذا الدين, قال الله عز وجل ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون﴾ وقال تعالى ﴿وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن الجهاد في سبيل الله بأنواعه وبشروطه إذا تبين وجهه أنه سبب للموت, سبب للفناء, والقرآن بعكس ذلك تمامًا, فالجهاد في سبيل الله سبب للحياة؛ حياة الأفراد وحياة الأمم, قال الله عن الأفراد ﴿ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أموتًا بل أحياء عند ربهم يُرزَقون﴾ وقال عن الأمم ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم﴾ قال العلماء هو الجهاد والهجرة وبذل الأنفس والأموال لنصرة هذا الدين, هذا هو حياتكم, والقرآن مليء بذلك, وبعكس ذلك يظن الناس أن الحياة هي الركون إلى الدنيا وعمارتها, والقرآن بعكس ذلك, قال الله ﴿ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلُكة﴾ سبب نزولها أن بعض الأنصار حدثوا أنفسهم فيما بينهم فقالوا قد جاهدنا وفعلنا فلو انصرفنا إلى حوائطنا وبساتيننا فأصلحناها فأنزل الله الآية, هذه هي التهلُكة الحقيقية, إذا أخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتبايعتم بالعينة وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن الهجرة سبب للذل وترك الوطن والعشيرة والعزة, والقرآن بعكس ذلك, قال الله ﴿والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلِموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة﴾ وقال الله ﴿ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغمًا كثيرًا وسَعَة﴾.
ومن ذلك, أن الناس يظنون أن العبد إذا ابتلي مع أنه مقيم على طاعة الله أن هذا دليل على بغض الله له وأن الله لا يريده, وقيل ذلك لأيوب عليه السلام لما طال بلاؤه, والقرآن بعكس ذلك والسنة, قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم»إذا أحبهم ابتلاهم, وقال «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل», يبتلى الرجل على قدر إيمانه, فإن كان في إيمانه صلابة زيد له في البلاء, وإن كان في إيمانه ضعف خُفِّف عنه رحمة به, عكس ما عند الناس تمامًا, وبضد ذلك فإن الناس يرون المقيم على المعصية إذا تتابعت عليه النعم فإن ذلك خير له, والقرآن بعكس ذلك, قال الله ﴿ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين﴾ إنما نمتعهم حتى تتراكم عليهم الذنوب, وحتى يوافى بذنبه كاملا يوم القيامة, نسأل الله العافية والسلامة.
ومن ذلك أيها الإخوة, أن الناس إذا رأوا الرجل يتكلم بزخرف القول, هذا الغرور يُناقِض به الوحي ويصد الناس عن سبيل الله ويشككهم في دينهم- يظنونه من الفكر ومن الرأي ومن الذكاء, ويسمونه مفكر, والقرآن بعكس ذلك, قال الله ﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم﴾ هذا الأمر باختصار أن الشياطين اختارته مطية لتبث سمومها عبر لسانه, ليس ذكاء ولا عبقرية منه ولكنه مطية للشيطان, يبث عن طريقه شركه ووساوسه, وقال تعالى ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا﴾ وكل ما صادف الوحي وشبه على الناس فهو من زخرف القول, ولكن الناس قلت عندهم البصائر حتى يفرقوا بين النور وبين زخرف القول.
ومن ذلك, أن الناس يستحسنون من الرجل أن يكون بليغًا متفيهقًا ثرثارًا, والقرآن والسنة بعكس ذلك, قال عليه الصلاة والسلام «إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها»وقال «إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون».
ومن ذلك, إن القرآن والسنة يبينان أن العلم هو الاقتصار على الوحي وأن ذلك سبب لكثرة العلم وما أعان على الوحي, وأن طلب العلم من غير الوحي أنه سبب للجهل المطبق, وصار الناس بعكس ذلك, فتراهم يعرفون كل شيء إلا القرآن وتفسيره, وإلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وترى من يتصدى للفتوى والقضاء والتعليم لم يقرأ سنة النبي صلى الله عليه وسلم, بل لعله لم يقرأ الصحيحين, ومع ذلك يعتقد أنه عالم, هذا سبب للجهل.
ومن ذلك, أن الله أنزل القرآن تبيانًا لكل شيء, وبعض الناس, بل بعض المتفقهة يقولون القرآن لا يفي بعشر معشار ما يحتاجه الناس, والنوازل تترى والحوادث تترى فلابد من القياس والرأي والاستحسان, قال الله ﴿ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين﴾ قال التابعون: ما عُرِض على أصحاب محمد شيء إلا وجدوا جوابه في القرآن. ولكن علمنا يقصر عنهم.
فيا عباد الله, هذا مفهوم القرآن والسنة وهذا مفهوم الناس في نماذج بسيطة, فما بالك بغيرها عشرات ومئات, فأعقل الناس وأحظى الناس بالنعيم وبالهدى من فتح الله بصيرته, فتح عيني قلبه, فلا ينظر إلى الأمور إلا بنظر الكتاب والسنة, لا يغتر بالناس, الناس أيضًا يظنون أن الكثرة علامة للحق وأن القلة والاستضعاف أنه علامة على الخطأ, فيقولون انظروا إليهم ضعفاء قلة يتخطفهم الناس وهؤلاء لهم الكثرة والتمكين, عكس ما في القرآن تمامًا, قال الله ﴿قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث﴾ وقال ﴿ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ وقال ﴿ولكن أكثر الناس لا يفقهون﴾ وقال ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ وقال ﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله﴾, فيا عباد الله اقرؤوا القرآن, تدبروه, القرآن ما أُنزِل عربيًا إلا لعلكم تعقلون, لعلكم تفهمون, تفهمون كلام البشر وتنفقون فيه الأعمار وهذا القرآن العربي المبين المُيسَّر لكم لا نتدبره ولا نتفهمه, حتى نعرف مفاهيمنا المقلوبة المعكوسة, يا سبحان الله.
اللهم فقهنا في دينك, اللهم نور بصائرنا, اللهم فقهنا فيما ينفعنا يا رب العالمين, نعوذ بك من علم لا ينفع, نعوذ بك من علم لا ينفع, نعوذ بك من علم لا ينفع, وقلب لا يخشع, ونفس لا تشبع, ودعاء لا يُسمَع, اللهماجعلناأنصحالناسلكولكتابكولرسولكولأئمةالمسلمين وعامتهم,اللهم اهدنا وسددنا, اللهم اهدنا وسددنا, اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم استغفروه, والهجوا إليه وتضرعوا إليه أن يفتح على قلوبكم وأن يأخذ بنواصيكم في هذه الساعات واللحظات المباركة, إن ربي قريب مجيب.

[أبو عبدالرحمن]

يعطيك العافية أخي ـ عبدالصمد ـ

موضوع مفيد ..احتوى على فوائد عظيمة...

[صقر قريش]

سلمت يداك روعة بارك الله فيك ونفع بك منتديات ثمالة

[المعتصم بالله]

يعطيك العافيه موضوع رائع ...

[صقر قريش]

بيض الله وجهك مافيك حيله

[عبدالصمد]

وفيكم بارك اخوتي والله يحفظكم ويرعاكم

[الدانه]

بارك الله فيكم .

[مناهل]

كتب الله لك الأجر .

[ابو حسين]

جزاك الله خير الجزاء