كان هنا

[ابوعهد]

كان هنا كان هنا كان هنا كان هنا كان هنا

قلت في نفسي جميل أن أتحدث معه .. وبعد استرجاع جميع محادثاتنا أدركت أنني كنت صاحب النصيب الأكبر في الحديث ..
فطيلة الوقت كنت أنا المتحدث وهو المستمع ...
وحديثه هو اما جملة يعبر فيها عن موافقته لحديثي أو رفض.. أو نصيحة يسديها الي فهو رغم صغر سنه الا أنه يمتلك حكمة تضيف أعمارا الى عمره ..
ولا أعلم السر الذي جذبه الي ولا يهمني أن أعرف ..
ولكن كل ما يهمني هو ما ال اليه تواصلنا ..
فقد جمعتنا صداقة قوية جعلته نعم الصديق الذي كان معي في أقسى أيامي ..
وله وقفات يواسيني فيها ولم يتركني الا وأنا في أفضل حال رغم انشغاله مع أصدقائه ..
أبا الا أن يكون معي وليس وقتها فقط بل وفي جميع (جنوناتي) ...
وتطورت الصداقه لتتحول الى ما كنا نخشاه ونتجاهله ..
وأصبحنا لا ننطق باسمه الا عابرا أو عن طريق الصدفة (المقصودة) ..
وتحت ضغط مشاعرنا اعترافنا به و .... ,
لن أطيل الحديث عن هذه الفترة من حياتنا لأثبت لنفسي أني قد تخطيتها وأني لا أحن اليها .. وأنني قد سامحته ..
لا يهمني يا سيدي حديث الناس عنك ولم يهمني يوما ..
ولا تهمني أسرارك التي لا تريد أن تشاركني بها ..
ولكن ما يهمني حقا هو حنيني الى صداقتنا ..
يقولون أن الحب يدمر الصداقة وهو مسلم به ..
ولكني لن أسمح لحبنا الضائع أن يدمر صداقتنا ..
فيا صديقي لعلنا فشلنا في الحب ولكننا ( وأنت تذكر ) لم نفشل في الصداقة فساعدني في اعادة ترميمها ...