في حوار خاص له مع راديو مباشر وتعليقا على التراجعات الحادة للسوق أمس أكد عبدالحميد العمري كاتب اقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية ان هذا التراجع يعتبر هو جزء من حالة الضعف التى يمر بها السوق والتى تناقض قوة ومتانة الاقتصاد السعودي.
وأضاف: الحالتين المتناقضتين تسبب في الفصل بينهما عدد من العوامل والقرارات والاجراءات والتي بدأت من بداية العام الجاري ومنها الاكتتابات المبالغ فيها وهو ما يعادل اكثر من 5.25 مليار سهم تم ضخها خلال 6 أشهر بالاضافة لقيام مؤسسة النقد بصفتها البنك المركزي باتخاذ بعض القرارات التى تحاول من خلالها الحد من نمو السيولة المحلية خلال النصف الاول من العام الحالي وهو ما ادى الى خلق سوق قابل للسقوط في اي لحظة وهو ما حدث في سبتمبر الماضي حينما اشتعلت نار الازمة العالمية والتى ادت لسقوط السوق وتحقيق خسائر وصلت الان الى 55%.
وتابع: هذه الخسائر وهذا الترنح الذى يعيشه السوق يؤدي إلى خسائر اجمالية من تاريخ 26 فبراير 2006 تجاوزت الـ 2 تريليون و274 مليار اي ما يفوق 75% من قيمة السوق الرأسمالية.
وأوضح أن المؤشر خسر 76% من قيمته منذ فبراير 2006 ولن يكون هذا هو القاع الاخير له، مشيرا الى ان هذه النتائج السلبية المكونة من ضعف الثقة (قد نقول انها تصل الى الصفر) كون الاكتتابات التى ضخت في السوق من بعد الانهيار تتحمل خسائر تفوق الـ 27% وهذه الخسائر مقارنة باسعارها السوقية اليوم مع اسعار الطرح، اذن جميع المنافذ (التى كانت تعد منافذ للنجاه لدى المستثمرين تقريبا) اصبحت موصدة ومغلقة تماما وبالتالي لا يمكن عودة الثقة ما لم تتحقق المطالبات التى تحدثت عنها اكثر من مرة وهي دخول صناديق التوازن اما بشكل مباشر او من خلال ان تقوم الحكومة بضخ اموال من خلال الشركات والصناديق الاستثمارية المرخص لها على الاقل لايقاف النزيف والهبوط غير المبرر بالاسعار والقيم السوقية الموجودة حاليا بالسوق.
وذكر العمري ان آثار الازمة المالية انعكست على نتائج الربع الثالث في الاقتصادات المتقدمة وهو ما يعني دخولها مرحلة ركود، مضيفا اننا لم نشاهد سوى 20% من الكارثة التى يقدم عليها العالم والنتائج السنوية للربع الرابع التى ستظهر منتصف يناير القادم ستكون اوضح واقوى واكثر مفاجاة وصدمة للاقتصادات وستكون هناك افلاسات شركات بالاقتصاد الحقيقي وستزداد معاناة البنوك عن السابق اي انها ازمة محتمل ان تنشب نيرانها في جسد الاقتصاد العالمي والتى تتمثل في الضمانات او التامينات على الاستثمارات والتي تتمثل بحدود 282 تريليون دولار فقط داخل الولايات المتحدة، وباضافة بقية الاسواق المتقدمة قد نصل الى رقم يفوق الـ 750 تريليون دولار وهذه لا يمكن للحكومات حتى بالتدخل ان توقفها.
وعن التخوف من ان تضخ الحكومة أموال ثم ينخفض السوق فتزداد بذلك خسائر الحكومة فضلا عن خسائرها في الأسهم التي تتملك فيها عن طريق بعض مؤسساتها، قال العمري: الخسائر التى نشاهدها تأتي من شريحة الاسهم المتاحة للتداول التى لا تمتلك فيها الدولة سهم واحد وبالتالي فالتدخل له جانبين مهمين ، الاول أن التدخل الذى نقصده اليوم ليس لمجرد اليوم بل للاستعداد للازمة الحقيقية التى ستظهر في الربع الاول للعام القادم حيث اذا استمرت الاوضاع بهذا السوء فلا نستغرب اذا رأيت المؤشر تحت مستوى الـ 3 الاف او 3500 او بين 2500 :3000 نقطة.
والامر الثاني ان الاسهم الموجودة بالسوق تكلفة التدخل على الحكومة لن تتجاوز الـ 50 الى 60 مليار قياسا على ان قيمة السوق الآن منذ يوم السبت انخفضت تحت مستوى التريليون ولا تتجاوز الـ 956 مليار اي عندما نتحدث عن 50 او 100 مليار فنحن نتحدث عن 5 الى 10% كفيلة باعادة الثقة والاستقرار داخل السوق.
وأردف: الخسائر من بداية 2008 تجاوزت الـ 940 مليار اذن الحديث عن عدم تدخل الدولة والالتزام بمباديء الاقتصاد الحر قابل للتطبيق في ظل استقرار اقتصادي وعدم وجود أزمة عالمية لكن بالظروف الحالية فالتدخل ضروري خاصة ان الاقتصاد السعودي بعيد تماما عن التأثير في السوق لكنها تتحرك بعوامل خارجية.
وحول توقع هيرميس لتحسن أسواق المال الخليجية في عام 2009، يرى العمري ان هناك نقاط يحدث فيها تبادل مراكز حتى على المستوى الاجتماعي وكما أن هناك خاسرين سيكون هناك قناصون للفرص وستدخل سيولة مع الانخفاض لتستغل الفرصة والعودة بالسوق بالتالي فاذا كان هناك خاسر فلابد من رابح واذا كان هناك هارب من السوق فهناك من يستغل الفرصة والتدخل ضروري لان الرابحون شريحة قليلة في مقابل شريحة كبيرة خاسرة.
اما بالنسبة لتراجع سابك وسامبا بهذه الحدة والعنف وبشكل مستمر، أوضح العمري ان هناك 3 اعتبارات يلجأ اليها المتعاملين أولها الاعتبار الاقتصادي والثاني التحليل الاساسي والثالث التحليل الفني ، مشيرا الى انه في حالة استقرار الاسواق فلا نجد تغير يذكر في العامل الاقتصادي فدائما نجده العامل الاخير
أما في حدة التغيرات مثل ما هو حادث الآن فيكون العامل الاقتصادي هو العامل الأول، فاليوم الحالة الاقتصادية وما ينتج عنها من مفاجآت غير سارة فهي تتحول للتأثير على العامل الثاني (الأساسي) وبالتالي التحليل الفني.
وأضاف: ما نشاهده حاليا من سقوط القياديات تؤدي إلى ترويع المتداولين وتنبأ على أنه اذا تردت حالة الاقتصادات وتحولت من الركود للكساد فهذا يعني بشكل مباشر ان ارباح وهوامش ارباح الشركات بالذات القيادية ستتقلص وكذلك الشركات التى تعتمد على التصدير وهو ما يسقط اليوم على قرارات المستثمرين لذلك يهربون من سابك –وباقي البتروكيماويات عموما- كونها الآن تتجه الى تعرض ارباحها للتأثر مستقبلا بشكل ملفت بالتالي المحافظة على السهم بأسعاره الراهنة قد يكون مكلف بشكل كبير في المستقبل.
وتوقع العمري استمرار مسلسل التراجعات لكن سيكون هناك تذتذب حاد حتى نهاية العام وقد يرتد المؤشر في اي لحظة وقد يصل كما يرى بعض المحللين الفنيين إلى 4750 أو 4700 وينطلق منها الى 6500 أو 6600 على نهاية السنة لكن الحديث الآن عن ما بعد ظهور نتائج الربع الرابع والنتائج السنوية والاقتصادية للدول والتي قد تكون سببا في إسقاط السوق سواء السعودي او غيره وقد تكون مناطق اليوم حلم للعودة اليها في المستقبل وهو احتماله كبير جدا في أن يسقط المؤشر تحت الـ 3 الاف في العام القادم وتحديدا خلال الربع الأول وذلك حتى تقترب الازمة من الانتهاء وعندها قد نشاهد انطلاقات جديدة للمؤشر وقد يحدث هذا بعد الربع الثالث من العام القادم أو في منتصف الربع الرابع.
11-19-2008
العمري: إذا استمرت الأوضاع بهذا السوء فلا نستغرب إذا رأينا المؤشر تحت مستوى الـ3 آلاف نقطة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
