الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-15-2008
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي هل يغرق الانسان في دموعه

هل يغرق الانسان في دموعه هل يغرق الانسان في دموعه هل يغرق الانسان في دموعه هل يغرق الانسان في دموعه هل يغرق الانسان في دموعه

هل يغرق الإنسان بدموعه؟!
الحياة لا تخلو من المنغصات، ولكن أكثر أنواع المنغصات إيلاماً هي ما كانت ترغم الإنسان على فراق من يحب قسراً (ومن ورا خشمه).
فمن الممكن أن يفارق الإنسان إنساناً بمحض إرادته، وعلى أمل اللقاء يوماً، ولكن إذا كان ذلك الفراق يحدث فجأة وبدون سابق إنذار وتراجع وعودة، فهنا فقط تصبح الحياة لا طامة كبرى فقط، ولكنها تصبح ظلماً فادحاً يعجز الإنسان المظلوم عن أن ينوء كلكله الضعيف عن حمله.
فساعتها لن يجدي فتيلا لا البكاء ولا النواح ولا التشبث بالأيدي.
فهل جرب أحدكم ذلك الفراق؟ إنني جربته يوماً وما زالت الطعنة النجلاء الغادرة غائرة في أعماق صدري تعيث به حزناً مريراً يكاد يقطع كبدي، وللأسف أن من فارقني هو الذي ابتعد عني، ويا ليتني كنت أنا الذي ابتعدت.
والذي هيض علي أشجاني وقلب مواجعي بدون ما أطلب وأتعمد ذلك هو ما قرأته عن نجار شاب في الثلاثين من عمره، توفيت زوجته وتركت له ابنة جميلة في الرابعة من عمرها.
وكانت ورشة عمله في فناء منزله الصغير، وفي صباح كل يوم يبدأ عمله فيما تكون ابنته تلعب أمامه، ولكي يسلي وحدتها أحضر لها قطة.
وهو الذي يقوم بشؤون البيت وحده؛ يطبخ ويغسل ويكنس ويعتني بطفلته من مأكل وملبس وتنزه، وعندما يدخلها في فراشها يحكي لها القصص إلى أن تنعس وتنام.
وإذا اضطر للذهاب إلى الخارج لإيصال ما صنعه لزبائنه، كان يودع الطفلة عند السيدة التي تقطن المنزل المجاور كأمانة.
وعندما وصل عمرها إلى ست سنوات أدخلها المدرسة، وكان يوصلها ويرجعها يومياً، ويناقش المدرسات وكأنه (والدتها).
وفي أحد الأيام شعر بإرهاق شديد إلى درجة أنه لم يستطع مواصلة عمله، وذهب إلى الطبيب الذي كشف عليه وأخبره أن حالته خطيرة وصعق غير مصدق، وذهب إلى طبيب آخر وقال له نفس الكلام، وأن داء (السل) الفتاك متمكن منه وهناك احتمال أنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر. لم يكن له من أقارب غير أخت مسّنة ومتخّلفة عقلياً، وأصبح همه هم ابنته لا هم نفسه، كيف يحافظ عليها وكيف تعيش؟!، فكر في أن يقدم ابنته لجيرانه غير أنهم اعتذروا لظروفهم، فاضطر إلى أن ينشر إعلاناً في الصحف إذا كانت هناك أسرة ترغب في تبني طفلة (بهذه المواصفات).
أصبح لا يسمح لطفلته أن تقبله خوفاً عليها من العدوى، والصغيرة كانت تتعجب وتحتج من تصرف والدها ذاك، وفي يوم حضرت سيارة فارهة وفيها رجل وامرأة مع طفلتهما، فصاحت الطفلة: هذه هي أختي الصغيرة؟!، فضربتها أمها على يدها ونهرتها قائلة: لا تتكلمي إلا إذا أذنت لك، وعندما شاهد النجار هذا التصرف رفض أن يعطيهم ابنته، رغم أن جارته لامته كثيراً، لأنه حرم ابنته من أن تعيش مع أسرة غنية، وبعد أيام حضر زوج مع زوجته وكانا متوسطي الحال وهما لا يزالان في حداد على طفلتهما الصغيرة التي ماتت، فاطمأن لهما، وألبس ابنته أجمل الملابس وأفهمها أنها سوف تذهب معهما في رحلة ممتعة، وسألته: وهل ستأتي معنا يا بابا؟!، فقال لها: إنني سوف ألحق بكم. فردت عليه وهي تقفز: لا تتأخر.
ويقول الأب: ما زلت أذكر منظر (مينا) وهي تسير بينهما، وقد أمسكت بيدها مظلة زرقاء صغيرة كانا أحضراها لها وهي تهزها ونسيت أن تلتفت لي، عندها غرقت في دموعي ولم أعد أرى شيئاً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الانسان وقلم الرصاص ابوعهد الــمـنـتـدى الـعـام 3 02-28-2008 06:08 PM
من اشد غدرا البحر ام الانسان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بَنتْ الأصَآيلْ الــمـنـتـدى الـعـام 10 11-28-2007 03:28 PM
عداد موت الانسان عـــــ بن ـــــايــد الــمـنـتـدى الـعـام 2 07-16-2007 07:33 AM
الانسان الحقيقي بن وافي الــمـنـتـدى الـعـام 7 11-01-2006 07:35 PM
خطوات الانسان(بالصور) أبوخالد الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 12-05-2005 05:51 PM


الساعة الآن 02:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by