فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة

[صقر قريش]

فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة فهد وسعود يودعان “هوازن الابتدائية” ببسمة ومصحف على الطاولة

خيَّم الحزن أمس على أجواء مدرسة «هوازن الأبتدائية» بالطائف بعد رحيل الطالبين «فهد وسعود الجعيد»، وخلَّف المقعدان الخاليان داخل قاعة الدرس مرارة استشعرها الطلاب والمعلمون ممن بدأوا في استعادة آخر الذكريات التي تركها الطالبان في يومهما الأخير خاصة وأنهما بدآ الدوام صباحا وغابا عن المدرسة والحياة قبيل غروب الشمس. ومع المشاهد الحزينة التي رسمها الغياب ظلَّ مشهد نقل الجثامين من حي الشهداء عالقا في أذهان الرفقاء والأحباب.. «المدينة» قامت يوم أمس بزيارة الفصل الدراسي لكل منهما واستمعت لصوت الحزن «المحبوس» في الصدور.
كساها الحزن
البداية داخل الفصل الدراسي «الأول/د» والذي كان يدرس به «فهد» حيث لوحظ مقعده فارغا وسط نظرات الحزن من بقية زملائه بالفصل، فيما تحدث المعلم مسفر المالكي قائلا: كان فهد يوم أمس مختلفا في تعامله وكأنه يعلم أنه يومه الأخير فقد حرص قبيل الانصراف على مصافحتي وتوديعي بحرارة وبطريقة لم أعتدها منه من قبل.. وأشار إلى أن فهد حصل يوم أمس على جائزة نظير تميزه في الدرس ولكنه لم ينعم بها فقد رحل وتركها لنا كذكرى.
بعدها انتقلنا برفقة مدير المدرسة حسن عسيري للفصل الآخر والذي يدرس به شقيقه «سعود» وهو «الرابع/د» حيث لم يكن الجو مختلفا عن فصل أخيه فالحزن مسيطر على الجميع ولكن مقعد فيصل هذه المرة كان محتضنا للمصحف الشريف والذي تركه على طاولته على أمل العودة لقراءته مجددا ولكن رحيله أبقى المصحف كما هو.
مشاركة وتفاعل
المعلم خالد الهذلي قال: كان سعود يوم أمس حريصا بشكل كبير على المشاركة في المناقشة والاستفسارات.. وبيَّن الهذلي أن الحزن هو المسيطر اليوم على أجواء الفصل وخاصة من قبل زملائه الطلاب والذين فقدوا أقرب الزملاء إلى قلوبهم.
من جهته قام مدير التربية والتعليم بالطائف محمد أبو راس ومدير الدفاع المدني بالطائف العقيد محمد رافع الشهري بتقديم واجب العزاء إلى أسرة الضحايا ناقلين تعازي كافة منسوبي التعليمي والدفاع المدني والذين آلمهم خبر وفاة الشقيقين، ومبدين استعدادهم لتقديم أي مساعدة تحتاجها الأسرة.
أسباب الحريق
من جانبه يواصل مدني الطائف تحقيقاته لمعرفة أسباب الحريق والذي تسبب في وفاة الشقيقين وإخلاء تسعة آخرين من أفراد أسرتهما يوم أمس الأول. يذكر أن مفارقات غريبة في القصة الماساوية تتمثل في أن الشقيقين يدرسان في نفس المدرسة ويشتركان في حرف (د) في ترتيب الفصول، كما أنهما توفيا في حي يطلق عليه حي الشهداء الشمالية.