اشربوووووووووا البترول

[صقر قريش]

اشربوووووووووا البترول اشربوووووووووا البترول اشربوووووووووا البترول اشربوووووووووا البترول اشربوووووووووا البترول

صحيفة الوطن السعودية
الاثنين 24 ذو الحجة 1429هـ الموافق 22 ديسمبر 2008م العدد (3006) السنة التاسعة


--------------------------------------------------------------------------------

اشربوا بترولكم


عبدالله ناصر الفوزان

أعلن وأنا في كامل قواي العقلية عن استعدادي التام بأن أذهب من بيتي لمبنى وزارة البترول في شارع المعذر عبر طريق الملك فهد وشارع العليا وشارع مكة ليس فقط مشياً على الأقدام وإنما حتى في السيارة على الرغم مما يكتنف ذلك من صعوبة بالغة إذا التزم وزير البترول الأستاذ النعيمي أو أحد المسؤولين الآخرين في الوزارة بالإجابة على سؤال ألح علي كثيراً بعد أن قرأت تصريحات سابقة للوزير النعيمي قالها قبل عيد الأضحى وكلاماً قاله في مؤتمر الطاقة الثاني الذي عقد في لندن منذ عدة أيام عن تطوير الطاقة الإنتاجية للبترول في المملكة.
التصريح الذي قاله قبل عيد الأضحى كان كما يبدو لي تعليقاً على الآثار المحتملة للأزمة المالية العالمية على خطط المملكة لتطوير منشآتها البترولية بعد أن تدهورت أسعار البترول نتيجة لتراجع الطلب الأمر الذي ألجأ الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى تخفيض إنتاجها، ولإدراكي للعلاقة الوثيقة بين حجم الطاقة الإنتاجية وأسعار البترول الأمر الذي يعني أنه كلما زادت الطاقة الإنتاجية للدول المصدرة زاد الاطمئنان إلى وجود كميات وفيرة وأسهم ذلك في تراجع الأسعار. فقد فوجئت بتصريح وزير بترولنا الأستاذ النعيمي الذي قال فيه إن الأزمة العالمية لن تؤثر على خطط المملكة في زيادة إنتاج البترول لديها، وإن المملكة مستمرة في عملية رفع الطاقة الإنتاجية للحدود المستهدفة وفق البرامج المقررة سابقاً قبل حصول الأزمة.
ثم فوجئت مرة أخرى بكلام مشابه للوزير في مؤتمر الطاقة الثاني الذي عقد في لندن في الأسبوع الماضي قال فيه " إن المملكة ملتزمة بمجموعة من المشاريع الضخمة التي ستزيد طاقتها الإنتاجية القصوى من نحو 11 مليون برميل في اليوم حالياً إلى نحو 12.5 مليون برميل في اليوم بحلول السنة القادمة، والاستمرار في زيادة الطاقة التكريرية في المملكة والأسواق حول العالم".
وتقول وكالة الأنباء السعودية إن الوزير "جدد تأكيد المملكة على الالتزام بهذه التوسعة غير المسبوقة والمضي قدماً غير متأثرة بالأوضاع الاقتصادية وفاء بالتزاماتها ـ كما قال ـ بالاستمرار في ضمان إمدادات مستمرة من الطاقة للعالم".
هذا ما قاله وزير البترول .. فما هي الرسالة التي يريد إيصالها بهذا الكلام.. ولمن ..؟ بل.. وهذا هو الأهم.. ما هي الآثار التي يتطلع إلى إحداثها بتصريحاته وأقواله؟
إني قد أفهم وأتفهم مغزى مثل هذه التصريحات والأقوال لوزير بترولنا لو أنه قالها في وقت يزداد فيه الطلب على البترول وترتفع فيه الأسعار كما حصل حين بلغ السعر 147 دولاراً... أما أن يقول ما قاله في هذا الوقت الذي ظل الطلب فيه على البترول يتراجع واستمر تدهور الأسعار حتى تجاوزت في نزولها 35 دولاراً فإنه بالنسبة لي أمر غير مفهوم.
ومما زاد من حيرتي أنني قرأت تصريح الوزير الذي أطلقه قبل العيد بعد أن قرأت تصريحات أخرى لمسؤولين في وكالة الطاقة الدولية يحذرون فيها من أن الاستمرار في تدهور أسعار البترول(يقصدون ربما إلى ما دون أربعين دولاراً) قد يوقف الاستثمارات الجديدة في اكتشاف المزيد من مصادر البترول وإنتاجه وأن ذلك قد يؤدي إلى أن تعاود أسعار البترول ارتفاعها، وهذا التصريح قد أعطاني بعض الاطمئنان بأنه سيساعد في منع استمرار تدهور الأسعار، لكني حين قرأت تصريحات وزير بترولنا التي يؤكد فيها مضي المملكة في زيادة طاقتها الإنتاجية على الرغم من الأزمة المالية التي أدت إلى تراجع الطلب على البترول تبخر تفاؤلي.
بصراحة.. تصريح وزير البترول قبل العيد وكلامه في مؤتمر الطاقة الأسبوع الماضي لافت للنظر.. فالمسؤولون في وكالة الطاقة الدولية يحذرون من أن استمرار انخفاض أسعار البترول قد يؤدي لتوقف الاكتشافات وتطوير الإنتاج.. ووزير البترول يأتي ليقول إن المملكة مستمرة في تطوير طاقتها الإنتاجية والاستمرار في الاستثمارات التي تستهدف زيادة الإنتاج.. أي كأن وكالة الطاقة تريد أن يتوقف انخفاض الأسعار حتى لا تتوقف الاكتشافات وتطوير الإنتاج.. وكأن وزير البترول يقول إنه لا مانع من استمرار تدهور الأسعار لأن هذا لن يمنع المملكة من استمرار الاكتشافات وتطوير الإنتاج.. فهل هذا هو الذي قصده وزير البترول..؟؟ طبعاً لا.. فلا يمكن أن يكون هذا قصده.. وإذن فما الذي قصده بالضبط من تصريحه..؟؟
المفروض في رأيي أن تكون تصريحات وزير البترول مؤازرة لتصريحات المسؤولين في وكالة الطاقة الدولية فتؤكد على أن الأزمة العالمية ستؤثر على خطط المملكة بزيادة إنتاج البترول، وأنها أي المملكة لا تستطيع الاستمرار في رفع طاقتها الإنتاجية للحدود المستهدفة السابقة في ظل تراجع الطلب على البترول وتراجع أسعاره، وأنها ستضطر لتجميد البرامج المقررة سابقاً قبل حصول الأزمة..
إنه من غير المفهوم لي أن تستمر المملكة في تطوير إنتاجها بتلك المعدلات العالمية في هذا الوقت الذي تخفض فيه دول أوبك معدلات إنتاجها بما فيها المملكة، خاصة أن المسؤولين في الوزارة أو ربما في أرامكو كانوا يقولون إن المملكة تقدم تضحية كبرى تكلفها كثيراً بالإبقاء على طاقة إنتاجية إضافية عالية لا تستخدم.. فإذا كان الأمر كذلك في ظل الوضع السابق.. أي قبل التطوير الجديد.. وقبل التخفيضات الأخيرة في الإنتاج.. فكيف سيكون الحال بعد ذلك..؟؟
ولو كانت مدلولات تصريح الوزير لا تؤثر على أسعار البترول لربما قلنا لا بأس أن يحاول وزير البترول أن يلبسنا عباءة (القديس) ولكن تلك التصريحات ستؤثر على الأسعار بالسلب، فلماذا نصرح بما يؤذي مصالحنا..؟؟ ولماذا نسعى لإنتاج المزيد من البترول طالما أن ذلك سيؤدي إلى تخفيض الأسعار وطالما أن هناك الآن من يقول.. اشربوا بترولكم.

[بن سالم]

الله المستعان على كل حااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااال

[أبو رامز]

حبر على ورق!!