الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-15-2009   رقم المشاركة : ( 11 )
اميره بكلمتي
ذهبي نشيط

الصورة الرمزية اميره بكلمتي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4537
تـاريخ التسجيـل : 27-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,419
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 81
قوة التـرشيــــح : اميره بكلمتي تميز فوق العادة


اميره بكلمتي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!

يسلموووووووو
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009   رقم المشاركة : ( 12 )
أبو المظفر
عضو

الصورة الرمزية أبو المظفر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3579
تـاريخ التسجيـل : 15-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو المظفر يستحق التميز


أبو المظفر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!

ففي يوم الخميس :( 17/3/1981مـ) الموافق لعام ألف وأربعمائة وواحد للهجرة النبوية: (1401هـ )
جاء موعد السماء مع الأم المجاهدة ، والداعية الراشدة : ( بَنَان الطنطاوي ).
فقد جاءت الأخبار المشئومة إلى هؤلاء المجرمين بأن عصام العطار ربما كان مختبأً في بيت زوجته ( بنان الطنطاوي) .
فأسرع هؤلاء السفَّاكون للدماء إلى ذلك البيت المتواضع الواقع في شارع « هِرِسْتالَر » الذي تقيم فيه بنان وحيدة بلا أهل ولا زوج !
وقاموا باقتحام منزل جارتها المسكينة، وأجبروها على الاتصال هاتفيًا بالمجاهدة بنان ، تخبرها أنها آتية إليها لتجالسها بعض الوقت، وتُؤانسها وحْدتها !
وسَرَعَان ما سمعَتْ بنانُ دقَّاتِ الباب تضرب في سمعها، فقامت كي تفتح الباب وتستقبل جارتها ، ولم تكن تعلم أن الموت ينتظرها خلف هذا الباب ، وأن الوعد الحق إذا نزل فُتِّحَتْ له الأبواب !

ولم تكن تدري أن جنات الخلد قد ازَّيَّنَتْ لها – إن شاء الله – وتعطَّرتْ.
وأن شموع الأفراح قد أُوقِدَتْ ، وشموس الأنوار قد أشرقتْ ، وأن الصبايا الحور قد حضرتْ لزفاف العروس وهم في صفوف، وجاءت لتصعد بروحها الطاهرة إلى معارج السماء وهي بها تطوف.
وأن ملائكة الرحمن قد أعدَّت موكبًا – إن شاء الله – لاسْتقبالها عندهم هناك؟
وما أدراك ما هناك ؟ حيث ما لا عينٌ رأتْ ! ولا أذنٌ سمعتْ ! ولا خَطَر على قلب بَشَر !

نعم: قد آنَ للجسد الضعيف أن يستريح ، ويسْكنَ منه ذلك القلب الجريح !

نعم: قد آن الآوان لأن تتوقف تلك الدموع ، ويطمئن ذلك الفؤاد الموجوع !

وهنا: جاء ميقات الأجل المحدود، ودقَّت ساعات ذلك اليوم الموعود المشهود.
وقامت المجاهدة بنان بكشف ما بينها وبين راحة قلبها من الحجاب ، وفتحت بيدها مغاليق الباب

فهجم عليها أولئك الأنْذال الأرْذال ! وقلبوا البيت رأسًا على عقِبَ في الحال ؛ بحثًا عن زوجها عصام ليقتلوه أمام عين امرأته التي لا تجد لها من دون الله موئلا ولا ناصرًا !

ولـمَّا لم يجد هؤلاء القَتَلة عِصَامهم ! عمدوا بأيديهم إلى تمزيق بَنَانِهم !

وأحاطوا بالمرأة الضعيفة وقد أسدلوا عليها أستار الأحقاد ! وغفلوا عن أنَّ عين الله تراقب أمثالهم من ظالمي العباد !

ثم تقدم إليها أشقى القوم ، وشَهَر مسدسه في وجه المرأة الوحيدة وهي تنظر إليه نظرة المظلوم إلى ظالمه ، والمقتول إلى قاتله !
وكأنها تقول له:
ما ذنبي حتى يُرَاق دمي ؟
وما جريمتي حتى تستبيحون حُرْمتي ؟
وما هي جنايتي حتى تطأونَ رقبَتي ؟
وما هي جريرتي حتى تُيَتِّمُونَ ابني وابنتي ؟
وما هو جُرْمي حتى تُثْكِلُونَ أبي وأُمِّي ؟
وما هو سوء عملي حتى تذبحونَ بقتْلِي قلْبَ زوجي ؟

لكن تلك النظرات التي تعصر قلوب أهل الإيمان ، لم تكن بالتي تستطيع التأثير على أبناء الشيطان ومنْبع الظلم والطغيان !

وهنا : أطلق هذا المجرم الأثيم خمسَ طلقات متتابعات على جسد تلك المرأة المجاهدة .

فاخْتَرَقَتْ بعض الطلقات: وجهها الأسيل الجميل ، ذلك الوجه الذي كانت دموع عينيه كثيرًا ما تتساقط على خدوده من خشية الله ، وحزنًا على المسلمين المضطهدين المعذَّبين هنا وهناك.
ذلك الوجه الذي ما كان ينحني إلا لله وحده .
ذلك الوجه الذي كانت تَتَراءى على قَسَمَاته أنوار السماحة والرحمة في أسمى معانيها.

واخْتَرَقَتْ بعض الطلقات: جَنْبها وما تحت إبطها ، ذلك الإبط الشريف الذي طالما تأبَّطَ المعونات والحوائج إلى تلك الأُسَر البائسة التي لا عائل لها !
وذلك الجنْب الرقيق الذي كان يتجَافَى عن المضاجع والناس نيام في سُبَاتٍ عميق !

واخْتَرَقتْ بعض الطلقات: صدرَها الحنون الحزين ، ذلك الصدر الذي كانت تشتعل فيه دائمًا نيران الحسْرة على المشرَّدين والمطاردين هنا وهناك من أبناء المسلمين
ذلك الصدر الذي كان قلْبه ينزف كل يوم على أحوال الموحِّدين .
ذلك الصدر الذي كان يحتمَّل عظيم الأسَى والحزن ابتغاء مرضات الله وحده
ذلك الصدر الذي ما كان يَئِنُّ ويشتكي إلا إلى خالقه .

وبعد أن فرغ هذا القاتل الأجير من إنفاذ طلقات مسدسه في جسد ضحيته المغْتَرِبة الوحيدة ، وشاهدها وهي تسقط أمامه والدماء تفور منها كما يفور ماء القِدْرِ إذا أوْقَدتَّ عليه النار !

لم يكْفِه ما اقترفتْه يداه مما لا تغسله مياه الأنهار ! فقام يطَأُ ويدوس على قتيلة الإسلام بقدميه شديدًا ! كأنه يظن نفسه يطأُ كلَّ جسد باع نفسه لله ! وبذل مُهْجته ابتغاء مرضات الإله .

وما زال هذا القاتل الأثيم يطأ جسد القتيلة المظلومة حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها تشتكي له ظلم عباده لها ولزوجها ! وتُخْبره – وهو أعلم – بقصة آلامها وأحزانها .

وأقول أنا أبو المظفر السِّنَّاري كاتب هذه المقالة: والله ليست أجد عندي الآن، من المعاني والبيان ، ما أستطيع أن أصِف به ما يسكن في قلبي على تلك المرأة من المآسي والأشجان !

ووالله ما أكاد أدري كيف أتكلَّم ؟ ومتى كان لسانُ قلمي يُفْصحُ عن مكنون صدري وما لأجْله أتوجَّعُ وأتألَّم !

لقد كان مقتل تلك المجاهدة في نفس العام الذي كان فيه ميلادي !
فانظروا كيف أن الأحزان لا تزال تلاحقُني منذ مبْدأي ومعادي ؟

بَكَتْ عيني وحُقَّ لها بُكاها *** وما يُغْني البكاءُ ولا العويلُ ؟

ولو قيل لي الآن: ماذا تشْتهي ؟ لقلتُ مِنْ فَوْري: أشْتَهي - لو كنتُ في مدينة ( آخن ) الألمانية - أنْ آتي مقبرة « هُلْس » وأبحث عن قبر تلك المرأة الشريفة كي أدعو الله لها ، وأقوم على جَدَثِها باسْتذكار صبرها وجهادها ، ثم أقف على رأسها أبْكي حتى تَبِلَّ دموعي ما انتهتْ إليه من جسدي ، وأجد حرارتها ما بين قلبي وصدري .

ليتتي كنت مع هؤلاء القوم الذين حملوا جنازتها على أعناقهم في يوم مشهود
في قلب مدينة ( آخن ) الألمانية.




لقد كان نبأ مقتلها عظيم الوقْع على المؤمنين في تلك الأوقات ، وقد سارتْ به الصحف السيَّارة ، وتناقلتْه الوكالات والمجلات والجرائد .

حتى قام الشيخ عبد الحميد كشك المصري – وقد كان واعظ الدنيا في عصره – بإلقاء خطبة حزينة على آلالاف الناس ، يذكر فيها خبر تلك المرأة المجاهدة التي اغتالتْها أيادي الغدر والظلم والعدوان .
وعلى هذا الرابط: تجد طرفًا من خطبة الشيخ كشك، يرحمه الله .
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4902

ولقد وقع الوجوم والاكتئاب على وجوه صالحي العباد في تلك الأيام ، وحزنوا وبكوا على القتيلة المظلومة كأنها كانت بعض أقاربهم أو مَنْ يعرفون ؟
وإذا كانت أشجاني وأشجان غيري على تلك المرأة التي لم يروها ! ولم يعاشروها ! فضلا عن أن تكون لهم بها صلة الأرحام !هي بعض ما ذكرتُ لك !

فيا تُرى كيف كان حال أبيها عليها ؟ وهي التي كانت ريحانة حياته ، وزهرة أوقاته ، ونسمات إحساسه ومعانيه ، وشمس أيامه وقمر لياليه ؟
تابع البقية ...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009   رقم المشاركة : ( 13 )
أبو المظفر
عضو

الصورة الرمزية أبو المظفر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3579
تـاريخ التسجيـل : 15-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو المظفر يستحق التميز


أبو المظفر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!

لعلي أنقل لكم الآن كلام أبيها وهو يقص نبأ مقتله بمقتلها ، ويحكي خبر مصرعه بمصرعها !
قال في كتابه ( ذكريات علي الطنطاوي ) :
( ابنتي بنان رحمها الله, وهذه أول مرة أذكر فيها اسمها, أذكره والدّمع يملأ عيني, والخفقان يعصف بقلبي, أذكره أول مرة بلساني و ما غاب عن ذهني لحظة، و لا صورتها عن جناني.
أفتُنْكرون عليّ أن أجد في كل مأتم مأتمها! وفي كل خبر وفاة وفاتها ؟
وإذا كان كل شَجِىٌ يُثير شجاه لأخيه، أفلا يثير شجاي لبِنْتي ؟
إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حُبِّي بناتي...
ما صدَّقتُ إلى الآن وقد مرَّ على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة – الآن يقصد عام 1404 هـ - وأنا لا أصدِّق بعقلي الباطن أنها ماتت!
إنني أغفل أحيانا فأظن إنْ رنَّ جرس الهاتف، أنها ستُعْلِمُني على عادتها بأنها بخير؛ لأطمئن عليها، تكلِّمُني مستعجلة، تُرصِّفُ ألفاظها رصْفاً، مستعجلة دائما!
كأنها تحس أن الرَّدَى لن يُبْطئ عنها، وأن هذا المجرم ! هذا النذل .... ! هذا ....... !
يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ذلك لأنها لغة قوم لا يفقدون الشرف حتى عند الإجرام، إن في اللغة العربية كلمات النذالة والخسة والدناءة، وأمثالها.
ولكن هذه كلها لاتصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس، حتى طرقتْ عليها الباب؛ لتطمئن فتفتح لها ، ثم اقتحم عليها ! على امرأة وحيدة في دارها! فضربها ضرب الجبان!
والجبان إذا ضرب أوجع ، أطلق عليها خمس رصاصات ! تلقَّتْها في صدرها وفي وجهها ، ما هربت حتى تقع- يعني الرصاصات - في ظهرها !كأن فيها بقية من أعراق أجدادها الذين كانوا يقولون :


ولَسْنا على الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا * * * ولكن على أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّمُ

ثم داس الـ ....! لا أدري والله بم أصفه ؟ إن قلتُ المجرم، فمِنَ المجرمين من فيه بقية من مروءة تمنعه من أن يدوس بقدميه النجِستين على التي قتلها ظلمًا؛ ليتوثَّق من موتها ! ولكنه فعل ذلك كما أوصاه مَنْ بعث به لاغتيالها ؟؟
دعس عليها برجليه؛ ليتأكد من نجاح مهمته ! قطع الله يديه ورجليه، لا !!
بل أدَعُه وأدع من بعث به لله ... لعذابه ... لانتقامه ... ولعذاب الآخرة أشد من كل عذاب يخطر على قلوب البشر ...

لقد كلَّمْتُها قبل الحادث بساعة واحد !
قلتُ :أين عصام ؟ - يقصد عصام العطار زوجها – قالت :« خَبَّرُوه – يعني السلطات الألمانية - بأن المجرمين يريدون اغتياله، وأبعدوه عن البيت ، قلت: وكيف تبقين وحدكِ ؟ قالت : بابا لا تشغل بالك بي، أنا بخير
ثِقْ والله يا بابا أنني بخير ، إن الباب لا يُفْتَح إلا إنْ فتحتُه أنا ، ولا أفتح إلا إنْ عرفتُ من الطارق وسمعتُ صوته ، إنْ هنا تجهيزات كهربائية تضمن لي السلامة ،والمسلِّم هو الله .

ما خطر على بالها أن هذا الوحش ، هذا الشيطان ! سيُهدِّد جارتها بمسدسه حتى تكلمها هي ، فتطمئن ، فتفتح لها الباب .
ومرّت الساعة ... فقرع جرس الهاتف ... وسمِعْتُ من يقول : كَلِّمْ وزارة الخارجية ... قلتُ: نعم.
فكلَّمني رجل أحسسْتُ أنه يتلعثم ويتردَّد ، كأنه كُلِّف بما تعجز عن الإدْلاء به بُلَغاء الرجال ، بأن يخبرني ... كيف يخبرني ؟؟
ثم قال : ما عندك أحدٌ أكلِّمه ؟ وكان عندي أخي . فكلّمه ، وسمع ما يقول ورأيته قد ارتاع مما سمع ، وحار ماذا يقول لي ؟
وأحسست أن المكالمة من ألمانيا ، فسألته : هل أصاب عصاماً شيء ؟؟ قال : لا ، ولكن .... قلت : ولكن ماذا ؟؟ قال : بَنَان ، قلت : مالها ؟؟ قال ، وبسط يديه بسط اليائس الذي لم يبق في يده شيء!....
وفهمتُ وأحسستُ كأنَّ سكيناً قد غُرِس في قلبي ،ولكني تجلَّدتُ وقلتُ هادئاً هدوءاً ظاهرياً ، والنار تضطرم في صدري : حدِّثْني بالتفصيل بكل ما سمعتَ. فحدَّثَني ...

وثِقوا أني مهما أُوتِيتُ من طلاقة اللسان ، ومن نفاذ البيان ، لن أصف لكم ماذا فعل بي هذا الذي سمعتُ ....
كنت أحسبني جَلْداً صبوراً ، أَثْبُتُ للأحداث أو أواجه المصائب ، فرأيت أني لست في شيء من الجلادة ولا من الصبر ولا من الثبات...... !!
و انتشر في الناس الخبر، و لمستُ فيهم العطف و الحب و المواساة...
ووصلتْني برقيَّات تُواسيني، و إنها لـَمِنَّة ممن بعث بها وممن كتب، يعجز لسان الشكر عن وفاء حقها .
ولكني سكت ! فلم أشكرها و لم أذكرها, لأن المصيبة عَقَلَتْ لساني, وهدَّتْ أركاني، و أضاعت عليّ سبيل الفكر!
فعذرًا و شكرًا لاصحاب البرقيات و الرسائل.....

صحيح أنه:
ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة * * * يُواسيك أو يُسْلِيك أو يتوجَّعُ

ولكن لا مواساة في الموت, والسَّلْو مُخَدَّرٌ أثَرُه سريع الزوال.
والتّوجع يُشْكر ولكن لا ينفع شيئا!!
وأغلقت عليّ بابي، وكلما سألوا عني ابْتَغى أهلي المعاذير,يصرفونهم عن المجيء, ومجيئهم فضل منهم, و لكني لم أكن أستطيع أن أتكلم في الموضوع.
لم أرِدْ أن تكون مصيبتي مضغة الأهواء, ولا مجالا لإظهار البيان, إنها
مصيبتي وحدي، فدعوني أتجرَّعها وحدي على مَهَلٍ.
ثم فتحتُ بابي, وجعلت أُكلِّم مَنْ جاءني, جاءني كثير ممن أعرفه ويعرفني وممن يعرفني ولاأعرفه ؟
وجعلت أتكلم في كل موضوع إلا الموضوع الذي جاؤوا من أجله! واستبقيتُ أحزاني لي, و حدَّثْتُهم كل حديث، حتى لقد أوردتُ نُكَتًا - يعني فوائد- ونوادر!!!
أتحسبون ذلك من شذوذ الأدباء ؟ أم من المخالفات التي يريد أصحابها أن يُعْرَفوا بها؟
لا والله، ولكن الأمر ما قلتُ لكم.
كنتُ أضحك، وأضْحِك القوم! وقلبي وكل خلية في جسدي تبكي!!

فما كل ضاحك مسرور:
لا تحسبوا أن رقصي بينكم طربا * * * فالطير يرقص مذبوحا من الألم!!

إني لأتصوّر الآن حياتها كلها مرحلة مرحلة, و يوما يوما، تمر أمامي
متعاقبة كأنها شريط أراه بعيني.
لقد ذكرتُ مولدها، وكانت ثانية بناتي, ولقد كنتُ أتمنّى أن يكون - يعني أول أولاده - ذَكَرًا !
وقد أعددتُ له أحلى الأسماء!
ما خطر على بالي أن يكون أنثى!
وسمَّيْتُها عنان – هي بنته الكبرى - وولِدَتْ بعدها بسنتين بنان .
اللهم ارحمها .وهذه أول مرة أو الثانية التي أقول فيها: اللهم ارحمها!!
وإني لأرجوا الرحمة لها، ولكني لا أستطيع أن أتصوَّر موتها!!
ولـمَّا صار عمرها أربع سنوات ونصف السنة أصرَّتْ على أنْ تذهب إلى المدرسة مع أختها, فسعيتُ أن تُقْبَل من غير تسجل رسميًّا.
فلما كان يوم الامتحان ووزِّعتْ عَلَماتها المدرسية، وقد كتب لها ظاهريا لتسرَّ بها ولم تسجِّل عليها.
قلت هيه؟ ماذا حدث؟
فقفَزَتْ مبتهجة مسرورة، وقالت بلهجتها السريعة الكلمات, متلاحقة الألفاظ:
بابا : كلها أصفار أصفار أصفار!!
تحسب الأصفار هي خير ما يُنَال؟!
وماذا يهم الآن بعدما فارقت الدنيا أكانت أصفارًا أم كانت عشرات ؟
وماذا ينفع المسافر الذي ودَّع بيته إلى غير عودة, وخلَّف متاعه وأثاثه؟
ماذا ينفع طراز فرش البيت ولونه وشكله ؟ ... ).

وكتب زوجها المجاهد عصام العطار يقول:
( وقد بلغت محبّة علي الطنطاوي لي، وثقته بي، وبلغت أُخُوَّتنا وصداقتنا ذروتها العالية عندما اختارني زوجًا لابنته: بنان، وتجاوزَتْ هذه الأخُوّةُ والصّداقةُ كل ذروة من الذُّرَى عندما استشهدت بنان الحبيبة في: 17/03/1981م ، في مدينة : ( آخن ) في ألمانيا.
فالتقتْ منه ومني إلى الأبد: جراحٌ بجراح، ودموعٌ بدموع،وذكريات بذكريات، ودعواتٌ بدعوات.
ولم تندمل قطّ جراح علي الطنطاوي لفقد بنان، ولم تندمل جراحي، ولم يرقأ دمعه، ولم يرقأ دمعي، ولم يسكت حزنه، ولم يسكت حزني، إلى أن اختاره الله إلى جواره .
[ولقد]كتبَ – يعني علي الطنطاوي - في الحلقة« 199»( من ذكرياته)
بعد سنوات من استشهاد ابنته، بمناسبة يوم عيدٍ [فقال]:
« أنا أكتب هذه الحلقة يوم العيد. ما على ألسنة الناس إلا التهنئات فيها الأمل الحلو، وما في قلبي إلا ذكرياتٌ فيها الألم الـمُرّ.. فأنَّىَ لي الآن، وهذا يومُ عيد، أنْ أقوم بهذا الذي كنتُ أراه واجباً عليّ ؟
كيف أصِل ُإلى القبريْن الذَّيْن ضمّا أحبَّ اثنين إليّ : أمّي وأبي، وبيني وبينهما ما بين مكّة والشّام!
وكيف أصل إلى القبر الثاوي في مدينة (آخن) في ألمانيا، في مقبرة لا أعرف اسمها ولا مكانها ؟؟
ما كان يخطر في بالي يوماً أن يكْزِنَ في قائمة مَنْ أزور أجداثَهم: بِنْتي!!
ويا ليتني استطعتُ أن أفديَها بنفسي، وأن أكون أنا المقتولَ دونها؟
وهل في الدّنيا أبٌ لا يفتدي بنفسه بِنْتَه ؟ إذن لـمُتُّ مرّة واحدة ثم لم أذُق بعدها الموت أبداً !
بينما أنا أموت الآن كل يوم مرّة أو مرّتين، أموت كلّما خطرَتْ ذكراها على قلبي! »
ثم قال عصام العطار عن الشيخ الطنطاوي : ( وفي أيّامه الأخيرة، وهو في غرفة العناية المركّزة بين الحضور والغياب، كان يُحِسّ مَن يحفُّون بسريره من بناته وأصهاره وخُلَّصِ إخوانه، أنه يفتقد بينهم شخصًا لا يراه ؟
ويُرمز إليهم رمزًا واضحاً إلى بنان، ولا يُسعِفُه اللسان، وارتفعت يدُه لتعانق حفيده «أيمن» ابن بِنْتَه الشهيدة - وقد حضر إليه من ألمانيا - عندما رآه.
ثمّ سقطت اليد الواهنة على السرير، وافْترَّتْ شفتاه عن ابتسامة حزينة سعيدةٍ حلوةٍ، امتزج فيها الحزن والسرور والشكوى، ونطقت عيناه وأسارير وجهه بما لا يُوصف من الحنان والشكر والأسى، مما لا يعبّر عنه – كما قالواقلمٌ ولا لغةٌ ولا كلام ... ) .

قلت أنا أبو المظفر السناري كاتب هذا المقال :
كلما قرأت هذا الحديث للشيخ الطنطاوي عن ابنته «بنان» أشعر أن الأرض لا تحملني !
وأكاد أُحْصَر عن الكلام وينعقد لساني !
وتعتريني قشعريرة يهتزُّ لها كياني ! وينكسر لأجلها أعلام جسماني !
وأحسُّ أن كبدي كأنه يتقطَّع ، وأن نِيَاط قلبي كأنها تتمزَّع !
وأن الوجود قد صغر في عيني حتى لا أكاد أرى أحدًا !
وتهون الدنيا في نفسي حتى لا أجد للذيذها حلاوة ! ولا لجميلها طلاوة !

ولقد تذكَّرت هذا الحديث – قبل يومين – عند غروب الشمس في ساعة الإفطار، وقد حضر الطعام والشراب ، فوالله ما استطعتُ أن أستسيغ لقمة واحدة!
وكأن لا أرى أمامي إلا ظلامًا دامسًا، وقبرًا رامِسًا !
وقد فاضت الدموع كأنها الغيث المِدْرار ! وقمتُ عن الطعام وليس في جوفي غير الأسى والمرار!
وما أرى هذا : إلا رحمة يقذف بها الله في قلب من يشاء من عباده.

وقد قال عصام العطار يرثي زوجته :

بنان ياجبهةَ الإسلام دامية * * * مازال جرحك في قلبي نزيفَ دمٍ
بنان يا صورة الإخلاص رائعةً * * * ويا منال الفِدَى والنُّبْل والكَرَمِ
عِشْنا شريدَيْن عن أهلٍ وعن وطنٍ * * * ملاحماً من صراع النور والقِيَمِ
الكيد يرصدنا في كل مُنْعطَفٍ * * * والموت يرقبنا في كل مُقْتحمِ
والجرح في الصدر من أعدائنا نَفِذٌ * * * والجرح في الظهر من صُدْقاننا العَدمُ .
* * * * * * * *
وهذه هي صورة المجاهدة الصابرة بنان الطنطاوي :



وكأني لو مُدَّتْ الأنفاس بالمجاهدة « بنان» دقائق معدودات - بعد رميها بالرصاص - لكان لسان حالها يقول لأبيها – بعدما علمتْ بحزنه عليها ، ومرضه لغيابها - :

ما ساءني ألمي .. ولكن ساءني *** زفراتُ حُزْنك في الهواء تطيرُ
بالله مهلا .. ما لِقَلْبي أن يرى *** منك المدامعَ في العيون تثورُ
إني أرى دون السحاب بشائراً *** قد أقبلتْ بين الغمام تسيرُ
تلك الملائكُ لا تَسَلْ عن حُسْنها *** جاءتْ ركائبُها بها والحورُ
فكأنهم لِزِفاف روحي قد أتوا *** والحور فوقي كالبدور تدورُ
معهم لِتجْهيزي : ثيابٌ سندسٌ *** ولِغسْلِ دمعي : عنْبرٌ وكفورُ
أبتاه لا تغْفلْ زيارةَ مرقدي *** يوماً لئلاَّ يجزعَ المقبورُ
فأنا الوحيدة رَهْنَ قبرٍ مظلمٍ *** أمسيتُ فيه .. وخاطري مقهورُ
أبتاه قد حلَّ الفراق فليْتنا *** وَافىََ بنا قبل الرحيل : نذيرُ !
*******
وكأني أرى لسان حال أبيها يرد على ابنته ويقول :

فأجبْتُها والدمع يَحْرقُ مُقْلتي *** والقلب ينزفُ والمصاب كبيرُ
بِنْتاه ياروحي ومُقْلةَ ناظري *** وجمالَ نفْسي إنْ عَراهُ فُتورُ
يا بسْمةً كانتْ على الثَّغْر الذي *** ما إنْ بدا فاحتْ هناك عُطورُ
قد كنتِ لي نور الحياة وشمسها *** فغدوتُ أعمى في الظلام يسيرُ
ضحكاتُ فرحُكِ لا تزال تهزُّني *** وتُطيلُ أنَّاتِ الْجَوَىَ وتُثِيرُ
دقَّاتُ قلبُكِ في الفؤاد طوارقٌ *** يصْدعْنَ نفسي والإلهُ خبيرُ
تلك المحاسن في التراب تغيَّبتْ *** وجمالها في قبرها مَدْثورُ
بنتاهُ قد عظم المصاب وإنني *** أبداً على العهد القديم أسيرُ
كأسُ المنيَّةِ قد أصابكِ بغْتةً *** فَشَرَبْتِ ماء الموتِ وهومريرُ
قد كان لا يحلو غيابُكٍ ساعةً *** كيف التَسَلِّي والغيابُ دهورُ
ياليتني قد كنتُ قبلكِ ثاوياً *** حُفَرَ الترابِ فَيَشْتفي المصْدُورُ
ما طاب عيشي في الحياة حبيبتي *** مُذْ غاب بدرُ جمالكِ المستورُ
كبدي يسيل مرارة أبداً وإنْ *** مرَّتْ عليَّ صوارفٌ وعُصورُ
إنْ قيل صبراً .. قلتُ قد غربتْ له *** شمسي وغاب ضياؤها والنورُ
أو قيل رفْقاً .. قلتُ كيف وهذه *** أمواتُ فرْحِي ما لهنَّ نشورُ
فإلى اللِّقاء حبيبتي في عالمٍ *** ما فيه حُزْنٌ بل هناك سرورُ
في جنَّةٍ فيها الأحبَّةُ تلْتقي *** والرَّبُّ راضٍ .. والشَّرابُ طَهُورُ .
*************
خاتمة المقال

تابع البقية ....
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009   رقم المشاركة : ( 14 )
أبو المظفر
عضو

الصورة الرمزية أبو المظفر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3579
تـاريخ التسجيـل : 15-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو المظفر يستحق التميز


أبو المظفر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!

خاتمة المقال
وحسبي أن أختم مقالي هذا بطرف من أقوال تلك المرأة المجاهدة الصادقة .
وهي أقوال ينضح منها الإخلاص والعمل والكفاح في أرقى معاني تلكم الكلمات .

1- قالت هذه الشريفة الصادقة : « ... فما علينا إذنْ لنفوزَ بالجنّةِ والخلودِ في نعيمِها الْمُقيم إلاّ أن نَصْدُقَ الإيمانَ، ونُحْسِنَ العملَ، ونَمْضِيَ على طريق اللهِ، مُنِيبِينَ إليهِ خاشِعين له، مُطْمَئِنِّين كلَّ الاطْمِئْنانِ لعدلِه وحكمِه في كلِّ أمرٍ يُصيبُنا ويقعُ بنا أو من حولنا.. لا نَنْحَرِف عن صراطه المستقيم، ولا نتوقّفُ ولا نُبالي ولو اجتمعتْ علينا قُوَى الأرض ! .» .

2- وقالت أيضًا: « اللهمّ إنّا راضونَ راضونَ بقضائك وقدرك، وبكلّ ما يُصيبُنا في سبيلك.. فهل أنتَ راضٍ عَنّا يا ألله!
إذا صَحَّ منكَ الوُدُّ فالكُلُّ هيّنٌ * * * وكلُّ الذي فوقَ التّرابِ تُرابُ !
نعوذُ بنور وجهك الذي أشْرَقَتْ له الظُّلُمات، وصَلَح عليه أمرُ الدّنيا والآخرة، من أن تُنْزِلَ بنا غضبَك، أو يَحُلّ علينا سَخَطُك، لك الْعُتْبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك »

3- وقالت : « كم مرّةٍ تذكّرتُ وأنا أُبْصِرُ ما يَنْزِل بالمسلمين من نَكَبات، وما يُعانونَه من وَيْلات، وما يَتَرَبَّصُ بهم من أخطار ومهالك.
كم مرّةٍ تذكّرتُ وأنا أبصر هذا وأبصر في ذات الوقت غفلتهم، وتَقَطُّعَ وَشائِجِهِمْ، وقِلَّةَ تَناصُرِهم، وانشِغالَ كلَّ فرد أو فريق منهم بنفسه عن غيره، وبيومه عن غده، وبدنياه عن آخرته.. وهم في سِنَتَهِمْ لا يستيقظون على ضَرَبات الدهر، ولا ينتفعون بتجارِبِه ومواعظِه!

كم مرّة تذكّرت وأنا أشهد هذا كلّه قصيدةَ أبي البقاءِ الرُّنْدي الأندلسي:
لِكُلِّ شَيْءٍ إذا ما تَمَّ نُقْصانُ * * * فلا يُغَرَّ بطيبِ الْعَيْشِ إنسانُ »
* * * * *
4- وقالت أيضًا: « ...كيف لا أكون متفائلة ونور الله يعمر قلبي،ويضيء عيني ودربي, وأنا أحس وأوقن – مهما ضاقت الدنيا واشتدت الظروف - أن الله معنا, يسمعنا ويرانا... وأن الحق الذي نؤمن به, ونجاهد من أجله, لا بد أن يكون له النصر على الباطل... وأننا سنفوز – إن صدقنا وصبرنا - بإحدى الحسنيين: النصر أوالجنة. »

5- وقالتْ وهي صادقة :
« يارب إن ضاقت بنا الدنيا فليس لنا سواك.
وإن انسدَّتْ في وجوهنا السبل فليس لنا سواك
وإن ظلمنا الأعداء والأصدقاء فليس لنا سواك
وإن تـنكرت لنا كل موجود فليس لنا سواك
يارب الوجود يا ألله
***
يارب إن طالت بنا الغربة فليس لنا سواك
وإن اشتدت بنا الوحشة فليس لنا سواك
وإن فتك بأجسامنا المرض فليس لنا سواك
وإن تنكرت لنا الأرض فليس لنا سواك
يارب السماء والأرض يا ألله
***
في سبيلك وحدك وحدك جاهدنا وعملنا
في سبيلك وحدك وحدك أُخْرجنا وشُرِّدنا
في سبيلك وحدك وحدك عُودِينا وحُورِبْنا
في سبيلك وحدك عشنا
وفي سبيلك وحدك نعيش
وفي سبيلك وحدك نرجو أن تكتب لنا الشهادة يا ألله
***
ليس لنا سواك. ليس لنا سواك
في سرائنا وضرائنا نناديك يا ألله
في شدتنا ورخائنا نناديك يا ألله
فبقوتنا وضعفنا نناديك يا ألله
في كل حال من أحوالنا
في كل وقت من أوقاتنا
نناديك من أعماق قلوبنا
يا ألله يا ألله يا ألله »

**********
والحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

وكتبه العبد الفقير ، صاحب العجز والتقصير ، الغارق في بحار الخطايا ، والمتَجَرِّي على عالِم الظواهر والخفايا ، الواثق برحمة ربه الباري: أبو المظفَّر سعيد بن محمد السنّاري .. ذلك الأثيم العاثر .. سامحه الله.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
مقاله رائعه للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله بَنتْ الأصَآيلْ الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 01-27-2008 04:36 PM
من جعبة الشيخ الفاضل على الطنطاوي رحمه الله alsewaidi الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 6 12-17-2007 01:58 AM
هناك اشياء قد لا يعرفها الرجال عن المراة...ها هي جداوي الــمـنـتـدى الـعـام 5 08-01-2007 12:32 PM
40 سر من أسرار الـWinXP - قليل من يعرفها احمد السالمي منتدى الكمبيوتر والأنترنت 4 02-02-2007 04:02 PM
معلومات قليل من يعرفها ...... بنك المعلومات منتدى الاستراحـة 8 11-21-2005 01:06 PM


الساعة الآن 03:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by