الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10-04-2007
 
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع

  المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله
افتراضي من الذكريات/ الحلقة الثالثه.

من الذكريات/ الحلقة الثالثه. من الذكريات/ الحلقة الثالثه. من الذكريات/ الحلقة الثالثه. من الذكريات/ الحلقة الثالثه. من الذكريات/ الحلقة الثالثه.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد والشكر لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وآله وصحبه ومن والاه , ومن تبعهم بإحسان الى يوم نلقاه , وبعد :

لم يعد لعيدكم في هذه الأيام إلا قدرا زهيدا من النشوة التي عهدناها وعهدها أسلافكم يوم كان العيد عيدا, ولئن كان الزمان هو الزمان والأنسان هو الأنسان والمناسبة هي المناسبة لم يتغير منها شيئا جميعا إلا أن هناك شيئا ما قد تغير فتغيرت بتغيره المشاعر .

ولكأني بكم اليوم في كل عيد من أعيادكم ولسان حالكم يردد ما قاله أبو الطيب المتنبي (عندما ضاق ذرعا بضيافة كافور في مصر) في قصيدته التي جاء في مطلعها:


[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عيد بأية حال عدت يا عيد= بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم = فليت دونك بيدا دونها بيد
[/POEM]


إلا أن حال المتنبي مع العيد لم يكن بحال من الأحوال كحالكم أيامكم هذه , فقد كان يحن الى العيد أشد ما يكون الحنين ولكن في كنف أحبته الذين حال بينه وبينهم شاسع من القفار والبيد , وما قال ما قال إلا لأنه سئم معية كافورالتي نغصت عليه سائر أيامه ولياليه بما فيها أجملها لديه وأكثرها حبورا وفرحه ألا وهي أيام العيد السعيد, لذلك قال: فليت دونك بيدا دونها بيد.

الأخوة الأعزاء : أن مما أدركته في صغري المبكر ترقب الناس للعيد بشوق كبير وتطلع عجيب ,
والإعداد له قبل حلوله بوقت طويل بالملبوس الجديد والرصاص والبارود والأشعار والأناشيد, إعدادا يكسرون به رتابة الحياة في سائر العام , وكلما دنا العيد كلما علت على الوجيه الأسارير وكستها البهجة , وداعبت الأفئدة اللهفة والفرحة .

وفي ليلة العيد يتسارع خفقان القلوب شوقا وفرحا, قلوب الجميع , الصبية والشيب , والأحرار والعبيد (1), والغني والفقير, مع أن غنيهم يومئذ يعد فقيرا بمقايس الغنى أيامكم هذه . أما فقراؤهم على بساطة ما في عصرهم وشظف عيشهم وقلة ذات يدهم فلم يكن فقرهم فقرا ذا أثر على معنوياتهم , فقد كانوا على استعداد للجود بكل موجود في مناسبة العيد , وكانوا على قدر كبير من الأعتداد بالذات والأعتزاز بالنفس مع أنفة وشموخ قل أن يعرفها أغنياؤكم فضلا عن فقرائكم في هذه ألأيام .

وفي صبيحة العيد يتوافد الناس زرافات ووحدانا , مشاة وركبانا , يتوافدون الى مشهد العيد يلجون بتكبير يتردد صداه في جنبات ألأودية والشعاب , ثم يصلي بهم إمامهم ويذكرهم في خطبة العيد وهم في قمة الأنتشاء والبهجة بأن لا تغرنهم الدنيا بمباهجها عن العمل للدار الآخرة فيقول :

أيها الأخوة ليس السعيد من أدرك العيد , ولا من لبس الجديد, ولا من قاد الخيل المسومة وخدمته العبيد , ولا من أتته الدنيا على ما يريد ,, ولكن السعيد والله من خاف يوم الوعيد , وراقب الله في ما يبدي ويعيد , واتقى نارا حرها شديد وقعرها بعيد وطعام أهلها الزقوم والمهل والصديد .

وما أن تكتمل الصلاة والخطبة والمعايدة على أرض مشهد العيد إلا ويخترق الأسماع دوي السلاح الذي تفوح منه رائحة البارود وتغشى عجاجته الحاضرين, ويخطف الأبصار وميض فوهات البنادق وهي منكسة تحت أقدام العارضين أثناء تحليقهم في الفضاء , وترى وتسمع من خلفهم صفوف الهازيجين بالردح الذي يتقاصد به الشعراء (2).

بإختصار , لقد كان عيدهم عيدا سعيدا بما لهذه الكلمة من معنى ومن مدلولات, يعبرون فيه عن سعادتهم باجتماعهم وباستعراضهم بالسلاح وابراز القوة وفن الرشاقة واللياقة والدقة في العرضه والرمايه ,
واستعراض للفصاحة والبيان وعذب الألحان , واستعراض بجديد اللباس للرجال والنساء بالعمائم والأقنعة والبخانق والحزم وألأزياء الباهيه فرحة بحلول العيد السعيد لثلاثة أيام تباعا بلياليهن (قد تزيد أو تنقص) يعمها اجواء الأحتفال والمرح والفرح والرماية والعرضة والقصائد والطرب والأنشاد والألعاب وأطعمة مما لذ وطاب .

ولا يظنن ظان منكم أنني مبالغ في ما كتبت , أو مدفوع بدوافع الحنين لأيام الصبا , ومن كان كذلك فليسأل من حوله ممن شارفوا على السبعين أو زادوا عليها عن مضمون ما ذكرت .
صحيح أنني متيم بجميل مشاعر أهل ذلك العصر الذي مضى وانقضى , أحن الى تواصلهم الطبيعي وصفاء نفوسهم وقناعتهم بما في أيديهم وألألفة التي كانت تلفهم حول بعضهم , والمودة التي كانت عامرة بها قلوبهم , وسجيتهم ونقاء طويتهم وتفاعلهم الأيجابي مع كثير من أمور الحياة من حولهم ومنها العيد السعيد .
لذلك كم تمنيت لأجيالنا اليوم أن يستبقوا شيئا من عبق الماضي وأيجابيات أسلافهم . ولكن هيهات , فقد أندثرت سلوكيات حميدة وعادات أصيله ليحل محلها تصرفات ممجوجة وعادات دخيله .
فما ألذي حدث , وما الذي غير الناس ؟, ولما ساءت طبائع بعض النفوس عندما حلت الوفرة وتحسنت (ماديا) أحوال البلاد والعباد؟, ولما تحول ما كان يوصف بالأمس في خطبة العيد بالعيد السعيد ليصبح اليوم مناسبة باهتة الظلال, وأياما عديمة الطعم واللون والرائحة ألا من بعض المظاهر المتكلفة الخالية من المشاعر الوجدانيه والنشوة النفسيه؟ .

أخوتي ألأعزاء : عندما بسطت علينا الدنيا تلاشت نشوة العيد في غمار التنافس والتكالب على حطام الدنيا , التنافس الذي حذرنا منه نبينا عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم في الحديث الذي جاء في معناه , (والله ما الفقر أخشى عليكم وأنما أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم) (3) .
نعم لقد تنافسنا على الحطام الذي فرق شملنا وأصبحت الدنيا بسببه أكبر همنا(4),, ومن بوابة التنافس دب الينا داء ألأمم من قبلنا الحسد والبغضاء(5) ,,, وهل من منتظر بعد البغضاء سوى التدابر والتناكر؟؟.(6).
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا أله ألا أنت , أستغفرك اللهم واتوب اليك ..
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........................

أحاديث منقولة من بعض المواقع على الشبكه
=========================
1- ظاهرة أخوتنا العبيد كانت موجودة لدى كثير من ألأسر الى أن تم تحريرهم تجاوبا مع توجه عالمي , وبالرغم من كون أنهاء العبوديه من ألأشياء الجميلة والأعمال الصالحة التي حث عليها ألأسلام بسبل شتى ألا أن حركة التحرير تلك يقف وراءها عالميا الحركة اليهودية التي رمت من وراء ذلك الى جعل اليد العاملة بالغرب ملكا لرأس المال الذي يمتلك اليهود أكثره على مستوى المعموره .
2- من أراد مزيدا من المعلومات عن العرضة والردح فليرجع الى ما كتبه عضو المنتدى ابن شداد الملقب براعي السواني تحت هذا الرابط :
http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=6196

3- في الصحيحين عن عمرو بن عوف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم " بعث أبا عبيدة بن الجراح إلي البحرين يأتي بجزيتها , وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم صالح أهل البحرين , وأمَّرَ عليهم العلاء بن الحضرمي , فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين, فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة , فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلي الله عليه وسلم , فلما صلَّي رسول الله صلي الله عليه وسلم انصرفوا فتعرضوا له , فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم حين رآهم , ثم قال : أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشئ من البحرين ؟ فقالوا : أجل , يارسول الله , فقال أبشروا , وأمِّلوا ما يسركم , فوالله ما الفقر أخشي عليكم , ولكن أخشي عليكم : أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت علي من كان قبلكم , فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " ( البخاري : 4/117, ومسلم في : الزهد6 , والترمذي (2462) , وأحمد : 4/137
4-عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع له شمله و أتته الدنيا و هي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " . ‌

رواه الترمذي ( 2389 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 6510 ) .

5- أخرج الترمذي من حديث الزبير بن العوام- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء وهي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) .



6- عن حذيفة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الساعة فقال : علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها ـ وذكر منها ـ ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحد - رواه أحمد وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن ; 10-04-2007 الساعة 06:12 PM السبب: تعديل وتنسيق
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من الذكريات / الحلقة الأولى . المستعين بالله ابوعبدالله منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية 18 11-11-2007 03:24 PM
من الذكريات / الحلقة الثانيه. المستعين بالله ابوعبدالله منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية 13 11-11-2007 03:23 PM
منقاش المتصهين/ الحلقة الثالثه منقاش منتدى الاستراحـة 15 04-04-2007 10:13 PM
منقاش الرياضي / الحلقة الثالثه منقاش منتدى الاستراحـة 20 03-04-2007 08:26 AM
ما وراء ألأكمه / الحلقة الثالثه المستعين بالله ابوعبدالله الــمـنـتـدى الـعـام 14 10-19-2006 05:46 AM


الساعة الآن 12:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by