أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة

[أبو رافع الظاعن]

أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة أصنـــــــع مـــــــن سُـــــــــرفــــــــــــــــــة

أصْنعُ مِنْ سُرْفَـــــــة




بينَ أيدينا من شواهد الاعتبار ما تفنى دونه الأعمار !



وما علينا إلا أنْ نُحِدَّ النظرَ فيما حولنا ، فنرى ما فيه معتبر .



وسأحدِّثكمْ اليوم عنْ شاهد من شواهد الربوبية المبثوثة في هذا الكون .



إنها دويبة ( السُّرْفـَـــــة )



قال الشاعر : بشر بن المعتمر



وهيشة تأكلها سُرْفةٌ ...وسِمعُ ذئبٍ همُّه الحُضْرُ .



والسُّرْفة بالضَّم : دويبة ...سيكون حديثنا عنها ...



والسِّمع بالكسر ولد الذئب من الضَّبع




قال الشاعر:


أشكو إليك زماناً قد تعرقنا .... كما تَعرَّق رأسَ الهَيْشَة الذيبُ.



يقال : إنَّ أم حبين (الهيشة) لا تقيم في مكان تقيم فيه هذه الدودة !



التي يقال لها السرفة !



وإليها ينتهي المثل في الصنعة



يقال: أصنع من سُرْفّة .



ويقال : إنها تقوم من أم حبين مقام القراد من البعير !



قال عنها ابن منظور في لسان العرب :


... والسرفة دودة القزّ، وقيل هي دويبة غبراء تبني بيتا حسناً تكون فيه وهي التي يضرب بها المثل فيقال:
(أصنعُ من سُرْفة) ،
وقيل هي دويبة صغيرة مثل نصف العدسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها بيتاً من عيدان تجمعها بمثل غزل العنكبوت ،

وقيل هي دابة صغيرة جداً غبراء تأتي الخشبة فتحفرها ثم تأتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أخرى ثم أخرى ثم تنسج مثل نسج العنكبوت .



قال أبو حنيفة : وقيل: السرفة دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي تكون في الحمض تبني بيتاً من عيدان مربعاً

تشدُّ أطرافَ العيدان بشيء مثل غزل العنكبوت.



وقيل هي الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأكل ورقه وتهلك ما بقي منه بذلك النسج وقيل هي دودة مثل

الإصبع شعراء رقطاء تأكل ورق الشجر حتى تعريها وقيل هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصبع طولا كالقرطاس

ثم تدخله فلا يوصل إليها وقيل هي دويبة خفيفة كأنها عنكبوت.


وقيل هي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضمُّ بعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس

ثم تدخل فيه وتموت.



ويقال : (أخف من سرفة ) .



وأرضٌ سُرفةٌ : كثيرةُ السُرفة ، وواد سُرفٌ كذلك وسرف الطعام إذا ائتكل حتى كأن السُرفة أصابته وسُرفت الشجرة :

أصابتها السُرفة وسرفتْ السُرفةُ الشجرةَ تسرفُها سرفاً : إذا أكلت ورقها حكاه الجوهري عن ابن السكيت.



قال ابن السكيت: السّرْفُ ساكن الراء : مصدر سرفت الشجرة تسرف سرفاً إذا وقعتْ فيها السُّرفة فهي مسروفة...



وأعتذر إليكم ، حيثُ أنني أثناء إعدادي للموضوع لم أجد عندي صورة للسُّرْفة ! وإنْ كنتُ رأيتُها على الطبيعة ...

في زمنٍ مضى .



وأعدكمْ أنني متى رأيتها فسأصورها لكم ...بحول الله وقوته .



وهذه صور لبيت السُّرْفة وجدتها في شجرة الهـــرم ، وهي من شجر الحمض . وأما الرمث فلا أحصي ما وجدتها فيها .


































حفظكـــــــم الله