تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو )

[ابو طلحه]

تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو ) تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو ) تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو ) تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو ) تهيئة الأمة للمعركة ......... ( لا تتمنو لقاء العدو )

إن الإسلام يعتبر الإعداد للمعركة أمراً بالغ الحيوية , وله عظيم الأهمية وليس في الإعداد واتخاذ الحيطة
ما يوهم أن الإسلام مولع بالحروب وإشعال نارها كما يروج أعداء الإسلام و المفترون عليه وإنما الإعداد وسلية إلى ردع العدو
ومنعه من الاعتداء وبذلك يكون سبباً للسلامة من الدخول في المعركة , ولكن إذا اقتضى الأمر ولم يكن من الحرب مفر
فنكون على استعداد كي لا نؤخذ على حين غرة .
ولنا من معارك رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح دليل على ما ذكرنا , فلقد قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانٍ وعشرين غزوة ضد المشركين , نشب القتال في تسع منها فقط وهي( بدر - أحد - الخندق - بنو قريظة - بنو المصطلق - خبير - فتح مكة - حنين - الطائف )
بينما فر الأعداء في تسع عشرة غزوة دون قتال .

تهيئة الأمة للمعركة وإعدادها وجعلها متأهبة مستعدة ومتيقظة ومتحسّبة لكل ما يخطط العدو لها من النيل من معنوياتها بنشر وبث دعاياته الكاذبة المضلة أو اللجوء إلى الضغوط السياسية أو الاقتصادية أو الحربية يجعلها قوية البأس فمتى ما كانت الأمة على وعي تام بما يحاك حولها وما يبيت لها من أعدائها ولديها الاستعداد لأن تتحمل كل ما يواجهها بعزيمة وصبر وإيمان محتسبة ذلك عند الله شاكرة لانعمه صابرةََ على بلائه
كانت أمة عظيمة تستحق خيرية الله لها في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )
ولنا مثلٌ حي بتلك الأمة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة حينما قدم خالد بن الوليد رضي الله عنه ومن معه من غزوة مؤتة منسحباً وكان انسحابه نصراً كبيراً إذا ما قورن عدد المسلمين بعدد أعدائهم من الروم يقول ابن هشام { وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله , قال فيقول رسول الله صلى الله عليه سلم ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى }
فهذه الأمة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفرح بعودة إخوانهم سالمين من معركة كان الانسحاب فيها نصرا
ً
و من عوامل تهيئة الأمة للمعركة ترغيبها في الجهاد ببيان فضل المجاهد على القاعد وبيان ما أعده الله من الثواب والأجر له في الآخرة وبيان منزلته يوم القيامة وما يناله من فضل ورضوان إن هو نال الشهادة في سبيل الله لكون الشهادة لا تعطى لكل المجاهدين
وإنما هي درجة عالية لا ينالها إلا من اصطفاه الله واتخذه شهيداً
فترغيب الأمة في نيل تلك الدرجة العالية من الرضوان يجعلها تفزع إلى الجهاد في سبيل الله قال سبحانه ( ويتخذ منكم شهداء )
بالإضافة إلى بيان ما يناله المجاهد من غنيمة يغنمها من الأعداء و الغنيمة لها واقع حسن وأثر جميل في نفس المجاهد إضافة إلى قيمتها المادية
فان لها دلالة أخرى على تكريم المجاهد في الدنيا إذ فيها اعتراف ضمني بما بذل من جهد ومشاركة في المعركة ضد أعدائه
وأعداء الدين وفي ذلك حافز له ولغيره للخروج جهاداً في سبيل الله

ومن الطرق والوسائل لتهيئة الأمة تنشئة الأجيال في المدارس على حب الغزو و الجهاد وبث الروح الجهادية في الشباب
وإدخال أنظمة التدريب التطوعي و الإلزامي وإقامة المعسكرات التدريبية وإدخال المادة الجهادية ضمن المقررات الدراسية لتفّهيم الطلاب
فقه الجهاد فينشأ النشء على حب الغزو و الجهاد و المرابطة

ومن الطرق أيضاً استنفار العلماء لندب الأمة للخروج في سبيل الله وتبيان أنواع الجهاد وأن أي عمل يؤديه الإنسان في ثغر من الثغور
من شأنه أن يقود إلى النصر أو يعين في الجهاد فهو من الجهاد في سبيل الله تعالى وأن كل فرد في الأمة يقوم على ثغر من الثغور
يجب عليه المحافظة عليها فلا يؤتى المسلمون من قبله .

ومن الطرق والوسائل أيضاً البذل في سبيل الله إذ أن البذل عامل من عوامل تهيئة الأمة للمعركة وذلك أن المال هو الذي تقوم به بنّية المجاهدين وهو الذي يمكنهم من الوصول إلى العدو ويعينهم على الاستعداد الذي أمرهم الله به
وذلك في قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة في الأية بأنها الرمي فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) ألا أن القوة الرمي ألا أن القوة الرمي ألا أن القوة الرمي )
وكيف يعد المسلمون لعدوهم ما استطاعوا من القوة إلا بالبذل و السخاء لأن الأمة الإسلامية لم تكن متساوية في المال
بل فيها الغني و الفقير و المتوسط ولا شك أن الأغنياء وحدهم لا يستطيعون مجابهة أعداء المسلمين ولا شك كذلك أن الفقراء
إذا لم يجدوا من يحملهم ويجهزهم إلى ميدان المعركة لا يستطيعون المشاركة في المعركة
فمن هنا يتعين البذل حتى يتمكن جميع المجاهدين من الاستعداد التام للمعركة
ولأهمية البذل نرى القرآن الكريم أمر بالجهاد بالأنفس و الأموال وقدم ذكر المال على الأنفس
لأن المال هو الذي به قوام الجهاد بل هو الذي به قوام الحياة
وقد قدِم ذكر في عدة مواضع منها
قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم )
وقوله تعالى ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )
وقال سبحانه ( لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )
وغير ذلك كثير .....
وهذا فيه دلالة واضحة على تأكيد البذل وكونه عاملاً أساسياً في تهيئة الأمة الإسلامية للمعركة
وقد كان الرعيل الأول يدركون مدى فعالية البذل وكانوا لا يقصّرون فيه كما فعل عثمان رضي الله عنه في غزوة تبوك
ومما ينقل عنهم ما ثبت في صحيح مسلم من حديث انس بن مالك رضي الله عنه أن فتى من أسَلَمَ قال : يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز , قال : (( ائت فلانا فإنه كان قد تجهز فمرض )) فأتاه فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول : أعطه الذي تجهزت به قال : (( يا فلانة أعطه الذي تجهزت به ولا تحبسي عنه شيئاًَ فوالله لا تحبسي منه شيئاً فيبارك لك فيه
ومنه حديث زيد بن خالد الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال (( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله فقد غزا ))

ومن عوامل التهيئة التضحية في سبيل الله إذ أن التضحية لها دورها الفعال في المعركة وأثرها البارز قبل وبعد الحرب
وقد سطر التاريخ أنواع رائعة من التضحية وخاصة تضحية المرء بجميع ما يملك من المال
فمثال من ضحى بجميع ماله أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما يروي الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالاً فقلت اليوم أسبق أبابكر فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أبقيت لأهلك ) قلت : مثله ، وأتى أبوبكر بكل ما عنده فقال : يا أبابكر ما أبقيت لأهلك فقال : أبقيت لهم الله ورسوله , قلت لا أسبقه إلى شي أبداً
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح .

فهذه لا شك تضحية في سبيل الله فإن أبا بكر ضحى بنفسه وولده وزوجه حيث لم يترك لهم قليلاً ولا كثيراً مما يملكه
مع وجوب نفقتهم عليه فحمله حب الانفاق في سبيل الله على أن يضحي بالجميع في سبيل الله ونصرتاً للإسلام ولتهيئة الأمة للمعركة آن ذاك

وبعد هذا تعلم أن وضع أول خطوة على الطريق الصحيح هي البشير بأن الوصول إلى الفلاح اصبح بعد الحلم واقع صريح

[@ بن سلمان @]

أبا طلحة
كتب الله أجرك

[حسن عابد]

أبا طلحة
يكتب لك الله الاجر على ماتقدم

[ابو طلحه]

بن سلمان - حسن عابد
أهلاً بكما