الصوارف عن الحق

[عظماء الإسلام]

الصوارف عن الحق الصوارف عن الحق الصوارف عن الحق الصوارف عن الحق الصوارف عن الحق

الصوارف عن الحق

الكبر : الكـــــــبــر

الكبر هو الذي حمل إبليس على الكفر بالله عناداً وخروجاً عن طاعته وهو الذي منع اليهود من الإيمان بنبينا محمد صلى الله علية وسلم مع معرفتهم بنبوته كما يعرفون أبنائهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :: (ولهذا تجد اليهود يصممون ويصرون على باطلهم لما في نفوسهم من الكبر والحسد والقسوة وغير ذلك من الأهواء ).
وبهذا نتبين أن الكبر أحد الصوارف عن قبول الحق ، وهو كذلك بلا ريب .
أما أهل الحق ، فهم أشد الناس تواضعاً واتهاماً لأنفسهم وبحثاً عن الحق وطلبه ،
فلذلك لا يستنكفون عن مراجعة عقولهم وطلب الحقائق ،لاسيما في موارد الإشكال .
وما أكثر الأقوال التي نزع عنها المتقون لما ظهر لهم ضعفاً ،وما حملهم الكبر على الإصرار على الباطل ولاحملهم إثار الأتباع وخشية أن يظن بهم النقص المتوهم على ما يوجب رفعتهم وتوفيقهم لمزيد الحق بالانتقال إلى الحق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية::( وانتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ماتبين له من الحق هو محمود فيه لخلاف إصراره على قول لاحجة معه علية وترك القول الذي توضحه حجته أو الانتقال عن قول إلى قول بمجرد عادة وإتباع هوى فهذا مذموم )
والكبر يملأ صاحبه غروراً ويجعله يذهب بنفسه ارتفاعاً بها أن يظن أن الحق في غير جانبه ويمنعه باتهام نفسه بحال من الأحوال بمجانبة الحق وهذا شأن أهل الأهواء .
قال الشاطبي رحمه الله : ( فأهل الأهواء إذا استحكمت فيهم أهواءهم لم يبالوا بشيء ولم يعدوا خلاف أنظارهم شيء ولا راجعوا عقولهم مراجعة من يتهم نفسه ويتوقف في موارد الإشكال ـ وهو شأن المعتبرين من أهل العقول ـ ) .
فهؤلاء المتكبرون احتقروا مخالفيهم وحملهم ذلك على عدم الالتفات إلى قول المخالف استبعادا للحق أن يكون في غيرجهتهم.
قال ابن الجوزي : ( والمتكبر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزة وفرح وركون له إلى ما اعتقده وذلك نفخ الشيطان كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( انه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه ) قال همزه : الموتة . ونفثه : الشعر .ونفخه : الكبرياء .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والحق سهل فطر الناس على معرفته وحبته وقبوله إلا من انحرفت فطرته وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر أن يقول بالحق ولو كان مرا .
ومن علامات كبر المتعلم : أنك تراه غير مبال بغيره من مخالفيه وربما تكلم أحدهم بحضرته فتراه حاضر الجسد غائب القلب لا يرعي سمعه إلى كلام مخالفه .
وهذا المتكبر لاشك أنه جاهل بحقيقة حاله ولو خالط الأكفاء لقدر نفسه حق قدرها .
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده فقال : ( الكبر : بطر الحق وغمط الناس ) .
فبطر الحق : رده وجحده والدفع في صدره كدفع الصائل .
وغمط الناس : احتقارهم وازدراؤهم ومتى احتقرهم وازدراهم دفع حقوقهم وجحدها واستهان بها .
فكم من إنسان رد الحق لإعجابه بفلان وتعلقه بفلان فأصبح يعادي ويوالي في الأشخاص وفي الجماعات لا يرى غيرها حق وقد يكون الشخص أو الجماعة أبعد ما تكون عن الحق وهو يعلم ذلك ولكن الكبر والعياذ بالله منعه من القبول والتسليم واعلم أن من رددت الحق من أجله لن يملك يوم الوقوف بين يدي المولى عز وجل شيء فاقبل الحق ودعك من الرجال كائنا من كان .
وأخيرا أسأل الله أن يجنبنا الكبر وان يجعلنا من الذين يقبلون الحق ولو كان مرا . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
عظماء الإسلم