0% من السعوديين يعانون من الربو!!

[صقر قريش]

0% من السعوديين يعانون من الربو!! 0% من السعوديين يعانون من الربو!! 0% من السعوديين يعانون من الربو!! 0% من السعوديين يعانون من الربو!! 0% من السعوديين يعانون من الربو!!

حوار - عبدالرحمن المنصور:
تحت عنوان "تنفس بحرية" وتزامنا مع يوم الربو العالمي والذي يوافق بداية شهر مايو من كل سنة ميلادية، نظم كرسي أبحاث الربو تحت رعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وبمشاركة فاعلة من طلاب وطالبات كلية الطب البشري في جامعة الملك سعود الحملة التوعوية الأولى عن مرض الربو وذلك للتعريف بمرض الربو ومسبباته، وآثاره، وسبل التحكم فيه وطرق العلاج المتوفرة وذلك في أماكن مختلفة داخل الحرم الجامعي ومستشفى الملك خالد الجامعي بالإضافة إلى عدد من مراكز التسوق في منطقة الرياض. حيث دشن فعاليات الحملة في بهو الجامعة وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي، وعميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الأستاذ الدكتور مساعد بن محمد السلمان في موقع الحملة في مستشفى الملك خالد الجامعي. ولعل الأحوال الجوية وموجات الغبار التي تعيشها المنطقة أعطت لهذا الموضوع زخما إعلاميا كبيرا وإقبالاً وتفاعلاً من الحضور.
عن هذا الموضوع نستضيف الدكتور صالح بن زيد المحسن، استشاري أمراض الحساسية والربو والمناعة المشرف على كرسي أبحاث الربو ورئيس اللجنة المنظمة لهذه الحملة.
مسميان لنفس المرض
أولا: ماهو مرض الربو ومالفرق بينه وبين حساسية الصدر؟
الربو وحساسية الصدر وهما مسميان لنفس المرض حيث يعتبر الربو أحد أمراض الحساسية التي تصيب الجهاز التنفسي، وعادة ما يستخدم كثير من الأطباء مصطلح حساسية الصدر لتخفيف الوطء على المريض خاصة عند تشخيص المرض لأول مرة.
الربو (Bronchial Asthma) هو عبارة عن اضطراب التهابي مزمن لمجاري التنفس مما يجعلها مفرطة الاستجابة حيث يؤدي ذلك إلى ضيق في الشعب الهوائية بسبب التهاب الغشاء المبطن وزيادة الإفرازات المخاطية، وتظهر تلك الالتهابات على شكل سعال متواصل خاصة ليلا وفي الصباح الباكر أو بعد ممارسة التمارين الرياضية، مع حدوث صفير وأزيز وصعوبة أثناء التنفس.
أكثر الأمراض انتشارا
تشير بعض الإحصاءات إلى زيادة نسبة الإصابة بالربو فما هو السبب؟
يعتبر الربو أحد أكثر الأمراض انتشارا في العالم خاصة في كثير من الدول المتقدمة أو التي تعيش طفرة اقتصادية كما هي الحال في المملكة، وبالرغم من التقدم العلمي والتقني في هذا المجال إلا أن نسبة الإصابة تشهد تزايداً ملحوظاً، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد المصابين بالربو يقارب نحو 300 مليون شخص في العالم، ويتوقع أن يزداد في عام 2025 إلى 400 مليون مصاب، كما تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة في المملكة العربية السعودية تتراوح من 10-20% حسب المنطقة التي أجريت فيها الدراسة، ونحن في صدد إجراء دراسة مستفيضة على شرائح المجتمع السعودي المختلفة لمعرفة نسبة الإصابة بشكل دقيق. وترجع الدراسات العلمية هذه الزيادة في نسبة الإصابة بالربو إلى اضطراب مناعي ينتج عنه تحول حهاز المناعة لدى الإنسان من محاربة الجراثيم والميكروبات إلى الاختلال المناعي المؤدي إلى الحساسية خاصة في وجود القابلية الوراثية وفي ظل الإفراط في تناول المضادات الحيوية بدون مبرر، وزيادة التعرض لمسببات الحساسية في الجو كالغبار بالإضافة إلى التلوث البيئيي والذي يكون إحدى ضرائب التقدم الصناعي.
العامل الوراثي
اذا ما هي أسباب الربو ؟
يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في الإصابة بمرض الربو، حيث تزداد نسبة الإصابة إذا كان أحد الوالدين او كلاهما مصاباً بالربو، وهناك عدة أسباب تساعد على تهيج الجهاز التنفسي عند توفر القابلية بالإصابة بالربو تعرف بالمهيجات ومن أهم هذه العوامل:
1. الرشح والزكام الذي يصيب المريض فيلاحظ أن المريض يصاب بنوبات من السعال والنهجة الصدرية على اثر كل حالة رشح يمر بها.
2. دخان السجائر.
3. الروائح النفاذة كالمنظفات والعطور.
4. الغبار.
5. غبار الطلع.
6. عثة الفراش.
7. التعرض للفطريات وهي عادةً ما تعيش في الأماكن ذات الرطوبة العالية كالمكيفات المائية, مرشحات المكيفات.
8. فراء الحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب والطيور.
9. الانفعالات النفسية.
10. التمارين الرياضية.



الاعراض
ما هي أعراض الربو؟
تعتمد أعراض الربو على حدته وهي تتراوح ما بين بسيطة، متوسطة، شديدة أو خطيرة وهذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر وقد تكون هذه الأعراض مزمنة أو متقطعة ومن أعراض الربو مايلي:
1. سعال مستمر أو متقطع خاصة في الليل.
2. صوت صفير أو خشخشة في الصدر (يسمع أثناء زفير الطفل).
3. صعوبة أو سرعة التنفس (كتمة) تتراوح من صعوبة في التنفس مع الحركة المجهدة أو الحركة البسيطة.
4. صعوبة في الكلام فلا يستطيع أن ينطق المريض جملة كاملة بنفس واحد.
تتراوح مدى شدة الربو حسب تكرر هذه الأعراض يوميا أو أسبوعيا أو شهريا كذلك على مدى تأثير أعراض المرض على نشاط المريض و حدوثها أثناء النوم ومقياس سرعة قوة دفع الهواء من الرئة وذلك بمقياس سرعة الدفع القصوى.
تعتمد مدة بقاء نوبة الربو على عدة عوامل منها شدة النوبة، استمرار التعرض لمسببات الربو، أخذ الأدوية المناسبة بطريقةٍ صحيحة وعند بداية الأعراض. لذا فإن نوبات الربو قد تكون متقطعة تتراوح من ساعات إلى أيام وفي بعض الحالات من أسابيع إلى شهور. في حالات عدم تناول العلاج وأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مسببات الربو قد تكون الأعراض مزمنة
الوقاية
كيف يمكن علاج الربو؟
أولا: الوقاية والابتعاد عن المهيجات قدر الإمكان كدخان السجائر والمنظفات والغبار. وينصح بغسل الفرشات والبطانيات بالماء الساخن مرة كل شهر أو تغطيتها بغطاء بلاستيكي خاص للتخلص من عثة الفراش حيث تشكل أحد الأسباب الأساسية لنوبات الربو في المناطق الرطبة. كما ينصح بعدم اقتناء الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب والأرانب.
بالنسبة للتمارين الرياضية فلا بأس من إجرائها ولاينبغي حرمان الأطفال منها بل يجب تشجيعهم عليها بشرط تناول العلاج الوقائي بانتظام واستخدام بخاخ الفينتولين قبل ممارسة الرياضة.
ثانيا: العلاج الدوائي وينقسم إلى نوعين:
1. موسعات الشعب الهوائية: مثل "الفينتولين" حيث يستخدم عند الحاجة لتوسيع الشعب الهوائية وتحسن التنفس، ويجب أن تكون بصحبة المريض في البيت أو المدرسة، كما يجب استخدامها قبل القيام بممارسة الرياضة.
العلاج الوقائي الذي يقلل من تهيج الشعب الهوائية، مثل "بخاخات الكرتيزون" حيث يجعل مجرى التنفس أقل حساسية، ويجب أخذه حتى أثناء شعور المريض بالتحسن، ولايوقف إلا بأمر الطبيب وهو الأساس في علاج الربو.
الربو لا تقتصر آثاره على الجانب الصحي فقط بل هناك جوانب أخرى اجتماعية واقتصادية فهل يمكن ان تبين ذلك باختصار؟
تعتمد منظمة الصحة العالمية بعض المقاييس لمعرفة الأثر الاجتماعي والاقتصادي لأي مرض، منها ما يسمى بسنوات العمر المعدل طبقا للعجز (Disability-adjusted life years DALYs) حيث يحتل الربو المرتبة الخامسة والعشرين متساويا مع مرض السكر وتليف الكبد مسببا ما معدله 15مليون حالة عجز على مستوى العالم لكل سنة، مما يعكس مدى انتشاره وشدة خطورته.
وعند مناقشة الأثر الاقتصادي لمرض ما ينبغي تقسيمه إلى دراسة الأثر الاقتصادي المباشر (Direc Cost) وذلك يشمل تكلفة العلاج، زيارة المريض للمستشفى سواء لمراجعة الطبيب أو علاج الحالات الطارئة، والكلفة المادية أثناء التنويم، أما الأثر غير المباشر (Indirect Cost) فيشمل غياب الموظف عن العمل والطالب عن المدرسة وما يترتب على ذلك من قلة الإنتاجية.
وبناء على الأثرين السابقين ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال حيث تمتاز بدقة الإحصاء الطبي ودراسة الأثر الاقتصادي للأمراض، وهما كالتالي:
1. تقدر الوفيات بسبب الربو ب 5000 حالة وفاة سنويا.
2. عدد حالات التنويم تقدر ب 500 ألف حالة بسبب الربو سنويا.
3. يسبب الربو 1800000 زيارة للإسعاف سنويا.
4. يقدر تغيب الطلاب عن المدرسة بسبب الربو بمعدل 14 مليون يوما، أما الموظفون فيقدر تغيبهم عن مكان العمل ب 14.5 مليون يوما بسبب الربو.
5. تشير الدراسات الحديثة أن الولايات المتحدة تنفق ما معدله 14 مليار دولار سنويا لمرض الربو.
هذه الأرقام في بلد يعطي الرعاية الصحية أحد أولى اهتماماته قد تكون أمرا مثيرا للقلق والدهشة، لذا يجب دراسة هذه الظاهرة في مجتمعنا بدقة وينبغي تكريس الجهود لدى المسؤولين في القطاع الصحي لوضع استراتيجية واضحة للحد من تفاقم هذه المشكلة الصحية محليا، ونؤكد أن المملكة تفتقر إلى دراسات محلية دقيقة للأثر الاقتصادي على القطاع الصحي، "ولكن حسب بعض الدراسات الحديثة يقدر ما تصرفه وزارة الصحة على الربو بمليار ونصف المليار ريال سعودي وذلك يشمل فقط الأثر المباشر للربو ناهيك عن الأثر غير المباشر وكذلك الرعاية الصحية التي يقوم بها القطاع الخاص وباقي المؤسسات الصحية التي تتبع القطاعات الحكومية الأخرى".

تنفس بحرية
كلمة أخيرة عن حملة "تنفس بحرية" والتي نظمتموها بمناسبة اليوم العالمي للربو:
لاشك أن مرض الربو أحد أكثر الأمراض انتشارا ويستنزف من النظام الصحي والاقتصادي الشئ الكثير، لذا ينبغي ان تتضافر الجهود للتحكم فيه والتغلب عليه سواء من المسؤولين او الأطباء وكذلك المرضى وأفراد أسرهم، خاصة في ظل الأحوال الجوية وموجات الغبار التي تعيشها المنطقة. من خلال حملة "تنفس بحرية" أردنا أن نصل للمواطنين في أماكن تجمعاتهم لإيصال المعلومة الصحيحة عن مرض الربو حيث اشتمل برنامج الحملة على تثقيف المرضى وذويهم بمرض الربو ومسبباته وكيفية الوقاية منه والتحكم فيه كما تخلله عرض لطريقة استخدام بخاخات الربو وتوزيع بعض المواد التثقيفية تزيد عن خمسين ألف مطوية ناقشت جوانب مختلفة عن مرض الربو وطرق علاجه وكيفية التحكم فيه.
كما تميز البرنامج خاصة في مراكز التسوق إلى تثقيف الأطفال المصابين بالربو ومشاركتهم الفاعلة في التحكم في مرض الربو وذلك عن طريق بعض البرامج الترويحية الهادفة كمهرجان التلوين واستخدام شخصيات كرتونية محببة لهم وكيف تغلبوا على الربو بطريقة قصصية هادفة، كما اشتمل البرنامج على توزيع الهدايا للمشاركين من الزوار.
في الختام اشكر كل من شارك في إنجاح هذه الحملة وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، ووكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي، وعميد كلية الطب الأستاذ الدكتور مساعد بن محمد السلمان على دعمهم الكبير للمشاريع الرائدة والتي تسهم في الريادة العلمية العالمية للجامعة وتفعيل دور الجامعة في الشراكة المجتمعية، كما أشكر الفريق المشارك في فعاليات الحملة من طلاب وطالبات كلية الطب بجامعة الملك سعود الذي كان لهم دور بارز في إقامة هذه الحملة ونجاحها، كما أثمن تفاعل القطاع الخاص متمثلة في شركة جلاكسو سميث كلاين (GlaxoSmithKline ) لتغطيتها بعض نفقات الحملة. والشكر موصول لمديري مراكز التسوق التي أقيمت فيها الحملة والذي كان لتعاونهم أكبر الأثر في نجاحها.