خطر ....اللاب توب،

[صقر قريش]

خطر ....اللاب توب، خطر ....اللاب توب، خطر ....اللاب توب، خطر ....اللاب توب، خطر ....اللاب توب،

غاب لقاح التوعية فانتشرت أمراض التقنية
وداعا لخصوبة رجال الـ «لاب توب»



محمد داوود ـ جدة
أصبحت حياتنا كلها تدار بالكمبيوتر واللاب توب، فلا يخلو بيت أو مكتب من هذه التقنية السحرية التي تتحكم فينا بشكل كبير، وللأسف أصبح معظم الذكور والإناث يقضون جل وقتهم أمام الشبكة العنكبوتية في متابعة المفيد وغير المفيد، وهو ما أدى إلى ظهور أمراض متنوعة، منها ما يهدد خصوبة الرجال والنساء، ومنها ما يتعب العين والظهر، وتتفاقم المشكلة باقتحام المواقع المحظورة. «عكاظ» تناقش هذه القضية، لتكريس التوعية بأهمية الوقاية من أمراض الكمبيوتر التي باتت تهدد حياتنا، بعد أن تمكنت من السيطرة على كل شاردة وواردة في حياتنا. يدق استشاري المسالك البولية وعلاج الضعف الجنسي الدكتور أحمد الراجي ناقوس الخطر، قائلا: الكمبيوتر يهدد الإنسان بأمراض كثيرة، لاسيما أن كل أعمالنا اليومية أصبحت تدار عبر هذه التقنية، في ظل وجود تسهيلات عديدة، تمكن الفرد من اصطحاب جهاز اللاب توب معه ومخاطبة العالم عبر الكنكت الذي يحمله متنقلا في كل مكان. ويضيف الدكتور الراجي، أن بعض الدراسات أوضحت أن اللاب توب يضعف خصوبة الرجال، وذلك من خلال وضع الجهاز على الفخذين على مقربة من الأعضاء الحيوية، حيث إن الحرارة المنبعثة من الجهاز، بإمكانها أن تضعف حركة الحيامن أو تتسبب في تشوهها. ويشير الدكتور الراجي، إلى أن أهم دراسة في هذا الجانب أوضحت أن الشباب الذين يمضون أوقاتا طويلة واضعين أجهزة الكمبيوترات النقالة في حضنهم، قد يتعرضون لتأثيرات جانبية على خصوبتهم، وعلى إثر دراسة أجريت على 29 متطوعا سليما تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاما، نصح الخبراء الفتيان والشبان بتقليص الوقت الذي يمضونه واضعين الكمبيوتر النقال في حضنهم، لتجنب أي تأثير محتمل على خصوبتهم على المدى البعيد، وشرح فريق الطبيب يافيم شينكين اختصاصي العقم الذكوري في جامعة نيويورك، الذي أشرف على الدراسة، أن ارتفاع حرارة الخصيتين يمكن أن يؤثر على الحيامن. وقام الباحثون بقياس حرارة خصيتي المتطوعين على مراحل، وهم جالسون وأجهزة الكمبيوتر النقالة في حضنهم، وأشارت العملية إلى ارتفاع في الحرارة بمعدل يتراوح بين 2.6 و 2.8 درجة مئوية، فيما أفادت دراسات أجريت أن ارتفاع حرارة الخصيتين درجة إلى 2.9 درجة، ينعكس سلبا على تشكل الحيامن والخصوبة.
أما استشاري المسالك البولية وعلاج الضعف الجنسي في مستشفى الملك عبد العزيز في جدة الدكتور رضا متبولي، فيقول: ارتفاع حرارة الخصيتين يؤثر على الحيامن والخصوبة بشكل عام، ولكن لتأكيد تأثير وضع اللاب توب على الخصيتين يجب أن تكون هناك دراسات طبية عديدة في هذا الجانب، لاسيما أن انعكاسات التأثير لا تحدث خلال فترة وجيزة، بل على المدى الطويل.
وينصح د. متبولي بعدم وضع جهاز اللاب توب على الأرجل ووضعه على الطاولة والجلوس الصحيح، تفاديا لمشاكل الخصوبة إن وجدت.
تشنج العين
ويتطرق استشاري طب العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي إلى مرض آخر للتقنية يتجاهله الناس، وهو أن الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، يسبب إجهاد العين، فالتحديق في الكمبيوتر يؤدي إلى تشنج عضلات وتعب العين، وقد يشكو البعض من الصداع، حيث إن معظم حالات الصداع تنتج عن تعب العين وقصر البصر، كما يؤدي الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر إلى التعب العصبي ونقص التركيز.
وينصح الدكتور المزروعي بضرورة التوقف بصورة متكررة ولدقائق (10 دقائق على الأقل)، لإراحة الجسم أو إغلاق العين أو النظر إلى شيء بعيد. هذا يؤدي إلى راحة عضلات العين الداخلية بصورة كبيرة، ووضع حافظة الملفات والأوراق الخاصة بالطباعة في مستوى قريب جدا من الشاشة، بحيث لا يضطر الشخص إلى تحريك رأسه قريبا أو بعيدا عنها، وإذا حدث هذا، فإنه يؤدي إلى شد بعضلات الرقبة والكتف، وكذلك تضطر العين إلى تغيير التركيز بصورة متكررة، وهذا يؤدي إلى الإرهاق وما يتبعه من صداع وآلام بالرأس، يجب أن تكون الإضاءة الصادرة من شاشة الكمبيوتر مناسبة، بمعنى أن لا تكون لا ساطعة للغاية أو ضعيفة، وذلك منعا لحدوث انعكاسات ضوئية على العين تؤدي إلى تشتيت الصورة، وبالتالي عدم راحة العين، وأثناء الكتابة على شاشة الكمبيوتر، يفضل استخدام الخط أسود على خلفية بيضاء، وأهم نصيحة هي عدم الجلوس المستمر لساعات طويلة، لأن عدم تحرك الجسم يؤدى إلى ترهله، بالإضافة إلى أنه يزيد من احتمالية التعرض لأمراض البواسير والسمنة وغيرها.
اضطرابات النوم
ويرى استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور أيمن بدر كريم، أن الانترنت يشكل سببا رئيسيا لنشر ثقافة السهر ونعاس النهار، حيث إن أهم ما يميز العصر الحديث، هو ثورة تقنية المعلومات، ومن بينها الانترنت، لافتا إلى أن عدد مشتركي الانترنت يرتفع كل يوم، حتى أصبحت هذه التقنية بالذات هاجسا لدى بعض الناس، وارتباطا اجتماعيا أساسيا. ويضيف د.كريم: أن اعتماد الانترنت كأحد أساليب الحياة العصرية، لسهولة الاشتراك بها وانخفاض تكاليفها، مقارنة بما مضى، مما أدى إلى استحواذها على وقت كثير من الأفراد، وتسللها إلى مجالسهم اليومية وغرف نومهم، مثلها في ذلك مثل القنوات الفضائية العاملة على مدار 24 ساعة، مشيرا إلى أن ذلك ساعد على التعرض للإصابة باضطرابات النوم في كثير من المجتمعات المدنية، كالحرمان المزمن من النوم، والأرق، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ واضطراب نظام الساعة الحيوية، فسهولة تصفح الانترنت، والاعتماد عليها في إنجاز كثير من الأعمال، والإفراط في استخدامها إلى ساعات متأخرة من الليل، جعلها أحد أسباب اختزال الفرد لساعات نومه الضرورية، وتعرضه لبعض السلوكيات غير السليمة المصاحبة للنوم، مثل السهر المفرط، وكثرة التفكير، والإفراط في تناول المنبهات وعادة التدخين، وارتفاع حدة التوتر، مما ضاعف من حجم المشكلة.
وينبه الدكتور كريم إلى أن جسم الإنسان البالغ يحتاج إلى ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم الجيد في الليلة حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه. ومن ضمن وظائف النوم الملموسة، إعادة شحن الطاقة والمساعدة على النمو الجسدي والعقلي، وصيانة أعضاء الجسم وضمان صفاء الذهن والنشاط أثناء النهار. ومن الثابت علميا أن قلة النوم أو رداءة نوعيته تعد أحد أسباب التعرض لتعكر المزاج، وزيادة الوزن، وارتفاع خطر الإصابة بحوادث السير والعمل، نظرا لنوبات النعاس وضبابية التفكير، وسوء التقدير.
ويؤكد د.كريم أن الاستخدام المفرط للإنترنت، حرم بعض صغار السن، ممن يحتاجون إلى نوم أطول وبصورة أعمق، من نعمة النوم مبكرا، مما اختصر كثيرا من فرصة تعرضهم المناسب لهرمون النمو أثناء مرحلة النوم العميق، ويمكن أن يكون ذلك أحد أسباب تدهور التحصيل الدراسي والمستوى التعليمي لدى بعض الطلاب، حيث من الثابت علميا، الأثر الإيجابي للنوم الجيد في تدعيم الذاكرة وحفظ المعلومات والتفوق الدراسي. وفي تقرير حديث للمركز الأمريكي للتحكم في الأمراض، تبين أن نسبة الأفراد الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة في عام 2008 قد ارتفع بشكل كبير، مقارنة بعام 1985، في إشارة مباشرة إلى التأثير السلبي لواقع الحياة العصرية – كالانترنت – على النظام الطبيعي للنوم والاستيقاظ.
وعن تأثير الجلوس الطويل أمام شاشات الكمبيوتر، يبين طبيب العظام في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور تميم محمد أمين ساعاتي، أن أوضاع الكمبيوتر والجلوس الخاطئ، هي من أهم مسببات آلام الرقبة وأسفل الظهر وإجهاد العينين والإحساس بتخدر في القدمين، وهي أعراض تدل على أن بيئة العمل على الكمبيوتر ليست منظمة بشكل سليم، لذلك فإن ترتيب الشاشة ولوحة المفاتيح والأدوات المتعلقة بالكمبيوتر بشكل صحيح، كفيل بجعل مكان العمل صحي ويجنب حدوث آلام الرقبة والظهر.
ويؤكد د. ساعاتي على أن توفير ظروف تناسب وضع الكمبيوتر مع الظهر والرجلين والركبتين، هي في غاية الأهمية، حيث إن من العوامل المهمة لتخفيف الضغط على عضلات العنق والظهر هي درجة علو الشاشة، بحيث تكون زاوية نظر العينين إليها هي حوالى 30 درجة من الأعلى، كما يجب إبعاد الشاشة حوالى 50 سنتيمترا (على الأقل) عن الرأس، أما لوحة المفاتيح فيجب أن توضع قريبة من جسم المستخدم، وللقضاء على انحناء الظهر، يجب أن يشكل الجزء الأمامي من الذراعين زاوية قائمة مع الجزء الخلفي أثناء الكتابة، كما أن وجود وسادة مطاطية تحت الفأرة يحمي الرسغ من الألم، ويفضل وجود كرسي مصمم لراحة العمود الفقري، ويكون سهل الحركة في كل الاتجاهات، خاصة للأمام والخلف.
أما أستاذ وخبير الحاسب الآلي في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسين سندي، فيقول:
أصبحت الشبكة العنكبوتية المتضمنة في الانترنت، إحدى أهم أدوات التواصل، ليس على الجانب العلمي والبحثي والتجاري فقط، وإنما على المستوى الإنساني، فبعد أن أخذت هذا البعد الإنساني، أصبحت حسب وجهة نظري أعظم اختراع عرفته البشرية في متناول يد الجميع، والآن نحن كمجتمع نام، فإن السؤال الكبير الموجه لنا هو كيف نستخدم ونحسن استخدام الموارد المتاحة لنا، فبتقنية الانترنت نتمكن الآن من أداء عمل جماعي بين فرق عمل مختلفة في مدن مختلفة، وفي مناطق جغرافية مختلفة، وجنسيات وديانات مختلفة، ولكن في نفس الوقت تستطيع هذه الفرق أن تعمل على مشروع واحد من أماكن هذه الفرق.
ويضيف الدكتور سندي، أن الدول النامية للأسف لا تحسن استخدام التقنية الحديثة في بداية انتشارها والأمثلة على ذلك كثيرة، مثل: الهاتف الجوال والسيارة وغير ذلك من التقنيات الحديثة، رغم أن أصحاب الفكر في هذه المجتمعات يوجهون دائما إلى حسن استخدام هذه التقنية، ففي الانترنت كنوز من الأبحاث والاستكشافات والاختراعات وغير ذلك، ويتحسر هؤلاء المفكرون وهم يروون شبابنا يقضون جل وقتهم على النت دون استخدام الموارد العظيمة المتاحة، وينصدمون أكثر أن بعض هؤلاء الشباب يستخدمون الانترنت في الإساءة إلى الوطن، ومحاولة تشويه الأعمال والإنجازات الرائعة التي تمت، والأخطر أن يلجأ بعض الشباب إلى المواقع التي تغرر بهم، وإقناعهم بالانضمام إلى المجموعات الإرهابية.
ويشير الدكتورسندي إلى أن أبرز الاستخدامات السيئة للانترنت، هي الاستخدامات الإجرامية، ومنها الهاكرز الذين يدخلون المواقع للتلاعب بالمعلومات والتجسس لحسابات الشركات وسرقة البيانات والصور ونشر الفيروسات، لتدمير وتغريب أجهزة الحاسب الآلي وبرامجها، كما حدث في فيروس دودة كونفكر.
ويأخذ الدكتور سندي جانب الحلول، موضحا أن المسؤولية تقع على عاتق (3) جهات، هي: أولا الجامعات والمدارس، حيث يتوجب عليها توعية الطالب بحسن استخدام هذه التقنية، ومن هذا المنطلق أدعو أن تكون هناك مادة داخل المنهج التعريفي لكل المواد الأدبية والعلمية، كمقدمة لأي منهج عن كيفية استخدامات الانترنت، فمثلا في منهج الكيمياء، يجب أن تكون هناك مادة عن المواقع التي لها علاقة بالمنهج، ثانيا: الجهات التوعوية التي تمثل الجهات الرسمية المسؤولة عن الشباب في المملكة، وكذلك المساجد والأندية الرياضية والأدبية في كيفية استفادة الشباب من الانترنت في هذه المجالات، ثالثا: المسؤولية الأسرية، فكل أب وأم مسؤولين أمام الله عن أبنائهم، وبصفة شخصية أرى أن لا يسمح للصغار والمراهقين، باستخدام الانترنت في غرف نومهم أو دون رقيب، لاسيما أن الانترنت غابة يتنكر فيها المجرمون والإرهابيون والعصابات على هيئة إنسان لطيف ووديع، وقد يتقمص شخصية طفل أو امرأة أو فاعل خير، ومن هنا فإن مسؤولية الوالدين كبيرة في توجيه أبنائهم بحسن استخدام هذه التقنية التي جعلت العالم قرية صغيرة.
ويرى أستاذ علم الاجتماع التربوي في جامعة أم القرى البروفيسور محمود محمد كسناوي أن الحياة تغيرت في ظل التقنيات الحديثة، وأصبح لها دور محوري في التباعد الاجتماعي والتواصل الإنساني، عبر الزيارات واللقاءات، ونلمس ذلك بوضوح في أيام مناسبات الأعياد، حيث يكتفي البشر بإرسال التهاني عبر رسائل الجوال.
ويضيف الدكتور كسناوي، أن معظم الأفراد أصبحوا الآن يقضون جل وقتهم على أجهزة النت حتى لو كان ذلك على حساب صحتهم وأسرهم، ومن المؤكد أن هناك من يجلس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة، لسد الفراغ الاجتماعي الذي يشكو منه، ومحاولة التغلغل في مواقع منفتحة لا أخلاقية، خاصة من قبل الشاب المراهق الذي يجد نفسه مبحرا مع أصدقائه، الذين يشاركونه في نفس التوجه، لاسيما أن الدخول إلى المواقع الممنوعة أصبح ممكنا في وجود آليات تخترق الأنظمة الالكترونية.
ويلمح د.كسناوي إلى أن بعض الشابات والسيدات أصبحن وللأسف يقضين معظم أوقاتهن على الأجهزة، وبالتحديد اللاب توب، محاولة منهن في ملء الفراغ، وقتل الوحدة بهذه الوسيلة.
ويطالب الدكتور كسناوي جميع الشابات المراهقات والسيدات، باتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر عند التعامل مع الانترنت، لاسيما أن هناك وحوشا كاسرة تتعرف بكل براءة، وعندما تجد نفسها أنها استطاعت جمع الصور والوثائق الأخرى منهن، يبدأوا في تهديدهن وابتزازهن، وكم من القصص التي نشرتها الصحف حول هذا الموضوع، وهنا تزداد المشكلة وتبدأ المعاناة النفسية لهن في محاولة إيجاد طريقة تخلصهن من هذا المأزق.
ويؤكد أن الانترنت يعتبر سلاحا ذا حدين، يجب على كل فرد أن يحسن استخدامه في الأمور المفيدة التي تثري حصيلته، لا تدمر أخلاقه وقيمه الإنسانية.

[مجنونها]

أحسنت بارك الله فيك