غنيمة منقاش ـ من التراث ـ

[أبو عبدالرحمن]

غنيمة منقاش ـ من التراث ـ غنيمة منقاش ـ من التراث ـ غنيمة منقاش ـ من التراث ـ غنيمة منقاش ـ من التراث ـ غنيمة منقاش ـ من التراث ـ

من هو منقاش ؟

منقاش رجل يعيش في أرض الله الواسعة .. تنقل بين القرى والمدن .. والبوادي والحواضر .. بحثاً عن شيء لا يعرفه أحد إلا هو ..

اكتسب في حياته شيئاً من الخبرات والمهارات .. لكنها كانت تعود عليه بعكس ما يريد لأنه كان يستخدمها في غير وقتها المناسب ..

ترك منقاش حياة الناس .. في أول حياته أحب العيش مع البهائم والحيوانات وجعل منها مملكته الصغيرة التي يرعاها ويهتم بها .. حتى صار الملك غير المتوج عليهم .. ولم يبق له إلا لبس الفراء والريش ليكون مثلهم ولا تستطيع التفريق بينهم .. مع تغير الزمان والناس تغير منقاش .فأصبح يحب الزهور والريحان ويأكل الفستق والزعفران!

يظن أنه فريد زمانه وحكيم أقرانه

يخيل إليه أنه هو الذي اسقط الاباتشي ونال أجمل الاسامي
وأن الأمهات وما حملت بطونهن من العصر القديم وحتى الآن لم يستطعن أن ينجبن مثله ولا نصفه ولا ربعه ولا ثمنه ولا ..

حياة منقاش يالربع – ولا يهون السامعين –

مرت بثلاث مراحل جوهرية فيزوكهريائية سمبثاوية حتمية لا حدية و و و

طبعا ذي الأوصاف للمراحل تعبر بكل وضوح عن الشيء اللي وصله له منقاش انقص الله عمره وأثرها في تكوين صخصيته ( إذا ما عرفت تقرا الكلمة حط شين بدل الصاد الأولى ) الفذة العبقرية ..

المرحلة الأولى: الغباء الفطري المركب على المركب . عندما كان يعيش في قريته ويتنقل بين جنابتها وأوديتها وشعابها وحماها.

المرحلة الثانية : مرحلة الخروج والولادة من رحم قريته وسكنه في الحاضرة ـ المدينة ـ والتي صاحب فيها وخاوى بعض ناس . ويمكن وصف هذه المرحلة بالغباء الفطري ( من الفطر وهو نبات ينبت على شكل مظلة ويكون بعض الأحيان ساماً ) .

المرحلة الثالثة : الانعزال والدخول في الشرنقة المشرنقة الاجتماعية والفكرية والحضرية والبدوية والقروية والتي تميزت بهجر الأصحاب والناس والعزلة في ركن بعيد من أركان المدينة .

وظن أن الناس أغبياء . وهو الواحد الوحيد المتوحد في مجتمعه .

يتكلم في كل شأن وفن ، عام وخاص . فتظن عند حديثه في السياسة أنه هو الذي صنع الوفاق الدولي بين الشرق و الغرب وأن كسنجر تخرج على يديه . وأن تطرق لأمور الاقتصاد تقول أنه شريك لـ جورج سوروس

وإن عرضت قضية شرعية ودينية تحسب أنه عضو مؤسس للمجامع الفقيهة والشرعية.

وهذا بخلاف ما يدعيه من علم في الفلك والطب والهندسة والعرافة دام ظله الوارف !

فتظن أن البيت التالي ينطبق عليه:

[poem="font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اقدام عمرو في سماحة حاتم=في حلم أحنف في ذكاء
[/poem]

ويردد عن نفسه:

[poem="font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ليس على الله بمستنكرٍ=أن يجمع العالم في واحد
[/poem]

مالكم في الطويلة بذكر مناقبه وصفاته وعجائبه وغرائبه ..
تعالوا بنا نتعرف على قصة من قصصه العجيبة وأخباره الغريبة في بداية حياته..

نذكر لكم سريعا قصة من قصصه العجيبة وأخباره الغريبة

والتي حدثت له في مرحلته الأولى ـ لما كان في قريته قبل الولادة ـ

وهي تدل على شيء من سجاياه العظام وبلاويه الكبار

وهذه القصة شهرتها ومعرفتها تغني عن نسبتها لقائلها.

كان لدى منقاش الحمار العزيز الذي عرف به .ولديه كذلك زاملة . يهتم بهما منقاش اهتماما كبيرا بل مهتم بهما اكثر من نفسه وأبناءه ( من رفقه بالحيوان ) .

قاربت هذه الزامله على ولادة جحيشها الأول !

ونحن هنا لا نستطيع أن نصف فرح وسرور منقاش بهذا الأمر ، بل قد يكون فرحه بالجحيش أكثر من أبو الجحيش وأمه ( يمكن فيه صلة قرابة ؟!الله أعلم )

. ومن محبته لهذا الحدث أراد أن يشهد وصول جحشه بالسلامة مباشرة وأمام ناظريه! ويصف هذا الحدث لابناءه وأجياله! ( إلا من زود اللقافة وقلة الشغل )

كان بيته بجانب بيت رويعي الغنم . وكان عند رويعي الغنم الركيب الخاص به ، ومن جهة الجبل حظيرة غنماته وبعدها حوطة البرشومي.

كانت زاملة منقاش طال عمرها و قصرعمره ترعى في محل الغنم ، فصاح رويعي الغنم على منقاش بأن يمسك زاملته ولا يخليها تجي جهة الغنم

منقاش محد عنده خلا زاملته تسرح وتمرح من الركيب إلى الحظيرة! ومن الحظيرة إلى الركيب

الرويعي زعل لكن منقاش ترضااه وقال له خلها وأنا بحرس البهم لك . وانتبه لها!

قاد منقاش الزاملة وخلاها في حوطة البرشومي ..وجعل يرمقها بعينه ويلتفت برقبته .وجلس ينتظر اللحظة المرتقبة.طال الانتظار . وكعادة منقاش ـ غفى غفوة طوييييييلة من غفواته!

وفجأة وفي هذه الفترة إذ بالزامله تقترب من حائط البرشومي لتضع وليدها المترقب

لكنها وضعت جحشها في حظيرة البهم ( كيف ؟ الله أعلم ، مو هي زاملة منقاش !! )

فصار الحائط فاصل بينها وبين جحشها الصغير .

الأم الثكلى صارت تنهق تنهيقا يرج المكان.

والبهم فزع بهذا الشكل الغريب الذي في وسطهم فاحدث لجة في المكان.

صحى منقاش على هذه اللجة والرجة..
ولم تفتح عينيه إلا على رأس الجحيش وعيناه الغائرتين .
فزع منقاش من هذا المنظر

وظن انه ....فأخذ البندق سريعا ورماه بين عيونه.
فرح وسر بهذا الانتصار وظن ان رويعي الغنم سيمنحه مكافأة!

لكن افتكر زاملته وبحث عنها . وإذا بها تنهق على جحشها الذي نفس ألفاظه الآخيرة على يد منقاش!!

اغتم منقاش لهذا الفعل وأصابته حالة نفسية شديدة جدا . فقدا على رحيل الجحيش الغالي !!

تسامع أهل القرية كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم بهذا الخبر .

ودخل السرور في قلبهم .فقد أصحبت هذه القصة حديث مجالسهم .

ولعل ما أغضب منقاش أكثر وأكثر!

وصول هذه الحادثة للمشاكسين ومن ضمنهم شاعر القرية الذي وصله هذا الخبر .فأنشد هذه الأبيات:

[poem="font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أنا ليا مني بغيت امدح طويلين الشبور = أمدح شجيع فالمواقف دوم حظه منتعش
يبدي كما مبدى النجوم الساهره لين السحور = وليا بدى نور الصباح فطرقة المغزى غبش
رجلٍ يمد يداه ويجيب الغدا عقب الفطور = واليا بدى له فالشفا ضبي ٍ رماه ولا ارتبش
يكفيه فخر انه ثلاث ايام يكلى فالجعور = من يوم يمسي لين يصبح طرف عينه مارمش
عينه على الحره وقلبه ينتظر لحظة حضور = لحضة حضور الغايب المنضور ويهش ويبش
واقبل عليه الصاحب الغدار حفار القبور = راعي الكلاب اللي ليا منه بدى في علم غش
قله ابيك تحارص الجذعان من ذيب غدور = قرب مطيتك الكريمه يم هاالحوطه وخش
ارعى بها والبندق السوجن توقع لا تثور = الا ليا منك اريت الذيب فالمرحان دش
أقفى عنه راعي الكلاب وراح يلحس فالقدور = ولياه يسمع صايح البندق وقام يقش قش
نادى الرفاقه كلهم قال ابشرو ساعة سرور = الله فرج هم الجماعه كلهم جيبو النعش
نبي نشيل الذيب عنا صاده الشهم الجسور = صاده فريد اهل الزمان اللي على المحجى احتبش
جوه الرفاقه كلهم ولياه من فعله يخور = يقول ياربعي رميت الذيب ولقيته جحش
هذي الغنايم جابها منقاش يوم انه صبور = واللي كما منقاش فعله مثل هذا لا حمش

[/poem]

لكن كما للشيخ منقاش أعداء ، فمن منة الله عليه ان جعل له أنصار .
فنورد القصيدة التالية وهي لشاعر القرية المنافس للشاعر السابق :

[POEM="font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
المدح لاهله ياالمغنّي لاتلف ولاتدور=اللي تسميها مدوح انابسميها حرش
ياشاعر الشعار لوجات المدوح من النحور=امن النحر مطلاعها لكن مصدرها الكرش
ماكنت اظنك ( وانت لك هيبة ) تغار من العيور=ولياك تاخذها مطية للشعر يابودلش
ليتك تعلّم صبرها حتى نسميك الصبور=والاّ تعلم سطوة العير الشجاع اليانهش
يكفيه فخر انه يعدّي مايوقّفه المرور=واماانت لاصادوك اعرفك لاتهش ولاتنش
ويكفيه بعض امن الخصال اللي تسرّ الها الصدور=يمشي ولايغوى الطريق ولاتراجع وارتهش
حمّال اسيّة يوم غيره لابطون ولاظهور=يشيل حمله ويتحدّى بالعزيمة والدّبش
واليا زبن في راس عالي تسمع الصوت الجهور=اللي يثير اشجان ويخلي المشاعر تندهش
هذاقليل من الخصال اللي تضيق ابها السطور=لله درّ الحافر اللي لومشى به ماانخدش
مايخدم الاعمكم منقاش ونقول امعذور=اللي عرف قدر الأتان ولاتسمّع للحوش
وان صاد له مرة جحش منقاش صياد النمور =يشهد له الميدان مايحتار من ضربة فنش
ولياتصدّى لليهود يخلي دماهم تفور=يصدع بها عبري وياباني وروسي وEnglish
اصبر شويّ وتعرف ان اللي لياطبّ البحور=يغوص من شاطي لشاطي مايشاك وينتقش
[/POEM]

لكن منقاش أصرّ على ترك القرية والسفر عنها إلى المدينة