الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11-04-2008
 
خبرصحيح
عضو

  خبرصحيح غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز
افتراضي وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]! وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]! وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]! وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]! وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

فضل الحج والاستعداد له !
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحج فيه فضل عظيم وثواب جزيل . روى الترمذي وصححه عن ابن مسعود مرفوعًا : ( تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة ) . وفي " الصحيح " عن عائشة ، قالت : نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد !؟ قال : ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور ) .
والحج المبرور : هو الذي لا يخالطه شيء من الإثم ، وقد كملت أحكامه ، فوقع على الوجه الأكمل ، وقيل : هو المتقبل .
فإذا استقر عزمه على الحج ، فليتب من جميع المعاصي ، ويخرج من المظالم بردها إلى أهلها ، ويرد الودائع والعواري والديون التي عنده للناس ، ويستحل من بينه وبينه ظلامة ، ويكتب وصيته ، ويوكل من يقضي ما لم يتمكن من قضائه من الحقوق التي عليه ، ويؤمن لأولاده ومن تحت يده ما يكفيهم من النفقة إلى حين رجوعه ، ويحرص أن تكون نفقته حلالاً ، ويأخذ من الزاد والنفقة ما يكفيه ، ليستغني عن الحاجة إلى غيره ويكون زاده طيبًا ، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ . [ البقرة : 267 ] . ويجتهد في تحصيل رفيق صالح عونًا له على سفره وأداء نسكه ، يهديه إذا ضل ، ويذكره إذا نسي .
ويجب تصحيح النية بأن يريد بحجه وجه الله ، ويستعمل الرفق وحسن الخلق ، ويجتنب المخاصمة ومضايقة الناس في الطرق ، ويصون لسانه عن الشتم والغيبة وجميع ما لا يرضاه الله ورسوله .

مزايا الحج في الإسلام وأحكامه العظام !
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحمد لله رب العالمين ، شرع لعباده حج بيته الحرام ؛ ليكفر عنهم الذنوب والآثام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفي جميع الشرك والأوهام ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله خير الأنام . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
أيها الناس : اتقوا الله تعالى كما أمركم بتقواه ، وحديثنا إليكم في هذه الخطبة سيكون عن مزايا الحج في الإسلام ، وأحكامه العظام ، سائلين الله لنا ولكم التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح والقبول .
فالحج هو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام ، قال الله تعالى : ﴿ وللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ . [ آل عمران : 97 ] . أي : لله على الناس فرض واجب ، وهو حج البيت ، لأن كلمة ﴿ عَلَى ﴾ للإيجاب ، وقد أتبعه بقوله - جل وعلا - : ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ . فسمى تعالى تاركه : كافرًا ، ولهذا مما يدل على وجوبه وآكديته ، فمن لم يعتقد وجوبه فهو كافر بالإجماع ، وقال - تعالى - لخليله : ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾ . [ الحج : 27 ] ؛ وللترمذي وغيره وصححه عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا : ( من ملك زادًا وراحلةً تبلغه إلى بيت الله ولم يحج ؛ فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا ) . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، و إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ) . والمراد بالسبيل : توفر الزاد ووسيلة النقل التي توصله إلى البيت ويرجع بها إلى أهله ، مع توفير ما يكفي أهله إلى أن يرجع إليهم بعد سداد ما عليه من الديون .
والحكمة في مشروعية الحج هي كما بينها الله - تعالى - بقوله : ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ ، إلى قوله : ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ . [ الحج : 28 - 29 ] .
فالمنفعة من الحج للعباد ، ولا ترجع إلى الله تعالى ، لأنه ﴿ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ . فليس به حاجة إلى الحجاج كما يحتاج المخلوق إلى من يقصده ويعظمه ، بل العباد بحاجة إليه فهم يفدون إليه لحاجتهم إليه .
والحكمة في تأخير فرضية الحج عن الصلاة والزكاة والصوم ، لأن الصلاة عماد الدين ولتكررها في اليوم والليلة خمس مرات ، ثم للزكاة لكونها قرينة لها في كثير من المواضع ، ثم الصوم لتكرره كل سنة ، وقد فرض الحج في الإسلام سنة تسع من الهجرة كما هو قول الجمهور ، ولم يحج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الإسلام إلا حجة واحدة هي حجة الوداع . وكانت سنة عشر من الهجرة ، واعتمر - صلى الله عليه وسلم - أربع عمر . والمقصود من الحج والعمرة عبادة الله في البقاع التي أمر الله بعبادته . قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله ) .
والحج فرض بإجماع المسلمين وركن من أركان الإٍسلام ، وهو فرض في العمر مرة واحدة على المستطيع ، وفرض كفاية على المسلمين كل عام ، وما زاد على حج الفريضة في حق أفراد المسلمين فهو تطوع .
وأما العمرة فواجبة على قول كثير من العلماء بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل : هل على النساء من جهاد ؟ قال : ( نعم ، عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة ) . [ رواه أحمد ابن ماجه بإسناد صحيح ] .
وإذا ثبت وجوب العمرة على النساء فالرجال أولى ، وقال - صلى الله عليه وسلم - للذي سأله : إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج والعمرة ولا الظغن ، فقال : ( حج عن أبيك واعتمر ) . [ رواه الخمسة ، وصححه الترمذي ] .
فيجب الحج والعمرة على المسلم مرة واحدة في العمر ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( الحج مرة فمن زاد فهو تطوع ) . [ رواه أحمد وغيره ] . وفي " صحيح مسلم " وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا : ( أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا ) ، فقال رجل : أكل عام ؟ فقال : ( لو قلت : نعم لوجب ، ولما استطعتم ) .
ويجب على المسلم أن يبادر بأداء الحج الواجب مع الإمكان ، ويأثم إن أخره بلا عذر ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) . [ رواه أحمد ] .
وإنما يجب الحج بشروط خمسة : الإسلام ، والعقل ، والبلوغ ، والحرية ، والاستطاعة ، فمن توفرت فيه هذه الشروط وجب عليه المبادرة بأداء الحج .
ويصح فعل الحج والعمرة من الصبي نفلاً ، لحديث ابن عباس : إن امرأة رفعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيًا ، فقالت : ألهذا حج ؟ قال : ( نعم ، ولك أجر ) . [ رواه مسلم ] . وقد أجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج قبل أن يبلغ فعليه الحج إذا بلغ واستطاع ، ولا تجزئه تلك الحجة عن حجة الإسلام ، وكذا عمرته . وإن كان الصبي دون التمييز عقد عنه الإحرام وليه بأن ينويه عنه ، ويجنبه المحظورات ويطوف ويسعى به محمولاً ويستصحبه في عرفة ومزدلفة ومنى ، ويرمي عنه الجمرات ، وإن كان الصبي مميزًا نوى الإحرام بنفسه بإذن وليه ويؤدي ما قدر عليه من مناسك الحج ، وما عجز عنه يفعله عنه وليه ، كرمي الجمرات ، ويطاف ويسعى به راكبًا أو محمولاً إن عجز عن المشي ، وكل ما أمكن الصغير فعله مميزًا كان أو دونه بنفسه كالوقوف والمبيت ، لزمه فعله ، بمعنى : أنه لا يصح أن يفعل عنه ، لعدم الحاجة لذلك . ويجتنب في حجه ما يجتنب الكبير من المحظورات .
والقادر على الحج : هو الذي يتمكن من أدائه جسميًا وماديًا بأن يمكنه الركوب ، ويتحمل السفر ، ويجد من المال بلغته التي تكفيه ذهابًا وإيابًا . ويجد - أيضًا - ما يكفي أولاده ومن تلزمه نفقتهم إلى أن يعود إليهم ، ولا بد أن يكون ذلك بعد قضاء الديون والحقوق التي عليه ، بشرط أن يكون طريقه إلى الحج آمنا على نفسه وماله ، وإن قدر بماله دون جسمه بأن كان كبيرًا هرمًا أو مريضًا مرضًا مزمنًا لا يرجى برؤه لزمه أن يقيم من يحج عنه ويعتمر ، حجة وعمرة الإسلام من بلده ، أو من البلد الذي أيسر فيه . لما رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - : إن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله ، إن أبي أدركته فريضة الله في الحج شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال : ( حجي عنه ) . [ متفق عليه ] .
ويشترط في النائب عن غيره في الحج : أن يكون قد حج عن نفسه حجة الإسلام : لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول : لبيك عن شبرمة ، قال : ( حججت عن نفسك !؟ ) ، قال : لا ، قال : ( حج عن نفسك ) . [ إسناده جيد وصححه البيهقي ] .
وحج النفل تجوز النيابة فيه عن القادر وغيره ، ويعطى النائب من المال ما يكفيه من تكاليف السفر ذهابًا وإيابًا ، ولا تجوز الإجازة على الحج ، ولا أن يتخذ ذريعة لكسب المال ، وينبغي أن يكون مقصود النائب نفع أخيه المسلم المنوب عنه ، وأن يحج بيت الله الحرام ، ويزور تلك المشاعر العظام ، فيكون حجه لله لا لأجل الدنيا ، فإن حج لقصد المال فحجه غير صحيح ولا يجزئ عن مستنيبه .
الحمد لله رب العالمين وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .

[ شروط ] الحج والعمرة !
فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإننا في هذه الليلة نلتقي اللقاء الثاني للكلام على ما يتعلق بالعمرة والحج ؛ وذلك لأن معرفة ما يتعلق بالعمرة والحج أمر مهم جدًا ، فإن مسائله كثيرة متشابهة تشتبه حتى على طلاب العلم ، ولهذا ينبغي أن يعتني الإنسان بمعرفة أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بذلك حتى يؤدي هذا النسك على الوجه الذي يرضي الله - سبحانه وتعالى - .
سبق لنا أن قلنا : إن الحج والعمرة لا يجبان إلا بشروط وهي : الإسلام ، والبلوغ ، والعقل ، والحرية ، والاستطاعة ، خمسة شروط لا يجب حج ولا عمرة إلا باستكمال هذه الشروط .
الإسلام والعقل : شرطان للوجوب وللصحة ، ولهذا لا يصح الحج ولا العمرة من كافر ، ولا يصح الحج ولا العمرة من مجنون .
والبلوغ : شرط للوجوب والإجزاء وليس شرطًا للصحة ، فما هو الدليل أن البلوغ ليس شرطًا للصحة ؟ حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن امرأة رفعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيًا ، فقالت : ألهذا حج ؟ قال : ( نعم . ولك أجر ) .
والحرية : شرط للوجوب والإجزاء وليست شرطًا للصحة ؛ لأن الرقيق عاقل مسلم فيكون حجه وعمرته صحيحًا ولكن لا يجب عليه الحج ولا العمرة ولا يجزئ عنه ، وهذه المسألة فيها خلاف ، والقول الراجح : أن الرقيق إذا حج فحجه صحيح مجزئ إذا كان بالغًا عاقلاً مسلمًا .
والاستطاعة : شرط للوجوب فقط ، فلو أن الإنسان تكلف الحج وحج مع المشقة فحجه صحيح مبرئ للذمة ، وذكرنا فيما سبق أن الاستطاعة وضدها العجز تكون بالمال وبالبدن ، فالاستطاعة بالمال والبدن شرط للوجوب والأداء ، والاستطاعة بالمال دون البدن شرط للوجوب دون الأداء ، ولهذا من كان عاجزًا عن الحج والعمرة عجزًا لا يرجى زواله وعنده مال فإنه يلزمه أن يقيم من يحج عنه وأن يعتمر .

[ وجوب ] الإخلاص والمتابعة في الأعمال [ الحج ] !
فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
أيها الإخوة : فإننا في هذه الليلة نحب أن نتكلم على صفة الحج والعمرة ، وذلك لأننا مأمورون بأمرين هما : الإخلاص لله ، والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع عباداتنا ؛ في الطهارة ، في الصلاة ، في الزكاة ، في الصيام ، في الحج ، في كل عمل نتقرب به إلى الله لا بد من هذين الأمرين ، أحدهما : الإخلاص لله ، والثاني : المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فمن لم يخلص لله في عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك كلام الله - سبحانه وتعالى - ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، قال الله - عز وجل - : ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ . [ الكهف : 110 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ . [ البينة : 5 ] ، وقال تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ . [ الزمر : 2 - 3 ] .
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) . فالله - سبحانه وتعالى - أغنى الشركاء عن الشرك لا يريد عملاً يكون له فيه شريك ، من عمل عملاً أشرك فيه مع الله ، فإن الله تعالى يتركه وشركه ، أي : وما أشرك به فلا يقبل منه .
وأما اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلابد في كل عبادة منه ، لقول الله - عز وجل - : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ﴾ . [ آل عمران : 31 ] ، وقال - عز وجل - : ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . [ الأنعام : 153 ] ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) . أي : مردود عليه .
وإذا كان لابد في العبادة من اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه يلزم على كل إنسان يريد أن يتعبد : أن يعرف كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤدي هذه العبادة حتى تتحقق له المتابعة ، لأنك لا يمكن أن تتابع الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأنت لا تدري كيف يفعل ، لهذا يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ، كيف كان يصلي ، كيف كان يتصدق ، كيف كان يصوم ، كيف كان يحج ؛ حتى تعبد الله - عز وجل - متبعًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أما أن تعبد كما يعبد الناس فهذا لا شك أنه إذا كان الناس على صواب فإنك على صواب لكنك لست مطمئنًا كما ينبغي وأنت لا تدري على أي أساس بنى الناس عبادتهم ، ولهذا قال أهل العلم : إن العلم فرض عين في كل عبادة يريد الإنسان أن يقوم بها . أي : أنه يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعبد في العبادة التي تريد أن تقوم بها ، فمثلاً : رجل عنده مال يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة ، ورجل لا مال عنده لا يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة ، رجل مستطيع الحج ويريد أن يحج يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج ، وآخر لا يستطيع الحج ليس عنده مال فلا يريد الحج فلا يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج .
ولهذا ينبغي لكل من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج ؛ إما عن طريق المشافهة عن أهل العلم ، وإما عن طريق القراءة من الكتب الموثوق بمؤلفيها وليس كل كتاب مؤلف في المناسك أو غيرها يكون موثوقًا ؛ لأن صاحبه قد يكون قليل علم وقد يكون من الناس الذين لا يبالون فيما يتكلمون به .
على كل حال طرق تعلم أحكام الحج ثلاثة : المشافهة ، وقراءة الكتب ، والاستماع إلى الأشرطة المسجلة من أناس موثوق بهم ، حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة .

أفضل أنواع [ الحج ] !
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : السؤال : ما هو الأفضل في الحج : التمتع أم القران أم الإفراد ؟ الجواب : هذا السؤال قد اختلف الفقهاء في إجابتهم عليه منذ القدم .
فمن قائل : إن الأفضل هو القران ، وحجتهم في ذلك : ( أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حج حجة الوداع قارنًا ) ، وهذا هو الصحيح الثابت الراجح من الروايات المختلفة التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حجته .
وهناك من يقول : إنه - عليه السلام - حج متمتعًا .
ومنهم من يقول : إنه حج حجًا مفردًا ، وحجتهم ما جاء في بعض الروايات : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لبى بالحج ، لكن هذا لا ينافي أنه ضم إلى الحج العمرة ، وهذا ما جاء صريحًا عن بعض الصحابة ، منهم أنس بن مالك حيث قال : ( إنه كان آخذًا بخطام ناقة النبي - عليه السلام - حينما أحرم بالحج من ذي الحليفة ، قال : فسمعته يقول : لبيك اللهم بعمرة وحجة ) .
فلا نشك - أقصد جماهير علماء الحديث - : أن حجة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانت قرانًا ، ولذلك فلا مجال للمفاضلة بين حج القران وبين حج الإفراد ؛ لأن حج الإفراد ليس له وجه من التفضيل ؛ لأنه لم يثبت أن الرسول - عليه السلام - حج حجًا مفردًا من جهة ، ولم يثبت أنه حج على حج الإفراد من جهة أخرى ، ولذلك فلم يبق مجال للمفاضلة إلا بين القران وبين التمتع .
ولا نشك - أيضًا - أن التمتع بالعمرة إلى الحج هو الأفضل ، بل هو الواجب ؛ ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وإن كانت حجته قرانًا - كانت هناك ضميمة - اقترنت بحجة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تتعرى عن حجات الحاجين في أغلب الأزمان والعصور ، وهي : أنه - عليه الصلاة والسلام - ساق الهدي معه من ذي الحليفة ، أي : أنه - عليه السلام - لما أحرم بالقران كان قد ساق الهدي ، ولذلك فيختلف حكم من حج قارنًا وقد ساق الهدي ، عن حكم من حج قارنًا ولم يسق الهدي .
هذا الاختلاف أخذناه من حجة الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع ، ذلك أنه ثبت من حديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - : ( أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما حج وحج الناس معه - وكانوا ألوفًا مؤلفة - كان منهم القارن ، ومنهم المفرد ، ومنهم المتمتع ) . فمن كان قارنًا مع الرسول - عليه السلام - ومفردًا كانوا على قسمين : جمهورهم لم يسوقوا الهدي وإنما نحروا في منى ، والقليل منهم ساقوا الهدي من ذي الحليفة .
وعلى هذا فيمكن أن نقول : إن الذين حجوا مع الرسول - عليه السلام - منهم من ساق الهدي ومنهم من لم يسق الهدي ، فالذين لم يسوقوا الهدي ، أي : من كان قد قرن أو أفرد ولم يسق الهدي ، فقد قال لهم - عليه الصلاة والسلام - في أول الأمر وهم ينطلقون من المدينة إلى مكة : ( من كان منكم لم يسق الهدي وأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ) ، فنجد هنا : أن الرسول - عليه السلام - رغبهم ولم يعزم عليهم .
ثم في مرحلة أخرى لما جاء مكة وطاف حول الكعبة وسعى ، قال لهم : ( من لم يسق الهدي فليجعلها عمرة ) ، من قبل قال : ( من أحب أن يجعلها عمرة فليفعل ) ، وفي الأخير استقر حكم الله على لسان نبيه - عليه الصلاة والسلام - : ( من لم يسق الهدي فليجعها عمرة ) ، فبادر بعضهم فتحلل .
ومعنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( فليجعلها عمرة ) . أي : فليفسخ نيته السابقة ، سواء كان حج مفردًا أو حج قرانًا ، وليحولها إلى نية جديدة ، هي العمرة ، ولازم ذلك أنه مجرد أن ينتهي من السعي بين الصفا و المروة يحلق شعره أو يقصه ، وبذلك تنتهي العمرة ، فيتحلل منها ويبقى حلالاً إلى اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ، وهو اليوم الذي يسمى بالتروية .
فبعض أصحاب الرسول - عليه السلام - بادروا إلى التحلل ، إلى فسخ الحج إلى العمرة ، لكن بعضهم ضلوا في إحرامهم ، فلما بلغ الخبر إلى الرسول - عليه السلام - غضب ، ورأته السيدة عائشة ؛ فقالت : ( من أغضبك يا رسول الله ؟ فقال : ما لي لا أغضب وأنا آمر الناس بأمر الفسخ ثم لا يفعلون ) ، فخطب فيهم الرسول - عليه السلام - مرة أخرى ، فقال : ( أيها الناس من لم يسق الهدي فليتحلل ، ولولا أني سقت الهدي لأحللت معكم ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ) ، حينذاك بادر أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - فتحللوا جميعًا ، وكما يقول جابر وغيره : ( فسطعت المجامر وأتين النساء ) ، أي : تحللوا .
من هنا نأخذ أن حج التمتع هو الواجب على كل حاج ، إلا من ساق الهدي من الحل فله أسوة برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حيث كانت حجته كذلك ، وإن كان في قوله الأخير : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ) . ما يشعر بأن الأفضل بالنسبة إلينا بعد حجة الرسول - عليه السلام - ألا نسوق الهدي أيضًا ، هذا هو الأفضل ، لكن فإن فعل ذلك فاعل فليس لنا عليه سبيل من الإنكار ؛ لأن الرسول - عليه السلام - فعل ذلك وما أنكره ، بخلاف حج الإفراد ، وبخلاف القران الذي لم يسق معه الهدي .
ونحن نؤكد إفادة وخطابة أن كل من أراد الحج فليجعل حجته متعة ، ثم عليه بعد ذلك شكر الله - عز وجل - ، وأن يقدم هديًا إن وجد إلى ذلك سبيلاً ، وإلا صام سبعة أيام حسبما فصل الله - عز وجل - ذلك بالقرآن ، فقال : ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ﴾ . [ البقرة : 196 ] .
وكثير من الناس الذين يصدق فيهم قول ربنا - تبارك وتعالى - : ﴿ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ . [ النساء : 128 ] . لما كانوا يعلمون أن التمتع يجب عليه الهدي أو صيام عشرة أيام إذا لم يتيسر له الهدي ، يفرون من هذا الحكم بحيلة شرعية ، ومن تلك الحيل الشرعية : أنهم يفردون الحج ثم يقرنون العمرة إلى الحج ، فبدل أن يتبعوا صريح القرآن وأمر الرسول - عليه السلام - بأن يأتوا بالعمرة بين يدي الحج ، فهم يأتون بالعمرة بعد الفراغ من مناسك الحج ، ويتخلصوا مما أوجب الله عليهم من الهدي أو سواه ، ثم يأتي من يحتج لهم بحديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - : ( أنها جاءت بالعمرة بعد الحج وهي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ، فأخذوا ذلك حجة لهم أن يعتمروا بعد الحج ، وكأنهم يظنون أنهم بذلك يحسنون صنعًا ، مع أن الرسول - عليه السلام - ثم الصحابة الذين كانوا معه ، ثم السلف الذين جاءوا من بعدهم ، كانوا كلهم يأتون بالعمرة بين يدي الحج ، ثم يقدمون الهدي أو الصيام ، أما هؤلاء الناس المحتالون الذين يأتون بالعمرة بعد الحج ، فيتخلصون بذلك من هذا الواجب من الهدي أو الصيام ، ويجب أن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان معه من الحجاج عشرات الألوف من الصحابة لم يأت أحد منهم بالعمرة بعد الحج ، إلا السيدة عائشة - رضي الله عنها - ، وهذا حكم خاص بها ؛ لا لأنها عائشة وإنما لأنها كانت حائضًا .

نقله لكم أخوكم : خبرصحيح
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
واقعي جدا
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 184
تـاريخ التسجيـل : 09-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 689
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : واقعي جدا يستحق التميز


واقعي جدا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

بارك الله فيك أخي الكريم خبر صحيح
نقل موفق موثق
هناك منتدى مواسم الخير لعله هو المناسب له
تقبل مروري
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

أشكرك أخي ( واقعي جدا ) وأسأل الله أن ينفع بهذا الموضوع وأن يبارك فيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
مدهش
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1878
تـاريخ التسجيـل : 16-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,667
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : مدهش يستحق التميز


مدهش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ،،،
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2008   رقم المشاركة : ( 5 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصايا ::: وأمور مهمة ::: تتعلق [بالحج] ومن [أراد الحج]!

شكرا لك على مرورك الطيب يا مدهش
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
وصايا قيمة alsewaidi الأسرة و الـتربـيـة 3 07-12-2008 06:47 PM
وضع اليد على الخد عادة نسائية تضر بالبشرة ورد الجوري الـصـحـة و التغذية 3 02-02-2008 02:39 PM
من أراد بيتاً في الجنة فليتفضل ومن أراد نخلة في الجنة فليتفضل المبرِّد الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 8 12-24-2006 12:27 PM
وصايا وأقوال الأشرم الــمـنـتـدى الـعـام 3 08-13-2005 12:09 PM


الساعة الآن 05:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by