على بساط الثراء ..

[المقداد]

على بساط الثراء .. على بساط الثراء .. على بساط الثراء .. على بساط الثراء .. على بساط الثراء ..

"سلام يا قوم "

وأي مكانة لأمرئ يخال نفسه عزيزاً سيداً ,وليس الا ثمة عبداً لماله , فبقدر ما ينفق بقدر ما يسر ويسعد , أصبحت سعادته رهن مكسبه وإنفاقه , نعم لقد أجرى أتصالاً مع مندوب إستقبال الفندق وحجز طاولته , ومستعد أيضاً لتحرير شيك بقيمة 2500 ريال سعر تلك الطاولة والتي إحتوت على مباهج حياته السوداء !

سينفق المبلغ ذاته على كل تلك الكراسي التي تكرم بها لأصدقاءه
ليحضروا طاولة الفرح "الغابر" عفواً العابر .
في ليلة أحياها المغنون مروراً بين طاولات البذخ والتبذير , وصل الأمر بصاحبنا الي التشاوف والمزايدة بالإسراف والتبذير ليصيب كمية أكبر وأكبر وأكبر من الفرح والسعادة ..

لا شيء يستثيرني أكثر من الفحش في المال , أما هو فلا يفوت على نفسه فرصة الذهاب الي مقاعد الهذر والهدرأياً كان جلاسها , وأياً كانت ذريعة الحفل والإحتفاء . ليته تورع وأنصرف عن طاولات التباهي والوجاهة الكذابه , ولم يترك إنسانيته لنادل الفحش والثراء !! على طاولة البغي والعناء .

لا أفهم كيف يمكن لإنسان أن يعود الي بيته مسروراً بعدما أنفق في ساعة ما يجعل من عشرات الأسر أحياء لمدة أشهر عدة !!؟

أتصور أن قمة الشقاء والبؤس والإعياء أن يتحول صرف كثيراً من الاف الريالات في سهرات مقيتة ماجنة الي سعادة وسرور !
هذه هي النفوس المصابه بالإعياء , كُتب عليها ألا تعرف الإطمئنان والسكينة ..

وهل ثمة من اسى وبؤس أكبر من منظر هذا المتباهي والشواف عندما يجعل من نفسه عبداً للفرح المزعوم .

ولا اخاله هو وصحبة الا يتعاهدون ويقطعون العهود على أنفسهم بالصمود في سهرات أخرى مماثلة متعلقون بتلابيب الفنانون وأقداح الشراب في سهرات مقبله .