الغذاء قبل الدواء

[ورد الجوري]

الغذاء قبل الدواء الغذاء قبل الدواء الغذاء قبل الدواء الغذاء قبل الدواء الغذاء قبل الدواء

تعتبر التغذية من أهم العوامل المؤثرة في النمو، فنوع التغذية التي يتلقاها الفرد في طفولته تؤثر في بنائه الجسماني في شبابه ورجولته وكهولته إيجابًا أو سلبًا، ولا يعني سوء التغذية النقص في كمية الغذاء ولكن يعني سوء النوعية كذلك.

وبمعنى آخر هو الاختلال بين كمية الغذاء ونوعيته وفق احتياجات الجسم ومرحلة النمو وما يبذله الشخص وما يستنفذه من مجهود, ولا بد من مراعاة الاعتدال في التغذية، فالإفراط في تناول الطعام وخاصة الغنى بالسكريات والنشويات والدهون دون مراعاة النوعية أو سد حاجة الجسم دون الزيادة عليها يؤدي إلى البدانة والترهل والإضرار بالجسم، وإصابته بعديد من الأمراض الخطيرة كمرض القلب, السكر, ضغط الدم, وزيادة نسبة الدهون (الكوليسترول) في الدم، وأمراض المعدة وغيرها.

إن الغذاء ضروري للجسم بشرط التحكم والضبط والاعتدال، فزيادته عن حاجة البدن وقلته يتساويان في الضرر، وكثير من الأمراض التي تصيب جسم الإنسان يرجع إلى سوء التغذية كمًا ونوعًا بالزيادة أو النقصان، وهناك صلة وثيقة بين صحة البدن والتغذية الجيدة, وفيما يلي نستعرض بإيجاز المواد الغذائية لبناء الجسم بناءً سليمًا:

1ـ المواد البروتينية:

وهي مواد لا غنى عنها في بناء خلايا الجسم، وتزداد الحاجة إليها في أطوار النمو وتنقسم هذه المواد إلى نوعين:

النوع الأول: المواد البروتينية الحيوانية: كاللحوم، والسمك والحليب والجبن والبيض ونحوها، ويشترط أن تمثل هذه المواد ثلث ما يتناوله المرء من بروتينات مع مراعاة الاعتدال وعدم الزيادة فيها لكونها ق تضر البدن وتسبب له بعض الأمراض كأمراض الكليتين والمفاصل وزيادة الدهن في الدم وغيرها.

النوع الثاني: المواد البروتينية النباتية: كالحمص والفول والعدس والبازيلاء والجوز والبندق والدهون النباتية وغيرها، وهي ذات أهمية كبيرة في بناء الجسم وصحته.

2ـ المواد الكربوهيدراتية والدهنية:

وهي المواد الموجودة في السكريات والنشويات كالقمح والشعير والأرز والمكرونة والبطاطس والسكر والعسل والفواكه المجففة وغيرها.

وهي تلي في الأهمية المواد البروتينية لكونها ضرورية للغاية في إنتاج الطاقة والدفء الذين يحتاج إليهما البدن ولا بد من مراعاة الاعتدال في تناول هذه المواد لأن كثرة الدهون ترهق الجهاز الهضمي كالكبد والمعدة.

وبما أن البدن يحول المواد السكرية الزائدة عن حاجته إلى مواد دهنية ويختزنها فإنه ينبغي بالنسبة لذوي البدانة الإقلال من المواد الدهنية والسكرية وممارسة الرياضة والأعمال العضلية التي من شأنها حرق الدهون المتخزنة.

3ـ الأملاح المعدنية والفيتامينات:

وتوجد في الأغذية النباتية كالخضروات والفواكه الطازجة، وهي تساعد على تنشيط وظيفة الأمعاء، وتنظيم عملية الإخراج بما تحتوي عليه من مواد "سيليولوزية" لا تهضم.

وتشتمل الأملاح على مواد هامة لتكوين العظام كالجير، ومواد ضرورية لبناء الجسم وتكوين الدم كالحديد, وتوجد هذه الأملاح والمعادن بكميات وافرة في الخضروات والأغذية الحيوانية وتعطي نفس الأهمية "للفيتامينات" التي يسبب نقصها عدة أمراض: كالتعب العام، والضعف، ونزيف اللثة التي تنتج عن النقص في فيتامين (ج) وكساح الأطفال ينتج عن نقص فيتامين (د) والتهاب الأعصاب وضعف القلب وفقدان الشهية ينتج عن نقص فيتامين (ب) وضعف المناعة ومقاومة العدوى ينتج عن نقص فيتامين (أ) ولكي تكون التغذية جيدة فإنه يجب أن يراعي في إعداد قائمة الأطعمة الأسبوعية احتواؤها على المواد الضرورية المذكورة آنفًا بشكل متوازن ومتكامل أي تحتوي على: البروتين، والدهن، والأملاح المعدنية، والفيتامينات.

ومن نعم الله تعالى على خلقه أن مكن الغنى والفقير من وجود كفايتهما الغذائية في مختلف الأطعمة إذا ما أحسنا مراعاة التكامل في أنواع الغذاء.

أخي المربي:

إن أول ركن في بناء الطفل الرياضي هو أن يتغذى غذاء صحيًا سليمًا وإلا فالرياضة بلا غذاء كالشجرة بلا ماء, ولقد حفلت السنة النبوية بالترغيب والحث على اهتمام الآباء بتغذية الأبناء والإنفاق عليهم، فعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الدينار دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله" رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجر الذي أنفقته على أهلك" رواه مسلم.

وقال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف:32] و وقال تعالى: {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} [سبأ15].

وعن أبي هريرة والحديث في البخاري قال: "ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا قط, إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه", وبدراسة ما كان يتناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواع الطعام نجد إيحاءات تربوية هامة بالتوجيه إلى الغذاء المفيد من الناحية النوعية وهو ما أكدته الأبحاث العلمية الحديثة، وما سبقت إيه السنة النبوية المطهرة قبلها بقرون طويلة.

ومن تلك الإيحاءات التوجيه إلى تناول الطعام الغني بالبروتينات، فقد أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم الدجاج وفي الحديث أنه كان يجتز من كتف شاه فأكل منها، وقربت أم سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبًا مشويًا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على تناول اللحم الطري الذي يسهل هضمه ونضجه, وبذلك تخير المواضع الطرية في الشاة فأكل من كتفها وجنبها مع تنويعه الطعام بين المشوي والمطهي.

كما حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم في غذائه على تناول اللبن لفائدته الصحية الكبيرة, وفي البخاري عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل, وفي البخاري أيضًا أنه كان يتغذى بخبز الشعير وهو مادة نشوية, وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم التمر وهو مادة مغذية غنية بالسكريات مع احتوائها على بعض العناصر الهامة الأخرى.

وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الرطب وهو من الفواكه, والقشاء وهو من الخضروات, بل ووجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الاعتدال في الطعام كما في البخاري قال صلى الله عليه وسلم: "يأكل المسلم في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".

ولقد أثبتت التجارب الطبية والعلمية الحديثة ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, مؤكدة أن الزيادة في الطعام عما يحتاج البدن تربك جهازه الهضمي وتحول دون امتصاصه الجيد من الطعام ما يحتاجه من عناصر الطاقة والقوة اللازمة وتسبب البدانة والتخمة المفرطة.

واقتداء بالسنة المطهرة وتتبعًا للنظريات العلمية الحديثة كان لا بد لنا أن نهتم بغذاء أطفالنا بالصورة العلمية الشرعية الصحيحة, لأن هذا هو الركن الأساسي في مشروع الطفل الرياضي الذي أسعى أنا وأنت إلى الوصول بأطفالنا إليه.

[الدانه]

جزاك الله خيرا.....وبارك فيك.

[محمود عادل]

جزاك الله خيرا

[ورد الجوري]

مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه

[بَنتْ الأصَآيلْ]

^~*¤[[ مشكورررة ورد الجوري]]¤*~^