الأب شريك في التربية

[مناهل]

الأب شريك في التربية الأب شريك في التربية الأب شريك في التربية الأب شريك في التربية الأب شريك في التربية

ابتعاد الأب عن تربية الأبناء مشكلة حقيقية لها نتائج وخيمة على كافة أفراد الأسرة وخاصة الأم والأبناء ومن أهم تلك النتائج :

1- تعرض الأم إلى الإرهاق نتيجة ثقل الأعباء وكثرة الضغوطات عليها سيجعلها عصبية المزاج تنفعل لأقل سبب وغالبا سيقع قسما من غضبها على الأب وخاصة إن لم يشعر بها وان لم يقدر تعبها وإن لم يخفف عنها ولو بكلمة شكر .

2- عدم مشاركة الأب في تربية الأبناء يعني ابتعاده تدريجي عن حياتهم وعدم قربه منهم لا يمكنه من معرفة أمورهم ومن التدخل في الوقت المناسب وتوجيه الإرشاد وإبعادهم عن الخطأ.

3- الأبناء لن يكترثوا لوجود الأب كثيرا في حياتهم فهم لا ينظرون إليه إلا من جهة انه يوفر متطلبات الحياة للأسرة ولكن لا يشعرون به كاب حقيقي يساهم في تربيتهم وفي بناء شخصيتهم وهنا لن يكون له تأثيرا على الأبناء وخاصة كلما تقدم العمر بالأبناء .

4- الأبناء لن يتمتعوا بتربية سليمة ومكتملة لان الأم وحدها غير قادرة على القيام بكافة الأمور وخاصة مع الذكور وستتم ملاحظة الكثير من الثغرات التربوية في شخصية الأبناء وخاصة إن كان عددهم كبير في الأسرة .


طبعا هذه مخاطر لا يمكن تجاهلها أو إهمالها بل يجب الاهتمام بها لان من شأنها أن تفكك الأسرة إذا ما تضخمت ولم تعالج بعقلانية من قبل الأب .

ولكن كيف يمكن لنا أن ندفع الأب للمشاركة في تربية الأبناء ؟؟

في هذه النقطة الدور الأساسي يكون على الأم فهي التي يجب عليها أن تغير زوجها وأن تجعله مشاركا لها في التربية إضافة إلى توفر عدة صفات في شخصية الأب لتسهيل المهمة وفي سبيل هذا إليكم هذه النقاط والنصائح التي يمكن لها أن تساعدكم لبلوغ الهدف :

1- طبعا هناك أنواع من الرجال غالبا لا ينفع معهم العلاج وهم متصفون بصفات غير جيدة مثل العصبية وتدني المستوى الفكري والتعليمي ووجود أفكار خاطئة عن الرجولة لديهم مثلا هناك من يعتبر أنه إن شارك الزوجة في التربية أو في أعباء المنزل فهذا انتقاص لرجولته وهذا النوع من أسوأ أنواع الرجال وأصعبها .

2- المفروض في بداية الزواج أن يكون هناك دستور للزواج يوضح المهام لكل طرف وخاصة عند قدوم الأطفال فالأمور التي يمهد لها من قبل أن تأتي يسهل كثيرا تطبيقها لاحقا ولكن إن لم يتوفر أي اتفاق سابق حول هذه النقطة فيمكن القيام به لاحقا وحتى إن شعرتم أن الوقت تأخر على ذلك نعم قد لا تستطعون إنجاز المهمة كاملة ولكن يمكن لأي زوجة أن تحصل على قدر جيد من المعاونة التربوية من زوجها إذا ما استمرت في طلبها واتبعت أساليب ذكية لا تدميرية تزيد الأمر سوءا كالصراخ والشجار وغيرها .

3- تحدث الأم بمنتهى الصراحة والهدوء مع الأب حول المشكلة أمر مهم ويجب أن يكون الحوار صريحا ويظهر للأب نتائج ابتعاده عن تربية أبناءه ووضعه في صورة الوضع في محاولة لتوجيه تفكيره نحو أمور قد لا يكون مدركا لها ولنتائجها .

4- عدم قيام الأم بدور الأب في التربية بل يجب تركه شاغرا وتنبيه الأب إلى دوره وتحريضه للقيام به .

5- عند وجود أي مشكلة تربوية لا بد من أن يدعى الأب للمشاركة بحلها ويجب أن يكون على اطلاع عليها وطلب عونه .

6- التشجيع المستمر للأب على المشاركة في التربية وإظهار محاسن أعماله فيما يتعلق بالتربية لدفعه للمزيد من العطاء وثقة الأم بالأب من الناحية التربوية هامة ومشجعة له

هذه تعتبر النقاط الأساسية والتي تحتمل نقاط فرعية كثيرة وغالبا ستكون ظاهرة لكم ولا تحتاج إلى التوضيح والتفسير وعلينا أن نعترف أن قسما كبيرا من الشجارات الزوجية يكون سببها إهمال الزوج للمنزل ولتربية الأبناء وعدم اكتراثه لما تعانيه زوجته فيما يختص بتربية الأبناء ومجرد مشاركة بسيطة من الزوج في تربية الأبناء وتقدير عمل الأم سيجد جوا آخر في المنزل يريحه ويريح الآخرين بكل تأكيد




د.أسعد عبد الستار