الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10-21-2008
 
خبرصحيح
عضو

  خبرصحيح غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز
افتراضي [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

[ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!! [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!! [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!! [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!! [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :


(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

أخواني مشرفي ورواد هذا المنتدى المبارك وقفت على كلام لابن القيم - رحمه الله - جميل جدا في معناه وقوي في مقتضاه جمعته لكم لكي يعرف كل واحد منا سر الله سبحانه وتعالى في نفسه وفي خلقة وقد أورده عالم عصره وفقيه زمانه فقسمه - رحمه الله - إلى فصول وجعل كل فصل لعضو من أعضاء ابن آدم .
فتعال معي أخي نبحر سوياً في كلامه - رحمه الله - وقبل ذلك أنقل لك أخي القاري هذه الفصول مجزاءة لكي يكون الموضوع شيق ومفيد - والله الموفق - .

- فصل : [ السر في تبصير الله تعالى العباد بأنفسهم ] .
- فصل : [ العينان ووظيفتهما ] .
- فصل : [ الأذنان وسر شقهما في جانبي الوجه ] .
- فصل : [ الأنف وسر نصبه في وسط الوجه قائماً معتدلاً ].
- فصل : [ الفم محل العجائب ] .
- فصل : [ اللسان والصلة بينه وبين القلب ] .
- فصل : [ سر خلق الله تعالى اللسان عضواً لحمياً لا عظم فيه ].
- فصل : [ الأسنان والشفتان ووظيفتهما ] .
- فصل : [ سر جعل الفم أكثر الأعضاء رطوبة وفائدة اللعاب ].
- فصل : [ العبرة من حال الشعر ومنابته ] .
- فصل : [ شعر الحاجبين ووقايتهما للعين مع الحسن والجمال ].
- فصل : [ شعر اللحية ].
- فصل : [ شعر العانة والأنف والإبط ].
- فصل : [ حكمة الرب تعالى في إخلاء الكفين والجبهة من الشعر ].
- فصل : [ حال الإنسان من مبدئه إلى نهايته ] .
- فصل : [ حرارة الجسد وإلهابها الشهوة والسر العجيب في ذلك ] .







فنبدأ
بالفصل الأول :
[ السر في تبصير الله تعالى العباد بأنفسهم ]

ثم قال { وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟ } لما كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسه دعاه خالقه وبارئه ومصوره وفاطره من قطرة ماء إلى التبصر والتفكر في نفسه فإذا تفكر الانسان في نفسه استنارت له آيات الربوبية وسطعت له أنوار اليقين واضمحلت عنه غمرات الشك والريب وانقشعت عنه ظلمات الجهل فإنه إذا نظر في نفسه وجد آثار التدبير فيه قائمات وأدلة التوحيد على ربه ناطقات شاهدة لمدبره دالة عليه مرشدة إليه إذا يجده مكونا من قطره ماء : لحوما منضدة وعظما مركبة وأوصالا متعددة مأسورة مشددة بحباله العروق والأعصاب قد قمطت وشدت وجمعت بجلد متين مشتمل على ثلاثمائة وستين مفصلا ما بين كبير وصغير وثخين ودقيق ومستطيل ومستدير ومستقيم ومنحن وشدت هذه الأوصال بثلاثمائة وستين عرقا للإتصال والإنفصال والقبض والبسط والمد والضم والصنايع والكتابة
وجعل فيه تسعة أبواب : فبابان للسمع وبابان للبصر وبابان للشم وبابان للكلام والطعام والشراب والتنفس وبابان لخروج الفضلات التي يؤذيه احتباسها
وجعل داخل بابي السمع مرا قاتلا لئلا تلج فيها تخلص إلى الدماغ فتؤذيه وجعل داخل بابي البصر مالحا لئلا تذيب الحرارة الدائمة ما هناك من الشحم وجعل داخل باب الطعام والشراب حلوا ليسيغ به ما يأكله ويشربه فلا يتنغص به لو كان مرا أو مالحا
وجعل له مصباحين من نور كالسراج المضيء مركبين في أعلى مكان منه وفي أشرف عضو من أعضائه طليعة له وركب هذا النور في جزء صغير جدا يبصر به السماء والأرض وما بينهما وغشاه بسبع طبقات وثلاث رطوبات بعضها فوق بعض حماية له وصيانة وحراسة وجعل على محله غلقا بمصراعين أعلا وأسفل وركب في ذيل المصراعين أهدابا من الشعر وقاية للعين وزينة وجمالا وجعل فوق ذلك كله حاجبين من الشعر يحجبان العين من العرق النازل ويتلقيان عنها ما ينصب من هناك وجعل سبحانه لكل طبقة من طبقات العين شغلا مخصوصا ولكل واحد من الرطوبات مقدارا مخصوصا لو زاد على ذلك أو نقص منه لاختلت المنافع والمصالح المطلوبة وجعل هذا النور الباصر في قدر عدسة ثم أظهر في تلك العدسة صورة السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والعالم العلوي والسفلي مع اتساع أطرافه وتباعد أقطاره واقتضت حكمته سبحانه أن جعل فيها بياضا وسوادا وجعل القوة الباصرة في السواد وجعل البياض مستقرا لها ومسكنا وزين كلا منهما بالآخر وجعل الحدقة مصونة بالأجفان والحواجب كما تقدم والحواجب الأهداب وجعلها سوداء إذ لو كانت بيضاء لتفرق النور الباصر فضعف الإدراك فإن السواد يجمع البصر ويمنع من تفرق النور الباصر وخلق سبحانه لتحريك الحدقة وتقليبها اربعا وعشرين عضلة لو نقصت عضلة واحدة لاختل أمر العين
ولما كانت العين كالمرآة التي إنما تنطبع فيها الصور إذا كانت في غاية الصقالة والصفاء جعل سبحانه هذه الأجفان متحركة جدا بالطبع إلى الانطباق من غير تكلف لتبقى هذه المرآة نقية صافية من جميع الكدورات ولهذا لما لم يخلق لعين الذبابة أجفانا فإنها لا تزال تراها تنظف عينها بيدها من آثار الغبار و الكدورات.



الفصل الثاني

[ العينان ووظيفتهما ]


وكما جعل سبحانه العينين مؤديتين للقلب ما يريانه فيوصلانه إليه كما ترياه جعلهما مرآتين للقلب يظهر فيهما ما هو مودع فيه من الحب والبغض والخير والشر والبلادة والفطنة والزيغ والاستقامة فيستدل بأحوال العين على أحوال القلب وهو أحد أنواع الفراسة الثلاثة : وهي فراسة العين وفراسة الأذن وفراسة القلب فالعين مرآة للقلب وطليعة ورسول ومن عجيب أمرها أنها من ألطف الأعضاء وأبعدها تأثرا بالحر والبرد على أن الأذن على صلابتها وغلظها لتتأثر بهما أكثر من تأثر العين على لطافتها وليس ذلك بسبب الغطاء الذي عليها من الأجفان فإنها لو كانت متفتحة لم تتأثر بذلك تأثر الأعضاء اللطيفة.


الفصل الثالث

[ الأذنان وسر شقهما في جانبي الوجه ]



ومن ذلك : الأذنان شقهما تبارك وتعالى في جانبي الوجه وأودعهما من الرطوبة ما يكون معينا على إدراك السمع وأودعهما القوة السمعية وجعل سبحانه في هذه الصدقة انحرافات واعوجاجات لتطول المسافة قليلا فلا يصل الهواء إلا بعد انكسار حدته فلا يصدمها وهلة واحدة فيؤذيها وأيضا لئلا يفجأها الداخل إليها من الدبيب والحشرات بل إذا دخل إلى عوجة من تلك الإنعطافات وقف هناك فسهل إخراجه.

وكانت العينان في وسط الوجه والأذنان في جانبيه لأن العينين محل الملاحة والزينة والجمال وهما بمنزلة النور الذي يمشي بين يدي الإنسان وأما الأذنان فكان جعلهما في الجانبين لكون إدراكهما لما خلف الإنسان وأمامه وعن يمينه وعن شماله سواء فتأتي المسموعات إليهما على نسبة واحدة .

وخلقت العينان بغطاء والأذنان بغير غطاء وهذا في غاية الحكمة إذ لو كان للأذنين غطاء لمنع الغطاء إدراك الصوت فلا يحصل إلا بعد ارتفاع الغطاء والصوت عرض لا ثبات له فكان يزول قبل كشف الغطاء بخلاف ماتراه العين فإنه أجسام وأعراض لاتزول فيما بين كشف الغطاء وفتح العين وجعل سبحانه الأذن عضوا غضروفيا ليس بلحم مسترخ ولا عظم صلب بل هي بين الصلابة واللين فتقبل بلينها وتحفظ بصلابتها ولا تنصدع انصداع العظام ولا تتأثر بالحر والبرد والشمس والسموم تأثر اللحم إذ المصلحة في بروزها لتتلقى ما يرد عليها من الأصوات والأخبار .


الفصل الرابع

[ الأنف وسر نصبه في وسط الوجه قائماً معتدلاً ]


ومن ذلك الأنف نصبه سبحانه في وسط الوجه قائما معتدلا في أحسن شكل وأوفقه للمنفعة وأودعه حاسة الشم التي يدرك بها الروائح وأنواعها وكيفياتها ومنافعها ومضارها ويستدل بها على مضار الأغذية والأدوية ومنافعها وأيضا فإنه يستنشق بالمنخرين الهواء البارد الرطب فيؤديه إلى القلب فيتروح به فيستغني بذلك عن فتح الفم أبدا وجعل تجويفه بقدر الحاجة فلم يوسعه عن ذلك فيدخله هواء كثير ولم يضيقه فلا يدخله من الهواء ما يكفيه وجعل ذلك التجويف مستطيلا لينحصر فيه الهواء وينكسر برده وحدته قبل أن يصل إلى الدماغ فلولا ذلك لصدمه بحدته وقوته.

والهواء الذي يستنشقه الأنف ينقسم شطرين : شطرا يصعد إلى الدماغ وشطرا ينزل إلى الرئة وهو من آلات النطق فإن له إعانة على تقطيع الحروف وكما أن تجويفه جعل لاستنشاق الهواء فإنه جعل مصبا لفضلات الدماغ تنحدر فيه في تلك القصبة فيخرج فيستريح الدماغ ولذلك جعل عليها سترا ولم يجعلها بارزة فتستقبحها العيون وجعل فيها تجويفا فإنه قد ينسد أحدهما أو يعرض له آفة تمنعه من الإدراك والاستنشاق فيبقى التجويف الثاني نائبا عنه يعمل عمله كما اقتضت الحكمة مثل ذلك في العينين.

ثم تأمل الهواء الذي يستنشقه الأنف كيف يدخله أولا من المنخرين وينكسر برده هناك ثم يصل إلى الحلق فيعتدل مزاجه هناك ثم يصل إلى الرئة ألطف ما يكون ثم تبعثه الرئة إلى القلب فيروح عن الحرارة الغريزية التي فيه ثم ينفذ من القلب إلى العروق المتحركة ويبلغ إلى أقاصي أطراف البدن ثم إذا سخن في الباطن وخرج عن حد الانتفاع خرج عن تلك الأقاصي إلى البدن ثم إلى الرئة ثم إلى الحلقوم ثم إلى المنخرين خارجا فيخرج منهما ويعود عوضه هواء بارد نافع.

والنفس الواحد من أنفاس العبد إنما يتم بمجموع هذه الأمور والقوى والأفعال وهو له في اليوم والليلة أربعة وعشرون ألف نفس لله في كل نفس عدة نعم قد وقفت على القليل منها فما ظنك بما وراء النفس من الأعضاء والقوى ومنافعها وتمام النعمة بها ؟





نقلته من كتاب : التبيان في أقسام القرآن
لابن القيم - رحمه الله تعالى -
أخوكم : خبر صحيح
رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

[ الفم محل العجائب ]

وأما الفم فمحل العجائب وباب الطعام والشراب والنفس والكلام ومكن اللسان الناطق الذي هوآلة العلوم وترجمان القلب ورسوله المؤدي عنه.

ولما كان القلب ملك البدن ومعدنا للحرارة الغريرية فإذا دخل الهواء البارد وصل إليه فاعتدلت حرارته وبقي هناك ساعة فسخن واحترق فاحتاج القلب إلى دفعه وإخراجه فجعل أحكم الحاكمين إخراجه سببا لحدوث الصوت في الحنجرة والحنك واللسان والشفتين والأسنان مقاطع ومخارج مختلفة وبسبب اختلافها تميزت الحروف بعضها عن بعض ثم ألهم العبد تركيب تلك الحروف ليؤدي بها عن القلب ما يأمر به.

فتأمل الحكمة الباهرة حيث لم يضع سبحانه ذلك النفس المستغنى عنه المحتاج إلى دفعه وإخراجه بل جعل فيه إذا استغنى عنه منفعة ومصلحة هي من أكمل المنافع والمصالح فإن المقصود الأصلي من النفس هو اتصال الريح البارد إلى القلب فأما إخراج النفس هو جار مجرى دفع الفضلة الفاسدة فصرف ذلك سبحانه إلى رعاية مصلحة ومنفعة أخرى وجعله سببا للأصوات والحروف والكلام.

ثم أنه سبحانه جعل الحناجر مختلفة الأشكال في الضيق والسعة والخشونة والملاسة لتختلف الأصوات باختلافها فلا يتشابه صوتان كما لا تتشابه صورتان وهذا من أظهر الأدلة فإن هذا الاختلاف - الذي بين الصور والأصوات على كثرتها وتعددها فقلما يشتبه صوتان أو صورتان - ليس في الطبيعة ما يقتضيه وإنما هو صنع الله الذي أتقن كل شيء وأحسن كل شيء خلقه فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين فميز سبحانه بين الأشخاص بما يدركه السمع والبصر .


[ اللسان والصلة بينه وبين القلب ]

وأودع اللسان من المنافع منفعة الكلام - وهي أعظمها - ومنفعة الذوق والإدراك وجعله دليلا على اعتدال مزاج القلب وانحرافه كما جعله دليلا على استقامته واعوجاجه فترى الطبيب يستدل بما يبدو للبصر على اللسان من الخشونة والملاسة والبياض والحمرة والتشقق وغيره على حال القلب والمزاج وهو دليل قوي على أحوال المعدة والأمعاء كما يستدل السامع بما يبدو عليه من الكلام على ما في القلب فيبدو عليه صحة القلب وفساده معنى وصورة .


[ سر خلق الله تعالى اللسان عضواً لحمياً لا عظم فيه ]


وجعل سبحانه اللسان عضوا لحميا لا عظم فيه ولا عصب لتسهل حركته ولهذا لا تجد في الأعضاء من لا يكترث بكثرة الحركة سواه فإن أي عضو من الأعضاء إذا حركته كما تحرك اللسان لم يطق ذلك ولم يلبث أن يكل ويخلد إلى السكون إلا اللسان وأيضا فإن من أعدل الأعضاء وألطفها وهو في الأعضاء بمنزلة رسول الملك ونائبه فمزاجه من أعدل أمزجة البدن ويحتاج إلى قبض وبسط وحركة في أقاصي الفم وجوانبه فلو كان فيه عظام لم يتهيأ منه ذلك ولمي تهيأ منه الكلام التام ولا الذوق التام فكونه الله كما اقتضاه السبب الفاعي والغائي والله أعلم .


[ الأسنان والشفتان ووظيفتهما ]

وجعل سبحانه على اللسان غلقين : أحدهما الأسنان والثاني الفم وجعل حركته اختياريه وجعل على العين غطاء واحدا ولم يجعل على الأذن غطاء وذلك لخطر اللسان وشرفه وخطر حركاته وكونه في الفم بمنزلة القلب في الصدر وذلك من اللطائف فإن آفة الكلام اكثر من آفة النظر وآفة النظر أكثر من آفة السمع فجعل للأكثر آفات طبقين وللمتوسط طبقا وجعل الأقل آفة بلا طبق.


[ سر جعل الفم أكثر الأعضاء رطوبة وفائدة اللعاب ]


وجعل سبحانه الفم اكثر الأعضاء رطوبة والريق يتحلل إليه دائما لا يفارقه وجعله حلوا لا مالحا كماء العين ولا مرا كالذي في الأذن ولا عفنا كالذي في الأنف بل هو أعذب مياه البدن وأحلاها حكمة بالغة فإن الطعام والشراب يخالطه بل هو الذي يحيل الطعام ويمتزج به امتزاج العجين بالماء فلولا أنه حلو لما التذ الإنسان بل ولا الحيوان بطعام ولا شراب ولا ساغه إلا على كره وتنغيص ولما كان كثير من الطعام لا يمكن تحوله إلى بعد طبخه جعل الرب تعالى له آلة للتقطيع والتفصيل وآلة للطحن فجعل آلة القطع - وهي الثنايا وما يليها - حادة الرؤوس ليسهل بها القطع وجعل النواجذ وما يليها من الأضراس مسطحة الرؤوس عريضة ليتأتى بها الطحن ونظمها احسن نظام كاللؤلؤ المنظم في سلك وجعلها من الجانب الأعلى والأسفل ليتأتى بها القطع والطحن وجعلها من الجانب الأيمن والأيسر إذ ربما كلت إحدى الآلتين أو تعطلت أو عرض لها عارض فينتقل إلى الآلة الأخرى وأيضا لو كان العمل على جانب واحد دائما أوشك أن يتعطل ويضعف.

وتأمل كيف أنبتها سبحانه من نفس اللحم وتخرج من خلاله نابتة كما ينبت الزرع في الأرض ولم يكسها سبحانه لحما كسائر العظام سواها إذ لو كساها اللحم لتعطلت المنفعة المقصودة .

ولما كانت العظام محتاجة إلى لحم يكسوها ويحفظها ويتلقى عنها الحرارة والبرد ويحفظ عليها رطوبتها لم تكمل مصلحة الحيوان إلا بهذه الكسوة .

ولما كانت عظام الإنسان محتاجة إلى ذلك من وجه مستغنية عنه من وجه جعلت كسوتها منفصلة عنها وجعلت هي المكتيسة العارية لتمام المنفعة بذلك ولما كانت آلة القطع والكسر والطحن لم تنشأ مع الطفل من أول نشأته - كسائر عظامه لعدم الحاجة إليها - عطل عنها وقت استغنائه عنها بالرضاع وأعطيها وقت حاجته إليها .

وفيه حكمة أخرى وهي أنه لو نشأت معه من حين يولد لأضرت بحلمة الثدي إذ لا عقل له يحرزه عن عضها فكانت الأم تمتنع من إرضاعه .

ومن عجيب أمرها الإتفاق والموالاة التي بينهما وبين المعدة فإنه يسلم إليها الشيء اليابس والصلب فتطحنه ثم تسلمه إلى اللسان فيعجنه ثم اللسان يسلمه إلى الحلق فيوصله إلى المعدة فتنضجه وتطبخه ثم يرسل إليها منه معلومها المقدر لها فإذا عجزت عن قطع شيء وطحنه عجزت المعدة عن إنضاجه وطبخه وإذا كلت الأسنان كلت المعدة وإذا ضعفت ضعفت.

وهي تصحب الإنسان وتخدمه ما لم يرها فإذا وقعت عينه عليها فارقته الأبد وهي سلاح ومنشار وسكين وروح وزينة وفيها منافع ومصالح غير هذه .



أخوكم : خبر صحيح
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!



[ العبرة من حال الشعر ومنابته ]

ثم تأمل حال الشعر ومنبته وسببه فإن البدن لما كان حارا رطبا والحرارة إذا عملت في الرطوبة فلابد أن تثير بخارا وتلك الأبخرة تتصاعد من عمق البدن إلى سطحه وتريد الانفصال من هناك فلابد أن تحدث مساما و منافذه في ظاهر الجلد وتلك الأبخرة إما أن تكون رطبة لطيفة فحينئذ تنفصل من المسام ولا تحدث شيئا وإما أن تكون دخانية يابسة غليظة فالجلد حينئذ إما أن يكون في نهاية النعومة والنضارة كجلد الصبيان أو في غاية اليبس والقشف أو يكون معتدلا فإذ ذاك لا يتولد فيه الشعر لأن البخار إذا شق سطح الجلد وانفصل عاد الجلد إلى الحال إلى اتصاله الأول بسبب كثرة رطوبته ونعومته مثاله السمك إذا رفع رأسه من الماء إنشق له الماء فإذا عاد إلى الماء عاد إلى اتصاله الأول وكذلك نشاهد الأشياء الرطبة كالنشاء مثلا إذا أغلي فخرج البخار من موضع الغليان عادت الرطوبة إلى الموضع الذي خرج منه ذلك البخار فسدته فإن كان الجلد في غاية اليبس لم يتولد الشعر لأن الجلد اليابس إذا انثقب بقيت تلك الثقب مفتوحة ليبس الجلد فيفرق أجزاءه البخار ولا يجتمع بعضه إلى بعض فإن الجلد متوسط بين النعومة والكثافة فإنه ينفتح فيه المسام بسبب تلك الأبخرة ولايعود ينسد بعد خروج البخار ولكن لا تبقى المسام شديدة الانفتاح وحينئذ يبقى ذلك البخار الدخاني في تلك الثقبة لا يزال يمده بخار آخر يدفعه أولا فأولا إلى خارج من غير أن ينقطع أصله فيبقى بعضه مركوزا في الجلد منزلته منزلة أصل النبات وبعضه يطلع إلى خارج منزلته منزلة ساق النبات وكذلك الشعر فمادة الشعر هي البخار الدخاني اليابس وسببه هو الحرارة الطبيعية المحرقة لذلك البخار والآلة التي بها يتم أمره هي المسام التي ارتكن فيها البخار فتلبد هناك فصار شعرا بإذن الله تعالى

والغاية التي من أجلها وجد شيئان :

أحدهما: عام وهو تنقية البدن من الفضول الدخانية الغليظة
والآخر خاص:
وهو إما للزينة وإما للوقاية.

وإذا بان أن الشعر إنما يتولد مع الحرارة واليبس المعتدل بقيت ثلاثة أقسام :
أحدها حرارة غالبة على اليبس كالصبيان

الثاني عكسه وهو يبس غالب على الحرارة كالمشائخ

الثالث حرارة ضعيفة ويبس ضعيف كأبدان النساء ففي هذه الأقسام يقل الشعر : وأما الشباب فإن حرارة أبدانهم ويبسهم معتدل فيقوى تولد الشعر فيهم.

وفي شعر الرأس منافع ومصالح : منها وقايته عن الحر والبرد والمرض ومنها الزينة والحسن.

والسبب الذي صار به شعر الرأس أكثر من شعر البدن هو أن البخار شأنه أن يصعد من جميع البدن إلى الدماغ ومن الدماغ إلى فوق وكان هذا الشعر ناميا على الدوام لأن البخار يتصاعد إلى الرأس أبدا وهو مادة الشعر فبنماء الشعر ينمو البخار وكان فيه تخليص للبدن من تلك المواد وتكثير لوقايته وغطائه.


[ شعر الحاجبين ووقايتهما للعين مع الحسن والجمال ]

وأما شعر الحاجبين ففيه - مع الحسن والزينة والجمال - وقاية العين مما ينحدر من الرأس وجعل على هذا المقدار لأنه لو نقص عنه لزالت منفعة الجمال والوقاية ولو زاد عليه لغطى العين وأضر بها وحال بينها وبين ما تدركه وقد ذكرنا منفعة شعر الهدب.

ولما كان الأنفع ولأصلح أن يكون شعر الهدب قائما منتصبا وأن يكون باقيا على حال واحد في مقدار واحد جعل منبت هذا الشعر في جرم صلب شبيه بالغضروف يمتد في طول الجفن لئلا يطول وينمو .

وهذا كما نشاهد النبات الذي ينبت في الأرض الرخوة اللينة فإنه يطول ويزداد والذي ينبت في الأرض الصخرية الصلبة لا ينمو إلا نموا يسيرا فكذلك الشعر النابت في الأعضاء اللينة الرطبة فإنه سريع النمو كشعر الرأس والعانة.



[ شعر اللحية ]

وأما شعر اللحية ففيه منافع : منها الزينة والوقار والهيبة ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يرى على ذوي اللحى ومنها التمييز بين الرجال والنساء.

فإن قيل : لو كان شعر اللحية زينة لكان النساء أولى به من الرجال لحاجتهن إلى الزينة وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه ولكان أهل الجنة أولى به وقد ثبت أنهم جرد مرد ؟

قيل : الجواب أن النساء لما كن محل الاستمتاع والتقبيل كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا المعنى - والله أعلم - كان أهل الجنة مردا ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهن بهن وأيضا فإنه أكشف لمحاسن الوجوه فإن الشعر يستر ما تحت من البشرة أن يمس بشرة المرأة والله أعلم بحكمته في خلقه . [ تأمل كلامه أخي في هذا الفصل ].



[ شعر العانة والأنف والإبط ]


وأما شعر العانة والأبط والأنف فمنفعته تنقية البدن من الفضلة ولهذا إذا أزيل من هذا الموضع وجد البدن خفة ونشاطا وإذا وفر وجد ثقلا وكسلا وغما ولهذا جاءت الشريعة بحلق العانة ونتف الإبط وكان حلق العانة أولى من نتفها لصلابة الشعر وتأذي صاحبها بنتفه وكان نتف الإبط أولى من حلقه لضعف الشعر هناك وشدته وتعجل نباته بالحلق فجاءت الشريعة بالأنفع في هذا وهذا .


أسأل الله أن ينفع بذلك
أخوكم : خبر صحيح
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

[حكمة الرب تعالى في إخلاء الكفين والجبهة من الشعر]


وتأمل حكمة الرب تعالى في كونه أخلى الكفين والجبهة والأخمصين من الشعر فإن الكفين خلقا حاكمين على الملموسات فلو حصل الشعر فيهما لأخل بذلك وخلقا للقبض وإلصاق اللحم على المقبوض أعون على جودته من التصاق الشعر به وأيضا فإنهما آلة الأخذ والعطاء والأكل ووجود الشعر فيهما يخل بتمام هذه المنفعة.

وأما الأخمصان فلو نبت الشعر فيهما لأضر بالماشي وأعاقه في المشي كثيرا مما يعلق بشعره مما على الأرض ويتعلق شعره بما عليها أيضا هذا مع أن أكثر الأوتار والأغشية في الكفين مانع من نفوذ الأبخرة فيها وأما الأخمصين فإن الأبخرة تتصاعد إلى علو وكلما تصاعد كان الشعر أكثر وأيضا فإن كثرة وطء الأرض بالأخمصين يصلبهما ويجعل سطحهما أملس لا ينبت شيئا كما أن الأرض التي توطأ كثيرا لا تنبت شيئا .

وأما الجبهة فلو نبت الشعر عليها لستر محاسنها وأظلم الوجه وتدلى على العين وكان يحتاج إلى حلقه دائما ومنع العينين من كمال الإدراك والسبب المؤدي لذلك أن الذي تحت عظم الجبهة هو مقدم الدماغ وهو بارد رطب والبخار لا يتحرك منحرفا إلى الجبهة بل صاعدا إلى فوق .

فإن قيل : لم نبت شعر الصبي على رأسه وحاجبيه وأجفانه معه من الصغر دون سائر الشعور ؟

قيل : لشدة الحاجة إلى هذه الشعور الثلاثة أوجدها الله سبحانه معه وهو جنبن في بطن أمه فإن شعر الرأس كالغطاء الواقي له من الآفات والأهداب والأجفان وقاية للعين.

فإن قيل : فلم لم تنبت له اللحية إلا بعد بلوغه ؟

قيل : لأنه عند البلوغ تجتمع الحرارة في بدنه وتكون أقوى ما هي ولهذا يعرض له في مثل هذا الطور البثرات والدمامل وكثرة الإحتلام وإذا كثرت الحرارة كثرت الأبخرة بسبب التحلل وزادت على القدر المحتاج إليه في شعر الرأس فصرفها أحكم الحاكمين إلى نبات اللحية والعانة وأيضا فإن بين أوعية المنى وبين اللحية ارتباط : إذ العروق والمجاري متصلة بينهما فإذا تعطلت أوعية المنى ويبست تعطل شعر اللحية وإذا قلت الرطوبة والحرارة هناك قل شعر اللحية ولهذا فإن الخصيان لا ينبت لهم لحى.

فإن قيل : فما العلة في الكوسج ؟ قيل : برد مزاجه ونقصان حرارته

فإن قيل : فما السبب في الصلع ؟ قيل : عدم احتباس الأبخرة في موضع الصلع

فإن قيل : فلم كان في مقدم الرأس دون جوانبه ومؤخره ؟ قيل : لأن الجزء المقدم من الرأس بسبب رطوبة الدماغ يكون أكثر لينا وتحللا فتتحلل الفضلات التي يكون منها الشعر فلا يبقى للشعر مادة هناك

فإن قيل : فلم لم يحدث في الأصداغ قيل : إن الرطوبة في الأسافل اكثر منها في الأعالي وشاهده الأرض العالية والمنخفضة

فإن قيل : فلم لم تصلع المرأة إلا نادرا وكان الصلع في الرجال أكثر ؟ قيل لأن الأصل أنه يحدث من يبس الجلد بمنزلة احتراقه ذلك لقوة الرطوبة وأما النساء فالرطوبة والبرودة أغلب عليهن ولهذا فإن جلودهن أرطب من جلود الرجال فلا تجف جلود رؤوسهن فلا يعرض لها الصلع ولهذا لا يعرض للصبيان وإن عرض للمرأة صلع فذلك في سن يبسها وبلوغها من الكبر عتيا

فإن قيل : فما السبب في شدة سواد الشعر ؟ قيل : شدة البخارات الخارجة من البدن واعتدالها وصحة مادتها كخضرة الزرع

فإن قيل : ما سبب الصهوبة ؟ قيل : برد المزاج فتضعف الحرارة عن صبغ الشعر وتسويده

فإن قيل : فما سبب القشرة والحمرة ؟ قيل : زيادة الحرارة فتصبغ الشعر ولهذا تجد الشقر أشد حرارة واكثر حركة وهمة

فإن قيل : فما سبب البياض ؟ قيل : البياض نوعان : أحدهما طبيعي وهو الشيب والثاني خارج عن الطبيعة وهو ما يوجد في أواخر الأمراض المجففة بسبب تحلل الرطوبات كما يعرض للنبات عند الجفاف

فإن قيل : فما سبب الطبيعي ؟ قيل : اختلف في ذلك فقالت طائفة : سببه الاستحالة إلى لون البلغم بسبب ضعف الحرارة في أبدان الشيوخ وقالت طائفة : سببه أن الغذاء الصائر إلى الشعر يصير باردا بسبب نقصان الحرارة ويكون بطيء الحركة مدة نفوذه إلى المسام وجمعت طائفة بين القولين وقالوا : العلة في الأمرين واحدة وسببها نقصان الحرارة

فإن قيل : فلم اختص الشيب بالإنسان من بين سائر الحيوان ؟ قيل : لأن لحم الإنسان وجلده رخوين وجلود الحيوانات ولحومها أقوى واصلب فلما غلظت مادة الشعر فيها لم يعرض له ما يعرض لشعر الإنسان ولهذا يكون شعرها كلها معها من حين ولادتها بخلاف الإنسان وأيضا فإن الإنسان يستعمل المطاعم المركبة المتنوعة وكذا المشارب ويتناول أكثر من حاجته فتجتمع فيه فضلات كثيرة فتدفعها الطبيعة إلى ظاهر البدن فمادامت الحرارة قوية فإنه تقوى على إحراق تلك الفضلات فيتولد من إحراقها الشعر الأسود فإذا بلغ الشيخوخة ضعفت الحرارة وعجزت عن إحراق تلك الفضلات فتعمل فيها عملا ضعيفا وأما سائر الحيوانات فلا تتناول الأغذية المركبة وتتناول منها على قدر الحاجة فلا يشيب شعرها كما يشيب شعر الإنسان وأيضا فإن في زمن الشيخوخة يكون أقل حرارة وأكثر رطوبة فيتولد البلغم وأما الحيوانات فليس غالب عليها

فإن قيل : فلم كان شيب الأصداغ في الأكثر مقدما على غيره ؟ قيل : لقرب هذا الموضع من مقدم الدماغ والرطوبة في مقدم الدماغ كثيرة لأن الموضع مفصل والمفصل تجتمع فيه الفضلة الكثيرة فيكثر البرد هناك فيسرع الشيب

فإن قيل : فلم أسرع الشيب في شعور الخصيان والنساء ؟ قيل : أما النساء فلبرد مزاجهم في الأصل ولاجتماع الفضلات الكثيرة فيهن وأما الخصيان فلتوافر المنى على أبدانهم يصير دمهم غليظا بلغميا و لهذا لا يحدث الصلع

فإن قيل : فلم كشعر الإبط لا يبيض ؟ قيل : لقوة حرارة هذا الموضع بسبب قربه من القلب ومسامه كثيرة بلغمية لأنها تتحلل بالعرق الدائم

فإن قيل : فلم أبطأ بياض شعر العانة ؟ قيل : لأن حركة الجماع تحلل البلغم الذي في مسامه

فإن قيل : فلم كانت الحيوانات تتبدل شعورها كل سنة بخلاف الإنسان ؟
قيل : لضعف شعورها عن الدوام والبقاء بخلاف شعر الآدمي

فإن قيل : فما سبب الجعودة والسبوطة ؟
قيل : أما الجعودة فمن شدة الحرارة أو من التواء المسام فالذي من شدة الحرارة فإنه يعرض منه الجعدة كما تعرض للشعر عند عرضه على النار وأما الذي لالتواء المسام فلأن البخار لضعفه لا يقدر أن ينفذ على الاستقامة فيلتوي في المنافذ فتحدث الجعودة

فإن قيل : فما السبب في طول شعر الميت وأظفاره بعد موته إذا بقي مدة ؟
قيل : عنه جوابان : أحدها أنها لا تطول و لكن لما ينقص ما حولها يظن أنها زادت والثاني - وهو أصوب - أن ذلك الطول من الفضلات البخارية التي تتحلل وهلة من الميت فممتد معها الشعر والظفر

فإن قيل : فلم كان المريض - وخاصة المحموم - ينقص لحمه ويزيد شعره ؟
قيل : إن في المرض تكثر الفضلات فتطول الشعور والأظفار بها ويثقل الغذاء فيذوب اللحم وأما في الصحة فتقل الفضلات فلا تحتاج الطبيعة إلى الغذاء وهضمها له وإذا قلت الفضلات نفدت مادة الشعر فيبطئ

فإن قيل : فما العلة في انتصاب شعر الخائف والمقرور حتى يبقى كشعر القنفذ ؟
قيل : العلة فيه أن الجلد وتجتمع المسام على الشعر وتتضايق عليه فينتصب

فإن قيل : فلم انتصب شعر البدن واللحية واللحيين ؟
( سقط جواب هذا السؤال من الأصل ولعله بقية جواب السؤال الذي قبله فتحرى الكلام عنه إلى ماترى فتأمل )

فإن قيل : فلم كانت كثرة الجماع تزيد في شعر اللحية والجسد وتنقص من شعر الرأس والأجفان ؟
قيل : لأن الشعر فيه ما يكون طبيعيا من أول الخلقة كاللحية وسائر شعر البدن والأول يكون من قوة الحرارة الأصلية والثاني من قوة الحرارة الخارجية فلا جرم نقصت بسببه الشعور الأصلية وتوفرت العرضية

فإن قيل : فلم كان الشعر في الإنسان في الجزء المقدم أكثر منه في المؤخر وباقي الحيوانات بالعكس ؟
قيل : لأن الشعر إنما يكون حيث تكون الحرارة قوية ويكون تحلل الجلد أكثر وهذا في الإنسان في ناحية الصدر والبطن وأما جلدة الظهر فمتكاثفة وأما ذوات الأربع ففي الخلف شعورها أكثر لأن البخار فيها يرقى إلى الخلف وان تلك المواضع هي التي تتلقى الحر والبرد فتحتاج إلى وقاء أكثر

فإن قيل : فلم كان الرأس بالشعر أحق الأعضاء ونباته أكثر ؟
قيل : لأن البخار يتصاعد ويطلب جهة الفوق وهو الرأس.

ولا تستطل هذا الفصل فإن أمر الشعر من السمات والفضلات وهذا شأنه فما الظن بغيره من الأجزاء الأصلية ؟ فإذا كانت هذه قليلة من كثير من حكمة الرب تعالى في الشعور ومواضعها ومنافعها فكيف بحكمته في الرأس والقلب والكبد والصدر وغيرها ؟ ولا تضجر من ذلك فإن الخلق فيه من الفقه والحكم نظير ما في الأمر فالرب تعالى حكيم في خلقه وأمره ويحب من يفقه عنه ذلك ويستدل على كمال حكمته وعلمه ولطفه وتدبيره فإذا كان الله لم يضع هذه الفضلات في الإنسان سدى فما الظن بغيرها ؟ .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

ماشاء الله لاقوة الا بالله
يعطيك العافية سلمت يداك
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

[حال الإنسان من مبدئه إلى نهايته]


ونحن نذكر فصلا مختصرا في حال الإنسان من مبدئه إلى نهايته لنجعله مرآة له ينظر فيها قول خالقه وبارئه { وفي أنفسكم أفلا تبصرون }
لما اقتضى كمال الرب تعالى - جل جلاله - وقدرته التامة وعلمه المحيط ومشيئته النافذة وحكمته البالغة تنويع خلقه من المواد المتباينة و أنشأهم من الصور المختلفة والتباين العظيم بينهم في المواد والصور والصفات والهيئات والأشكال والطبائع والقوى اقتضت حكمته أن اخذ من الأرض قبضة من التراب ثم ألقى عليها الماء فصارت مثل الحمأ المسنون ثم أرسل عليها الريح فجففها حتى صارت صلصالا كالفخار ثم قدر لها الأعضاء والمنافذ والأوصال والرطوبات وصورها فأبدع في تصويرها وأظهرها في أحسن الأشكال وفصلها أحسن تفصيل مع اتصال أجزائها وهيأ كل جزء منها لما يراد منه وقدره لما خلق له عن أبلغ الوجوه ففصلها في توصيلها وأبدع في تصويرها وتشكيلها والملائكة تراها ولا تعرف ما يراد منها وإبليس يطيف بها ويقول : لأمر ما خلقت فلما تأكل تصويرها وتشكيلها وتقدير أعضائها وأوصالها وصارت جسدا مصورا مشكلا كأنه ينطق إلا أنه لا روح فيه ولا حياة أرسل إليه روحه فنفخ فيه نفخة وانقلب ذلك الطين لحما ودما وعظاما وعروقا وسمعا وبصرا وشما ولمسا وحركة وكلاما فأول شيء بدأ به أن قال الحمد لله رب العالمين فقال له خالقه وبارئه ومصوره يرحمك الله يا آدم فاستوى جالسا أجمل شيء وأحسنه منظرا وأتمه خلقا وأبدعه صورة فقال الرب تعالى لجميع ملائكته { اسجدوا لآدم } فبادروا بالسجود تعظيما وطاعة لأمر الواحد المعبود ثم قال لهم : لنا في هذه القبضة نم التراب شرع أبدع مما ترون وجمال باطن أحسن مما تبصرون فلنزينن باطنه أحسن من زينة ظاهره ولنجعلنه من أعظم آياتنا نعلمه أسماء كل شيء مما لا تحسنه الملائكة فكان التعليم زينة الباطن وجماله وذلك التصوير زينة الظاهر في أكمل شيء وأجمله صورة ومعنى كل ذلك صنعته تبارك وتعالى في ققضة من تراب ثم اشتق منه صورة هي مثله في الحسن والجمال ليسكن إليها وتقر نفسه وليخرج من بينهما من لا يحصى عدده من الرجال والنساء سواه.

[حرارة الجسد وإلهابها الشهوة والسر العجيب في ذلك]


ثم لما أراد الله سبحانه أن يذر نسلهما في الأرض ويكثره وضع فيهما حرارة الشهوة ونار الشوق والطلب وألهم كلا منهما اجتماعه بصاحبه فاجتمعا على أمر قد قدر فاسمع الآن عجائب ما هناك :

لما شاء الرب تعالى أن يخرج نسخة هذا الإنسان منه أودع جسده حرارة وسلط عليه هيجانها فصارت شهوة غالبة فإذا هاجت حرارة الجسد تحللت الرطوبات من جميع أجزاء الجسد وابتدأت نازلة من خلف الدماغ من عروق خلف الأذنين إلى قفا الظهر ثم تخرج إلى الكليتين ثم تجتمع في أوعية المنى بعد أن طبختها نار الشهوة وعقدتها حتى صار لها قوام وغلظ وقصرتها حتى ابيضت وقدر لها مجاي وطرق تنفذ فيها ثم اقتضت حكمته سبحانه أن قدر لخروجها أقوى الأسباب المستفرغة لها من خارج ومن داخل فقيض لها صورة حسنها في عين الناظر وشوقه إليها وساق أحدهما إلى الآخر بسلسة الشهوة والمحبة فحن كل منهما إلى امتزاجه بصاحبه واختلاطه به ليقضى الله أمرا كان مفعولا وجعل هذا محل الحرث وهذا محل البذر ليلتقي الماء على أمر قد قدر وقدر بينهما تلك الحركات لتعمل الحرارة في تلك الرطوبة والفضلة عملها واستخرجها من تحت الحركات لتعمل الحرارة في تلك الرطوبة والفضلة عملها واستخرجها من تحت الشعر والبشر والظفر لتوافق نسخة الأصل ويكون الداعي إلى التناسل في غاية القوة فلا ينقطع النسل ولهذا لا تجد في منى الاحتلام من القوة ما في منى الجماع وإنما هو من فضلة حرارة تذيب الرطوبة فتنفذ فيها الطبيعة إلى خارج من نوع تصور خيال بواسطة الشيطان كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال [ الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان ] .

فإن قيل : فهذا اختيار منكم لقول من قال : إن المنى يخرج من جميع أجزاء البدن وهذا وإن كان قد قاله كثير من الناس فقد خالفهم آخرون وزعموا انه فضلة تتولد من الطعام وهي من أعدل الفضلات ولهذا صلحت أن تكون مبدأ الإنسان وهو جسم متشابه الأجزاء في نفسه .

قيل : القول الأول هو الصواب ويدل عليه وجوه :

منها عمود اللذة بجميع أجزاء البدن .

- ومنها مشاكلة أعضاء المولود لأعضاء الوالدين .

ومنها أن المشابهة الكلية تدل على أن البدن كله أرسل المنى ولولا ذلك لكانت المشابهة بحسب محل واحد فدل على أن كل عضو أرسل قسطه ونصيبه فلما انعقد وصلب ظهرت محاكاته ومشابهته له.

ومنها أن الأمر لو كان كما زعمه أصحاب المقالة الثانية : من أن المنى جسم واحد متشابه في نفسه لم تتولد منه الأعضاء المختلفة المتشكلة بالأشكال المختلفة لأن القوة الواحدة لا تفعل في المادة الواحدة إلا فعلا واحدا فدل على أن المادة في نفسها ليست متشابهة الأجزاء.

ومنها أن المني فضلة الهضم الآخر وذلك إنما يكون عند نضج الدم في العروق وكونه مستعدا استعدادا تاما لأن يصير من جوهر الأعضاء وكذلك عقيب استفراغه من الضعف أكثر مما يحصل من استفراغ أمثاله من الدم ولذلك يورث الضعف في جوهر الأعضاء الأصلية فدل على انه مركب من أجزاء كل منهما قريب الاستعداد لأن يصير جزءا من عضو ولذلك سماه الله سلالة والسلالة فعالة من السل وهو ما يسل من البدن كالبخار كما سمى اصله سلالة من طين لأنه استلها من جميع الأرض كما في جامع الترمذي عن النبي صلى الله عليه و سلم [ إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ].

قال أصحاب القول الآخر : وهم جمهور الأطباء وغيرهم : لو كان الأمر كما زعمتم وأن المني يستل من جميع الأعضاء لكان إذا حصل مني الذكر ومني الأنثى في الرحمن تشكل المولود بشكلهما معا ولكان الرجل لا يلد إلا ذكرا دائما لأن المني قد استل عندكم من جميع أجزائه فإذا انقعد وجب أن يكون مثله وأيضا فإن المرأة تضع من وطء الرجل في البطن الواحد ذكرا وأنثى ولا يمكن أن يقال أن ذلك بسبب اختلاف أجزاء المنى.

قالوا : ولا نسلم عموم اللذة لأنها إذا حصلت حال الإندفاق بسبب سيلان تلك المادة الحارة جارية على تلك المجاري اللحمية التي لحمتها رخوة شبيهة باللحم القريب العهد بالاندمال إذا سال عليه شيء وهو معتدل السخونة ولو كانت اللذة إنما حصلت بسبب سيلان تلك المادة لحصلت قبل الإندفاق.

قالوا : وأما احتجاجكم بالتشابه المذكور بين الوالد والمولود فالمشابهة قد تقع في الظفر والشعر وليس يخرج منها شيء وأيضا فالمولود قد يشبه جدا بعيدا من أجداده كما ثبت في الصحيح [ عن النبي صلى الله عليه و سلم : أن رجلا سأله فقال : إن امرأتي ولدت غلاما أسود قال : هل لك من إبل قال : نعم قال: فما ألوانها ؟ قال : سود قال : هل فيها من أورق ؟ قال : نعم قال : فأنى له ذلك ؟ قال : عسى أن يكون نزعه عرق قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عرق ]

قالوا : ولو كان في المنى من كل عضو أجزاء فلا تخلو تلك الأجزاء إما أن تكون موضوعة في المنى وضعها الواجب أو لا تكون كذلك : فإن كانت موضوعة وضعها الواجب كان المنى حيوانا صغيرا وإن لم تكن كذلك استحالت المشابهة .

قالوا : وأيضا فإن المنى إما أن يكون مركبا على تركيب هذه الأعضاء وترتيبها أو لا يكون كذلك فالأول باطل قطعا لأن المني رطوبة سيالة فلا تحفظ الوضع والترتيب وإن كانت ثقيلة فتعين الثاني ولابد قطعا أن يحال ذلك الترتيب والتصوير والتشكيل على سبب آخر سوى القوة التي في المادة فإنها قوة لا شعور لها وإدراك ولا تهتدي لهذه التفاصيل التي في الصورة الإنسانية بل هذا التصوير والتشكيل مستند إلى خالق عليم حكيم قد بهرت حكمته العقول ودلت آثار صنعته على كمال أسمائه وصافته وتوحيده .

وقد اعترف بذلك فاضلا الأطباء وهما بقراط وأفلاطون و أقرا بأن ذلك مستند إلى حكمة الصانع وعنايته وأنه لم يصدر إلا عن حكم عليم قدير ذكره جالينوس عنهما في كتاب رأي بقراط وأفلاطون فأبى جهلة الأطباء وزنادقة المتفلسفة والطبائعيين إلا كفورا .

وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث حذيفة بن أسيد [ إن الله وكل بالرحمن ملكا يقول : يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فما العمل ؟ فيقضى الله ما يشاء ويكتب الملك ].

وفي لفظ [ يقول الملك الذي يخلقها ] أي يصورها بإذن الله أي يصور خلقه في الأرحام كيف شاء الله لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

فقال أصحاب القول الأول : نحن أحق بالتنزيه والتوحيد ومعرفة حكمة الخالق العليم وقدرته وعلمه وأسعد به منكم ومن أحال من سفهائنا وزنادقتنا هذا التخليق على القوة المصورة والأسباب الطبيعية ولم يسندها إلى فاعل مختار عالم بكل شيء قادر على كل شيء لا يكون شيء إلا بإذنه ومشيئته والقوة الطبيعية خلق مسخر من خلقه وعبد من جملة عبيده ليس لها تصرف ولا حركة ولا فعل إلا بإذن بارئها وخالقها - فذلك الذي جهل نفسه وربه وعادى الطبيعة والشريعة .

والرب تعالى يخلق ما يشاء ويختار ويصور خلقه في الأرحام كيف يشاء بأسباب قدرها وحكم دبرها وإذا شاء أن يسلب تلك الأسباب قواها سلبها وإذا شاء أن يقطع مسبباتها عنها قطعها وإذا شاء أن يهيئ لها أسبابا أخرى تقاومها وتعارضها فعل فإنه الفعال لما يريد وليس في كون المنى مستلا من جميع أجزاء البدن ما يخرج الحوالة على قدرته ومشيئته وحكمته بل ذلك أبلغ في الحكمة والقدرة .

وأما قولكم : لو كان المنى مستلا من جميع الأعضاء لكان الولد يتشكل بشكلهما معا فقد أجاب النبي صلى الله عليه و سلم عمن سأله عن ذلك بما شفى وكفى .

ففي صحيح البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال : بلغ عبدالله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وهو في أرضه يخترف فأتاه وقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أو طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ أخبرني بهن آنفا جبريل ] فقال عبدالله : ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال : [ أما أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشى المرآة فسبق ماؤه كان الشبه لها ] فقال أشهد أنك رسول الله .

فهذا جواب جبريل أمين رب العالمين لا جبريل الطبيب .

وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم [ إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنث بإذن الله ]

وقد يتفق الماآن في الإنزال والقدر : وذلك من أندر الأشياء فيخلق للولد ذكر كذكر الرجل وفرج كفرج المرأة فإذا شاء الله أن يغلب سلالة ماء الرجل على ماء المرأة أو سلالتها أمر ملك الأرحام بتصويره كذلك فإن ذلك لا يخل بحكمته ولا يخرق عادته ولو خرقها لم يخل بحكمة أحكم الحاكمين.

وأما منعكم عموم اللذة فشبيه بالمكابرة والمجامع يجد عند الإنزال شيئا قد استل من جميع بدنه وسمعه وبصره وقواه في قالب الرحم فيحس كأنه خلع قميصا كان مشتملا به .

ولهذا اقتضت حكمة الرب تعالى في شرعه وقدره أن أمره بالاغتسال عقيب ذلك ليخلف عليه الماء ما تحلل من بدنه من ماء وإذا اغتسل وجد نشاطا وقوة وكأنه لم ينقص منه شيء فإن رطوبة الماء تخلف على البدن ما حللته تلك الحركة عن رطوباته وتعمل فيها الحرارة الأصلية عملها فتمد بها القوى التي ضعفت بالإنزال.

وأما التشابه الواقع بين الظفر والشعر في الوالد والمولود ولم ينفصل بينهما شيء فما أبردها من شبهة فإن الظفر والشعر تابعان للأعضاء والمزاج الذي وقع فيه التشابه فاستتبع تشابه الأصل تشابه التبع.

وأما شبه المولد بالجد البعيد من أجداده فهو من أقوى الأدلة لنا في المسالة لأن ذلك الشبه البعيد لم يزل يتنقل في الأصلاب حتى استقر في صورة الولد وبها حصل الشبه .

وأما قولكم : إن تلك الأجزاء لا تخلو إما أن تكون موضوعة في المنى وضعها الواجب أولا إلى آخره فجوابكم إنكم إن عنيتم أنها موضوعة بالفعل فليس كذلك وإن أردتم أنها موضوعة بالقوة فنعم وما المانع منه ويكون المنى حيوانا صغيرا بل كبيرا بالقوة ؟ وبهذا ظهر الجواب عن قولكم : إن المنى رطوبة سيالة لا تحفظ الوضع والتركيب وغاية ما يقدر أن ذلك جزء من أجزاء السبب الذي يخلق الله به الولد وجزء السبب لا يستقل بالحكم فالمستقل بالإيجاد مشيئة الله وحده والأسباب محال الظهور.





وبهذا نكون انتهينا مما وعدناكم به وأسأل الله أن يبارك في ما نقلت - وبالله التوفيق -
كتبه أخوكم : خبر صحيح
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008   رقم المشاركة : ( 7 )
القناص
نشيط

الصورة الرمزية القناص

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 199
تـاريخ التسجيـل : 25-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 539
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : القناص يستحق التميز


القناص غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

جزاك الله خيرا
نسخة للمفضلة للاستفادة و الاحتفاظ به.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2008   رقم المشاركة : ( 8 )
عظماء الإسلام
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3007
تـاريخ التسجيـل : 09-10-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 40
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : عظماء الإسلام يستحق التميز


عظماء الإسلام غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

موضوع قيم وبارك الله فيك . وكان بودي أن يكون كل فصل له حلقه خاصة حتى يدرك القاريء هذه الأسرار.
((عظماء الإسلام))
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2008   رقم المشاركة : ( 9 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

جزاك الله خيرا..

مشكورين على الموضوع..ونفع الله بجهدكم..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2008   رقم المشاركة : ( 10 )
سنا الهجرة
شاعر

الصورة الرمزية سنا الهجرة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1306
تـاريخ التسجيـل : 01-06-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,176
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 1185
قوة التـرشيــــح : سنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادةسنا الهجرة تميز فوق العادة


سنا الهجرة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [ موضوع شيق وجميل ] : أسرار الله في خلقه ...!!! [ لا تتردد في مطالعته ]!!

الله يجزاك خير
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ورد الجوري إلا رســـول الله 7 05-11-2008 10:48 PM
أسرار غذا النبي صلى الله عليه وسلم بن وافي إلا رســـول الله 2 11-11-2007 02:04 PM
إضغط على الماوس لا تتردد فلن تندم.. العميد15 الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 2 01-31-2007 06:05 PM
موضوع الرسالة: الأمثال القرآنية ... الإنفاق في سبيل الله العميد15 الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 09-01-2006 05:50 PM


الساعة الآن 09:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by