راشد محمد الفوزان
في السابق أي بداية طفرة الأسهم الأخيرة منذ بداية 2003ميلادية وبداية دخول الاتصالات السعودية، بدأت فورة الأسهم السعودية والتي امتدت ما يقارب ثلاث سنوات، كانت لأسباب كثيرة أي الطفرة، ولعل أبرز أسبابها من وجهة نظري هو قلة عدد الأسهم المتاحة بالسوق، في ظل تسهيلات بنكية ضخمة وسيولة عالية وقلة وعي وتدفق عدد هائل من الباحثين عن زيادة دخلهم أو ثرواتهم، وهنا لست بصدد استعراض السلبيات أو الإيجابيات، ولكن أضع هنا أن استمرار مشكلة عام 2003ميلادية أي قلة عدد الأسهم لازالت مستمرة وأن كانت أقل حدة من السابق، وقلة الأسهم لا أعنى بها جميع شركات السوق، بل أركز على الأسهم الاستثمارية والقيادية، ولا أشير أو أتطرق هنا لأسهم المضاربات والتي تتجاوز أسعارها العادلة من بعض الصناعيات أو الخدمات والزراعية والتأمين. ان قلة عدد الأسهم لازال قائما حتى الآن مع نمو الوضع الاقتصادي من خلال ارتفاع مؤشر السيولة لدينا وحجم الكبير جدا وهي مستمرة بالنمو لظروف اقتصادية ودولية مختلفة، لازال السوق بحاجة لشركات استثمارية وعديدة ومستمرة، وأن الشركات القائمة من سابك وبتروكيماويات وبنوك وأسمنتات واتصالات هي بسيطرة اما الدولة أو صناديق بنوك وشبة حكومية كمعاشات التقاعد والتأمينات ومحافظ بيوت عائلية ورجال أعمال منفردين، هؤلاء هم من يملكون كل لعبة وإدارة سوق الأسهم السعودي لا لسبب إلا لقلة المعروض من الأسهم فالدولة لازالت تحجب ما يقارب من 70بالمائة في سابك والاتصالات والكهرباء وغيرها من الشركات إذا نحن نتحدث عن كميات متداولة فقط 30بالمائة وإذا حجب أيضا كميات المستثمرين فتقديري أنه لا يبقى في السوق إلا 10إلى 15بالمائة من الأسهم فقط، إذا هي كأي شركة تطرح كمياتها بالسوق لا تتجاوز 200مليون سهم، ولتقدير ذلك لك أن تحسب كميات التداول شهريا وتقسمها على عدد أيام التداول ستجد كميات ضئيلة جدا مقارنة بشركات رؤوس أموالها 25مليارا و 20مليارا. إذا أعود للمربع الأول أننا نعاني من ندرة الأسهم وقوة المستثمرين أيا كانوا وبالتالي أصبح الارتفاع السعري تحصيل حاصل فهي مسألة زمن ووقت، وطبيعة المتداول "البسيط" لا يشتري في القاع السعري أو المتدني بل مع الارتفاعات التي تحفزه أن يدخل في القمم السعرية وعندها يخضع للحظ لأنه في الأساس لم يشتري أو يدخل بمستويات مرتفعة إلا بتأثر نفسي لا مالي وتفاؤل لا قراءة مالية. الحلول هي بتوسيع قاعدة السوق، لإتاحة الفرصة أكبر للمتداولين وحتى يتم الضغط على قوة ارتفاع الأسعار يجب أن تتوفر الفرص البديلة والخيارات المتعددة وهي الآن موجودة لكن ببطء شديد فوجدنا اعمار وكيان والآن رابغ للتكرير وهي الشركات التي لم تكن بعلاوة إصدار، تفتيت قوة المستثمرين الكبار من يملكون القوة المالية والسيطرة لن يأتي إلا بمزيد من طرح الشركات التي تضع المستثمر أمام خيارات عديدة لا.
أذكر مثال هنا في العام الماضي كنت مع صديق بريطاني أتي لزيارة المملكة، ولفت انتباه أن سعر كيلو الكمأة "الفقع كما نسميه" يقارب 300ريال، ويستفسر عن السبب لسعر هذه النبتة البرية بهذا السعر المبالغ به جدا، فأجبت بمبدأ اقتصادي بسيط جدا هو "الندرة" فلو توفرت كما هي "البطاطس" لما وجدنا سعر 20كيلا يتجاوز 20ريالا، وهذا ينطبق على سوق الأسهم لدينا، الندرة تعظم الأسعار، وليست قوتها وجودتها فقط ولنا في بيشة والمواشي نموذج سيئ في ذلك وغيرها في مرحلة سابقة. إذا نحتاج سوق أكبر وشركات جيدة لتعدد الخيارات وتكون بأسعار لا ترفعها الندرة بقدر قوتها المالية ونموها الحقيقي. rmalfowzan@alriyadh.com
12-08-2007
بموضوعية
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
