الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الاجتماعي > الأسرة و الـتربـيـة

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-02-2008
الصورة الرمزية ورد الجوري
 
ورد الجوري
فعال

  ورد الجوري غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز
افتراضي حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

وقالت إحداهن مازحة...


دعونا من أعمال البيت وهمومه، وتعالوا نضحك قليلاً لقد فعلت كذا وكذا أنا وزوجي البارحة!! قال لي كذا وقلت له كذا في غرفة نومنا!!


عزيزتي الزوجة المسلمة:


هذا هو حال الزوجات المستهترات بأسرار فراش الزوجين، وما يحدث في الليل أو في أي وقت آخر في ستر، تسرع هي بهتك هذا الستر وكشفه للصديقات والجارات والأهل أيضًا... من باب الضحك وتضييع الأوقات.



هيا .... هيا ...



نكمل رحلتنا مع الآية الكريمة {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}ed Arabic''>قال تعالى: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}



قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك]]. [تفسير القرآن العظيم ـ لابن كثير]



{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}: ومن طبيعة المؤمنة الصالحة ومن صفتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها كذلك أن تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته ـ وبالأولى حضوره ـ فلا تبيح نفسها في نظرة أو نبرة ما لا يباح إلا له، بحكم أنه الشطر الآخر للنفس الواحدة، وما لا يباح لا تقرره هي، ولا يقررههو، إنما يقرره الله سبحانه {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [في ظلال القرآن ـ سيد قطب]


عزيزتي الزوجة المسلمة:

حفظ الغيب صفة يطلبها الزوج وهو غائب ـ وبالأولى وهو حاضر ـ وفي الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.



نفهم من ذلك أن حفظ الغيب أن تحفظ الزوجة:



1ـ نفسها عن الفاحشة في غياب زوجها.



2ـ ما بينها وبين زوجها من أسرار وخصوصيات.



3ـ أموال زوجها عن التبذير والإسراف.



وسأبدأ أولاً بـ:



[1] أن تحفظ الزوجة وما بينها وبين زوجها من أسرار وخصوصيات:


لقد كان القرآن مبدعًا أيما إبداع حين سمى ما بين الزوج وزوجه من خصائص وحرمات 'غيبًا' ليضفى على الحياة الزوجية مسحة من القداسة، ويسبغ عليها لونًا من الصون والمهابة، وتكون هذه الأسرة آمنة على أسرارها حافظة لأعراضها حرية بالاحترام والتقدير.


وماذا في حال اختلاف الزوجين أو انفصالهما؟


من الوفاء والأمانة كذلك أن يظل هذا الغيب غيبًا إلى الأبد ومن الأمانة هنا عزيزتي الزوجة أن أفرق بين إفشاء أسرار الفراش بين الزوجين وبين مجرد ذكر نفس الجماع حتى لا يحدث لبس بين الأمرين.


أـ أما إفشاء أسرار الفراش.


فهو حرام بإجماع العلماء.وقد أورد الشوكاني في 'نيل الأوطار' وجه التحريم في إفشاء أحد الزوجين لما يقع بينهما من أمور الجماع، قيل: وهذا التحريم إنما هو في نشر أمور الاستمتاع ووصف التفاصيل الراجعة إلى الجماع.



وأما مجرد ذكر نفس الجماع فإن لم يكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة أو من التكلم بما لا يعني [[ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه]].



وهذا لا يعني أيضًا ـ حتى لا يفهم البعض خطأ ـ أننا لا نعلم من أمور دنيانا ومنها الجماع وأحكامه ما ينفعنا، وقد يظن بعض الناس أن الحديث عن الجماع وآدابه وحكمه مناف للوقار والورع، والحقيقة أن ذلك ظن في غير محله، ذلك أن الدين لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وأحاط بها إما تفصيلاً أو إجمالاً، فالحديث عنه ليس بدعًا من القول بل نطقت به أدلة الشرع وتكلم فيه علماء السلف بما يشفي ويلم. والذي ينافي المروءة والوقار والورع إنما هو الإسفاف وكثرة الكلام فيه بلا داع.



ومن الآداب التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها آداب الجماع وحكمه ومنافعه وكيفية الغسل من الجنابة. قال ابن القيم رحمه الله متحدثًا عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الجماع: 'وأما الجماع فكان هديه فيه أكمل هدى، يحفظ به الصحة، وتتم به اللذة وسرور النفس، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية:



أحدها: حفظ النسل، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم.



الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن.



الثالث: قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة.



وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة إذ لا تناسل ولا احتقان يستفرغه الإنزال' [زاد المعاد ـ 4/228].



وهنا نقف ونسأل متى تكشف المرأة هذا الغيب؟


الأصل أن المرأة المسلمة تحفظ الغيب وتصون الحرمات وتمسك لسانها، فلا تكشف سرًا ولا تهتك غيبًا، ولو إلى أقرب الناس إليها إلا:



[1] في حالات الضرورة التي بها تقام بها الحقوق وتستبين بها الأمور.



[2] عند حل مشكلة من المشاكل الزوجية بغرض إيجاد الحل المناسب لا بغرض التشهير وكشف عيوب الطرف الآخر، ويقول تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237].



[3] إذا احتاج الإنسان للفتيا أو العلاج فله أن يتحدث عن أمر الفراش بما تدعو إليه الحاجة.







[2] أن تحفظ الزوجة نفسها عن الفاحشة في غياب زوجها:



حفظ الغيب عزيزتي الزوجة خاص بالزوج والزوجة, فلماذا اختص الله المرأة في القرآن بهذه الصفة فقال: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34] ولم يخص الرجل بآية بأنه حافظ للغيب، مع أنه شريك لها في هذا الغيب، ووارد أنه قد يتحدث فيه ويكشفه لغيره ؟



والجواب أنه لما كان الزوج كثير الغياب عن بيته، كثير الأسفار جعل القرآن حفظ هذا الغيب من خصوصيات الزوجة، لأنها تستطيع إن أرادت أن تعبث بهذا الغيب فتمارس الفاحشة أو تسرف في المال أو تهتك حجب الأسرار دون علم أحد.



ولا شك أن هناك من الرجال من لا يحفظ الغيب كاشف للسر، هاتك للعرض، ولكن تظل المرأة هي عصب هذا الأمر، لذلك بدأ الله بالمرأة عند توقيع العقوبة في هذا الأمر فقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2].



والمرأة عزيزتي الزوجة درة مصونة في الإسلام لها كرامتها وحرمتها، لأنها الزوجة والأم والمحضن النفسي والعاطفي وأيضًا التربوي، فإن كانت خائنة للغيب اختلطت الأنساب وتفككت الأسرة وضاع المجتمع.



وفي زماننا نسمع ونقرأ ونشاهد من حالات الخيانة الزوجية واتخاذ الخدن والصديق وارتكاب الفواحش على أسرة الغائبين ما يحزن القلوب.



وخص الله أيضًا المرأة بحفظ الغيب لأن الله يعلم طبيعة المرأة {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].



فنحن نجد من النساء من يحفظن أنفسهن عن الفاحشة، ويحفظن أموال أزواجهن عن التبذير والإسراف ولكن قل منهن ممن يحفظن أسرار بيوتهن، وذلك لأن من طبيعة المرأة حب الكلام والولع بالتفصيل والتحليل، فلا يستقر لديها خبيئة نفس ولا تطوي صدرها على سر فهي تعشق محادثة الأخريات دون اعتبار لقيمة الأوقات. وهي كذلك سريعة الصحبة كثيرة الصداقات.



وهذا ليس تحاملاً على المرأة ولكن هذه هي الحقيقة ولا يمنع هذا أن هناك من النساء من يضربن المثل في قلة الحديث وحفظ السر، وصون الستر.



* عزيزتي الزوجة: كثير من النساء الآن يخرجن للعمل فكيف تحفظ المرأة العاملة الغيب؟



حفظ الغيب يكون داخل البيوت وخارجها، فالمرأة العاملة التي تركن إلى زملائها من الرجال في عصر الاختلاط فتكثر معهم الحديث وتوزع عليهم الابتسامات، وتمنحهم قدرًا من الاهتمام والإعجاب، هذه الزوجة غير حافظة للغيب.



بل إن المرأة المتزوجة المتبرجة التي تطلع الرجال على بعض مفاتنها، هذه الزوجة عابثة بالغيب لأن زينتها وإظهار مفاتنها يجب صرفه إلى زوجها دون غيره.



ولا يعني هذا أن المرأة لا تخرج للعمل ولا تشارك في الحياة الاجتماعية، لا. بل تعمل وتشارك ولكن في حدود الشرع، والالتزام بالزي الشرعي، وتجنب الاختلاط قدر المستطاع يقول تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم}.




[3] أن تحفظ الزوجة أموال زوجها عن التبذير والإسراف:



الزوجة المسلمة الحافظة للغيب تحفظ أموال زوجها عن التبذير والإسراف قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان:67] ولقد أعجبتني وصية امرأة عوف الشيباني لابنتها قبل زواجها في قولها:وأما السابعة والثامنة فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير.




ماذا تفعل الزوجة في حال بخل الزوج ؟



على الزوجة المسلمة أن تأخذ من أموال زوجها بالمعروف وما يكفي فقط دون علمه، ولا يعتبر هذا خيانة للأمانة ، كما في الحديث أن هند امرأة أبي سفيان جاءت الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني أنا وولدي إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف]].



عزيزتي الزوجة المسلمة


بقى لي سؤال في هذا المقام وهو: لماذا اعتبر الشرع إفشاء أسرار الزوجين حرامًا؟



وقبل أن أعرض لك الأدلة التي تبين الحكم الشرعي في المسألة أقول: إن إفشاء ما يجري بين الزوجين والذي اعتبره المولى تعالى 'غيبًا' لا يليق بمكارم الأخلاق ولا يتفق مع ذوق المسلم وحسه المرهف، ولا يفعله إلا أصحاب القلوب المريضة والعقول الفارغة والزواج أيتها المرأة المتزوجة علاقة لها خصوصيتها وأسرارها، وهي علاقة يؤتمن فيها الزوجان على أسرار بعضهما، ولا ينبغي أن يفشي أحدهما سر صاحبه, لماذا؟



هذا ما سنعرفه من النصوص التالية:



[1] قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34].



[2] قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[34]أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج:34ـ35].



[3] قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة:187].



[4] مثلهما كمثل شيطان وشيطانه.



[5] 'إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها'



[6] عدم حفظ الغيب باب من أبواب المشاكل الزوجية.




تعالي معي عزيزتي الزوجة نفهم تفصيل ما أجملته في السطور السابقة:



[1] قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34].



في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.



وكلنا يعرف أن المدح عكس الذم .. معنى ذلك أن كشف هذا الغيب مذموم عند الله تعالى وقد سبق شرح هذه الآية تفصيلاً في الجزء الأول من المقال.




[2] قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ... أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج].



من الأمانة أن يحفظ المرء كلام من يحدثه حديثًا وهو يعتبره من الأسرار، وإن للفراش أسرارًا يجب أن تحاط بسياج من الكتمان والله حيي ستير يحب الحياء والستر. والخيانة عكس الأمانة ، وقد عدها الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه 'الكبائر' من الكبائر وقال في شأن الخيانة:



قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [لأنفال:27].



قال ابن عباس: الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد، يعني الفرائض، يقول: لا تنقضوها.



قال الكلبي: أما خيانة الله ورسوله فمعصيتها، وأما خيانة الأمانة، فكل واحد مؤتمن على ما افترضه الله عليه، إن شاء خانها وإن شاء آواها لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى.



وقوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنها أمانة من غير شبهة ...... ثم قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والغسل أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة، وأعظم من ذلك الودائع'. [كتاب الكبائر ـ الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي]



وقد ذكر الإمام الذهبي أن الغسل أمانة، وأنا أقول أن ما يحدث قبل الغسل بين الزوجين من أقوال وأفعال توجب الغسل أمانة أعظم، فلا تخوني الأمانة عزيزتي الزوجة واجعلي حفظ هذه الأمانة بابًا من أبواب الجنة {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}.



[3] مثلهما كمثل شيطان وشيطانة.



انظري إلى هذا التشبيه العجيب من الرسول صلى الله عليه وسلم عمن يحكي للناس عما فعله مع أهله، ومن تحكي ما تفعل مع زوجها من أسرار الفراش لقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما مثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون.



فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:



[ لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون].



قال: [فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون] [رواه أحمد 6/456، والطبراني في الكبير 24/162]



فهذا الحديث نهى صريح عن كشف أسرار الفراش، وكأن هذا الكشف والإفشاء صورة جنسية معروضة في الطريق. وفي هذا نوع من المجاهرة وسبب لتجرئ السفهاء، والله تعالى لا يحب الفاحش البذيء.





[4] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[[إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها]]. [رواه مسلم].



لقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفشى أسرار الفراش، وما يفعل الرجل مع زوجته من أشر الناس.'الإفضاء' هو مباشرة البشرة وهو كناية عن الجماع، وقوله صلى الله عليه وسلم 'ثم ينشر سرها' أي يذكر تفاصيل ما يقع حال الجماع وقبله من مقومات الجماع وهو من الكبائر. [رياض الصالحين للنووي ـ باب حفظ السر].



قال النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث: 'وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت' وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأنه ينكر عليه إعراض عنها، أو تدعي عليه العجز عند الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طلحة: 'وأعرستم الليلة'. [صحيح مسلم بشرح النووي]



[5] قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة:187].



قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة يعني: هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، وقال الربيع بن أنس: هن لحاف لكم وأنتم لحاف لهن. [تفسير القرآن العظيم لابن كثير]



'القرآن الكريم له لمسة حانية رفافة تمنح العلاقة الزوجية شفافية ورفقًا ونداوة، وتنأى بها من غلظ المعنى الحيواني، وتوقظ معنى الستر في تيسير هذه العلاقة، واللباس ساتر وواق، وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلاً منهما وتقيه'. [في ظلال القرآن سيد قطب] ونفهم من الآية أن الزوج عليه أن يكون لباسًا وسترًا لزوجة، وأن تكون الزوجة كذلك له، وقد ذكر الله المرأة قبل الرجل في ذلك في قوله: 'هن' فيحصل بذلك السكن والرحمة، وكشف هذا الستر هذا الغيب يتعارض مع الآية وما تضفيه من معانٍٍ وظلال.




[6] عدم حفظ الغيب باب من أبواب المشاكل الزوجية:



إن جلسات الأخوات والجارات والصديقات، وما يكشف فيها من أسرار، وما تقضى فيها من حكايات وتخيلات، تكشف أسرار البيوت وتجعلها على ألسنة العامة،يعرفون عنها أكثر مما يعرفه ساكنوها، فتتلطخ حرمات البيوت، ويرتفع عنها الأمن والسكينة، وتتآزر على المجتمع عوامل الهدم والتصدع.



وهذه الأسرار موضع حسد بين النساء والرجال أيضًا.



وهي كذلك موضع مقارنات بين النساء، وإذا حدثت بها الزوجة ربما حرمت منها بسبب عيون الأخريات، ثم ينتهي الحال بالزوجين إلى الطبيب النفسي إن كانا من العقلاء، أو إلى طريق السحرة والدجالين لفك العقدة وحل المشكلة من وجهة نظرهما إن كانا من غير العقلاء.



وأخيرًا للزوج الفاضل أقول: احفظ السر ولا تكشف الغيب لأنك مأمور بذلك مثل المرأة تمامًا.ولا تغب عن زوجتك أكثر من ستة أشهر، فقد روى الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: خرج عمر بن الخطاب من الليل فسمع امرأة تقول:



تطاول هذا الليل وأسود جانبه وأرقني ألا خليل ألاعبه



فوالله لولا الله أني أراقبه لحرك من هذا السرير جوانبه



فسأل عمر ابنته حفصة رضي الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟



فقالت: ستة أشهر أو أربعة أشهر.



فقال عمر: لا أحبس أحدًا من الجيش أكثر من ذلك.



وصية:



وأحب أن أختم حديثي بهذه الوصية لامرأة عوف الشيباني توصي ابنتها ليلة زفافها ومن هذه الوصايا:



'أما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرًا ولا تفشي له سرًا،



فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره،



وإن أفشيت سره لم تأمني غدره'



أسأل الله أن يصلح حال النساء ويكن صالحات قانتات حافظات للغيب، وأن يصلح أحوال البيوت المسلمه


منقـــــــــــــول للفـــــــــــــــــــائده
توقيع » ورد الجوري
رد مع اقتباس
قديم 04-02-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
واقعي جدا
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 184
تـاريخ التسجيـل : 09-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 689
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : واقعي جدا يستحق التميز


واقعي جدا غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

في فمي ماء
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
الدانه
مشرفة القسم الاجتماعي

الصورة الرمزية الدانه

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1461
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,343
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 127
قوة التـرشيــــح : الدانه تميز فوق العادةالدانه تميز فوق العادة


الدانه غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

جزاك الله خيرا اختي الكريمة على هذا المقال القيم
لا حرمك الله الأجر
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 04-05-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
ورد الجوري
فعال

الصورة الرمزية ورد الجوري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز


ورد الجوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واقعي جدا مشاهدة المشاركة
في فمي ماء
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدانه مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا اختي الكريمة على هذا المقال القيم
لا حرمك الله الأجر
مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by