لا تكن نصف مثقف..!

[دفء الحنين]

لا تكن نصف مثقف..! لا تكن نصف مثقف..! لا تكن نصف مثقف..! لا تكن نصف مثقف..! لا تكن نصف مثقف..!

أولاً: اجعل لك هدفاً.
لماذا تريد أن تكون مثقفاً؟!! لماذا تريد أن تتوافر لديك معلومات عامة في مجالات عديدة؟!!

إذا وجدت صعوبة في تحديد هدف خاص بك؛ فاأذكر لك هدفاً عاماً يصلح للجميع.

قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة : 11]

وقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر : 9]

وأدع لك مهمة البحث عن نصوص أخرى في الكتاب والسّنّة، تتعلق بفضل العلم والعلماء.

والآن لديك أهداف خاصة بك؟!!

لا بأس … قد تفيد الأهداف الخاصة طالما لن تـَغـْفـَل الهدف العام والأهم، فلا تخجل من اختيار واحداً أو اثنين.

مثلا …. حتى لا يحرجني أبنائي بسؤال فلا أتمكن من الإجابة، أو … حتى أستطيع أن أشارك في الحوارات العائلية عن فهم ووعي، أو … حتى أدعم وجهات نظري في القضايا المختلفة بالأخبار وأبيات الشـّعر والحِكَم.

ودعنا هنا لا نجعل الأمر وسيلة للتّباهي والتفاخر، فلا أحد منّا يريد أن يظهر بهذا المظهر المقزز.

ثانياً: حدد المصادر.

إذا كنت من مستخدمي الإنترنت؛ إذاً عليك بتخزين بعض المواقع الموثقة كمرجع لمعلوماتك في المجالات المختلفة، اختر موقعاً طبياً وآخرأً جغرافياً وثالثاً إخبارياً وهكذا.

احفظهم في المفضلة، أوسجلهم في دفتر ملاحظاتك لئلا تفقدهم. ولتكن هذه المواقع رسميّة صادرة عن مؤسسات لها ثقلها العلميّ،

وتحوي الكثير من آراء العلماء والمختصين، والقليل من آراء أنصاف المثقفين.

ولتكن أيضاً متجددة تقوم بتحديث محتوياتها من حين إلى آخر، كما وتأكد من أصحاب هذه المواقع وفكرهم وتوجهاتهم، قد تبذل وقتاً وجهداً قبل أن تستقر على المصادر المناسبة، ولكنك ستوفر الكثير من الجهد والوقت بعد ذلك.

وجميلٌ أن تكون بعض هذه المواقع باللغة الإنجليزية، فقد تساعد نفسك جداً في دعم لغتك الإنجليزية بطريقة غير مباشرة.

أما إذا كنت تريد أن توجه هذه النّصيحة لأصدقائك، من الذين لا يستخدمون الإنترنت بدرجة كبيرة، فمن الممكن تطبيق ذلك في صورة كتب مرجعية، ستكون غالية الثمن بالتأكيد ولكنها تستحق، فالكتاب سيكون متاحاً لجميع أفراد العائلة،ومن يقرأه مرّة سيتمكن من إرشاد غيره إلى المعلومة بشكل أسهل في المرات التّالية.

ثالثاً: تخصص في مجالٍ ما

حدد مجالاً معيناً تجد نفسك تميل إليه وتحبّه جداً، وكن دقيقاً في التّحديد، فلا يكفي أن تقول أنا سأتخصص في السّياسة، بل قل أنا سأتخصص في العلاقات الدّبلوماسيّة تحديداً.

وإذا كان هناك مجالات كثيرة تحبّها وتتمنّى أن تعرف عنها أكبر قدر ممكن؛ قم بترتيبها حسب الأولويّة، واجعل التّخصص الأقرب لمجال عملك الذي تزاوله هو رقم واحد في القائمة.

فإذا كنت معلّماً، و تهوى تحليل الشّخصيات الإنسانيّة؛ وفي نفس الوقت تهوى فن النّحت على الخشب؛ سيكون من الأجدى لك أن تبدأ بتنمية مهاراتك في التّحليل النّفسي قبل النّحت، مما لا يعني أبداً أن تهمل هواية محببة إلى نفسك، ولكنك تحدد الأولويات بدلاً من أن تسعى في عدة مجالات؛ لتجد نفسك بعد سنة أو اثنتين لم تحقق معرفة شاملة بهذا أو ذاك؛ فيتولّد لديك إحساس بالضّياع وتجد نفسك فجأة نصف مثقف.

والآن بعد أن حددت اختيارك؛ ابحث عن المعلومات في ذلك المجال كلما كنت متفرغاً؛ ستجد أنك تحصل على المعلومات على ثلاث مستويات مختلفة، ولنضرب مثلاً لتوضيح هذه الفكرة:

فلنفرض أنّك قد اخترت فن تصوير المناظر الطبيعية كمجال للتخصص، الآن ابحث عن كل ما يهمك حول تصوير المناظر الطبيعية، ستفاجئ بأن هذا المجال الذي تحبه يفتح لك أبواباً أخرى للمعلومة، وستكون المستويات الثلاثة للمعلومة الحاصلة هي على النّحو التّالي:

المستوى الأول هو المعلومات الممتازة:

وستكون حول كل ما يتعلق بتصوير المناظر الطّبيعية، مثل تاريخ هذا الفن،وأشهر محترفيه،وما يتعلق به من أخبار سارة وغير سارة، وما يحيط بالمهنة نفسها من أسرار وما يسعدك معرفته من مهاراتها وكيفيّة إحترافها.

المستوى الثاني هو المعلومات الجيدة جدا:

وستكون عن فن التصوير ككلّ، فأنت ستجد نفسك مع الوقت؛ تحصل على معلومات حول الأصل للفرع الذي تخصصت فيه، وقد تكون أحياناً لا تبحث عنها بعينها؛ ولكنك بالتأكيد ستتعثر بها وستجدها مفيدة، فتمسك بها ولا تهملها.

أمّا المستوى الثالث للمعلومة فهو المعلومات التي لا بأس بها:

وستكون عن علوم أخرى متعلقة بعلم التصوير نوعاً ما وبشكل غير مباشر تماماً، مثلاً ستجد أن هناك معلومات عقائدية وإيمانية تقابلك المرّة تلو الأخرى، أيضاً ستحصّل بعض المعلومات التي تتعلق بأيديولوجيات المجتمعات المهتمة بهذا النوع من التصوير، ستجد أيضاً من الحين إلى الآخر معلومات جيولوجية متنوعة وممتعة أيضاً.

والآن افترض أنك قد اخترت كرة القدم كمجال للتخصص، قم أنت بتقسيم المعلومات التي ستحصل عليها بناءاً على الفكرة السابقة حسب المستويات الثلاثة، وقيـّـم الفكرة،

هل هي جديرة بالتنفيذ ؟!! أم أنها خيال فقط ؟!!

ما زلنا في النقطة الثالثة وهي التّخصص، وسنتحدث الآن عن المرحلة فيما بعد ذلك، فربما تصل إلى مرحلة تجد نفسك فيها قد جمعت أكبر معلومات ممكنة عن هذا المجال، وأنك قد تحولت إلى مجرد راصد للجديد فيه، قد يحدث هذا ولكن أكيد بعد فترة طويلة جداً، حسب المجال الذي اخترته، وحسب إحساسك أنت بالتّشبّع من هذا المجال.

عندما تصل إلى هذه المرحلة، سيكون من المناسب جداً أن تنتقل إلى التّخصص رقم اثنين في قائمة أولوياتك.

رابعاً: اتبع فضولك ولكن بتعقـّـل.

ربما كنت تتحدث مع صديق حول طنين ما تشعر في أذنك، سيدور بينكما هذا الحوار في الأحوال العادية:

ستقول : أشعر بطنين في أذني، سيقول لك : إذاً هناك شخصٌ ما يتحدث عنك، وستنتهيان هنا.

وفي الأحوال الأفضل قليلاً سيدور هذا الحوار:

ستقول : أشعر بطنين في أذني، سيقول لك : إذاً هناك شخصٌ ما يتحدث عنك، ستقول : أنا لا أصدق هذه الخرافات، وستنتهيان هنا.

وفي أفضل الأحوال سيكون الحوار على النحو التالي:

ستقول : أشعر بطنين في أذني، سيقول لك : إذاً هناك شخصٌ ما يتحدث عنك، ستقول : أنا لا أصدق هذه الخرافات، سيقول لك : بل إنها معلومة وردت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وستنتهيان هنا.

وفي أحسن الأحوال على الإطلاق سيكون الحوار كالآتي:

ستقول : أشعر بطنين في أذني، سيقول لك : إذاً هناك شخصٌ ما يتحدث عنك، ستقول : أنا لا أصدق هذه الخرافات، سيقول لك : بل إنها معلومة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ستقول : وربما كان لها سببٌ علميّ.

وفي جميع الأحوال تبقى المعلومة مجهولة، ولا أمل في معرفة سر طنين الأذن بهذه الطّريقة الغامضة.

والآن إذا تجاوزنا الحوار الأول الذي لم يعطي الأمر أي أهمية _وهي الحالة الأكثر السلبية_ و انتقلنا إلى الحوار الثاني؛ سنجد أن ذكر الخرافات قد ورد في الحوار، فماذا لو أنك دوّنت على دفتر ملاحظاتك :خرافات+طنين الأذن.

لن تستغرق أكثر من ثواني لتدوين ملاحظتك، ولا تقلق بشأن أن تبدو غريب الأطوار، فأنت قد حددت أهدافك في النقطة رقم1، لاتتنازل عنها الآن بسبب الإحراج السخيف.

ستعود إلى بيتك مساءاً وإلى ملاحظاتك العابرة، تصفح دفتر ملاحظاتك جيداً، وحدد المعلومة الأكثر جدارة بالبحث، فإذا وجدت ملاحظة تتعلق بوظيفتك ومهنتك؛ فهي أحقّ من الملاحظة التي تتعلق بالمجال الذي اخترته لتتخصص فيه ذلك في النقطة رقم3، وهذه بدورها أحقّ من تلك التي تتعلق بفضولك نحو أمر ما يحدث لك أو لشخص يهمك.

والآن عـُـد لمراجعك الثّمينة _الكتب أو المواقع المفضلة التي حددتها في النقطة رقم2_ ابحث في مرجعك الذي اخترته للثقافات والأساطير عن مثل هذه المعلومة _إذا كان مرجعك كتاباً فستجد الضالّة في الفهرس، وإذا كان موقعاً إلكترونيّاً فستجد غالباً محرك بحث ضمن الموقع_ استخدم الفهارس ومحركات البحث الموجودة ولا تضيع الوقت عبثاً.

بعد أن تحصل على المعلومة الأكيدة من المصادر الموثـّـقة، بهدف أن تؤمن لنفسك أرضاً صلبة من المعلومات الصحيحة تقف عليها، اذهب إلى أي محرك بحث جدير بالاحترام واكتب: خرافات+طنين الأذن

وأعدك بقضاء أمسية ممتعة في المواقع المختلفة التي ستظهر لك، ستجد حكمةً أو بيتاً من الشّعر، وربما وجدت طرفة مضحكة أو صورة كاريكاتورية، وأحياناً قد تجد خبراً أو اكتشافاً جديداً توصّل إليه العلماء للتوّ، أو ربما تجد جرائم أو حوادث تتعلق بالموضوع أيضاً، ستفتح باباً للمعلومة.

والآن فلنعُد مرّة أخرى إلى الحوارات السّابقة، ولننظر الحوار الثالث والأكثر إيجابية من سابقه، ستجد أن الحوار ذكر الخرافات ثم ذكر أن المعلومة لها وجود في السّنّة النّبوية، إذاً ارجع إلى مرجعين الآن، الأول يتعلق بالثقافات والثاني بالسّنّة النّبوية الشّريفة.

ثم بعد الرجوع إلى المراجع الموثقة سيكون البحث في المحركات عن عبارتيّ، خرافات+طنين الأذن، السّنّة النّبوية+طنين الأذن، هنا ستفتح بابين للمعلومة بدلاً من واحد.

والآن عُد إلى الحوار الرّابع وحاول أن تحدد منهج البحث بنفسك هذه المرّة.

إذاً … نحن في الخطوة الرابعة، وهي: كـُن فضولياً ولكن بتعقّل،وهذا يعني أمرين:

-احصل على المعلومة من مصدرها الموثوق قبل أي شئ آخر.

-اجعل من البحث متعة وترفيه بعد أن تطمئن إلى أن ثقافتك بصحة جيّدة.

خامساً: لا تكتُم عـِلماً ولا تـُنكر فضلاً.

في أول مقابلة لك مع صديقك الذي تحاورت معه عن طنين الأذن _في النقطة رقم4_ رحب به، وقل له:

أرأيت حوارانا السّابق حول طنين الأذن ؟!! لقد وجدت بعض المعلومات التي أود أن أطلعك عليها وهي … … ، وقد اتبعتُ منهجاً للبحث هو … … ، وأنا أشكرك لأنك كنت سبباً في أن دفعتني للبحث.

إذاً … انفعْ غيرك ولا تكتُم علماً يوفقك اللّه إليهِ، واعترف بفضل النـّاس الذين دفعوك للبحث والمعرفة، فمن لا يشكر النـّـاس لا يشكر الله.

ولا تنسى أن هناك أبوابا أخرى لنشر المعلومة النافعة، فبإمكانك أن تدعو شخصاً ما ليشاركك متعة البحث، ماذا لو جهزت بعض التّسالي واستدعيت أبنائك للبحث عن كلمات من نوع: تاريخ+الرسوم المتحركة، أو، إسلام+بر الوالدين، سيكون الجو ممتعاً جداً.

حفزهم ليجهزوا عبارات للبحث بأنفسهم في المرّات التّالية، ولا تنسى أن تزود جهازك ببرامج الحماية اللازمة، وأن تجرب كلمات البحث التي ستكتبها قبل حضورهم للاحتياط، فأنت لا تريد أن تحرج نفسك بالتأكيد.

والآن حاول أن تفكر في كلمات للبحث تناسب مجموعة من الصديقات، تهوين كتابة القصة القصيرة مثلاً، أو مجموعة من الشباب يدرسون الاقتصاد في جامعةٍ واحدة، أو ربما زوج وزوجته يخططان لحفل غداء في اليوم التالي.

وأخيراً … قدمت لكم خمس نقاط أساسيّة، تصلح لأن تكون منهجاً لتحصيل الثقافة وزيادة المعرفة في مجالات عديدة:

أولاً: اجعل لك هدفاً.

ثانياً: حدد المصادر.

ثالثاً: تخصص في مجال ما.

رابعاً: اتبع فضولك بتعقـّـل.

خامساً: لا تكتُم عـِلماً ولا تـُنكر فضلاً.

فهل تجد أنها ممكنة التّطبيق؟!! وهل لديك أفكار أخرى لا تندرج تحت هذه النقاط الخمس؟

[صقر قريش]

ما شاء الله
مواضيع مميزة اتابعها دائم
جمع الله لكي الاجرين في الدنيا والآخرة

[ابو الفراس]

جزاك الله خير

[روعه]

[دفء الحنين]

المشرف الفاضل :صقر قريش , أبو الفراس , روعة
أثابكم الله على ثناءكم وحسن ظنكم وأشكر مروركم الكريم .. ومايجعل مواضيعي مميزة هو تميزكم وتميز ردودكم ..