انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات

[عثمان الثمالي]

انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات انتظرت عاماً لتنفيذ مشروع في الجبيل فجاءني الرد.. انتظر 7سنوات

رجل الأعمال محمد بن بخيت المري ل "الرياض":




الإحساء - حوار- صالح المحيسن:
اتخذت المملكة خلال السنوات القليلة الأخيرة العديد من الخطوات الرامية لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية ولتخطيط هذا الهدف عدلت العديد من الأنظمة التي كانت تحول دون تدفق الاستثمارات إلى المملكة، فتركزت تلك الإصلاحات في الحد من البيروقراطية، وتسهيل منح تأشيرات الدخول لرجال الأعمال وكانت كل تلك الخطوات موضع ثناء وتقدير المراقبين ورجال الأعمال في جميع دول العالم.
لكن عدداً كبيراً من رجال الأعمال أبدوا استغرابهم من أنه وبعد كل ما أُقِر من أنظمة وتشريعات قانونية وتجارية من قبل مجلس الوزراء ومعه مجلس الشورى تصب لصالح فتح الاستثمارات أمام رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب بهدف جلب رؤوس الأموال من الخارج إلى الداخل عبر مشاريع نفطية وغير نفطية، بعد كل تلك الخطوات، إلا أن البيروقراطية والتعقيدات ظلت تقف أمام رجل الأعمال السعودي وأمام نمو استثمارات السعوديين داخل وطنهم (وفقاً لتأكيدات عدد ليس بالقليل منهم)؟!!
(الرياض) تسلط الضوء في هذا الحوار على تجربة أحد رجال الأعمال الذين عايشوا كثيرا من الإجراءات المعقدة والمنفرة مما دفعه الى ترحيل الجزء الأكبر من استثماراته إلى الدول المجاورة التي كانت ولا تزال تستثمر بل وتقتنص هروب الرساميل السعودية التي تقدر بعشرات المليارات من الريالات سنوياً إلى دول مجاورة كله بسبب الإجراءات التي ظن الكثير أنها قد انتهت في حين أنها لا تزال لم تتغير، كما أنها لا تزال تدفع بمزيد من رجال الأعمال الى الهروب بملياراتهم إلى الخارج ومعه يخسر شباب الوطن ومعهم الوطن فرصا وظيفية كانت ستفتح لهم المستقبل - بعد الله - لكن الإجراءات حالت دون ذلك.
نلتقي برجل الأعمال الشيخ محمد بن بخيت الفهيدي المري رئيس مجلس إدارة مؤسسة أنوار الشرقية فإلى نص الحوار...

معوقات ونظرة تأمل
@ (الرياض): بداية.. ماهي أبرز العراقيل التي تراها تقف حائلاً دون نجاح تطبيق السعودة لدى بعض المؤسسات؟
- المري: تواجه رجل الأعمال العديد من العراقيل في تنفيذ المشاريع الصناعية أو غيرها، ومن ذلك ما تفرضه وزارة العمل من نسبة على كل صاحب مؤسسة أو شركة من السعوديين، ولكي لا يفهمني عزيزي القارئ خطأً فأنا مع مبدأ السعودة، ولكنني أرى أن الشاب السعودي الذي يعمل في القطاع الخاص لا يستمر بسبب تدني المرتب، وأنا هنا أعذر الشاب لأن هذا الزمن صعب جداً أن يعيش الشاب ويؤمّن له مستقبل براتب ألفين أو ألفين وخمسمائة ريال فقط! كما أن وزير العمل مؤخراً طرح قضية تحميل المؤسسات مسؤولية تدريب الشباب، ونحن نتساءل: من يتحمل تكاليف تدريب الشباب الذي تنفق عليه المؤسسة التابع لها، لتفاجئ المؤسسة بعد أشهر قليلة بتركه لعمله، فمن يعوض رب العمل تكاليف التدريب؟
@ (الرياض): ما هو الحل الناجع الذي يضمن نجاح السعودة؟
- المري: أنا أقترح على وزارة العمل أن تستفيد من الرسوم التي تحصلها من الشركات والمؤسسات في دفع مبلغ إضافي للشاب بحيث ألا يكون كما هو قائم الآن (عبر ما يدفعه صندوق تنمية الموارد البشرية) فهو مبلغ بسيط زهيد ولا يحقق الهدف، فأنا أقترح لضمان استمرار الشاب، ولكي يستقر صاحب العمل في تأدية عمله ومشاريعه على الوجه الأكمل بأن تعطي وزارة العمل الشاب نفس القيمة التي يمنحها رب العمل، فإذا كان الشاب يستلم مرتبا قدره 1500ريال من المؤسسات الخاصة فعلى الوزارة أن تعطيه نفس المبلغ أي 1500ريال، وبهذا يصبح مرتبه 3آلاف ريال وسيكون هذا المبلغ مشجعا له على الاستمرار، ومن ثم ننجح في السعودة، وينجح صاحب العمل من استقرار عمل السعوديين معه، وبدون هذا سيبقى الحال كما هو عليه، شاب يعمل لبضعة أشهر ثم يترك عمله إلى مكان آخر وسيبقى رجل الأعمال ناقما على السعوديين وعمله متذبذبا نتيجة لعدم الاستمرار.
وأضاف المري: وبالطبع يستثنى من هذه الخطوة العاملون في الشركات الكبرى كأرامكو وسابك ومصانع البتروكيماويات ومصانع الأسمنت لأنها قادرة على إعطاء المرتبات المجزية الكفيلة بعدم هروب الشاب منها.
تعقيدات الوزارات.. متى تنتهي؟
@ (الرياض): ما هو تقييمك لمدى تفاعل الجهات الحكومية المختلفة مع التوجيهات الأخيرة التي ركزت على تشجيع وجذب الاستثمارات الى المملكة؟
- المري: إن كافة القطاعات الحكومية ذات العلاقة باستثمارات رجال الأعمال السعوديين لا تتماشى مع توجيهات والتوجهات الهادفة لجذب الاستثمارات الى المملكة، فهذه الجهات الحكومية أبقت على كافة إجراءاتها المعقدة، فالبلديات ووزارة التجارة والصناعة وغيرها لا تمنح الأراضي لإقامة المشاريع الحيوية التي تعود بالنفع والفائدة على الموطن والوطن، مما حدا بالكثير من رجال الأعمال إلى العزوف عن إقامة مشاريع داخل المملكة والانتقال إلى الخارج.
دراسة الجدوى بحاجة لدراسة
@ (الرياض): وما هي يا ترى بعض الإشكاليات التي ترى أنها كانت أحد الأسباب التي دفعت بعض رجال الأعمال السعوديين لنقل استثماراتهم إلى الخارج؟
- المري: من الأمور التي يجب إعادة النظر فيها طلب دراسة جدوى للمشاريع التي تصل تكلفة بعضها إلى مليون ريال، وأبدى امتعاضه من تحميل رجل الأعمال مزيد من التكاليف وهو للتو لم يقف على قدميه، ورأى أن دراسة الجدوى من عدمها هي من ذات علاقة برجل الأعمال نفسه ولا علاقة للجهات الحكومية بالموضوع خصوصاً عندما لا يكون رجل الأعمال طالباً لقرض أو إعانة من الدولة أو البنوك، وأكد على أهمية التسهيل على الجميع لكي يستمر وينجح الجميع.

الهيئة العامة للاستثمار ودورها..
@ (الرياض): في صلة بالسؤال السابق، ما الدور الذي ترى أنه من واجب الهيئة العامة للاستثمار القيام به في ظل كل ما تفضلت به؟
- المري: أنا هنا استغل هذه الفرصة لأدعو الهيئة العامة للاستثمار لتبني دور حيوي وفاعل لتشجيع المستثمرين السعوديين قبل الأجانب عبر حلحلة الكثير من الإجراءات التي تعيق نمو استثمارات السعوديين في المملكة، وأكد أن تلك العوائق هي التي دفعت عشرات المشاريع السعودية للانتقال إلى منطقة جبل علي في مدينة دبي وأبوظبي، وإلى البحرين والأردن ومصر وغيرها، وبين أنه يعرف الكثير من رجال الأعمال أبلغوه أنهم اضطروا لإقامة مشاريعهم في خارج المملكة وذلك بسبب التعقيدات الموجودة لدينا! وحذّر المري من تزايد ظاهرة هروب مليارات الريالات إلى الخارج عاماً بعد آخر في وقت فيه الاقتصاد الوطني في أحوج ما يكون لنمو الاستثمارات الداخلية، كما أن شبابنا العاطل في أمس الحاجة لفرص عمل محترمة وآمنة وظيفياً تستوعبهم وتفتح الآفاق أماهم لبناء مستقبلهم من عرق جبينهم وبأموال أبناء جلدتهم!

وزارة الزراعة.. كانت السبب
@ (الرياض): رغم أننا بلد زراعي إلا أن البعض يتهم البعض رجال الأعمال بعزوفهم عن تنفيذ المشاريع ذات العلاقة بالقطاع الزراعي، فما ردك؟
- المري: على الفور أجاب بالنفي لهذا الاتهام وأضاف: تحاول بعض الوزارات إبعاد التهمة عن نفسها والتسبب في هروب الرساميل السعودية، وإلصاق التهمة برجال الأعمال، وأود أن أطلع أعزائي القراء إلى أنني تقدمت قبل نحو أربعة أشهر إلى وزارة الزراعة لطلب إنشاء مصنع يوريا طبيعي كنت أنوي إقامته في الاحساء بكلفة تبلغ 50مليون ريال، وبعد مماطلة طويلة وكلما اتصلت أبلغوني أنه لم ينته الموضوع ويتم التأجيل مرة بعد أخرى، فأشار علي البعض إقامة المصنع بمدينة الزرقاء في الأردن، وبالفعل ذهبت إلى الأردن واستطعت أن أحصل على الأرض والترخيص وأنهيت كافة الإجراءات في أقل من خمسة أيام ولقينا ترحيباً كبيراً وسلاسة وتسهيلات كبيرة جداً وأكملت تجهيزه وسيبدأ الإنتاج بعد ثلاثة أسابيع إن شاء الله وبلغت تكلفة إنشائه هناك نحو 30مليون ريال!! ويضيف: أما وزارة الزراعة الموقرة فلم ترد عليّ حتى هذه اللحظة، رغم أن إنشاء هذا المصنع كان من المفترض أن يوفر 100وظيفة للشباب السعودي! كما إنه ينتج يوريا طبيعي الذي يستخدم كسماد للأرض الزراعية ونحن بلد زراعي ولكن وبسبب البيروقراطية والتعقيدات الزائدة أنشأنا هذا لمشروع وغيره في الخارج، وبكل أسف كذلك تكون هذه المشاريع بعيدة عن أعين أصحابها فإقامة المشروع في بلادنا يضيف لها ميزة متابعة العمل عن قرب؟!

مشروع بملياري ريال
وئد في مهده
@ (الرياض): وهل لك أن تعطينا مثالاً يحكي معاناتكم كرجال أعمال مع التعقيدات التي ذكرتها في سياق حديثك؟
- المري: كنت قد أكملت كافة الإجراءات النظامية لإقامة مشروع الأمونيا في مدينة الجبيل الصناعية وقدمت دراسة جدوى للمشروع وطلب مني تأمين مبلغ ملياري دولار، فتم تأمينه وبعد إجراءات دامت نحو عام وفي الخطوة الأخيرة اعتذرت شركة أرامكو من أنها لا تستطيع تأمين الغاز لإقامة المشروع، وإذا كان لدي الرغبة لإقامة المشروع فعلي الانتظار لمدة سبع سنوات كحد أدنى للحصول على الغاز.. وتساءل: هل مطلوب مني أن أنتظر لأكثر من سبع سنوات لإقامة هذا المشروع؟! واستذكر المري في هذا السياق الإجراءات التي يلقاها أي مستثمر في دبي التي يستطيع أخذ كافة التراخيص والأرض وإنهاء كافة الإجراءات خلال جلوسه في صالة الانتظار، فيما حين يلاقي المستثمر في السعودية من العراقيل التي ليست لها أول وليس لها آخر مما يضطره لأن يئد الفكرة قبل أن ترى النور.
ويضيف: بعد إجراءات طويلة وانتظار دام سنة اضطررت للذهاب إلى سلطنة عمان الشقيقة، واستطعت أن أنهي كافة الإجراءات في غضون ساعات.. نعم في غضون ساعات فقط!! وسنشرع في إكمال تنفيذ المشروع الذي تبلغ تكلفته مليار ريال قريباً إنشاء الله، وفي هذا السياق أشير إلى تشجيع الحكومة العمانية للاستثمارات، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن إيجار الأرض التي سيقام عليها مصنع الأمونيا والبالغ مساحتها 150متراً مربعاً يبلغ عشرة آلاف ريال في السنة
البلديات و"يا قلب لا تحزن"
@ (الرياض): وكيف ترى تعاون البلديات مع رجال الأعمال لتنفيذ مشاريعهم؟ - المري: البلديات تعتبر الأكثر تعقيداً وتأخيراً من بين الجهات ذات العلاقة بتنفيذ المشاريع، وعن هذا يقول: من خلال احتكاكي المباشر مع البلديات خلال تنفيذ المشاريع فإنها تضيف عراقيل كثيرة، فأنا مضى عليها الآن سنتين في انتظار منحي أرضاً لأقيم عليها مصنع خرسانة وطابوق في الأحساء، وأنا هنا أتذكر بكل الحب والإجلال تعليمات وتوجيهات المليك - أطال الله في عمره - والقاضية بتسهيل كافة الإجراءات لأي رجل أعمال أو مستثمر يريد تنفيذ مشروع وذلك لكي لا ينفر رجال أعمالنا ويذهبوا لتنفيذها في الخارج فيستفيد غيرنا ونحن ننظر اليها، فخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحبون الخير للوطن والمواطن، ولكن بعض المسؤولين هم من يضعون العراقيل، وتمنى عليهم تسهيل الإجراءات لتنتعش البلد اقتصادياً فينعكس ذلك على الجميع.

[@ بن سلمان @]

يعطيك العافية يا بو سعود على المتابعة