الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > أخبار العالم وأحداثه الجارية

 
أخبار العالم وأحداثه الجارية ما يستجد من أحداث وأخبار سياسية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-20-2009
الصورة الرمزية الفهد
 
الفهد
مشارك

  الفهد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3830
تـاريخ التسجيـل : 19-03-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 129
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : الفهد يستحق التميز
Smat5 عجب والله عجب

عجب والله عجب عجب والله عجب عجب والله عجب عجب والله عجب عجب والله عجب

العواجي: زوجتي تقود السيارة



حــوار : بــدر الغانــمي
كلما زادت سنوات ابتعاد الدكتور إبراهيم العواجي عن موقعه كوكيل سابق لوزارة الداخلية اتسعت مساحة البوح حول تجربته بعيدا عن التزامات الوظيفة، فالرجل الذي يحمل في جعبته تجربة ربع قرن من العمل في وزارة مجتمع
سيادية ومتعددة الأذرع والمهام وصف نفسه بـ (الكتاب المفتوح) فتحدث دون تلعثم أوتردد أومراوغة... قال لي: لاتصدق ماتسمع عني فقد خرجت بإرادتي بعد التفاهم مع الأمير نايف شخصيا... اعترف بوقوعه في فخ شعارات الوهم
للناصريين والقوميين العرب في الستينيات... ولم يتردد في اتهام الإخوان المسلمين بزرع بذور التطرف في المملكة مستغلين كرم الضيافة السعودي... العواجي الذي ولد في أسرة غنية بمعايير ذلك الوقت كاد يذهب ضحية إصابته
بالغرغرينا في قدمه اليمنى بعد فشل عملية أجريت له في مستشفى الجاوا في مكة عندما كان صغيرا لكن عناية الله أنقذته على يد طبيب في المستشفى الباكستاني في سويقة بحارة الباب.

• سألته بداية عن مبررات خروجه المفاجئ من الوزارة والتي أعلنها أكثر من مرة فقال:
خروجي كان عن قناعة ودراسة تمت بعد موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف.
• هذه القناعة هل لها أسباب خاصة لا نعرفها كما يقول البعض؟
لاتصدق ذلك فقد كان قراري ورغبتي في تدبير شؤون أسرتي وأولادي بعد خمسة وعشرين عاما من العمل. وأقولها صادقا لم أكن قادرا على أي عمل خاص؛ لأن عملي في الداخلية من حيث حجمه وكميته ونوعيته لم يكن يسمح لي بالتفكير في أي شيء آخر فكان لابد أن أتخذ قرارا جريئا لأتقاعد، مع أنني لم أكن زاهدا في الخدمة لأن العمل بالدولة شرف لأي مواطن.
إشارات وضجيج
• لكنك لم تشارك بعد تقاعدك في أي عمل آخر ولو بشكل شرفي؟
لم يأتني شيء ورفضته، ولكن إضافة لعملي الخاص لدي عمل في المركز الثقافي لمؤسسة الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله وهو عمل قريب إلى نفسي، ونجحنا فيه نجاحا كبيرا.
• ألا تعتبر أنك متراجع في ضجيجك الذي كنت عليه في صباك؟
هذا أمر ذاتي في داخلي وعلى العكس هو الآن أقوى مما كان.
• هل هو محاصر بقيود؟
لست محاصرا ولو قرأت (غربة) لوجدتني أتنفس من خلالها.
• لكنه ليس متنفسا مشابها لما كان يحدث عندما كنت وكيلا لوزارة الداخلية؟
طوال عمري وأنا أتنفس من خلال القصيدة حتى في خضم مسؤولياتي الصعبة في الوزارة كنت أرسل إشارات تعبر عما يدور في داخلي.
• هل يعني هذا أن مواقفك معلنة دائما؟
أنا كتاب مفتوح وواضح وحتى عندما كنت في الوزارة وعملي يفرض علي قيودا رسمية لم أكن متحفظا إلا في حدود المطلوب من الإنسان المثقف والواعي والمسؤول، الذي يتعامل مع السؤال أوالموقف من خلال إحساسه بمسؤوليته فيما يقول، أما أن تلقي الأمور كما تأتي بدون تقدير لمدلولاتها وآثارها ونتائجها فهذا ليس من طبعي لأنني طوال عمري أمارس مسؤوليتي.
• لكنك قلت بأن طبيعة عملك أثرت في مسيرتك الشعرية؟
هذا صحيح، وفي إحدى المرات كتبت قصيدة عندما زار السادات القدس بعنوان (لايشرى الحب) وفيها (ويد مثقلة بالقيد تحاول أن تكتب إفلاس التاريخ بيد شرقية ـ ويد تقبض بالغليون المحشو دولارا وعلى مقربة شيخ يمتهن التاريخ يردد أقوالا منسية)... وبعد نشرها في مساء اليوم التالي اتصل بي مسؤول كبير وسألني: هل كتبت عن السادات، فقلت له: نعم ولم أشعر بأي إحراج لأنني لم أذكر أحدا بالاسم.
• هل كنت تلام على ما تكتب؟
لا... لم أكن ألام لكن يبدو لي أن هناك من كان يترصد لي فيما أكتب وهذا يحدث أحيانا.
• مع أنك لم تكتب أي شيء مناقضا؟
لم يكن هناك تضارب، وبغض النظر عن أي شيء عبرت عن رفضي من خلال موقفي كمثقف ومواطن عربي ولدي قناعاتي بقضايا الأمة، ولو مثلت المملكة في وفد رسمي أومؤتمر مثلا، فأنا أمثلها من خلال مواقفها الرسمية. ومواقف المملكة مع القضية الفلسطينية مواقف مشرفة ولها خط أساسي لم يتغير منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى الآن.
• ألم تواجه ردود فعل ضد قصيدتك؟
لا.
• هاجمت أمريكا في قصيدة (دولار) مع أنك كنت عائدا منها في رحلة عمل؟
استفزني موقف أخلاقي شاهدته فكتبت هذه القصيدة في اليونان وأنا عائد من الولايات المتحدة، ولو تأملت القصيدة لوجدتها تدور حول الأخلاقيات وهدفها واضح.
قبيلي وخضيري
• إشاراتك الشعرية استمرت في (نقطة في تضاريس الوطن)... لكن السؤال: أي قرية تقصدها في المعاناة؟
هذه قصيدة كتبتها نتاج إفراز نفسي لتجارب مررت بها وأنا صغير في قرى المسك وعفيف وجاءت كزفرة ثم توقفت عنها لتوقف الحبكة، وقد زارني الدكتور غازي القصيبي عندما كان وزيرا للصناعة وسألني عنها فأخبرته بسبب توقفي عن إكمالها ولكن بعد سبع سنوات كتبتها وتناولت فيها مايحدث في المجتمع من تفرقة بين قبيلي وخضيري وما شابه ذلك، وجاء الجزء المكمل للقصيدة كما لو أنها كتبت مرة واحدة.
• وكذلك (ذهب الشيخ غضنفر) التي تناولت فيها رفضك للزواج من الخارج؟
ولازلت ضد الزواج من الخارج حتى الآن، لكن يستثنى منها ظروف معينة إذا وجدت كأسباب لهذا الزواج مثل: موت الزوجة أو كونها مقعدة أو مريضة ولم يجد السعودي مواطنة تقبل به فهذا مضطر، لكن أن تكتظ بيوتنا بالبنات فالعيب ليس في الرجل وإنما في المجتمع، ولابد أن يكون لنا موقف لتسهيل الأمور بعد أن أصبحت القضية تجارية بحتة خصوصا أن المؤسسات التي تدعم محليا مؤسسات محدودة ولا تغطي المجتمع بالإضافة إلى أن المجتمع غير فاعل أيضا في معالجة القضية.
• وأين الدور الحكومي؟
هذه الأمور لاتستطيع الحكومة أن تعالجها مالم ينبع الوعي الاجتماعي والثقافي من المجتمع ككل ليتحول إلى سلوك اجتماعي، وعلى فكرة أنا لست ضد الزواج من الخارج بشكله المطلق ولكنني أقف أولا مع زواج بنات البلد.
أنت لم تفكر بالزواج من الخارج؟
لم أفكر مطلقا، ولكن هناك أفرادا من أسرتي تزوجوا من الخارج.
تكافؤ النسب
• في قصيدة (لن تكون هذه السلمى حليلة) تناولت قضية عدم تكافؤ النسب التي بدأت تتصاعد في الفترة الأخيرة؟
هذا موضوع للأسف لا يحب الكثيرون مناقشته وفي فترة كتابتي للقصيدة كان موجودا ولكن بدأ يضعف تدريجيا.
• لكنك لم تضع حلا على رغم وجودك في موقع المسؤولية آنذاك؟
مهمتي ليست كسر القيم الاجتماعية، وإنما كشف إشكالية هذه القضية المتعلقة بمنظومة القيم الاجتماعية وتدخل في مفهوم التغيير الاجتماعي.
• لكن التغيير الاجتماعي لا تحدثه الدولة؟
الدولة يمكن أن تساهم، لكن التغيير يجب أن ينبع من الناس حسب حاجتهم لذلك، ولكن مجتمعنا للأسف لايتغير والنتيجة أن البنات يتراكمن في البيوت، والآباء يتمسكون بمعاييرهم التقليدية حول من هو الزوج الكفء.
• هل كان للطفرة دور في هذا؟
للأسف كان لها دور لأن المجتمع شهد تحولا غير تدريجي بسبب المادة وهذه أربكت مسلماتنا الاجتماعية والكثير من عاداتنا وتقاليدنا، وشهدت بلادنا ما حدث في الغرب فترة الخمسينيات إبان حرب فيتنام وسمي حينها (فجوة الأجيال) وهذا شيء موجود في مجتمعنا ويشهده كثير من البيوت، وسوف يلمس كل أب يحاول أن يتحسس هذه المسألة أنه غير قادر على فهم أولاده واستيعابهم.
• المشكلة في انعدام الحوار؟
المشكلة في الفهم والاستيعاب اللذين يمكن الوصول لهما من خلال الحوار والتأمل واستشارة مستنير، ولها أدوات كثيرة جدا، والمشكلة أن مجتمعنا كان مغلقا وتحكمه قواعد وقيم دينية واجتماعية ومحافظ ويخاف من الغريب ويرفض الشيء الوافد ففتح الباب المادي على مصراعيه، ومن خلاله دخلت علينا قيم ما تشاهده في شوارع الرياض وجدة من الشباب فهم يفضلون لبس البنطلون على الثوب وغيرها من الأشياء البسيطة ولكنها تمثل مظاهر ثقافية للعولمة وتنسحب على كل شيء.
الاصطدام مع المجتمع
• اهتماماتك الحزبية والتنظيمية هل لازالت مشتعلة كما كانت وأنت شاب؟
أنا لم أنتم إلى تنظيم معين، وتوجهي كان قوميا لوجود مد الوحدة العربية حينها وتطوير الأمة وكنت كشاب في الثانوية والجامعة أتجه إلى تشجيع أي تحرك تقدمي.
• ولكنك اصطدمت مع المجتمع المعارض لما تبنيته أنت والدكتور غازي القصيبي وعبدالله الغذامي؟
الآن المجتمع يرفض الكثير من الجديد المفيد، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وهذا يحدث الآن، فناهيك أن يحدث هذا قبل أربعين سنة مثلا، لكن تلك مرحلة مد ناصري ويساري والتحق فيها كثير من الشباب العرب والخليجيين اكتشفوا أن كل النماذج التي أعجبوا بها نماذج وهمية لقوى تبحث عن السلطة.
• كنت منهم؟
أكيد... عبد الناصر كان مثيرا في البداية ولكنه أصبح بعد ذلك مراكز قوى وفساد وانكشفت الوحدة مع سوريا واتضحت اللعبة ونحن نضجنا بعد ذلك، واتضح أننا كنا منفعلين مع ما حدث ولكن يحمد لقادة بلادنا خصوصا الملك فيصل والملك فهد عندما كان وزيرا للداخلية يرحمهما الله أنهما لم يجرما أحدا وإنما أكرموا الجميع وأعطوا لهم مسؤوليات بطريقة تفكير إيجابية كسبوا بها تلك الجولة.
الإخوان المسلمين
• الغريب أنك هاجمت حركة الإخوان المسلمين التي تعتبر تقدمية في فكرها بين الحركات الإسلامية رغم مايقال من أنك تقدمي أيضا؟
أنا لم أهاجمهم ولست مختصا بنقد أي فكر إسلامي.
• قلت أنهم استغلوا استضافة المملكة لهم؟
هذه حقيقة لأن مجتمعنا السعودي المسلم بكل ما فيه بعيد عن التطرف بمفهومه السياسي، لكن بذور التنظيم السياسي الديني الإسلاموي جاء بها الإخوان المسلمين الذين أنقذت المملكة رقابهم من سيوف ومسدسات الدول العربية، وعندما جاؤوا لبلادنا بحكم أنهم علماء استلموا المدارس والجامعات بمعسكراتها الصيفية والجوامع، ولكونهم قادة ومنظمين فهم لايستطيعون العيش بلا تنظيم فوجدوا مناخا لايحلمون به ولا يوجد في أي مكان على الكرة الأرضية.
• تقصد أرضية بكراً؟
لا، وجدوا مناخ الجانب المادي وتسهيل الإجراءات... مناخ تستطيع أن تذهب فيه للتاجر في وسط النهار فتقول له: نريد أن نتصدق فيعطيك حتى لو اكتشف أن هذا المال كان لشراء السلاح فحصلوا على ما يريدون باسم الدين وساعدتهم الظروف... فوجدوا المناخ المثالي واستغلوه لتنفيذ أفكارهم.
• استغلوه بشكل سيئ؟
استغلوه بما يرونه في تقديرهم أنه هو الشيء الصحيح.
• لكن بتقديرك كمسؤول سابق في الداخلية؟
أنا أعتقد أنهم أساءوا للضيافة، ويكفيك أن تعرف أن مأمون الهضيبي تغمده الله في فسيح جناته كان يعمل تحت إدارتي عشرين عاما إلى ما قبل احتلال الكويت بعام، حيث سمحت له الحكومة المصرية بالعودة فرجع ثم أصبح بعد ذلك مرشدا للإخوان المسلمين، وفي نفس السنة التي غزا فيها صدام الكويت أخذ يتغنى بصدام وهاجم المملكة ثم زار العراق، هل تفسر لي ما الذي حدث، هل هذا وفاء أم هذا دين الإسلام؟.. فأنا أتحدث عنهم كحركة سياسية لاتهتم بقضايا فقهية أو عقدية وهدفهم حاكمي بحت.
• ولذلك هوجموا أينما ذهبوا؟
هم حركة سياسية ليس شرطا أن تنسجم أفعالها مع ما يأمر به الشرع وهم من يضع جذور التطرف في أي مكان يذهبون إليه، وقد أتيحت لهم الفرصة في مصر البلد التي نشأوا فيها ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.
الحاكمية والصحوة
• ولكن كتبهم كانت تدرس في بعض جامعاتنا؟
هذا صحيح كانت لهم كتب في الحاكمية وغيرها تدرس عن طريق أساتذة سوريين ومصريين.
• كأنك تقول: إن المشاكل التي أحدثتها صحوة الثمانينيات كانت من رواسب حركة الإخوان في المملكة؟
طبعا وبعض دعاة تلك الصحوة كان ينتمي للحركة، وقد يكون بعضهم لازال كذلك، ولعلمك فإن توظيف كلمة الصحوة في المملكة خاطئ، لأننا دولة (صاحية) دينيا وسلفيا وملتزمة ولأن والد هذا (الصحوي) هو إمام المسجد وإخوته وأسرته يؤدون فروضهم المطلوبة، لكن الصحوة تنجح في مجتمعات إسلامية بعيدة عن ممارسة الإسلام وتحتاج إلى صحوة لإيقاظ الوجدان والعقيدة الإسلامية ليعود الناس إلى ممارسة شعائر دينهم.
• ولكن هناك من جاء بعدهم ببعد أخطر من خلال تصور تكفيري وتفجيري وخلافه؟
لست باحثا وأعترف بأني قاصر المعرفة في شؤون الحركات الإسلامية، ولكن ضمن المنظور التاريخي فإن حركة الإخوان المسلمين هي الحركة السياسية الإسلامية الأولى في الوطن العربي وتتحمل تبعات ما جاء بعد ذلك.
• بمعنى أن أسامة بن لادن إخواني؟
ليس بالضرورة أن يكون إخوانيا، لكنه حاكمي تكفيري وكل هؤلاء تلاميذ (سيد قطب) منظر الحركة الذي انتقل بها إلى الدخول في قضايا تفصيلية بشأن الحاكمية وتكفير الدول والحكومات وهذه أسس التكفير الموجود حاليا.
• وما هو الحل حيال كل ما يحدث؟
المملكة غنية بالعلماء الذين يقفون ضد الحركات السياسية ويعرفون مدى سلبيتها على الإسلام ونتج عنها هذا التشويه، ويمكن لهم أن يقوموا بهذه المهمة خير قيام.
الخطاب الدعوي
• لكن هناك من يرى أن الخطاب الدعوي تعرض لمؤامرة وتم تسييسه؟
الذي حدث أن مجتمعنا اخترق تنظيميا واستغلت مؤسساته المسلمة المفتوحة الرسمية والتعليمية والاجتماعية والمسجد كذلك وأنا من خلال تجربتي أفهم ما يفعلونه جيدا.
• تعتقد أن المشكلة تتعلق بتقديس الأشخاص أم الأفكار؟
شيء طبيعي أن يتبع الإنسان عالما يعجبه ومقتنعا بتوجهاته وعلمه، وهذه حالة طبيعية أن يتأثر الإنسان بعالم كما يتأثر الشاعر بشاعر، لكن أن تتحول هذه العلاقة لتتجاوز علاقة العالم بالمتعلم أو بالطالب أو المريد بصاحب المعرفة فهنا مكمن الخطورة في الأمر.
• المشكلة في سلوك العالم؟
العالم يجب أن يكون واضحا، وزيادة عدد المعجبين به دلالة على أن هذا الشخص يملك ما يعطي وما يفيد، ولكن عليه أن يدرك عواقب ذلك، ولعل ما حدث في فترة الصحوة من بعض الشباب البسطاء وممارستهم الغلو والتطرف في تبجيل بعض الدعاة والعلماء كان شيئا خطيرا، وأعتقد أن هذه القضية انتهت الآن لأنه أصبح لدينا الآن صحوة للصحوة.
• هل هذا مصطلح جديد؟
نعم.
• ومن هم قادة هذه الصحوة؟
بعضهم من قادة الصحوة السابقين والمؤثرين مثل سلمان العودة وعائض القرني وهم من الرموز الفاعلة سابقا وحاليا ويلعبون دورا مهما في تنوير المجتمع بالدين الصحيح وإبعادهم عن الغلو المبالغ فيه، وتأثيرهم ربما يكون أقوى من تأثير أحد العلماء الأجلاء القادرين ولكنه لا يعرف كيف يتواصل مع هؤلاء الشباب.
• هنا يأتي السؤال: ما هو دور المؤسسات الأمنية كجهة مسؤولة عن معالجة مخرجات السلوك في هذا الموضوع؟
للأسف أن المؤسسات الأمنية أصبحت تتلقى المخرجات السلوكية لمنتجات المؤسسات الاجتماعية الأخرى كمخرجات التعليم مثلا، ولابد أن تتم معالجة السبب والمصدر قبل معايشة النتيجة لإيقاف فرز هذه السلبيات وأعتقد أن الدولة تسعى لذلك.
إفرازات كارثية
• ألم تدرس في الفترة التي كنت فيها وكيلا لوزارة الداخلية؟
كانت بدايات ظهور مثل هذه الأمور محدودة في تلك الفترة ،وأنا الآن بعيد عن الواقع، لكنني أعلم أن سمو الأمير نايف على وعي كبير بهذه الأمور وليست جديدة عليه.
• تقصد أن الوزارة تتحمل أخطاء المقصرين من المؤسسات الأخرى؟
أقصد أنه لا يمكن أن نقول لوزارة الداخلية: عالجي إفرازات هذه السلبية وبعضها يكون كارثيا سواء في موضوع الأمن الوطني والقتل والدمار أو في موضوع المخدرات والأخلاقيات.
• العبء كبير على الوزارة؟
على مؤسسات المجتمع الأخرى أن تقوم بدورها من تعليم وأجهزة توعية وأسرة تمثل خط الدفاع الأول ومسجد باعتبارنا شعبا مسلما.
• وكيف ترى سيناريو ما حدث ودور المؤسسات الأمنية في مواجهته؟
يبدو لي أن هذا الأمر له ارتباط بما كان يحدث وتلك مرحلة قديمة، لأننا في الخمس عشرة سنة الأخيرة دخلنا مرحلة جديدة محلية وإقليمية وعالمية فأصبحت المشاكل كأنها جديدة ومع ذلك نجحت المؤسسات الأمنية نجاحا باهرا وغير مسبوق باستطاعتها السيطرة على ظاهرة (الإرهاب) الخطيرة، ولا يعنينا أن تقضي عليها لأنه ستظل هناك نفوس مريضة تستهدفنا، وأقولها لك بكل صراحة: نحن دولة مستهدفة استهدافا حقيقيا وجديا من الخارج في عقيدتها واستقرارها السياسي وأمنها.
• في هذا السياق، ما هو دور الحوار الوطني؟
فكرة الحوار الوطني عظيمة ورائعة وتطرح القضايا على المكشوف ولكنه حوار لم يصل بعد إلى قرارات، وفكرته أن نجتمع على ما يربط بيننا لنناقش ما يفرق بيننا في ظل احترام متبادل.
موقفي من صدام
• أريدك أن تقنعني يا دكتور بموقفك من صدام عندما غزا الكويت فانطلقت تهاجمه شعريا، لكنك لم تقل بيتا واحدا عندما تعاطف معه الجميع لحظة إعدامه في أول أيام عيد الأضحى وهو ما اعتبره البعض كرامة له؟
نظرتي لصدام كانت مثل أي شخص آخر كان يرى فيه القادر على إيقاف المد الفارسي وكانت هذه قناعة حكوماتنا ولكننا صدمنا فيه وفي مخططاته وكل الذين انتظروا الغنائم معه، ولذلك جاءت ردة فعلي شعريا لأن وطننا بغزو الكويت أصبح مهددا، وما حدث اليوم في العراق بعد رحيله من أمريكا ومن الحكيم وغيره لم يعد إلينا العراق الذي نريده حتى الآن، وما هو موجود حاليا مجرد طوائف وسياسيين كانوا في الخارج واستلموا الحكم ويحاولون أن يعطوا إشارات ولكن لا شيء يثيرني فيما يحدث، أما صدام فهو مجرم وارتكب خطأ تاريخيا إجراميا باحتلاله الكويت، ولكن موقفه في لحظة الإعدام يكشف عن شجاعة ورجولة تعاطف معها أناس كثر ولو كان رجلا سويا لما اختفى في اليوم الثاني لدخول القوات الأمريكية إلى بغداد.
• قيل إنه تعرض إلى خيانة؟
صدام كان مصيبة ولا أحد يستطيع خيانته.
قنابل موقوتة
• دعني أعود بك إلى هموم الداخل، لأسأل عن موضوع تخلف العمالة الوافدة الذي كان يشغل اهتمامك بالوزارة؟
هذه قضية ذات شجون وفيها جوانب سهلة وأخرى معقدة ولكن المهم أن الأمير خالد الفيصل مهتم جدا بهذا الموضوع.
• أنا أقصد التخلف على مستوى المملكة وليس منطقة مكة المكرمة فقط؟
نحن نتحدث عن النموذج الأسوأ لما يحدث في جدة ومكة لأن مشكلة التخلف هي وجود المقدسات الدينية في بلادنا فأصبح لدينا أحياء كاملة لجنسية واحدة لايدخلها أحد.
• السؤال الأهم: لماذا تحولت إلى مشكلة في ظل وجود نظام ودراسات وأجهزة تنفيذية؟
بكل بساطة الوقاية خير من العلاج، ونحن لدينا وفرة مالية وسياسات معلنة كبيرة للتنمية ولكن جهاز الدولة يمشي بسرعة بينما نحن نريد سرعة أكبر.
قيادة المرأة
• هل لازلت على موقفك المؤيد لقيادة المرأة للسيارة؟
قيادة المرأة للسيارة قضية شكلية مرتبطة بقرار اجتماعي وليست نتيجة تشريع ديني.
• أنت مع أو ضد؟
المسألة ليست هكذا، فأنا زوجتي تقود سيارتها خارج المملكة وكذلك بناتي وأنا لست ضد قيادة المرأة، ولكنني أعتقد ورأيي هذا قلته عندما كنت في الوزارة أنه يجب أن نبدأ قيادة المرأة بالمهنيات اللاتي يحتجن لذلك لأداء عملهن.
• لكن مجتمعنا غير ناضج للتعاطي مع هذا الموضوع؟
المسألة تحتاج إلى امتصاص ردود الأفعال في البداية وهي مرحلة لا تأخذ أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، وهناك مشاكل يمكن أن تحدث من بعض الشباب ولكنها ليست بخطورة ما يحدث الآن من محاولة خطف بنات بالقوة من سيارات الليموزين ويبقى تطبيق العقاب وعدم التهاون فيه مع كائن من كان هو الشيء المهم في الموضوع، ثم أن السائق الأجنبي لا يجوز الخروج معه شرعا فإن كنا نخاف على نسائنا من ارتكاب الأخطاء فأسهل لهن الركوب مع السائق الأجنبي وتغطية وجهها والذهاب حيثما تريد.
• وبالنسبة إلى تجربة الانتخابات البلدية ما هو رأيك في نتائجها؟
الانتخابات في المملكة ينبغي أن تسير في شكل منتظم ومتدرج ومستمر، ولو طرحت انتخابات الآن لخرجت الإقليمية والقبلية والطائفية وغيرها ولكن كيف تستطيع أن تعود المجتمع على أن ينتخب في كل شيء، ليس أمامك إلا طريقين:
- أن تدربه على مواقع محلية مستمرة بحيث يفهم ما هي أهمية الانتخابات بالنسبة له.
- وأن يكون لدينا مجتمع مدني يوصل الرأي إلى صناع القرار، ولو سئلت اليوم لقلت أن التوسع في المجتمع المدني هو الأهم الآن؛ لكي يكون مجتمعنا مقسما إلى مجتمعات مدنية وليس قبلية ولا إقليمية بحيث أن الناس تكون خياراتهم وانتخاباتهم مبنية على الكفاءة.
• لكن كيف يمكن أن نصل لهذه الشفافية والتعيين يتزامن الآن مع الانتخاب ويقضي على جدوى الفكرة؟
الانتخابات تطور حتمي في بلادنا وهذه آلياتها، وعندما نصل لانتخاب شيء على مستوى وطني نكون قد مررنا بمثل هذه التجارب.
محطات أخيرة
• ألم تفقد أصدقاء المنصب وهو الأمر الذي نفاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف في رده على ما كتبه إدريس الدريس بحفل تكريمك؟
بالعكس، وتعال لمنزلي كل يوم سبت لترى مجلسنا الذي يتجاوز حضوره سبعين رجلا، وأتذكر أن مجلس والدي ما كان يحضر فيه أكثر من عشرة أشخاص، والحقيقة أن إدريس ليس له علاقة شخصية بي ولا يعرف طبعي وطريقة عملي فأنا كنت أقول لمن يعملون معي لا تهتموا بالــقـوي ودوروا الضعيف الذي وضعنا من أجله أما القـــــوي فلا يأتينا وهذا رصيد أخذته بعـــــد خروجي من الوظيفة، وعلى فكرة أحد الإخوان ذكر هذا الموضوع الأسبوع الماضي وقال: لازم تدعوا ادريس للحضور معنا ليعرف الحقيقة التي تنافي ما كتب.
• أخيرا لماذا غاب شعرك الغنائي عن الساحة؟
غنى لي محمد عبده عندما جاءني مرة مع الأمير بدر بن عبد المحسن أغنية واحدة فقط، أما لماذا لم يغن شعري فلأن ما يحدث في عالمنا العربي يخالف القاعدة التي تسير في العالم كله، فالشاعر يأخذ حقوقه مثل المغني وأنا لا أبحث عن حقوق كما أنني لا أدفع لشعري لكي يغنى وهم يعرفون هذا ولديهم أناس جاهزون في ذلك وهذا هو السبب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
والله مشكله مخبر سري أخبار العالم وأحداثه الجارية 3 02-05-2009 04:35 PM
ببلاش والله «Šά๗ëêŘ« الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 01-16-2009 01:40 AM
الأربعاء والله اعلم !!! فاعل خير منتدى الاقتصاد والمال 2 11-28-2007 03:58 PM
والله لا تعليق??? فتى ثماله منتدى الحوار والنقاش 9 02-03-2007 06:24 PM
مطبات جده غير والله غير ABO TURKI منتدى الاستراحـة 4 08-25-2005 11:38 AM


الساعة الآن 04:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by