الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06-13-2009
الصورة الرمزية أبووجدان
 
أبووجدان
ذهبي مشارك

  أبووجدان غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3551
تـاريخ التسجيـل : 09-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,841
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : أبووجدان محترف الابداع
افتراضي ومن يُؤتى الحكمة

ومن يُؤتى الحكمة ومن يُؤتى الحكمة ومن يُؤتى الحكمة ومن يُؤتى الحكمة ومن يُؤتى الحكمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فيقول الله تعالى :

{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269] .


قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره :
وقوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : يعني المعرفة بالقرآن : ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله .
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا : " الحكمة القرآن " : يعني تفسيره ؛ قال ابن عباس : " فإنه قد قرأه البر والفاجر " ، رواه ابن مردويه .

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : يعني بالحكمة : الإصابة في القول .

وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } ؛ ليست بالنبوة ، ولكن العلم والفقه والقرآن .

وقال أبو العالية : الحكمة خشية الله ؛ فإن خشية الله رأس كل حكمة .
وقد روى ابن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني عن أبي عمار الأسدي عن ابن مسعود مرفوعا :

" رأس الحكمة ؛ مخافة الله " .

وقال أبو العالية ـ في رواية عنه ـ : الحكمة :

الكتاب والفهم .

وقال إبراهيم النخعي : الحكمة : الفهم .

وقال أبو مالك : الحكمة : السنة .

وقال أبن وهب عن مالك ، قال زيد بن أسلم :

الحكمة : العقل .

وقال مالك : وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله ، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله ، ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها ، وتجد آخر ضعيفا في أمر الدنيا ، عالما بأمر دينه ، بصيرا به ، يؤتيه الله إياه ، ويحرمه هذا .

فالحكمة : الفقه في دين الله .

وقال السدي : الحكمة : النبوة .

والصحيح : أن الحكمة ـ كما قال الجمهور ـ :
لا تختص بالنبوة ، بل هي أعم منها ، وأعلاها النبوة ، والرسالة أخص ، ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع ، كما جاء في بعض الأحاديث :

" من حفظ القرآن ؛ فقد أدرجت النبوة بين كتفيه ، غير أنه لا يوحى إليه " رواه وكيع بن الجراح في تفسيره عن إسماعيل بن رافع عن رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمر .

وقوله : وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ويزيد قالا : حدثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن قيس ـ وهو ابن أبي حازم ـ عن ابن مسعود قال :


سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :

" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا ؛ فسلطه على هلكته في الحق . ورجل آتاه الله حكمة ؛ فهو يقضي بها ، ويعلمها " ، وهكذا رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من طرق متعددة عن إسماعيل بن أبي خالد به .
[تفسير القرآن العظيم لابن كثير].


قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "فتح القدير" :

قوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ } : هي العلم ، وقيل : الفهم ، وقيل : الإصابة في القول .


ولا مانع نم الحمل على الجميع شمولا أو بدلا .
وقيل : إنها النبوة ، وقيل : العقل ، وقيل : الخشية ، وقيل : الورع.

وأصل الحكمة : ما يمنع من السفه ، وهو كل قبيح .

والمعنى : أن من أعطاه الله الحكمة ؛ فقد أعطاه خيرا كثيرا ، أي عظيما قدره جليلا خطره .

وقرأ الزهري ويعقوب :

{ وَمَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ } : على البناء للفاعل ، وقرأ الجمهور على البناء للمفعول .
و { الْأَلْبَاب } : العقول ، واحدها (لب) ...
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } :
قال : المعرفة بالقرآن : ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله .
وأخرج ابن مردويه عنه : أنها القرآن ؛ يعني : تفسيره .
وأخرج ابن المنذر عنه : أنها النبوة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : إنها الفقه في القرآن .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء ؛ { يُؤتِي الْحِكْمَةَ } قال : قراءة القرآن والفكرة فيه .

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال : هي الكتاب والفهم به .

وأخرج أيضا عن النخعي نحوه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال : هي الكتاب يؤتى إصابته يشاء .
وأخرج عبد بن حميد عنه قال : هي الإصابة في القول .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هي الخشية لله .

وأخرج ـ أيضا ـ عن مطر الوراق مثله .
وأخرج ابن أبي الدنيا عن سعيد بن جبير مثله .
[ من تفسير فتح القدير للشوكاني ؛ بتصرف يسير]
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ :
( لما أمر تعالى بهذه الأوامر العظيمة المشتملة على الأسرار والحكم ، وكان ذلك لا يحصل لكل أحد ، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة ، وهي العلم النافع والعمل الصالح ، ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها ، وإن من آتاه الله الحكمة ؛ فقد آتاه خيرا كثيرا .
وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين ، والنجاة من شقاوتهما !

وفيه التخصيص بهذا الفضل ، وكونه من ورثة الأنبياء .

فكمال العبد متوقف على الحكمة ؛ إذ كماله بتكميل قوتيه : العلمية والعملية؛ فتكميل قوته العلمية :

بمعرفة الحق ، ومعرفة المقصود به ، وتكميل قوته العملية : بالعمل بالخير ، وترك الشر ؛ وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل ، وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره ، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك .

ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ، ومحبة الخير والقصد للحق ، فبعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم ، ومفصلين لهم ما لم يعرفوه ؛ انقسم الناس قسمين : قسم أجابوا دعوتهم ، فتذكروا ما ينفعهم ففعلوه ، وما يضرهم فتركوه ، وهؤلاء هم أولو الألباب الكاملة ، والعقول التامة . وقسم : لم يستجيبوا لدعوتهم ، بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد ، وتركوا طاعة رب العباد ، فهؤلاء ليسوا من أولي الألباب ، فلهذا قال : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوْ الْألْبَابِ } ).

[تيسير الكريم الرحمن للسعدي]


تفسير الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
قوله تعالى : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } :
{ يُؤتِي } : بمعنى ؛ يعطي ؛ وهي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، فالمفعول الأول هنا : { الْحِكْمَةَ } ، والمفعول الثاني : { مَنْ } في قوله تعالى : { من يشاء } ، والمعنى : أن الله يعطي الحكمة من يشاء ، و { الْحِكْمَةَ } :
من أحْكَمَ ؛ بمعنى أتقن ، وهي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها ، وتستلزم علما ورشدا ، فالجاهل لا تاتي منه حكمة إلا مصادفة ، والسفيه لا تأتي منه الحكمة إلا مصادفة .
قوله تعالى : { وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } : أي من يعطه الله سبحانه وتعالى الحكمة ؛ فقد أعطاه خيرا كثيرا .
فإن قال قائل : ما وجه اختلاف التعبير بين قوله تعالى : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } ، وقوله تعالى : { وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ } ؟
فالجواب : ـ والله أعلم ـ أن الحكمة قد تكون غريزة ، وقد تكون مكتسبة .
بمعنى أن الإنسان قد يحصل له مع المران ومخالطة الناس من الحكمة وحسن التصرف ما لا يحصل له لو كان منعزلا عن الناس ؛ ولهذا أتى بالفعل المضارع المبني للمفعول ؛ ليعم كل طرق الحكمة التي تأتي ـ سواء أوتي الحكمة من قبل الله عز وجل ، أو من قبل الممارسة والتجارب ـ ، على أن ما يحصل من الحكمة بالممارسة والتجارب ؛ فهو من الله عز وجل ، هو الذي قيض لك من يفتح لك أبواب الحكمة ، وأبواب الخير ...


الفوائد :
1 ـ من فوائد الآية : إثبات أفعال الله المتعلقة بمشيئته ؛ لقوله تعالى : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ } ، وهذه من الصفات الفعلية .
2 ـ ومنها : أن ما في الإنسان من العلم والرشد ؛ فهو فضل من الله عز وجل ؛ لقوله تعالى : { وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ } ؛ فإذا من الله سبحانه وتعالى على العبد بعلم ، ورشد ، وقوة ، وقدرة ، وسمع ، وبصر ؛ فلا يترفع ؛ لأن هذه الصفات من الله عز وجل ، ولو شاء الله لحرمه إياها ، أو لسلبه إياها بعد أن أعطاه إياها ، فقد يسلب الله العلم من الإنسان بعد أن أعطاه إياه ؛ وربما يسلب منه الحكمة ؛ فتكون كل تصرفاته طيشا ، وضلالا ، وهدرا .
ومنها : إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى ؛ لقوله تعالى : { من يشاء } ؛ واعلم أن كل شيء علقه الله سبحانه وتعالى بمشيئته ؛ فإنه تابع لحكمته البالغة ؛ وليس لمجرد المشيئة . لكن قد نعلم الحكمة ، وقد لا نعلمها . قال تعالى : { وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } [الإنسان : 30] .
4 ـ ومنها : إثبات الحكمة لله عز وجل ؛ لأن الحكمة كمال ، ومعطي الكمال أولى به ، فنأخذ من الآية إثبات الحكمة لله بهذا الطريق .
5 ـ ومنها : الفخر العظيم لمن آتاه الله الحكمة ؛ لقوله تعالى : { وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } .
6ـ ومنها : وجوب الشكر على من آتاه الله الحكمة ؛ لأن هذا الخير الكثير يستوجب الشكر .
7ـ ومنها : أن بلوغ الحكمة متعدد الطرق ؛ فقد يكون غريزيا جبل اللهُ العبدَ عليه . وقد يكون كسبيا يحصل بالمران ، ومصاحبة الحكماء ...
[تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين،،
كتبه
أبو فريحان
جمال بن فريحان الحارثي
5/7/1422هـ
__________________
نقلته لكم
والدال على الخير كفاعله
رد مع اقتباس
قديم 06-13-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
ابو فيصل0213
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3993
تـاريخ التسجيـل : 13-04-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 308
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابو فيصل0213 يستحق التميز


ابو فيصل0213 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ومن يُؤتى الحكمة

بارك الله فيك
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-13-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
//شوقا إليك ربي//
مشارك

الصورة الرمزية //شوقا إليك ربي//

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4232
تـاريخ التسجيـل : 05-06-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 282
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : //شوقا إليك ربي// يستحق التميز


//شوقا إليك ربي// غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ومن يُؤتى الحكمة

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الحكمة(بور بوينت) أبووجدان منتدى التصاميم والجرافيكس 1 05-18-2009 12:40 PM
أقواااااال في الحكمة ما عندكم أحد الــمـنـتـدى الـعـام 8 05-15-2007 01:43 AM
قصيدة في الحكمة سلطان الثبيتي واحة شعراء المنتدى 8 05-11-2007 03:16 AM
من بلاغة الحكمة اسير الصمت الديوان الأدبي 6 11-05-2006 03:58 AM
الحكمة من الإفطار على التمر أوالماء ...!! آبن أدم الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 11 10-10-2006 05:20 PM


الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by