"مرت سنه والترم الأول ما انتهى"

[رويعي الغنم]

اخي الشاعر والمعلم سهيل اليماني يحفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد : لست بشاعر حتى أجاريك واتفاعل معك وارد عليك شعرا ولكنني اتحسس مشاعر المدرس الذي دخل المدرسة وهو في سن السادسة ولم يغادرها الا وهو في سن الستين هذا أن لم يدركه المنون قبل ذلك لا قدر الله, بمعادلة خوارزميه , 6 ضرب 10= 60 , وبمعادلة سيبويه = سئمت تكاليف الحياة ومن يعش @@ ستين حولا لا ابا لك يسأم ..
ممله ؟ , نعم هي مملة مهنة التدريس لأن فيها الكثير من الرتابة الطويلة والتكرار والروتين المستمر , وربما اصبحت مقرفة (كما يقول اخواننا المصريون) أذا ابتلي فيها مدرس بمدير شاصه ملوح (بلغة السمكرجيه) , بل قد تكون مهنة منفرة ومقرفه وممله كلها مجتمعة أذا طمت البلوى وكان من بين الطلاب بضعة نفر من شرار الخلق الذين يكسرون زجاج سيارات المدرسين او يشوهونها ببخاخات البويات او مسامير الحديد او يفتحون خزانات بنزينها ويصبون فيها مادة قد تتسبب لها في التبويش المفاجىء ..
هكذا اتصور جانبا من معاناة المدرس مع الدارس والدرس والمدرسه حتى يسأم وتندرس منه المشاعر , ومع كل ذلك فلا زلت ارى بصيص امال وأضوءا ان خفتت هنا شعت هناك , اضواء تلوح لي بين فينة واخرى على جوانب وفي نهاية هذا النفق الطويل , فقد يكون المدرس محتسبا في عمله يؤدي رسالة يبتغي بها وجه الله فيصبح له بذلك بكل حرف علمه وكل شيمة أو قيمة زرعها اجر يلاقي به ربه يوم تخشع الأصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا وتوضع الموازين وتبيض وجوه وتسود أخرى ولا يسأل حميم حميما , ورب طالب محضوض زرع فيه استاذه تقوى وخشية من الله زحزح بها عن النار وأدلف بها الى الجنة , ورب آخر غرس فيه استاذه رجولة وخلقا رفيعا , أو آخركان مهيض الجناح حسير الفؤاد مستسلما الى اليأس فأدرك ما به استاذه وتداركه وانتشله من تلك الوهدة وجبر من كسره ورفع من معنوياته لينطلق من بعد ذلك سويا في الحياة وحتى الممات ...