الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > منتدى مواسم الخير

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-16-2007
 
المبرِّد
عابر سبيل

  المبرِّد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع
افتراضي حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

salam:
هذا موضوع جميل ومفيد.وهو لأحد الإخوة الفضلاء:د.سهير البرقوقي
=====================================

إن الحمـد للـه ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ باللـه مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده اللـه فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إلـه إلا اللـه وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله .
" يَا أَيُّهَـا الَّذيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللـهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلا تَمُوتُـنَّ إلا وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ " .
( آل عمران : 102 ) .
" يَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُـمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّن نفْـسٍ واحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا ونِسَـاءً واتَّقُـوا اللـهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللـهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِِيبـًا " .
( النساء : 1 ) .

" يَا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللـهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سـديدًا * يُّصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُّطِـعِ اللـهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزًا عَظِيمـًا " .

( الأحزاب : 70 ، 71 ) .
أمـا بعـد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللـهِ ، وخيـرَ الهـديِ هـديُ محمـدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ في النارِ . وبعـد :
يحـاول تيـار البـدع والضـلال ، أن يسـوق الأمـة الإسـلامية بعصـاه ليلقـي بهـا فـي مهـاوي الضيـاع والفنـاء .
وهـذا التيـار منـع الأمـة الإسـلامية مـن العـودة إلـى الطريـق الصحيـح ، الـذي أرشـدنا إليـه النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مصداقـًا لقـول اللـه عـز وجـل :
" قُـلْ هَـذِهِ سَـبِيلِي أَدْعُـو إِلَـى اللـهِ عَلَـى بَصِيـرَةٍ أَنَـاْ وَمَـنِ اتَّبَعَنِـي وَسُـبْحَانَ اللـهِ وَمَا أَنَـاْ مِـنَ المُشْـرِكِينَ " .
( يوسف : 108 ) .
وهـذا الطريـق القويـم لا يمكـن العـودة إليه إلا بالعـودة إلى كتـاب الله عـز وجـل ، وسـنة نبينـا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بفهـم السـلف الصالـح رضـوان اللـه عليهـم .
ورحـم اللـه القائـل :
"العلـم قـال اللـه ، قـال رسـوله قـال الصحابـة ليـس خُلـف فيـه ".
وما هـذه الفوضـى التي انتشـرت بيـن النـاس ، فأصبحـوا فـي حيـرة وضيـاع وتيـه وغمـوض وارتجـال بيـن السـنة والبدعـة ، إلا لأنهـم أرادوا أن يقيمـوا ديـن رب العالميـن ، وينصـروه بغيـر طريـق السـلف الصالـح .
فهـذه لفتـة ناصـح للتشـمير عـن السـواعد ، والاسـتعانة باللـه ،
لتعلـم ديـن اللـه كمـا تعلمـه السـلف الصالـح .
وتَتَبُّعـًا لهـذا الطريـق القويـم ،
نقـدم بُحَيْثـًا صغيـر الحجـم ، عظيـم القـدر والنفـع
بحـول اللـه وقوتـه .
وفيـه إرشـاد إلـى :
المشـروع فـي شـهر شـعبان ، والتحذيـر مما ابتُـدِعَ فيـه ،


================


إن شـهر شـعبان مـن الأشـهر المصطفـاة ، فشـهر شـعبان ترفـع فيـه الأعمـال .
وإذا تأملنـا أحوالنـا وجدنـا العجـب العجـاب ، والبـون الشـاسع بيـن الواقـع والصـواب ، فللنـاس ألـوان وأشـكال فـي اسـتقبال الأشـهر المصطفـاة .
فمنهـم مـن يسـتقبلها بالاحتفـالات ، والمظاهـر ، والأغانـي ، والأنـوار ، والبـدع ، ... .

وهـل سـألنا أنفسـنا عـن واقعنـا هـذا ، أهـو صـواب أم ميـل عـن هـدي النبـي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ؟ !

علمنـا أن شـهر شـعبان ترفـع فيـه الأعمـال ،
فمـا هـدي النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فـي هـذا الشـهر المصطفـى لرفـع أعمـال العبـاد .
وما الواقـع الـذي أختـاره لنفسـي حـال رفـع عملـي لملـك الملـوك ؟ !
هـل أختـار أن أكـون علـى معصيـة ؟
أم علـى طاعـة زائفـة في صـورة بدعـة ؟
أم علـى طاعـة خالصـة ؟ !
الحـال الأمثـل الـذي يكـون عليـه العبـاد ، هو حـال رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...
فمـا هـو حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان ؟
ـ عـن أسـامة بـن زيـد - رضي الله عنهما - قـال :
قلـتُ يـا رسـول اللـه ! لَـمْ أَرَكَ تصـوم مـن شـهر مـن الشـهور ما تصـوم من شـعبان ؟ .
قـال صلـى الله عليه وعلى آله وسـلم :
" ذاك شـهر تغفـل النـاس فيـه عنـه ، بيـن رجـب ورمضـان ، وهـو شـهر ترفـع فيـه الأعمـال إلـى رب العالميـن ، وأحـب أن يُرفـع عملـي وأنـا صائـم " . ( رواه النسائي . حسنه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / حديث رقم : 1022 / ص : 595 ) .
وقـد بيـن صلى الله عليه وعلى آله وسلم فـي هـذا الحديـث ؛ الحكمـة مـن إكثـار الصـوم فيـه ، وهـي :
أ ـ غفلـة النـاس عنـه .
ب ـ رفـع الأعمـال فيـه إلـى اللـه .
ـ عـن عائشـة - رضي الله عنهـا - قالـت :
" كـان رسـولُ اللهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –
يصـومُ حتـى نقـولَ لا يفطـرُويفطـر حتـى نقـولَ لا يصـوم ،
وما رأيـتُ رسـولَ اللـهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – اسـتكمل صيـامَ شـهرٍ قـطّ إلا شـهرَ رمضـانَ ، ومـا رأيتُـهُ فـي شـهرٍ أكثـرَ صيامـًا منـه فـي شـعبان " .

( رواه البخاري ومسلم وأبو داود . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 /
حديث رقم : 1024 / ص : 595 ) .
ورواه النسـائي والترمـذي وغيرهمـا : قالـت ـ أي : عائشـة ـ :
" ما رأيـتُ النبـيَّ فـي شـهر أكثـر صيامـًا منـه فـي شـعبان ، كـان يصومـه
إلا قليـلاً ، بـل كـان يصومُـه كُلَّـه ( 1 ) "
.
( صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / حديث رقم : 1024 / ص : 595 ) .
( 1 ) كُلّـه : أي أكثـره . ( حاشية صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ص : 596 ) .
ـ عـن أم سـلمة - رضي الله عنها - قالـت :
" ما رأيـتُ رسـولَ اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يصـوم شـهرين
متتابعيـن إلا شـعبان ورمضـان "
.
( رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / حديث رقم : 1025 / ص : 596 ) .

هـذا هو حـال رسـول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهديـه في شعبان ،
كـان يحـب أن يرفـع عملـه وهـو صائـم ، وذلـك لمـا فـي الصيـام مـن تأثيـر عجيـب فـي حفـظ الجـوارح الظاهـرة ، والقـوى الباطنـة .
فالصـوم يحفـظ علـى القلـب والجـوارح صحتهـا ، ويعيـد إليهـا مـا اسـتلبته منهـا أيـدي الشـهوات ، فالصـوم مـن أكبـر العـونِ علـى التقـوى .
قـال تعالـى :
" يَا أَيُّهَـا الذِيـنَ آمَنُـوا كُتِـبَ عَلَيْكُـمُ الصِّيَـامُ كَمَـا كُتِـبَ عَلَـى الذِيـنَ مِـن قَبْلِكُـمْ لَعَلَّكُـمْ تَتَّقُـونَ " .
( البقرة : 183 ) .
الصـوم جُنَّـة :
فعـن معـاذ بـن جبـل – رضي الله عنه – أن النبـي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قـال لـه :
" ألا أدلـك علـى أبـواب الخيـر ؟ " قلـتُ : بلـى يا رسـول اللـه !
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" الصـومُ جُنَّـةٌ ( 1 ) ، والصدقـةُ تُطْفِـئُ الخطيئـةَ كمـا يطفـئُ المـاءُ النـارَ " .
( رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / كتاب الصوم / حديث رقم : 983 / ص : 578 . صحيح لغيره ) .
( 1 ) جُنَّـة :
سـتر ـ مـن النـار ـ . أي يقـي صاحبـه ما يؤذيـه من الشـهوات التـي هـي سـبب لدخـول النـار .
فالصـوم ترويـض للنفـس ، وتعويـد لهـا علـى الانقيـاد للـه سـبحانه وتعالـى .
الصيـام لا مثـلَ لـه :
فعـن أبـي أمامـة – رضي الله عنه – قـال : قلـتُ يـا رسـول اللـه ! دلنـي علـى عمـلٍ أدخـلُ بـه الجنـة .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" عليـك بالصـوم ؛ فإنـه لا مثـلَ لـه " .
" وكـان أبـو أمامـة لا يُـرى فـي بيتـه الدخـان نهـارًا إلا إذا نـزل بهـم ضيـف " .
( رواه ابن حبان في صحيحه . وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / كتاب الصوم / حديث رقم : 986 / ص : 580 ) .
الصيـام مـن مظاهـر حسـن الخاتمـة ، وسـبب لدخـول الجنـة :
ـ فعـن حذيفـة – رضي الله عنه – قـال : أسـندتُّ النبـيَّ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إلـى صـدري فقـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن قـال ( لا إلـه إلا اللـه ) ؛ خُتـم لـه بهـا ؛ دخـل الجنـة ، ومـن صـام يومـًا ابتغـاء وجـه اللـه ؛ خُتـم لـه بـه ؛ دخـل الجنـة ، ومـن تصـدق بصدقـة ابتغـاء وجـه اللـه ؛ خُتـم لـه بهـا ؛ دخـل الجنـة " .
( رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / كتاب الصوم / حديث رقم : 985 / ص : 579 ) .
ـ عـن أبـي سـعيد - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" ما مـن عبـد يصـوم يومـًا فـي سـبيل اللـه تعالـى ، إلا باعـد اللـه بذلـك اليـوم وجهـه عـن النـار سـبعين خريفـًا " .
( رواه البخاري ومسلم والترمذي . وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله – في صحيح
الترغيب والترهيب ( القديم ) / ص : 485 ) .
الصيـام ثوابـه جزيـل :
عـن أبـي هريـرة - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" قـال اللـه عـز وجـل :
كـل عمـلِ ابـن آدمَ لـه ( 1 ) ، إلا الصـوم ؛ فإنـه لـي ، وأنا أجـزي بم، والصيـام جُنّـة ( 2 ) ، فـإذا كـان يـوم صـوم أحدِكـم، فـلا يرفُـثْ ، ولا يَصْخَـبْ ، فـإنْ سـابَّه أحـد أو قاتلـه فليقـل : إني صائـم ، إنـي صائـم ، والـذي نفـسُ محمـدٍ بيـده لَخُلُـوف فـمِ الصائـم أطيـب عنـد الله مـن ريح المسك ، للصائـم فرحتـان يفرحهمـا ؛ إذا أفطـر فـرح بفطـره ، وإذا لقـيَ ربَّـه فَـرِحَ بصومـه ( 3 ) "
.
( رواه البخاري واللفظ له . ومسلم . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 /
كتاب الصوم / حديث رقم : 978 / ص : 574 ) .
( 1 ) لـه : أي لـه أجـر محـدود ، ( إلا الصـوم ) فأجـره بـدون حسـاب .
ويشـهد لهـذا المعنـى روايـة مسـلم : " ... كـل عمـل ابـن آدم يضاعـف ؛ الحسـنة بعشـر أمثالهـا إلى سـبعمائة ضعـف ، قـال الله تعالـى : إلا الصـوم ؛ فإنـه لـي وأنـا أجـزي بـه ... " .
( 2 ) جُنَّـة : سـتر ـ مـن النـار ـ . أي يقـي صاحبـه ما يؤذيـه مـن الشـهوات .
( 3 ) فـرِحَ بصومـه : أي فـرح بجزائـه وثوابـه .
الصيـام والقـرآن يشـفعان للعبـد يـوم القيامـة :
عـن عبـد اللـه بـن عمـرو- رضي الله عنهما - ؛ أن رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قـال :
" الصيـام والقـرآن يشـفعان للعبـد يـوم القيامـة ، يقـول الصيـام : أي ربِّ منعتـه الطعـام والشـهوة ، فشـفعني فيـه ، ويقـول القـرآن : منعتُـه النـوم بالليـل ، فشـفعني فيـه ، قـال : فيشـفعان " .
( رواه أحمد والطبراني . وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن صحيح /
حديث رقم : 984 / ص : 579 ) .
==============
توقيع » المبرِّد
عابر سبيل ومسكين

رد مع اقتباس
قديم 08-16-2007   رقم المشاركة : ( 2 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان


دعـوة للنجـاة

هيـا إلـى توبـة نصـوح ، ثـم نُتْبِعهـا بصـومٍ مثمـرٍ للتقـوى المؤديـة لكـل خيـر .
فهـي دعـوة للنجـاة وتبديـل السـيئات حسـنات ، والفـوز والفـلاح .
قـال تعالـى :
" إِلا مَـن تَـابَ وَآمَـنَ وَعَمِـلَ عَمَـلاً صَالِحـًا فَأُولَئِـكَ يُبَـدِّلُ اللـهُ سَـيِّئَاتِِهِمْ حَسَـنَاتٍ وَكَـانَ اللـهُ غَفُـورًا رَّحِيمـًا " . ( الفرقان : 70 ) .
وقـال تعالـى :
" فَأَمَّـا مَـن تَـابَ وَآمَـنَ وَعَمِـلَ صَالِحـًا فَعَسَـى أَن يَكُـونَ مِـنَ المُفْلِحِيـنَ " . ( القصص : 67 ) .
وقـال تعالـى :
" إِلا مَـن تَـابَ وَآمَـنَ وَعَمِـلَ صَالِحـًا فَأُولَئِـكَ يَدْخُلُـونَ الجَنَّـةَ وَلا يُظْلَمُـونَ شَـيْئًا " . ( مريم : 60 ) .

ألا مـن مُشَـمِّر للجنـة !!!

هيـا نعيـش شـعبان كمـا كـان يعيشـه الرسـول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
ونهـيء أنفسـنا ونطهرهـا مـن دنـس الذنـوب والمعاصـي تمهيـدًا لاسـتقبال رمضـان والفـوز بـه ،
عسـى أن تكـون حسـن خاتمـة .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إذا أراد اللـه بعبـدٍ خيـرًا اسـتعمله ".
قيـل : كيـف يسـتعمله ؟ .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" يوفقـه لعمـل صالـح قبـل أن يمـوت ثـم يقبـض عليـه " .
( رواه أحمد والترمذي عن أنس . وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في
صحيح الجامع الهجائي / تحت رقم : 305 ) .


ما ورد فـي ليلـة النصـف مـن شـعبان

ـ عـن معـاذ بـن جبـل - رضي الله عنه – عـن النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قـال :
" يطَّلـع اللـهُ إلـى جميـع خلقِـهِ ليلَـةَ النصـفِ مـن شـعبانَ ، فيغفـرُ لجميـعِ خلقـه إلا لمشـركٍ أو مُشـاحن " .
( رواه الطبراني ، وابن حبان . وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / كتاب الصوم / حديث رقم : 1026 / ص : 597 ، حسن صحيح ) .
وليـس معنـى هـذا أن نخـص هذه الليلـة بعبـادة معينـة
( صيام ، قيام ، ... ) ، ولكـن نفعـل كمـا فعـل رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهو صيـام أغلـب شـهر شـعبان بمـا فيـه هـذه الليلـة دون تخصيـص .

تحذيـر مـن " البـدع " التـي اعتادهـا بعـض النـاس فـي هـذه الليلـة :
( مجلة التوحيد / شعبان : 1413 ) .
1 ـ الاجتمـاع لهـا والاحتفـال بهـا إحيـاءً لذكـرى تحويـل القبلـة .
( وسـيأتي إن شـاء اللـه تفصيـل ذلـك والـرد عليـه ) .
وليـس لذلـك أصـل في الشـرع ، ويكفـي فـي ذلـك قولـه تعالـى :
" ... اليَـوْمَ أَكْمَلْـتُ لَكُـمْ دِينَكُـمْ ... " . ( المائدة : 3 ) .
ولـو كـان يُشْـرَع الاحتفـال بهـا لأرشـد إليـه النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،
أو فعلـه بنفسـه ، ولـو وقـع شـيء منـه لنقلـه الصحابـة ولـم يكتمـوه .
2
2 ـ تخصيصهـا بالصـلاة ، وقـد قـال الحافـظ العراقـي :
" حديـث صـلاة النصـف من شـعبان ،
موضـوع علـى رسـول اللـه ، وكـذب عليـه " .
ا . هـ

ـ وقـال النـووي في كتـاب المجمـوع : " الصـلاة المعروفـة بصـلاة الرغائـب
وهي اثنتـا عشـرة ركعـة بين المغـرب والعشـاء ليلـة أول جمعـة من رجـب ، وصـلاة ليلـة النصـف مـن شـعبان مائـة ركعـة ، هاتـان الصـلاتان بدعتـان منكرتـان ،
فـلا يُغْتَـرُّ بذكرهمـا فـي كتـاب " قـوت القلـوب " ، و " إحيـاء علـوم الديـن " ،
ولا بالحديـث المذكـور فيهمـا ، فإن كـل ذلـك باطـل " . ا .هـ

ـ وكـذا نَبَّـه علـى ضعـف هـذه الأحاديـث " ابـن الجـوزي " و " القرطبـي " و " ابـن القيـم "
و " الفيـروز أبـادي "
.

3 ـ تخصيـص يومهـا بالصيـام ، وليلتهـا بالقيـام
وليـس على ذلـك دليـل يجـوز الاحتجـاج به .
ويجـب التنبيـه علـى ضعـف الحديـث الـوارد فـي ذلـك وهـو : عـن علـي ..... :
" إذا كانـت ليلـة النصـف مـن شـعبان ، فقومـوا ليلهـا ، وصومـوا نهارهـا " .
( حديث ضعيف / رواه ابن ماجه ) .
قـال محشـيه : وفـي الزوائـد إسـناده ضعيـف ، لضعـف ابـن أبـي بسـرة ، وقـال فيـه أحمـد وابـن معيـن :
" يضـع الحديـث " . ا . هـ
( السنن والمبتدعات للشقيري / ص : 128 ) .
4 ـ الوَقِيـد وإيقـاد النـار ليلـة النصـف مـن شـعبان :
لـم يصـح فيـه شـيء عـن رسـول اللـه صلى الله عليه وعلي آله وسلم .

5 ـ ما اعتـاده النـاس مـن قـراءة دعـاء مخصـوص بعـد الغـروب
ويوزعـون في ذلـك كُتيبـًا ، وكـذا قـراءة سـورة " يـس " ولا يثبـت فـي ذلـك شـيء عـن رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
شـبهات والـرد عليهـا
حكـم التطـوع بعـد النصـف مـن شـعبان :

عـن أبـي هريـرة - رضي الله عنه - قـال :

قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا بقـي نصـفٌ مـن شـعبان فـلا تصومـوا " .

( صحيح سنن الترمذي / ج : 1 / حديث رقم : 590 / ص : 225 ) .
اختلـف العلمـاء فـي صيـام التطـوع بعـد انتصـاف شـعبان ، فذهـب الجمهـور إلـى جـوازه .
قـال الترمـذي :
ومعنـى هـذا الحديـث عنـد بعـض أهـل العلـم :
أن يكـون الرجـل مفطـرًا ، فـإذا بقـي شـيء مـن شـعبان أخـذ فـي الصـوم لحـال شــهر رمضـان .
( صحيح سنن الترمذي / ص : 225 / تعليقًا على الحديث ) .
فـلا حـرج فـي الصيـام بعـد انتصـاف شـعبان لمـن بـدأ الصيـام فـي النصـف الأول مـن شـعبان .
ويؤيـد هـذا الأحاديـث الصحيحـة :
كحديـث عائشـة :
ـ عـن عائشـة - رضي الله عنهـا - قالـت :
" كـان رسـولُ اللهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يصـومُ حتـى نقـولَ لا يفطـرُ ، ويفطـر حتـى نقـولَ لا يصـوم ، وما رأيـتُ رسـولَ اللـهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – اسـتكمل صيـامَ شـهرٍ قـطّ إلا شـهرَ رمضـانَ ، وما رأيتُـهُ فـي شـهرٍ أكثـرَ صيامـًا منـه فـي شـعبان " .
( رواه البخاري ومسلم وأبو داود . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 /
حديث رقم : 1024 / ص : 595 ) .

وكحديـث أبـي هريـرة :
ـ عـن أبـي هريـرة - رضي الله عنه - عـن النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قـال :

" لا يتقدَّمَـنَّ أحدُكـم رمضـان بصـومِ يـومٍ أو يوميـن إلا أن يكـونَ رجـلٌ كـان يصوم صَوْمَـه فليصـم ذلـك اليـوم " .
( متفق عليه . رياض الصالحين / ص : 447 ) .
( البخاري / حديث رقم : 1914 . مسلم / حديث رقم : 1082 ) .
ففيـه النهـي عن صـوم يـوم أو يوميـن فقـط فـي آخـر شـعبان ، إلا أن يكـون صومـًا اعتـاده فـلا بـأس .
وكحديـث أم سـلمة :
ـ عـن أم سـلمة - رضي الله عنها - قالـت :

" ما رأيـتُ رسـولَ اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يصـوم شـهرين متتابعيـن إلا شـعبان ورمضـان " .

( رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب /
ج : 1 / حديث رقم : 1025 / ص : 596 ) .
النهـي عـن صيـام يـوم الشـك :
ـ عـن أبـي هريـرة - رضي الله عنه - عـن النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قـال :
" لا يتقدَّمَـنَّ أحدُكـم رمضـان بصـومِ يـومٍ أو يوميـن إلا أن يكـونَ رجـلٌ كان يصـوم
صَوْمَـه فليصـم ذلـك اليـوم ".

( متفق عليه . رياض الصالحين / ص : 447 ) .
( البخاري / حديث رقم : 1914 . مسلم / حديث رقم : 1082 ) .
ـ عن صلـة بن زُفَـر قـال :
كنـا عنـد عمـار بـن ياسـر [ فـي اليـوم الـذي يُشَـك فيـه ] ( 1 ) فأتـى بشـاة مَصلِيـة فقـال : كلـوا ، فتنحـى بعـض القـوم ، فقـال : إنـي صائـم .
فقـال عمـار : من صـام اليـوم الـذي شُـكَّ فيـه ، فقـد عصـى أبـا القاسـم .
( صحيح سنن الترمذي / ج : 1 / حديث رقم : 553 / ص : 210 . ابن ماجه ) .
( 1 ) ما بيـن الحاصرتين [ ] زيادة مـن هامـش المخطوطـة : 94 / 1 ، ووافقـت روايـة " صحيح ابن ماجه " : 1 / 275 .
* يـوم الشـك :
هو يوم 30 شـعبان ( فقد يكـون متممـًا لشـعبان أو أول رمضـان ) .
* فتـوى :
إذا صـادف يـوم الشـك عـادة ( صيـام إثنيـن وخميـس أو صـوم يـوم وفطـر يـوم ) ، فـلا حـرج فـي صيامـه .

الخلاصـة
:
للجمـع بيـن هـذه الروايـات : فالحكـم هـو :
النهـي عـن تقـدم رمضـان بصـوم بعـد نصـف شـعبان إلا لمـن وصلـه بمـا قبلـه ـ
أي وصـل النصـف الثانـي مـن شـعبان بالنصـف الأول منـه ـ
أو وافـق عـادة له بأن كـان عادتـه صـوم الإثنيـن والخميـس فوافقـه .
( ترجمة : باب النهي عن تقدم رمضان .... / الرياض / ص : 412 ) .
=========================
[QUOTE=د.سهير البرقوقي;25427][SIZE="4"]
مسـائل تتعلـق بصيـام التطـوع
============


النيـة :

ذهـب الجمهـور إلـى جـواز إنشـاء نيـة صيـام التطـوع أثنـاء النهـار ، لمـن لـم يـأتِ بمـا ينافـي الصـوم مـن أكـل وشـرب و ..... ، وأراد أن يصـوم ، وأنـه لا يشـترط تبييتهـا مـن الليـل كصيـام الفـرض .
فعن عائشـة – رضي الله عنها – قالـت :
دخـل النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذات يـوم فقـال :
" هـل عندكـم شـيء ؟ " . قلنـا : لا .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " فإنـي إذن صائـم " .

( رواه مسلم / حديث رقم : 1154 . وأبو داود / حديث رقم : 2455 . والترمذي / حديث رقم : 733 . والنسائي ( 4 / 194 ) . من كُتيب : تمام المنة في فقه الكتاب وصحيح السنة / كتاب الصيام / ص : 27 ) .

ـ
2-المتطـوع أميـر نفسـه
:

المتطـوع أميـر نفسـه إن شـاء أتـم صومـه ، وإن شـاء أفطـر ولا قضـاء عليـه .
ـ عـن أم هانـئ قالـت :
كنـتُ قاعـدة عنـد النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فأُتِـيَ بشـراب ، فَشَـرب منه ، ثم ناولنـي فشـربت منه فقلـتُ : إني أذنبـتُ فاسـتغفر لـي . قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " وما ذاك ؟ " .
قالـت : كنـتُ صائمـة فأفطـرتُ .
فقـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أَمِـنْ قضـاء كنـتِ تَقْضِينـَهُ ؟ " .
قالـت : لا . قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " فـلا يَضُـرُّكِ " .

( صحيح سنن الترمذي / ج : 1 / أبواب الصوم / باب إفطار الصائم المتطوع /
حديث رقم : 584 ـ 734 / ص : 223 ) .

ـ عـن شـعبة أنـه قـال :
كنـتُ أسـمعُ سِـمَاكَ بـن حـرب يقـول :

أحـد بنـي أمِّ هانـئ حدثنـي ، فلقيـت أنـا أفضلهـم ، وكـان اسـمه : جَعْـدَة ، وكانـت أم هانـئ
جَدَّتـه ، فحدثنـي عـن جدتـه : أن رسـول اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - دخـل عليهـا ،
فدعـا بشـراب فشـرب ، ثـم ناولهـا فشـربت ، فقالـت : يا رسـول الله ، أما إنـي كنـتُ صائمـة ، فقـال رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الصائـمُ المتطـوع أميـن نفسِـهِ ، إن شـاء صـامَ ، وإن شـاء أفْطَـر " .

( صحيح سنن الترمذي / ج : 1 / أبواب الصوم / باب : إفطار الصائم المتطوع /
حديث رقم : 585 ـ 735 / ص : 223 ) .
ـ عـن عائشـة أم المؤمنيـن قالـت :
كـان النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يأتينـي فيقـول : " أَعِنْـدَكِ غـدَاء ؟ " . فأقـول : لا . فيقـول : " إنـي صائـم " .
قالـت : فأتانـي يومـًا فقلـت : يا رسـول اللـه ، إنـه قـد أُهديـت لنـا هديـة .
قـال : " وما هِـيَ ؟ " . قلـت : حَيْـسٌ ( 1 ) .
قـال : " أمـا إنِّـي أصبحـتُ صائمـًا " . قالـت : ثـم أكـل .

( صحيح سنن الترمذي / ج : 1 / أبواب الصيام / باب : إفطار الصائم المتطوع /
حديث رقم : 587 ـ 737 / ص : 334 ) .
( 1 ) الحَيْـس : هـو التمر مع السـمن والأقـط .

3-أَكْـل الناسـي وشـربه لا يُفْطِـر :

مـن أكـل أو شـرب ناسـيًا ، فإنـه يتـم صومـه ولا قضـاء عليـه ، ويسـتوي في ذلـك الفـرض والنفـل لعمـوم الأدلـة عنـد الجمهـور .
عـن أبـي هريـرة – رضي الله عنه – قـال :
قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن نسـي وهـو صائـمٌ ، فَأَكَـلَ أو شَـرِبَ ، فَلْيُتِـمَّ صَوْمَـهُ . فإنمـا أطعمـه اللـهُ وسَـقَاهُ " .

( رواه مسلم / ج : 8 / كتاب الصيام / باب 33 : أكل الناسي وشربه ... /
حديث رقم : 1155 / ص : 51 . مؤسسة قرطبة ) .
4- اسـتئذان الـزوج :

لا يجـوز للمـرأة أن تصـوم صيـام تطـوع فـي حضـور زوجهـا بغيـر إذنـه .
عـن أبـي هريـرة – رضي الله عنه – قـال :
قـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" لا تَصُـمِ المـرأةُ وبعلُهَـا شـاهدٌ إلا بإذنِـهِ ..... " .


( صحيح مسلم / ج : 7 / كتاب الزكاة / باب : 26 / حديث رقم : 1026 / ص : 159 ) .
قـال النووي فـي شـرح الحديـث :
" هـذا محمـول على صـوم التطـوع والمنـدوب الـذي ليـس له زمـن معيـن ،
وهـذا النهـي للتحريـم صـرح بـه أصحابنـا .
وسـببه :
أن الـزوج لـه حـق الاسـتمتاع بهـا في كـل الأيـام ، وحقـه فيـه واجـب علـى الفـور فـلا يفوتـه بتطـوع ولا بواجـب علـى التراخـي " . ا . هـ
" وهـذا للـزوج المقيـم في البلـد ( وزوجهـا شـاهد ) ، أمـا إذا كـان مسـافرًا فلهـا الصـوم " .
ا . هـ بتصرف .
5- جـواز التطـوع قبـل قضـاء رمضـان :

قضـاء الفـوات مـن رمضـان ـ بعـذر شـرعي ـ لا يجـب علـى الفـور ، وإنمـا وجوبـه علـى التراخـي وجوبـًا مُوسَّـعًا .
فعـن عائشـة – رضي الله عنها – قالـتْ :
إن كانـتْ إحدانـا لَتُفْطِـرُ فـي زمـانِ رسـولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فمـا تقـدِرُ علـى أن تقضِيَـهُ مـع رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتـى يأتِـيَ شـعبانُ .

( رواه مسلم / ج : 8 / كتاب الصيام / باب : 26 / حديث رقم : 1146 / ص : 32 ) .
قـال الحافـظ فـي الفتـح ( 4 / 191 ) :
" وفـي الحديـث دلالـة علـى جـواز تأخيـر قضـاء رمضـان ( 1 ) ... " . ا . هـ
لكـن يسـتحب المبـادرة بالقضـاء ، لعمـوم قولـه تعالـى :
" أولئـك يسـارعون في الخيـرات وهـم لهـا سـابقون " . ( صحيح فقه السنة ... / ص : 129 ) .
[CENTER][COLOR="Red"][B][U]
ــــــــــــــــــــــــــ
*******************
تحويـل القبلـة
===========

القبلـة :
*****


هـي الجهـة التـي يولِّـي الإنسـان وجهـه شـطرها فـي صلاتـه أو فـي أثنـاء العبـادة .
وعـن قبلـة الأنبيـاء السـابقين ، يقـول الشـيخ " أبـو الوفـاء درويـش " فـي كتابـه " القبلـة " :
" ليـس لدينـا نصـوص صحيحـة نعـرف منهـا أيـن كانـت القبلـة التـي كـان آدم وذريتـه ، ونـوح ومـن معـه ، يولُّـون وجوهَهُـم شـطرها .
أمـا عـن قبلـة إبراهيـم عليـه السـلام : ليـس لدينـا نصـوص تدلنـا علـى القبلـة التـي كـان يتجـه إليهـا إبراهيـم عليـه السـلام قبـل أن يرفـع القواعـد مـن البيـت .
وأمـا بعـد أن بَنَـى البيـتَ الحـرامَ المبـارك ببكـة ، فـلا شـك أن البيـت كـان قبلتـه وقبلـة " إسـماعيل " عليهما السـلام ، وقبلـة العـرب بعـد ذلـك " .

* واختلـف العلمـاء فـي تحديـد الجهـة التـي كـان النبـي يتوجـه إليهـا عنـد صلاتـه بمكـة .
ورجـح ابن حجر العسـقلاني في فتح الباري / المجلد الأول / ص : 119 / قـول ابن عبـاس الآتـي :
فقـال ابـن عبـاس وغيـره : كـان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلـي إلى بيـت المقـدس ،
لكنـه لا يسـتدبر الكعبـة ، بـل يجعلهـا بينـه وبيـن بيـت المقـدس .
قـال العسـقلاني : وقـد صححـه الحاكـم وغيـره .
* وورد فـي كتـاب صفـة صـلاة النبـي للشـيخ الألبانـي رحمه اللـه / ص : 76 :
" كـان صلى الله عليه وعلى آله وسـلم يصلـي نحـو بيـت المقـدس ـ والكعبـة بيـن يديـه ـ قبـل أن تنـزل هـذه الآيـة :

" قَـدْ نَـرَى تَقَلُّـبَ وَجْهِـكَ فِي السَّـمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّـكَ قِبْلَـةً تَرْضَاهَـا فَـوَلِّ وَجْهَـكَ شَـطْرَ المَسْـجِدِ الحَـرَامِ ... "

( البقرة : 144 ) .
فلمـا نزلـت اسـتقبل الكعبـة ، فبينمـا النـاس بقبـاء فـي صـلاة الصبـح ؛ إذ جاءهـم آتٍ فقـال :
إن رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قـد أُنـزل عليـه الليلـة قـرآن ،
وقـد أُمِـرَ أن يسـتقبل الكعبـة ، [ ألا ] فاسـتقبلوها . وكانـت وجوههـم إلـى الشـام ،
فاسـتداروا ، [ واسـتدار إمامهـم حتـى اسـتقبل بهـم القبلـة ] " .

( رواه البخاري ، ومسلم ، وأحمد .... ) .
تحويـل القبلـة :
*********

اقتضـت حكمـة اللـه عـز وجـل أن يبعـث علـى النـاس فـي عهـد النبـوة بيـن الفينـة والفينـة ريـحَ فتنـة يبتلـي بهـا النفـوس ؛ ليظهـرَ الصـادقَ فـي إيمانـه ، الـذي لا تزلزلـه الفتـن ، ولا تنـال منـه الزعـازع ، مـن المنافـق الـذي لا يلبـث أن يتكشـف ما فـي نفسـه مـن ظلمـات الشـكوك ، وعوامـل الهزيمـة فيـذوب فـي الفتنـة كمـا يـذوب الملـح فـي المـاء .
فكـان تحويـل القبلـة من هـذه الابتـلاءات الكبـرى التـي أراد الله بها هـز المجتمـع الإسـلامي لتتسـاقط عـن شـجرته المباركـة الأوراق اليابسـة والثمـرات العفنـة ، ولا يبقـى إلا القـوي الجيـد الـذي له من صلابـة الإيمـان وقوة اليقيـن ونـور البصيـرة ما يَـرُد عنـه مضـلات الفتـن وينجيـه مـن بوائِقِهـا .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-16-2007   رقم المشاركة : ( 3 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

ـ فعـن البـراء بـن عـازب - رضي الله عنه - قـال :

" كـان رسـول اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلـى نحـو بيـت المقـدس سـتة عشـر ، أو سـبعة عشـر شـهرًا ، وكـان رسـول اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يحـب أن يُوَجَّـه إلـى الكعبـة ، فأنـزل اللـه عـز وجـل :
" قـد نـرى تقلـب وجهـك فـي السـماء .... " . ( البقرة : 144 ) .
فتوجـه نحـو الكعبـة ، وقـال السـفهاء مـن النـاس وهـم " اليهـود " : " ... مَا وَلاَّهُـمْ عَـن قِبْلَتِهِـمُ التِـي كَانُـوا عَلَيْهَـا ؟ قُـلْ : لِلَّـهِ المَشْـرِقُ وَالمَغْـرِبُ يَهْـدِي مَـن يَشَـاءُ إِلَـى صِـرَاطٍ مُسْـتَقِيمٍ " .
( البقرة : 142 ) .

فصلـى مـع النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رجـل ثـم خـرج بعـد ما صلـى ، فمـر علـى قـوم مـن الأنصـار فـي صـلاة العصـر نحـو بيـت المقـدس ، فقـال :
هـو يشـهد أنـه صلـى مـع رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأنـه توجـه نحـو الكعبـة ، فتحـرَّف القـوم حتـى توجَّهـوا نحـو الكعبـة " .

( رواه مسلم / ج : 5 ، 6 / ص : 12 . البخاري / ج : 8 / ص : 20 ، ج : 1 / حديث رقم : 40 ) .
ولمـا كـان شـأن ذلك التحويـل عظيمـًا حيـث اتخـذ منه أعـداء الإسـلام فرصـة للطعـن وإثـارة الشـكوك ، كقولهـم :
إن كانـت القبلـة الأولـى حقـًا ، فقد تركهـا ، وإن كانـت الثانيـة هي الحـق ، فقـد كـان علـى باطـل .
وكقولهـم : إن محمـدًا مضطـرب في أمـره ، ينقـض اليـوم ما أبـرم بالأمـس ، يصلـي كـل يـوم إلـى قبلـة .
إلـى غيـر ذلـك مـن العبـارات التـي كانـوا يريـدون بهـا بلبلـة الأفكـار والتأثيـر علـى ضعفـاء الإيمـان مـن المسـلمين ،
وقـد بلغـوا مـن ذلـك بعـض ما أرادوا ، فارتـد النـاس مـن ضعفـة الإيمـان عـن دينهـم .
ونظـرًا لمـا صاحـب أمـر التحويـل مـن الإرجـاف والطعـن ، فقـد نزلـت قبلـه آيـات كثيـرة تتحـدث عـن النسـخ الـذي كـان اليهـود ينكرونـه .

" مَا نَنسَـخْ مِـنْ آيَـةٍ أَوْ نُنسِـهَا نَـأْتِ بِخَيْـرٍ مِّنْهَـا أَوْ مِثْلِهَـا أَلَـمْ تَعْلَـمْ أَنَّ اللهَ عَلَـى كُـلِّ شَـيْءٍ قَدِيـرٌ " .
( البقرة : 106 ) .
كمـا تحدثـت ـ الآيـات ـ عـن رغبـة أهـل الكتـاب فـي أن يـردوا المؤمنيـن كفـارًا مثلهـم مـن بعـد ما تبيـن لهـم الحـق ، قـال تعالـى :
" وَدُّوا لَـوْ تَكْفُـرُونَ كَمَـا كَفَـرُوا فَتَكُونُـونَ سَـوَاءً ... " .
( النساء : 89 ) .
* ثـم ذكـرت الآيـات بعـد ذلـك أن اليهـود والنصـارى يختلف بعضهـم علـى بعـض ويشـهدون بعضهـم علـى بعـض بأنهـم ليسـوا علـى شـيء وهـم يتلـون الكتـاب ، قـال تعالـى :
" وَقَالَـتِ اليَهُـودُ لَيْسَـتِ النَّصَـارَى عَلَـى شَـيْءٍ وَقَالَـتِ النَّصَـارَى لَيْسَـتِ اليَهُـودُ عَلَـى شَـيْءٍ وَهُـمْ يَتْلُـونَ الكِتَـابَ ... " . ( البقرة : 113 ) .

* وإنـه مـن تمـام النعمـة على الأمـة التي تعـد شـريعتها متصلـة بشـريعة إبراهيـم – عليه السلام – ومجـددة لهـا أن تكـون قبلتهـا هـي قبلـة إبراهيـم – عليه السلام – لتتـم لهـا الهدايـة والنعمـة .
فقـد ذكـر سـبحانه مـا قـام بـه " إبراهيـم " مـن رفـع قـواعـد البيـت الحـرام بمعونـة ولـده " إسـماعيل " عليهمـا السـلام ودعائهمـا بعـد الفـراغ مـن ذلـك بـأن يتقبـل الله عملهمـا ، وأن يجعـل ذريتهمـا أمـة مسـلمة لـه سـبحانه وأن يريهمـا مناسـكهما ويتـوب عليهمـا ، وأن يبعـث فـي هـذه الأمـة المسـلمة رسـولاً منهـا يتلـو عليهـم آيـات اللـه ، ويزكيهـم ، ويعلمهـم الكتـاب والحكمـة قـال تعالـى :

" وَإِذْ يَرْفَـعُ إِبْرَاهِيـمُ القَوَاعِـدَ مِـنَ البَيْـتِ وَإِسْـمَاعِيلُ رَبَّنَـا تَقَبَّـلْ مِنَّـا إِنَّـكَ أَنـتَ السَّـمِيعُ العَلِيـمُ * رَبَّنَـا وَاجْعَلْنَـا مُسْـلِمَيْنِ لَـكَ وَمِـن ذُرِّيَّتِنَـا أُمَّـةً مُسْـلِمَةً لَّـكَ وَأَرِنَـا مَنَاسِـكَنَا وَتُـبْ عَلَيْنَـا إِنَّـكَ أَنـتَ التَّـوَّابُ الرَّحِيـمُ * رَبَّنَـا وَابْعَـثْ فِيهِـمْ رَسُـولاً مِّنْهُـم يَتْلُـو عَلَيْهِـمْ ءايَاتِـكَ وَيُعَلِّمُهُـمُ الكِتَـابَ وَالحِكْمَـةَ وَيُزَكِّيهِـمْ إِنَّـكَ
أَنـتَ العَزِيـزُ الحَكِيـمُ " .
( البقرة : 127 : 129 ) .
ثـم أخبـر أن ملـة إبراهيـم وهـي الإسـلام الـذي يقـوم علـى التوحيـد الخالـص مـن كـل شـائبة ، لايرغـب عنهـا إلا كـل سـفيه أحمـق ، وأن إبراهيـم وصـى بهـا بنيـه ، وكذلك يعقـوب عليهمـا السـلام قـال تعالـى :
" وَمَـن يَرْغَـبُ عَن مِّلَّـةِ إِبْرَاهِيـمَ إِلا مَـن سَـفِهَ نَفْسَـهُ وَلَقَـدِ اصْطَفَيْنَـاهُ فِـي الدُّنْيَـا وَإِنَّـهُ فِـي الآخِـرَةِ لَمِـنَ الصَّالِحِيـنَ * إِذْ قَـالَ لَـهُ رَبُّـهُ أَسْـلِمْ قَـالَ أَسْـلَمْتُ لِـرَبِّ العَالَمِيـنَ * وَوَصَّـى بِهَـا إِبْرَاهِيـمُ بَنِيـهِ وَيَعْقُـوبُ يَابَنِـيَّ إِنَّ اللـهَ اصْطَفَـى لَكُـمُ الدِّيـنَ فَـلا تَمُوتُـنَّ إِلا وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ * أَمْ كُنتُـمْ شُـهَدَاءَ إِذْ حَضَـرَ يَعْقُـوبَ المَـوْتُ إِذْ قَـالَ لِبَنِيـهِ مَا تَعْبُـدُونَ مِـن بَعْـدِي قَالُـوا نَعْبُـدُ إِلهَـكَ وَإِلَهَ ءَابَائِـكَ إِبْرَاهِيـمَ وَإِسْـمَاعِيلَ وَإِسْـحَاقَ إِلَهـًا وَاحِـدًا وَنَحْـنُ لَـهُ مُسْـلِمُونَ " .
( البقرة : 130 : 133 ) .
* وإنـه لمـن تمـام النعمـة علـى الأمـة التـي تعـد شـريعتها متصلـة بشـريعة إبراهيـم عليـه السـلام ، ومجـددة لهـا أن تكـون قبلتهـا هـي قبلـة إبراهيـم لتتـم بهـا الهدايـة والنعمـة ، تحقيقـًا لقـول اللـه تبـارك وتعالـى :
" ... وَلأتِـمَّ نِعْمَتِـي عَلَيْكُـمْ وَلَعَلَّكُـمْ تَهْتَـدُونَ " .
( البقرة : 150 ) .

* فمـن تمـام النعمـة التوجـه لقبلـة إبراهيـم – عليه السلام - .
قـال تعالـى :
" وَمِنْ حَيْـثُ خَرَجْـتَ فَـوَلِّ وَجْهَـكَ شَـطْرَ المَسْـجِدِ الحَـرَامِ وَحَيْـثُ مـا كُنتُـمْ فَوَلُّـوا وُجُوهَكُـمْ شَـطْرَهُ لِئَـلاَّّ يَكُـونَ لِلنَّـاسِ عَلَيْكُـمْ حُجَّـةٌ إلا الذِيـنَ ظَلَمُـوا مِنْهُـمْ فَـلا تَخْشَـوْهُمْ وَاخْشَـوْنِي وَلأتِـمَّ نِعْمَتِـي عَلَيْكُـمْ وَلَعَلَّكُـمْ تَهْتَـدُونَ " .
( البقرة : 150 ) .
ثـم أمرهـم بمـا لا يتـم كـل ذلـك إلا بـه ، وهـو الاسـتعانة بالصبـر والصـلاة ،وأخبرهـم أنـه مـع الصابريـن ، قـال تعالـى :
"يَا أَيُّهَـا الذِيـنَ آمَنُـوا اسْـتَعِينُوا بِالصَّبْـرِ وَالصَّـلاةِ إِنَّ اللـهَ مَـعَ الصَّابِرِيـنَ " .
( البقرة : 153 ) .
ولنرجـع إلـى شـرح بقيـة الحديـث مـن قـول البـراء بـن عـازب - رضي الله عنه - :
" فصلـى مـع النبـي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجـل ولـم يعـرف اسـم ذلـك الرجـل ، ولا القـوم الذيـن مـر بهـم وهـم يصلـون فـي مسـجدهم ، ولكنهـم علـى كـل حـال ليسـوا أهـل قبـاء ، فـإن أهـل قبـاء لـم يعلمـوا بتحويـل القبلـة إلا فـي صـلاة الصبـح .
كمـا جـاء في حديـث ابن عمـر : " بينمـا النـاس بقبـاء في صـلاة الصبـح ، إذ جاءهـم آتٍ فقـال : إن النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قد أنـزل عليه الليلـة قـرآن ، وقـد أمـر أن يسـتقبل النـاس الكعبـة فاسـتقبلوها ، وكانـت وجوههـم إلـى الشـام فاسـتداروا إلـى الكعبـة " .

( البخاري ومسلم وأحمد . صفة صلاة النبي للألباني / ص : 77 ) .
====================

وقـد اختلـف فـي أول صـلاة صلاهـا رسـول اللـه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إلـى الكعبـة بعـد التحويـل ،[/U][/COLOR]
فحديـث " البـراء بـن عـازب " هنـا يفيـد أنهـا صـلاة العصـر .
وَرُوِيَ عـن ابـن سـعيد بـن المعلـى أنهـا صـلاة الظهـر ، وأنـه هـو وصاحـب لـه كانـا أول مـن صلـى مـع النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلـى القبلـة الجديـدة .
وَرُوِيَ كذلـك أن الأمـر بالتحويـل نـزل بعـد ما صلى النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ركعتيـن مـن الظهـر ، فاسـتدار فـي الصـلاة ، وكـان ذلـك فـي مسـجد بنـي سـلمة ، فسـمي المسـجد " ذا القبلتيـن " .
ويؤخـذ مـن حديـث البـراء بـن عـازب جملـة مـن الأحكـام الأصوليـة والفرعيـة ، ذكرهـا العلامـة ابـن دقيـق العيـد فـي شـرحه علـى عمـدة الأحكـام عنـد الكـلام علـى حديـث ابـن عمـر المتقـدم ، ونحـن نجملهـا فيمـا يأتـي :
1 ـ قبـول خبـر الواحـد ، وعـادة الصحابـة في ذلـك اعتـداد بعضهـم بنقـل بعـض ، وورد عنهم فـي ذلـك مـا لا يُحصـى ، ومعنـى ذلـك أن خبـر الواحـد العـدل ، يفيـد العلـم بمضمونـه ويجـب العمـل بـه ، خلافـًا للمتكلميـن مـن المعتزلـة وغيرهـم .

2 ـ جـواز نسـخ السـنة بالكتـاب ، فإنمـا الصـلاة إلـى بيـت المقـدس إنمـا كانـت بالسـنة ، إذ لا نـص فـي القـرآن علـى ذلـك ، وتحويـل القبلـة إلـى الكعبـة إنمـا كـان بالكتـاب .

3 ـ دلَّ الحديـثُ على أن حكـم " الناسـخ " لا يثبـت في حـق المكلـف قبـل بلـوغ الخطـاب لـه ، إنهـم بنـوا ـ صلاتهـم ـ علـى ما فعلـوه مـن الصـلاة جهـة بيـت المقـدس ، ولـو ثبـت الحكـم فـي حقهـم قبـل بلـوغ الخبـر إليهـم ؛ لكانـت صلاتهـم إلى بيـت المقـدس باطلـة ، فـلا يجـوز البنـاء عليهـا ، بل كـان يجـب اسـتئنافها
( أي : إعادتهـا من جديـد ) .

4 ـ قـد يؤخـذ منـه أيضـًا جـواز الاجتهـاد فـي زمـن الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو بالقـرب مـن زمنـه ، لأنـه كـان يمكنهـم أن يقطعـوا الصـلاة ويسـتأنفوها مـن جديـد ، أو أن يبنـوا علـى ما صلـوا ، فرجحـوا البنـاء ـ علـى ما صلـوا ـ .
5 ـ فيـه دليـل علـى جـواز تنبيـه مـن ليـس فـي الصـلاة لمـن هـو فيهـا ، وأن يَفْتَـح عليـه القـراءة .
6 ـ قـال الطحـاوي : فـي هـذا دليـل علـى أن مـن لـم يعلـم بفـرض الله تعالـى ، ولـم تبلغـه الدعـوة ، ولا أمكنـه اسـتعلام ذلـك مـن غيـره ، فالفـرض غيـر لازم لـه ، والْحُجَّـة غيـر قائمـة عليـه .
تعقيـب : ]
1ـ نقـل الإمـام القرطبـي عـن أبـي حاتـم البسـتي قـال :
صلـى المسـلمون إلى بيـت المقـدس سـبعة عشـر شـهرًا وثلاثـة أيـام ، وذلـك أن قـدومـه صلى الله عليه وعلى آله وسـلم المدينـة كـان يـوم الإثنيـن لاثنتـي عشـرة ليلـة ، خلـت مـن شـهر ربيـع الأول ، وأمـره اللـه عـز وجـل باسـتقبال الكعبـة يـوم الثلاثـاء للنصـف الأول مـن شـعبان .

2 ـ ويحكـي ابن كثيـر فـي البدايـة والنهايـة ، وكذلـك فـي تفسـيره أن ذلـك كـان فـي رجـب سـنة اثنتيـن علـى رأس سـتة عشـر شـهرًا .
علـى أن الخـلاف فـي وقـت التحويـل لا يهمنـا بقـدر مـا يهمنـا مـا يفعلـه النـاس فـي المواسـم بمـا طغـى علـى ما وقـع فيهـا مـن أحـداث هامـة مـن أمـر الإسـلام .
( مجلة التوحيد العدد الخاص بشـعبان : 1414 هـ ، 1415 هـ ) .
جزاكم الله خيرًا نتابع
*******************
الحاشية:
( 1 ) من أراد المزيد في الصيام وأحكامه : فليرجع إلى رسالة رمضان .
إذا أُخِّـرَ القضـاء حتـى دخـل رمضـان الـذي بعـده ، فإنهـا تصـوم رمضـان الـذي ورد عليهـا ـ كمـا أُمِـرت ـ فـإذا أفطـرت فـي شـوال قضـت الأيـام التـي كانـت عليهـا فقـط ولا مزيـد علـى هـذا ، فـلا يجـب إطعـام ولا غيـره ، لعـدم ثبـوت شـيء مرفـوع إلـى النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فـي ذلـك ولا يجـب التتابـع فـي القضـاء .
( صحيح فقه السنة ... / ص : 129 ) .
فمذهـب جماهيـر السـلف والخلـف : جـواز تأخيـر قضـاء رمضـان لمن أفطـر بعـذر مطلقـًا .
ثـم اختلفـوا فـي جـواز التطـوع قبـل قضـاء رمضـان . ولا يصـح دليـل فـي المنـع مـن صيـام التطـوع قبـل القضـاء ، بـل يـدل علـى الجـواز ، أن اللـه سـبحانه أطلـق القضـاء بقولـه تعالـى :
" فَعِـدَّةٌ مِـنْ أَيَّـامٍ أُخَـرَ " . ( البقرة : 185 ) .
ثـم إن القضـاء واجـب يتعلـق بوقـتٍ مُوَسَّـعٍ ، فجـاز التطـوع فـي وقتـه قبـل فعلـه كالصـلاة يُتطـوع فـي أول وقتهـا واللـه أعلـم .

( صحيح فقه السنة ... / ص : 141 )
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-16-2007   رقم المشاركة : ( 4 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

*******************
البـدع وأقسـامها
===========
تعريـف البدعـة :
************
هـي طريقـة فـي الديـن مُخْتَرَعـةٍ ، تضاهـي الشـرعِيَّة ، يُقصَـدُ بالسـلوكِ عليهـا المبالغـةُ فـي التعبُّـدِ للـهِ سـبحانه .
( علم أصول البدع ... / ص : 24 ) .
" فمـن أحـدث شـيئًا يتقـرب بـه إلـى اللـه تعالـى مـن قـولٍ أو فعـلٍ ، فقـد شَـرَعَ مـن الديـن ما لـم يـأذن بـه الله ، فَعُلِـمَ أنَّ كـلَّ بدعـةٍ مـن العبـادات الدينيـة لا تكـون إلا سـيئة " .


( علم أصول البدع ... / ص : 101 ) .
أقسـام البـدع :
***********
أ ـ البـدع الحقيقيـة .
ب ـ البـدع الإضافيـة .

أ ـ البـدع الحقيقيـة :
=============
قـال العلامـة الشـاطبي فـي " الاعتصـام " ( 1 / 286 ) :
" إن البدعـةَ الحقيقيـةَ هـي التـي لـم يَـدُل عليهـا دليـل شـرعيٌّ ؛ لا مـن كتـابٍ ولا سـنةٍ ، ولا إجمـاعٍ ، ولا اسـتدلالٍ معتبـرٍ عنـد أهـل العلـم ، لا في الجملـة ولا فـي التفصيـل " . ا . هـ
( علم أصول البدع ... / ص : 147 ) .
وعليـه ؛ فإن البدعـة الحقيقيـة أعظـمُ وزرًا ؛ لأنها مخالَفَـةٌ مَحْضَـةٌ ، وخـروج عـن السـنةِ ظاهـرٌ ؛ كالقـول بالقَـدَرِ ، وإنكـار تحريـم الخمـر ، ... ومـا أشـبه ذلـك .
( علم أصول البدع ... / ص : 148 ) .
ب ـ البـدع الإضافيـة :
===============
البدعـة الإضافيـة هـي التـي لهـا أصـل مـن الديـن ولكـن أضيـف إليهـا هيئـات ، أو أزمنـة ، أو ... ، ليـس مـن الديـن .
فالبدعـة الإضافيـة لهـا شـائبتان :
إحداهمـا :
لهـا مـن الأدلـة مُتَعَلَّـقٌ ، فـلا تكـون مـن تلـك الجهـةِ بدعـةً .
والأخـرى :
ليـس لهـا مُتَعَلَّـقٌ ؛ إلا مثـل ما للبدعـةِ الحقيقيـة .
فالبدعـة الإضافيـة بالنسـبة إلـى إحـدى الجهتيـن سـنةٌ ، لأنهـا مسـتندةٌ إلـى دليـلٍ ـ لكنـه عـام ـ وبالنسـبة إلـى الجهـة الأخـرى بدعـةٌ ، لأنهـا مسـتندة إلـى شـبهةٍ ، لا إلـى دليـل ، أو غيـر مسـتندة إلـى شـيءٍ .
فالدليـل عليهـا مـن جهـة الأصـل قائـم ، ومـن جهـة الكيفيـات أو الأحـوال أو التفاصيـل لـم يَقُـمْ عليهـا ، مـع أنهـا محتاجـةٌ إليـه . ( علم أصول البدع ... / ص : 148 ) .
هـذا وإن صاحـب البدعـة الإضافيـة يتقـربُ إلـى اللـهِ تعالى بمشـروعٍ وغيـرِ مشـروع ،
والتقـرب يجـب أن يكـون بمحـضِ المشـروع ،
فكما يجـب أن يكـون العمـلُ مشـروعـًا باعتبـار ذاتـه ، يجـبُ أن يكـونَ مشـروعـًا باعتبـار كيفيتـه ،
كمـا يفيـده الحديـث : قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن عمـل عمـلاً ليـس عليـه أمرُنـا ؛ فهـو ردٌّ " . ( مسلم ) .
فالمبتـدع بدعـةً إضافيـةً قـد خلـط عمـلاً صالحـًا وآخـر سـيئـًا ، وهـويـرى أن الكـلَّ صالـح .
( علم أصول البدع ... / ص : 152 / بتصرف يسير ) .
أمثلـة البـدع الإضافيـة :
*****************
ـ تخصيـص نصف شـعبان بصيـام وقيـام : فأصـل الصيـام مشـروع وأصـل القيـام مشـروع . ولكـن تخصيـص هـذا اليـوم وليلتـه بعبـادات معينـة فهـذا ممـا لا دليـل عليـه .
ـ عـن سـعيد بـن المسـيب :
أنـه رأى رجـلاً يصلـي بعـد طلـوع الفجـر أكثـر مـن ركعتيـن يكثـرُ فيهمـا الركـوع والسـجود فنهـاه .
فقـال : يا أبـا محمـد ! يعذبنـي اللـه علـى الصـلاة ؟ !
قـال : " لا ، ولكـن يعذبُـك علـى خـلاف السـنة " . ( رواه البيهقي وغيره بسند حسن ) .
قـال شـيخنا العلامـة الألباني - رحمه الله - في إرواء الغليـل ( 2 / 236 ) بعد إيـراده هـذا الأثـر :
" وهـذا مـن بدائـع أجوبـة سـعيد بن المسـيب رحمه الله تعالى ، وهـو سـلاحٌ قـويٌّ علـى المبتدعـة الذيـن يسـتحسنون كثيـرًا من البـدع باسـم أنهـا ذِكـرٌ وصـلاةٌ ! ! ثـم ينكـرون علـى أهـل السـنة إنكـار ذلـك عليهـم ، ويتهمونهـم بأنهـم ينكـرون الذكـر والصـلاة ! ! وهـم فـي الحقيقـة إنمـا ينكـرون خلافهـم للسـنة فـي الذكـر والصـلاة ونحـو ذلـك " . ا . هـ
( علم أصول البدع / للشيخ : علي حسن عبد الحميد / ص : 72 ) .
ـ عـن عمـر بـن سـلمة الهَمْـدَانـي ـ رحمه الله ـ قـال :
" كنـا نجلـس علـى بـاب " عبـد اللـه بـن مسعـود " قبـل صـلاة الغـداةِ ، فـإذا خـرج مَشَـيْنا معـه إلـى المسجـد . فجاءنـا " أبـو موسـى الأشعـري " ، فقـال : أَخَـرَجَ إليكـم " أبـو عبـد الرحمـن " بعـد ؟
قلنـا : لا .
فجلـس معنـا حتـى خـرج ، فلمـا خـرج قمنـا إليـه جميعـًا .
فقـال لـه " أبـو موسـى " : يـا " أبـا عبـد الرحمـن " إنـي رأيـت فـي المسجـد آنفـًا أمْرًا أنكرتـه !
ولـم أرَ والحمـد للـه إلا خيـرًا .
قـال : فمـا هـو ؟
فقـال ( أي أبـي موسـى ) : إنْ عشـتَ فسـتراه .
قـال أبـو موسـى : رأيـتُ فـي المسـجد قوْمـًا حِِِلَقـًا ، جلوسـًا ، ينتظـرون الصـلاة ، فـي كـل حلْقـة رجـل ، وفـي أيديهـم حصـى فيقـول : سـبَّحوا مائـة ، فيسـبحون مائـةً .
قـال ـ أي : عبـد اللـه بـن مسـعود ( أبـو عبـد الرحمـن ) ـ : فمـاذا قلـتَ لهـم ؟
قـال ( أي : أبـي موسـى الأشـعري ) : مـا قلـتُ لهـم شـيئًا انتظـارَ رأيـك .
قـال ( ابـن مسـعود ) : أفـلا أمرتَهـم أن يَعُـدُّوا سـيئاتهم وضَمِنـتَ لهـم أن لا يضيـع مـن حسـناتهم شـيء ؟ ! ثـم مضـى ومضينـا معـه ، حتـى أتـى حَلْقـةً مـن تلـك الحِلَـق ،
فوقـف عليهـم فقـال : ما هـذا الـذى أراكـم تصنعـون ؟
قالـوا : يا أبـا عبـد الرحمـن ، حصـى نَعُـدُّ بـه التكبيـر والتهليـل والتسـبيح .
قـال : فَعُـدُّوا سـيئاتكم ، فأنـا ضامـن أن لا يضيـع مـن حسـناتكم شـيء ، ويْحَكُـم يا أمـة محمـد ! مـا أ َسْـرعَ هلكتكـم ! هـؤلاء صحابـة نبيكـم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - متوافـرون وهـذه ثيـابـه لـم تَبْـل ، وآنيتـه لـم تُكْسَـرْ ، والـذي نفسـي بيـده إنكـم لعلـى
ملـة هـي أهـدى مـن ملـة محمـد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو مفتتحـو بـاب ضلالـة ؟ ! ! !
قالـوا : واللـه يـا أبـا عبـد الرحمـن ، مـا أردنـا إلا الخيـر .
قـال : وكـم مـن مريـد للخيـر لـن يصيبـه ، إن رسـول اللـه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حدثنا :
" إن قومـًا يقـرءون القـرآن ، لايجـاوز تراقيـهم ، يمرقـون من الإسـلام كمـا يمـرقُ السـهم مـن الرَّمِيَّـة " .
" وايـم اللـه " ( 1 ) مـا أدري لعـلَّ أكثرهـم منكـم ! ثـم تولـى عنهـم .
فقـال عمـرو بن سلمـة :
فرأينـا عامـة أولئـك الحِلَـق يطاعنوننـا يوم النهـروان مـع الخـوارج .
( أخرجه الدارمي . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة /
مجلد رقم :5 / حديث رقم : 5002) .
( 1 ) " وايـم اللـه " : كلمـة قسـم . همزتهـا همـزة وصـل . ( المعجم الوجيز ص :31 ) .
========================
[quote=د.سهير البرقوقي;25431][size="4"]قـال الشـيخ الألبانـي - رحمـه اللـه - :
وإنمـا عُنيـتُ بتخريجـه مـن هـذا الوجـه لقصـة ابـن مسـعود مـع أصحـاب الحلقـات ،
فإن فيهـا عبـرة لأصحـاب الطـرق وحلقـات الذكـر علـى خـلاف السـنة ، فإن هـؤلاء إذا أنكـرعليهـم منكـر مـا هـم فيـه ، اتهمـوه بإنكـار الذكـر مـن أصلـه ! وهـذا كفـر لا يقـع فيـه مسـلم ، وإنمـا المنكَـر مـا أُلصِـق بـه مـن الهيئـات والتجمعـات التـي لـم تكـن مشـروعة علـى عهـد النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإلا فمـا الـذي أنكـره ابـنُ مسـعود - رضي الله عنه - علـى أصحـاب تلـك الحلقـات ؟ !
ليـس هـو إلا التجمـع فـي يـوم معيـن ، والذكـر بعـدد لـم يـرد ، وإنمـا يحصـره الشـيخ صاحـب الحَلْقـة ، ويأمرهـم بـه مـن عنـد نفسـه ، وكأنـه مُشـرِّع عـن اللـه تعالـى .
قـال تعالـى :
" أَمْ لَهُـمْ شُـرَكَاءُ شَـرَعُوا لَهُـم مِّنَ الدِّيـنِ مَا لَـمْ يَـأْذَن بِـهِ اللهُ ... " .
( الشورى : 21 ) .
ـ زد علـى ذلـك أن السـنة الثابتـة عنـه - صلى اللـه عليـه وعلـى آلـه وسـلم – فعـلاً وقـولاً إنمـا هـي التسبيـح بالأنامـل .
ومـن الفوائـد التـي تؤخـذ مـن الحديـث ، أن العبـرة ليسـت بكثـرة العبـادة ، وإنمـا بكونهـا علـى السـنة ، بعيـدة عـن البدعـة .
وقـد أشـار إلى هـذا ( ابـن مسـعود ) بقولـه :
" اقتصـاد فـي سـنة ، خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـة " .
ومـن الفوائـد أن البدعـة الصغيـرة بريـدٌ إلى البدعـة الكبيـرة ، ألا تـرى أن أصحـاب الحلقـات صـاروا بعـدُ مِـنَ الخـوارج الذيـن قتلهـم الخليفـة الراشـد " علـي بـن أبـى طالـب " ؟
فهـل مـن مُعْتَبِـر ؟ ( نظم الفرائد : ج : 1 / ص :211 ) .


شـبهة والـرد عليهـا
==========
قـد يقـول قائـل : تخصيـص نصـف شـعبان بصيـام مـن بـاب " السـنة الحسـنة " لقـول الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا وأجـر مـن عمـل بهـا بعـده ... " . ـ الحديـث ـ .
ولِـرَد هـذه الشـبهة نـورد الحديـث مـع توضيـح مـراد الشـارع منـه :
عـن المُنْـذِرِ بْنِ جَرِيـرٍ عَـنْ أَبِيـِه قـال : كُنَّـا عِنْـدَ رسـولِ اللهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فـي صَـدْرِ النَّهَـارِ .
قـال : فجـاءهُ قـومٌ حفـاةٌ عـراةٌ مُجْتَـابِي النِّمَـارِ ( 1 ) أوِ الْعَبَـاءِ ، مُتَقَلِّـدِي السُّيُوف ، عَامَّتُهُمْ مِـنْ مُضَـرَ بَلْ كُلُّهُـمْ مِـنْ مُضَـرَ فَتَمَعَّـرَ ( 2 ) وَجْـهُ رَسُـولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم - لِمَـا رَأَى بِهِـمْ مِنَ الفَاقَـةِ . فَدَخَـلَ ثُـمَّ خَـرَجَ . فَأَمَـرَ بِـلالاً فَـأَذَّنَ وَأَقَـامَ . فَصَلَّى ثُـمَّ خَطَـبَ فَقَـال :
" يَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُـمُ الَّـذي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ واحِـدَةٍ ... " . ( النساء : 1 ) .
إلـى آخـر الآيـة . " إنَّ اللـهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
والآيَـةَ التـي فـي الحَشْـرِ :
" اتَّقُـوا اللـهَ ولْتَنْظُـرْ نَفْـسٌ مَـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ واتَّقُـوا اللـهَ ... " .
( الحشر : 18 ) .
تَصَـدَّق ( 3 ) رَجُـلٌ مِـنْ دِينَـارِهِ ، مِـنْ دِرْهَمِـهِ ، مِـنْ ثَوْبِـهِ ، مِـنْ صَـاعِ بُـرِّهِ ، مِـنْ صَـاعِ تَمْـرِهِ
( حتـى قَـالَ ) ولَـوْ بِشَـقِّ تَمْـرَةٍ .
قَـالَ : فَجَـاءَ رَجُـلٌ مِـنَ الأَنْصَـارِ بِصُـرَّةٍ كَـادَتْ كَفُّـهُ تَعْجِـزُ عَنْهَـا . بَـلْ قَـدْ عَجَـزَتْ .
قـالَ : ثُـمَّ تَتَابَـعَ النَّـاسُ حَتَّـى رَأَيْـتُ كَوْمَيـنِ مِـنْ طَعَـامٍ وثِيَـابٍ . حَتَّـى رَأَيْـتُ وَجْـهَ
رَسْـولِ اللـهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يَتَهَلَّـلُ كَأَنَّـهُ مُذْهَبَـةٌ ( 4 ) .
فقـالَ رسـولُ اللـهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
مَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنَّةً حَسَـنَةً ، فَلَـهُ أَجْرُهَـا وَأَجْـرُ مَـنْ عَمِـلَ بِهَـا بَعْـدَهُ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أُجُورِهِـمْ شَـيْءٌ .
ومَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنةً سَـيئةً ، كـانَ عليـهِ وِزْرُهَـا ووِزْرُ مَـنْ عَمِـلَ بهـا مِـنْ بَعْـدِهِ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أوْزَارِهِـمْ شَـيْءٌ " .
( صحيح مسلم / ج : 7 / كتاب الزكاة / باب : 20 / حديث رقم : 1017 / ص : 142 ) .
( 1 ) الجَـوْب : القَطْـعُ . النمـار : جمـع نَميـرة وهـي كسـاء مـن صـوفٍ مخطـط .
مجتابيهـا : أي لابسـيها قـد خرقوهـا فـي رؤوسِـهم ( أي خرقوهـا وقـوروا وسـطها ) .
( 2 ) تمعـر : تغيـر .
( 3 ) تصـدق : أي ليتصـدق فهـو خبـر بمعنـى الأمـر .
( 4 ) مُذْهَبـة : الصفـاء والاسـتنارة .
* مـن شـرح الحديـث بصحيـح مسـلم :
( ص : 145 / ج : 7 )
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا ....
فيـه الحـث على الابتـداء بالخيـرات ، وسـن السـنن الحسـنات ، والتحذيـر من اختـراع
الأباطيـل والمسـتقبحات .
وسـبب هـذا الكـلام فـي هـذا الحديـث أنـه قـال فـي أولـه :
( فجـاء رجـل بصـرة كـادت كفـه تعجـز عنهـا ، فتتابـع النـاس ) .
وكـان الفضـل العظيـم للبـادي بهـذا الخيـر ، والفاتـح لبـاب هـذا الإحسـان .
وفـي هـذا الحديـث تخصيـص قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" كـل محدثـة بدعـة وكـل بدعـة ضلالـة " ... وأن المـراد به المحدثـات الباطلـة ، والبـدع المذمومـة .
وقـد سـبق بيـان هـذا فـي كتاب صـلاة الجمعـة . ا . هـ
مـن سـن سـنة حسـنة :
نجـد أن السُّـنَّة الحسـنة فـي هـذا الحديـث هـي الصدقـة وهـي لهـا أصـل فـي الديـنولكـن الحـث عليهـا بالعمـل ( القـدوة ) ... فيقتـدي بـه النـاس ، يعتبـر سـنة حسـنة .
وليـس إذن معنـى السـنة الحسـنة أن نبتـدع فـي ديـن اللـه أي عبـادات ونقـول :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة " .
فـلا يخصـص شـهر رجـب بصيـام ونقـول مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .....
ولا نحتفـل بليلـة النصـف مـن شـعبان ونحييهـا ونخصهـا بعبـادات معينـة تحـت سـتار
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .
فـلا عبـادة إلا بنـص مـن القـرآن أو السـنة الصحيحـة بفهـم السـلف
الصالـح .

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-16-2007   رقم المشاركة : ( 5 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

========================
طريـق الخـلاص مـن البـدع
===================
بعـد أن ظهـر جليـًا أن كـل بدعـة ضلالـة ، فمـا هو طريـق الخـلاص مـن البـدع التـي هـي مفتـاح الضـلال ؟
فالجـواب ما قالـه الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" تركـتُ فيكـم أمريـن مـا إن تمسـكتم بهمـا لـن تضـلوا بعـدي أبـدًا : كتـاب اللـه وسُـنتي " .
( حديث حسن ) .
فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ ، فالحـذر الحـذر مـن هـذا السُّـمِّ ؛ فإنـه قاتـل ، ومِـلْ مـع الحـقِّ حيـث كـان ، وكـنْ متيقِّظـًا لخـلاص مُهْجَتِـك بالاتبـاع ، وتـرك الابتـداع .
إذن " الطريـق الوحيـد للخـلاص مـن البـدع وآثارهـا السـيئة هـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة اعتقـادًا وعِلمـًا وعمـلاً " .
محوطـًا ذلـك كلُّـه بالاهتـداء بهَـدْي السـلف وفهمِهِـم ونهجِهِـم وتطبيقِهِـم لهذيـن الوحييـن الشـريفيـن ؛
فَهُـمْ – رحمهم الله – أعظـمُ النـاس حبّـًا ، وأشـدُّهم اتباعـًا ، وأكثرُهـم حرصـًا ، وأعمقهـم علمـًا ، وأوسـعُهم درايـة .
وترجـع أهميـة هـذا الأمـر : أنـه الشـرط الثانـي لقبـول أي عبـادة ...
فشـرطى قبـول أي عمـل صالـح همـا : أن يكـون هـذا العمـل :
1 ـ خالصـًا للـه .
2 ـ صوابـًا علـى نهـج رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهـذا الطريـق يسـير علـى مـن يسَّـره اللـهُ لـه ، وسـهلٌ علـى مـن سَـهَّلَهُ اللـهُ عليـه ، لكنـه يحتـاج إلـى جهـود علميـة ودَعَويَّـةٍ متكاتفـةٍ متعاونـةٍ ، سـاقُها الصِّـدْقُ ، وأسـاسُها الحـبُّ والأخـوَّةُ ـ بعيـدًا عن أيِّ حزبيـةٍ أو تكتُّـلٍ أو تمحْوِرٍ ـ ومنطَلَقُهـا العمـلُ بأمـره تعالـى :
" وتعاونـوا علـى البـر والتقـوى ولا تعاونـوا علـى الإثـم والعـدوان " . ( المائدة : 2 ) .
واللـه الهـادي ـ وحـده ـ إلـى سـواءِ السَّـبيل .
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللـهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولـم يخالطهـا ببدعـةٍ ، إذن ؛ فَلْيُبَشَّـرْ بتقبـل اللـه عـز وجـل لطاعتـه ، وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللـهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ، والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـامالـتْ ؛ إنـه خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول . وصلى الله تعالى وسلم علـى نبيـه وعبـده وعلـى آله وصحبـه .
كلمـة ذهبيـة
=========
" اقتصـادٌ فـي سـنةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـةٍ " .
هـذه الكلمـة الذهبيـة صحَّـت عـن غيـرِ واحـدٍ مـن الصحابـةِ رضـي اللـه عنهـم ، منهـم :
أبـو الدرداء ، وعبـد اللـه بـن مسـعود .
ووردت أيضـًا عـن أُبَـيّ بـن كعـب رضي الله عنه ؛ كمـا فـي " الحُجَّـة فـي بيـان المحجـة " .
( 1 / 111 ) ؛ بلفـظ :
" وإن اقتصـادًا فـي سـبيلٍ وسُـنَّةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي خـلافِ سـبيلٍ وسُـنَّة ، فانظـرُوا أنْ يكـونَ عملُكـم إنْ كـان اجتهـادًا أو اقتصـادًا أن يكـون ذلـك علـى منهـاج الأنبيـاء وسـنتهم صلـوات اللـه عليهـم " .

( رواه اللالكائي ... ) .
وهـي كلمـة تعطـي منهاجـًا عظيمـًا للمسـلم الـذي يريـد الاتبـاع الصحيـح فـي أعمالـه وأقوالـه الشـرعية .
وهـذه الكلمـة مأخـوذة مـن عـدة أحاديـث نبويـة صحيحـة منهـا :
قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكـم والغلـو فـي الديـن " .
والغلـو مجـاوزة الحـد .
ومنهـا قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أحـبُّ الأعمـالِ إلـى اللـه أدومهـا وإن قـل " .
( رواه البخاري ( 1 / 109 ) . ومسلم ( 782 ) عن عائشة ) . وغيرهـا مـن الأحاديـث .
وقـد طبـق الصحابـة - رضي الله عنهم - والتابعـون رحمهـم اللـه تعالـى هـذه القاعـدة تطبيقـًا دقيقـًا ، فكانـوا جـد حريصيـن علـى اتبـاع السـنة ولـو بقليـل عمـلٍ ، ومـن ثَـمَّ ابتعـدوا عـن البدعـة ابتعـادًا كثيـرًا ، ونفـروا عنهـا ومنهـا ، ولـو توهَّـم متوهـمٌ أن فـي هـذه البدعـة اجتهـادًا وزيـادة خيـر ؛ ـ تذكـر قـول ـ أبـي الأحـوص وهـو يقـول لنفسـه :
" يا سـلام نَـمْ علـى سُـنَّةٍ ، خيـرٌ مـن أن تقـوم علـى بدعـة " .
( علم أصول البدع / على حسن علىعبد الحميد / ص : 56 ) .
" ألهمنـا اللـه وإياكُـم حُسـن المتابعـة ، وجنبنـا الهـوى والمخالفـة " . آميـن .
===============
قـال الشـيخ الألبانـي [/u][/color]- رحمـه اللـه - :
وإنمـا عُنيـتُ بتخريجـه مـن هـذا الوجـه لقصـة ابـن مسـعود مـع أصحـاب الحلقـات ،
فإن فيهـا عبـرة لأصحـاب الطـرق وحلقـات الذكـر علـى خـلاف السـنة ، فإن هـؤلاء إذا أنكـرعليهـم منكـر مـا هـم فيـه ، اتهمـوه بإنكـار الذكـر مـن أصلـه ! وهـذا كفـر لا يقـع فيـه مسـلم ، وإنمـا المنكَـر مـا أُلصِـق بـه مـن الهيئـات والتجمعـات التـي لـم تكـن مشـروعة علـى عهـد النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإلا فمـا الـذي أنكـره ابـنُ مسـعود - رضي الله عنه - علـى أصحـاب تلـك الحلقـات ؟ !
ليـس هـو إلا التجمـع فـي يـوم معيـن ، والذكـر بعـدد لـم يـرد ، وإنمـا يحصـره الشـيخ صاحـب الحَلْقـة ، ويأمرهـم بـه مـن عنـد نفسـه ، وكأنـه مُشـرِّع عـن اللـه تعالـى .
قـال تعالـى :
" أَمْ لَهُـمْ شُـرَكَاءُ شَـرَعُوا لَهُـم مِّنَ الدِّيـنِ مَا لَـمْ يَـأْذَن بِـهِ اللهُ ... " .
( الشورى : 21 ) .
ـ زد علـى ذلـك أن السـنة الثابتـة عنـه - صلى اللـه عليـه وعلـى آلـه وسـلم – فعـلاً وقـولاً إنمـا هـي التسبيـح بالأنامـل .
ومـن الفوائـد التـي تؤخـذ مـن الحديـث ، أن العبـرة ليسـت بكثـرة العبـادة ، وإنمـا بكونهـا علـى السـنة ، بعيـدة عـن البدعـة .
وقـد أشـار إلى هـذا ( ابـن مسـعود ) بقولـه :
" اقتصـاد فـي سـنة ، خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـة " .
ومـن الفوائـد أن البدعـة الصغيـرة بريـدٌ إلى البدعـة الكبيـرة ، ألا تـرى أن أصحـاب الحلقـات صـاروا بعـدُ مِـنَ الخـوارج الذيـن قتلهـم الخليفـة الراشـد " علـي بـن أبـى طالـب " ؟
فهـل مـن مُعْتَبِـر ؟ ( نظم الفرائد : ج : 1 / ص :211 ) .


شـبهة والـرد عليهـا
==========
قـد يقـول قائـل : تخصيـص نصـف شـعبان بصيـام مـن بـاب " السـنة الحسـنة " لقـول الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا وأجـر مـن عمـل بهـا بعـده ... " . ـ الحديـث ـ .
ولِـرَد هـذه الشـبهة نـورد الحديـث مـع توضيـح مـراد الشـارع منـه :
عـن المُنْـذِرِ بْنِ جَرِيـرٍ عَـنْ أَبِيـِه قـال : كُنَّـا عِنْـدَ رسـولِ اللهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فـي صَـدْرِ النَّهَـارِ .
قـال : فجـاءهُ قـومٌ حفـاةٌ عـراةٌ مُجْتَـابِي النِّمَـارِ ( 1 ) أوِ الْعَبَـاءِ ، مُتَقَلِّـدِي السُّيُوف ، عَامَّتُهُمْ مِـنْ مُضَـرَ بَلْ كُلُّهُـمْ مِـنْ مُضَـرَ فَتَمَعَّـرَ ( 2 ) وَجْـهُ رَسُـولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم - لِمَـا رَأَى بِهِـمْ مِنَ الفَاقَـةِ . فَدَخَـلَ ثُـمَّ خَـرَجَ . فَأَمَـرَ بِـلالاً فَـأَذَّنَ وَأَقَـامَ . فَصَلَّى ثُـمَّ خَطَـبَ فَقَـال :
" يَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُـمُ الَّـذي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ واحِـدَةٍ ... " . ( النساء : 1 ) .
إلـى آخـر الآيـة . " إنَّ اللـهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
والآيَـةَ التـي فـي الحَشْـرِ :
" اتَّقُـوا اللـهَ ولْتَنْظُـرْ نَفْـسٌ مَـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ واتَّقُـوا اللـهَ ... " .
( الحشر : 18 ) .
تَصَـدَّق ( 3 ) رَجُـلٌ مِـنْ دِينَـارِهِ ، مِـنْ دِرْهَمِـهِ ، مِـنْ ثَوْبِـهِ ، مِـنْ صَـاعِ بُـرِّهِ ، مِـنْ صَـاعِ تَمْـرِهِ
( حتـى قَـالَ ) ولَـوْ بِشَـقِّ تَمْـرَةٍ .
قَـالَ : فَجَـاءَ رَجُـلٌ مِـنَ الأَنْصَـارِ بِصُـرَّةٍ كَـادَتْ كَفُّـهُ تَعْجِـزُ عَنْهَـا . بَـلْ قَـدْ عَجَـزَتْ .
قـالَ : ثُـمَّ تَتَابَـعَ النَّـاسُ حَتَّـى رَأَيْـتُ كَوْمَيـنِ مِـنْ طَعَـامٍ وثِيَـابٍ . حَتَّـى رَأَيْـتُ وَجْـهَ
رَسْـولِ اللـهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يَتَهَلَّـلُ كَأَنَّـهُ مُذْهَبَـةٌ ( 4 ) .
فقـالَ رسـولُ اللـهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
مَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنَّةً حَسَـنَةً ، فَلَـهُ أَجْرُهَـا وَأَجْـرُ مَـنْ عَمِـلَ بِهَـا بَعْـدَهُ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أُجُورِهِـمْ شَـيْءٌ .
ومَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنةً سَـيئةً ، كـانَ عليـهِ وِزْرُهَـا ووِزْرُ مَـنْ عَمِـلَ بهـا مِـنْ بَعْـدِهِ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أوْزَارِهِـمْ شَـيْءٌ " .
( صحيح مسلم / ج : 7 / كتاب الزكاة / باب : 20 / حديث رقم : 1017 / ص : 142 ) .
( 1 ) الجَـوْب : القَطْـعُ . النمـار : جمـع نَميـرة وهـي كسـاء مـن صـوفٍ مخطـط .
مجتابيهـا : أي لابسـيها قـد خرقوهـا فـي رؤوسِـهم ( أي خرقوهـا وقـوروا وسـطها ) .
( 2 ) تمعـر : تغيـر .
( 3 ) تصـدق : أي ليتصـدق فهـو خبـر بمعنـى الأمـر .
( 4 ) مُذْهَبـة : الصفـاء والاسـتنارة .
* مـن شـرح الحديـث بصحيـح مسـلم :
( ص : 145 / ج : 7 )
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا ....
فيـه الحـث على الابتـداء بالخيـرات ، وسـن السـنن الحسـنات ، والتحذيـر من اختـراع
الأباطيـل والمسـتقبحات .
وسـبب هـذا الكـلام فـي هـذا الحديـث أنـه قـال فـي أولـه :
( فجـاء رجـل بصـرة كـادت كفـه تعجـز عنهـا ، فتتابـع النـاس ) .
وكـان الفضـل العظيـم للبـادي بهـذا الخيـر ، والفاتـح لبـاب هـذا الإحسـان .
وفـي هـذا الحديـث تخصيـص قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" كـل محدثـة بدعـة وكـل بدعـة ضلالـة " ... وأن المـراد به المحدثـات الباطلـة ، والبـدع المذمومـة .
وقـد سـبق بيـان هـذا فـي كتاب صـلاة الجمعـة . ا . هـ
مـن سـن سـنة حسـنة :
نجـد أن السُّـنَّة الحسـنة فـي هـذا الحديـث هـي الصدقـة وهـي لهـا أصـل فـي الديـنولكـن الحـث عليهـا بالعمـل ( القـدوة ) ... فيقتـدي بـه النـاس ، يعتبـر سـنة حسـنة .
وليـس إذن معنـى السـنة الحسـنة أن نبتـدع فـي ديـن اللـه أي عبـادات ونقـول :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة " .
فـلا يخصـص شـهر رجـب بصيـام ونقـول مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .....
ولا نحتفـل بليلـة النصـف مـن شـعبان ونحييهـا ونخصهـا بعبـادات معينـة تحـت سـتار
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .
فـلا عبـادة إلا بنـص مـن القـرآن أو السـنة الصحيحـة بفهـم السـلف
الصالـح .
[u][center]
========================
طريـق الخـلاص مـن البـدع
==================

بعـد أن ظهـر جليـًا أن كـل بدعـة ضلالـة ، فمـا هو طريـق الخـلاص مـن البـدع التـي هـي مفتـاح الضـلال ؟
فالجـواب ما قالـه الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
[color="Red"]" تركـتُ فيكـم أمريـن مـا إن تمسـكتم بهمـا لـن تضـلوا بعـدي أبـدًا : كتـاب اللـه وسُـنتي " .
( حديث حسن ) .
فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ ، فالحـذر الحـذر مـن هـذا السُّـمِّ ؛ فإنـه قاتـل ، ومِـلْ مـع الحـقِّ حيـث كـان ، وكـنْ متيقِّظـًا لخـلاص مُهْجَتِـك بالاتبـاع ، وتـرك الابتـداع .
إذن " الطريـق الوحيـد للخـلاص مـن البـدع وآثارهـا السـيئة هـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة اعتقـادًا وعِلمـًا وعمـلاً " .
محوطـًا ذلـك كلُّـه بالاهتـداء بهَـدْي السـلف وفهمِهِـم ونهجِهِـم وتطبيقِهِـم لهذيـن الوحييـن الشـريفيـن ؛
فَهُـمْ – رحمهم الله – أعظـمُ النـاس حبّـًا ، وأشـدُّهم اتباعـًا ، وأكثرُهـم حرصـًا ، وأعمقهـم علمـًا ، وأوسـعُهم درايـة .
وترجـع أهميـة هـذا الأمـر : أنـه الشـرط الثانـي لقبـول أي عبـادة ...
فشـرطى قبـول أي عمـل صالـح همـا : أن يكـون هـذا العمـل :
1 ـ خالصـًا للـه .
2 ـ صوابـًا علـى نهـج رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهـذا الطريـق يسـير علـى مـن يسَّـره اللـهُ لـه ، وسـهلٌ علـى مـن سَـهَّلَهُ اللـهُ عليـه ، لكنـه يحتـاج إلـى جهـود علميـة ودَعَويَّـةٍ متكاتفـةٍ متعاونـةٍ ، سـاقُها الصِّـدْقُ ، وأسـاسُها الحـبُّ والأخـوَّةُ ـ بعيـدًا عن أيِّ حزبيـةٍ أو تكتُّـلٍ أو تمحْوِرٍ ـ ومنطَلَقُهـا العمـلُ بأمـره تعالـى :
" وتعاونـوا علـى البـر والتقـوى ولا تعاونـوا علـى الإثـم والعـدوان " . ( المائدة : 2 ) .
واللـه الهـادي ـ وحـده ـ إلـى سـواءِ السَّـبيل .
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللـهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولـم يخالطهـا ببدعـةٍ ، إذن ؛ فَلْيُبَشَّـرْ بتقبـل اللـه عـز وجـل لطاعتـه ، وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللـهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ، والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـامالـتْ ؛ إنـه خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول . وصلى الله تعالى وسلم علـى نبيـه وعبـده وعلـى آله وصحبـه .
كلمـة ذهبيـة

=========

" اقتصـادٌ فـي سـنةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـةٍ " .
هـذه الكلمـة الذهبيـة صحَّـت عـن غيـرِ واحـدٍ مـن الصحابـةِ رضـي اللـه عنهـم ، منهـم :
أبـو الدرداء ، وعبـد اللـه بـن مسـعود .
ووردت أيضـًا عـن أُبَـيّ بـن كعـب رضي الله عنه ؛ كمـا فـي " الحُجَّـة فـي بيـان المحجـة " .
( 1 / 111 ) ؛ بلفـظ :
" وإن اقتصـادًا فـي سـبيلٍ وسُـنَّةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي خـلافِ سـبيلٍ وسُـنَّة ، فانظـرُوا أنْ يكـونَ عملُكـم إنْ كـان اجتهـادًا أو اقتصـادًا أن يكـون ذلـك علـى منهـاج الأنبيـاء وسـنتهم صلـوات اللـه عليهـم " .

( رواه اللالكائي ... ) .
وهـي كلمـة تعطـي منهاجـًا عظيمـًا للمسـلم الـذي يريـد الاتبـاع الصحيـح فـي أعمالـه وأقوالـه الشـرعية .
وهـذه الكلمـة مأخـوذة مـن عـدة أحاديـث نبويـة صحيحـة منهـا :
قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكـم والغلـو فـي الديـن " .
والغلـو مجـاوزة الحـد .
ومنهـا قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أحـبُّ الأعمـالِ إلـى اللـه أدومهـا وإن قـل " .
( رواه البخاري ( 1 / 109 ) . ومسلم ( 782 ) عن عائشة ) . وغيرهـا مـن الأحاديـث .
وقـد طبـق الصحابـة - رضي الله عنهم - والتابعـون رحمهـم اللـه تعالـى هـذه القاعـدة تطبيقـًا دقيقـًا ، فكانـوا جـد حريصيـن علـى اتبـاع السـنة ولـو بقليـل عمـلٍ ، ومـن ثَـمَّ ابتعـدوا عـن البدعـة ابتعـادًا كثيـرًا ، ونفـروا عنهـا ومنهـا ، ولـو توهَّـم متوهـمٌ أن فـي هـذه البدعـة اجتهـادًا وزيـادة خيـر ؛ ـ تذكـر قـول ـ أبـي الأحـوص وهـو يقـول لنفسـه :
" يا سـلام نَـمْ علـى سُـنَّةٍ ، خيـرٌ مـن أن تقـوم علـى بدعـة " .
( علم أصول البدع / على حسن علىعبد الحميد / ص : 56 ) .
" ألهمنـا اللـه وإياكُـم حُسـن المتابعـة ، وجنبنـا الهـوى والمخالفـة " . آميـن .
جزاكم الله خيرًا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزى الله كاتب هذا البحث خير الجزاء
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-19-2007   رقم المشاركة : ( 6 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شـعبان

مشكور أخي الكريم : المبرد

نقل موفق
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
.. اخر كلمات قالها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟؟ بَنتْ الأصَآيلْ الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 10 11-25-2006 03:11 AM
تربية الأبناء على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم Naif الأسرة و الـتربـيـة 3 02-07-2006 05:00 AM
سمعت أمي تقول أنه سب رسول الله صلى الله عليه وسلم Naif إلا رســـول الله 3 02-06-2006 11:36 PM
هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً؟ أبو عبيدة إلا رســـول الله 1 02-06-2006 05:35 PM
قصيده ولا أروع للشاعر/ السامر في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوجنى إلا رســـول الله 2 02-06-2006 04:14 PM


الساعة الآن 08:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by