ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5)

[خلف بن عبدالعزيز الثمالي]

ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5) ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5) ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5) ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5) ودقّتْ ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (5)

سأقطع أيّها الأحبّة هذه الصّحراء,وهي امتداد لصحراء الرّبع الخالي,والّتي قد سرت على أطرافها
في مملكتنا الحبيبة,وفي دولة الإمارات العربيّة الشّقيقة,وها أنذا سألتف عليها من سلطنة عمان
ولقد نمت في منطقة البريمي لليلة الثانيّة على التّوالي,ومنطقة البريمي هذه تابعة لعمان,وهي على
الحدود الإماراتيّة العمانيّة,وقد عزمت على أن أنام مبكراً لأصحو مبكراً,ومن ثمّة أشد الرّحال إلى
صلالة,صلالة التي سأجدها بمشيئة الله على الطّبيعة لا على الورق الفوتوغرافي,ولكن بيني وبينها
(1200) كيلو متر تقريبا,يا إلهي ! ,إنّها مسافة طويلة سأقطعها ولم يذهب بعد تعب السّفر من الطائف
إلى هنا في البريمي ,إذ أنّني قد قطعت إلى هنا ما مسافته (2300) كيلو متر تقريباً,وقد وُصِف لي
الطّريق بأنّه غير مزدوج إلى صلالة,وليس به أمن طرق,ولا سطحات وهي عربات تسحب العربات
المتعطّلة,ياإلهي ! كيف لي أن أتحمّل شدّة الحرّ,ووحشة الطّريق,وقلّة الإستراحات,ومحطّات الوقود
وليت أنّني صحوت مبكراً ورحلت حتّى أصل إلى صلالة عند مغيب الشّمس,ولكنّني استغرقت في النّوم
حتّى السّاعة التّاسعة صباحاً,هنا سألت أحد موظّفي الإستقبال في الفندق ,هل رأيت أحداً,أو تعلم أحداً
سيسافر إلى صلالة اليوم كي أصحبه وأهلي إلى صلالة ؟فقال لي : إنّ عربتين قد تحرّكت اليوم فالحق
بها وقلّص المسافة إن استطعت ,حين ذلك انطلقت مروراً بعبري,ونزوى,وأدم ,و ...وعلى سرعة تقدّر
ب (160)كم/س حتّى وصلت إلى هيماء,لأزوّد عربتي بالوقود,ومعدتي بالطّعام,وذلك بعد أن قطعت
(600) كم تقريبا .

وبينما كنت أتناول طعام الغداء,إلاّ وبذلك الرّجل الّذي يلبس الزّي العماني يجلس إلى جانبي فأخذت
أسأله عن سلامة الطّريق المتبقيّة,وهل ستخف درجة الحرارة ؟, ذلك أنّنا نرتفع مع المسافة شيئاً فشيئا,قال :نعم ولكن من المؤكد أنّك لن تصلها إلا بعد مغيب الشّمس بساعتين,ولقد فوجئت بأنّ
الرّجل سعودي الجنسيّة ,ومن أهل الدّمام ,وقد قال لي : سر ورائي فأنا أعرف الطّريق,وتلك عربتي
وفيها أهلي,وسأبلغك بمشيئة الله صلالة ,وسأسكنك في قلبها وبالذّات في حيّ القوف, قلت :القوف
الّذي يحتضن قبر النبي عمران عليه السّلام على حدّ قولهم !! قال : نعم أمّا أن فسأواصل سفري
إلى اليمن الشّقيق,قلت : بارك الله فيك يارجل, لقد هوّنت عليّ وحشة الطّريق, وهمّه ,وأشياء كثر
وبالفعل سرنا على بركة الله,وقبل أن ندخل صلالة ,وفي منطقةٍ اسمها ثمريت نسنست الرّياح الموسمية الصّيفية الباردة علينا ,وكأنّما اجتثت التّعب اجتثاثا,لكنّني لم أمتّع ناظريّ بعلو جبلها
المطلّ عليها,إذ ادلهمّت الظلماء,وكسا الضّباب العقبة تماماً حتّى حجب الرؤية,وبالكاد أوقفت
عربتي على جانب الطّريق,ثم نزلت ,ونظرت إلى تلكم الهاويات,وتلكم الجروف,وتحقّقت من اتجاه
الخطّ الأصفر,امّا رفيق دربي الذي تذكرون فلم أعد أراه أمامي,وقد حال بيني وبينه عربات كثر,لكنّني
وبتؤدةٍ أنهيت القمّة,وأخذت في النّزول إلى صلالة فوجدت رفيق دربي إلى جانب الطّريق ينتظرني
لأقول في نفسي ماأجمل شيم العربي !!,وبالفعل أبلغني ذلك العربي مسكني الّذي اختاره لي,وفوجئت
بأنّ المسكن من أملاكه هو,إذ أنّ البناية عبارة عن شقق للإيجار,ولمّا علمت ذلك حلفت عليه أن
أدفع إيجار الشّقة بعد أن كان قد أبى,إذ أنّها مصدر رزقٍ له لا للكرم,والجود,وعندما أخذت مكاني في الشّقة إلا وبه يدفع علينا دلّة قهوة,ورطبا ,ثم قال لي :هذه صلالة أمّا أنا وأهلي سنغادرها إلى حضرموت,حين ذلك قلة له :سرْ فلا كبا بك الفرس ,وقد أبلغني موظف الإستقبال لديه ,وفي اليوم
الثّاني بأنّ هذا الرّجل من أصلٍ حضرمي,ويحمل الجنسيّة السّعوديّة,ولديه أملاك كثر في السّعودية
وفي عمان ,وفي اليمن ,قلت : زاده الله خيرا,ورزقنا من واسع فضله .

هنا نظرت من نافذة الغرفة على صلالة ليلا,والضّباب قد عتّم عليّ الرؤية,ولقد كان غريباَ
أيّها الأحبّة في الله هذا الضّباب,ولم يكن كالضّباب الذي يمر على سفوح الهدا,أو الشّفا
أوحتّى المنطقة الجنوبية,إذ أنّ هذا الضّباب يتساقط منه رذاذ شبيه بالهتّان,لكنّه ليس بهتّان
ولا بندف ثلج,ولامطر,ومع ذلك ترى الأرض مبلّلة,والأشجار خضراء,وأنت لاتستطيع أن
تسير بعربتك من غير أن تجعل المسّاحات تعمل,إنّها ديمة تلازم صلالة دوما,هنا قد قلت:
عوّضك الله يا أبا وليد في ذلك السّفر الأخير من الشّمال الشّرقي لعمان إلى أن وصلت
إلى أقصى جنوبها الشّرقي.

وفي الصّباح الباكر أخذت أقرأ في الخريطة,وأضع جدولاً به أمسح صلالة مسحا جميلا,وإليكم بعضاً
من الصّور النّاتجة عن هذا المسح, ريثما أعج بكم على بعض المغامرات,والمواقف الأخرى,والمشاهد الغريبة,ولكنّني خشيت كثيراً من معاتبة ابن همّام أطال الله في عمره
فلقد ضاق بكلامي ذرعا,وطالبني بأن أختصر ,وأن أكثر من الصّور لا الكلام, وماكان
منّي إلا أن أدغدغه بثمانين صورة,ولو أنّني أعرف أنّه لايقنع بما دون النّجوم .

أحجار كريمة من خور روري

كهف المرنيف

منظر من منطقة تسمى المغسيل

هنا يظهر أحد شواطئ صلالة المطلّ على بحر العرب
وبحر العرب هذا جزء من المحيط الهندي

كسا الضباب هنا منطقة ألسان

منظر قريب من عين زرت

منظر من ألسان

أثر ناقة النبي صالح عليه السّلام

من منطة المغسيل قريباً من الحدود اليمنيّة

في منطة خور روري قريباً من مرباط

الجمال العمانيّة السّاحليّة

عقبة ومنها إلى مغسيل

كهف قريباً من عين زرت

إلى الكهف القريب من عين زرت

في الطريق إلى كهف طبق عبر دربات

حمارٌ أكرمكم الله يرعى

بقرة هي الأخرى ترعى

في ألسان وقد لبست اللبس العماني المؤلف من
الدّشداشةِ , والمصرّة , والوزار

داخل الكهف وقريباً من عين زرت

من سفح جبل يطل على منطقة النافورات الطبيعية
ويطل على البحر أيضاً

صورة التقطتها من دربات

صورة أيضا من دربات , ويظهر فيها بعض السائحين

تفضلوا أيّها الأحبّة في الله , وسأطلب لكلِّ واحدٍ منكم نفراٌ
من اللّحم المظبي , فهو فقط بخمسة ريالٍ عماني

منظرً من الدّهاريز

أرأيتم كيف أنّهم يضعون اللّحم على خرسانة , أو أحجارٍ صغيرة
بدلا من الأحجار الكبيرة لدينا , أمّا نار الحطب فهي تحت هذا الكوم
من الأحجار ولاترى البتة , إنّي لأستغرب كيف لاتنطفئ هذه النار ؟

وهذه صورة من منتزه البليد الأثري