العلم مجد باقٍ

[صقر قريش]

العلم مجد باقٍ العلم مجد باقٍ العلم مجد باقٍ العلم مجد باقٍ العلم مجد باقٍ

العلم مجد باقٍ
د. عائض القرني

أحسن عطايا الباري على عباده علم يدلهّم عليه ويعرّفهم به ويرشدهم إلى مرضاته، إن العلم أعظم هبة سلمت للإنسان وسُكبت في عقله، وتشربتها روحه، فصاحب العلم غني بلا مال، عزيز بلا عشيرة، مهاب بلا جاه، قوي بلا سلطان، تشرق روحه كل يوم مع المعرفة، أصاب ذاكرته غيث الرسالة، فآتت أُكُلَها ضعفين، فإن لم يصبها وابل النصوص فطلُّ الفهم والتدبر، لا آنسُ من نفس العالم، ولا أسعد من صحبته، ولا أبرك من مجالسته، ولا أشرف من منزلته، كل ساعة والعالم بعلمه يصعد في معارج القبول ويرقى في سلم العبودية، ويسمو في درجات الكمال، العبادة زاده، التقوى دثاره، الحكمة سراجه، الدليل مركبه، المسجد بيته، الكتاب جليسه، الناس نائمون والعلماء يقظى، والخلق هائمون والعلماء على بصيرة، والبشر أموات والعلماء أحياء: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ». أما الجاهل، فأف للجاهل وحسرة عليه وخيبة، له نفس محطمة بالشهوات، وهمة مقيدة بالأمنيات، أمسه كيومه، ويومه كغده، في ملل من زمانه، وفي سأم من عمره، لا حكمة مؤصلة، ولا دليل ظاهر، ولا مثل سائر، ولا فهم ثاقب: «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا».
لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك، لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟! ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار منه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟! والعلم النافع يدل على أمرين؛ أحدهما على معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة. وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضى بقضائه والصبر على بلائه. والأمر الثاني المعرفة بما يحبه ويرضاه وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال، فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخطه.
والعلم والعمل صنوان؛ لأن العلم كالأس والعمل كالبناء، وكما لا يغني أُس ما لم يكن بناء، ولا يثبت بناء ما لم يكن أسٌّ، كذلك لا يغني علم بغير عمل ولا عمل بغير علم، ولذلك قال الله تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ». والعلم أشرفهما لكن لا يغني بغير عمل. يقول الشاعر:
* يا طالِباً لِخِصالٍ سادَ جامِعُها - وَسائِلاً مَن حَواها سُؤلَ مُبتَهِلِ
* لا تَأخُذ العِلمَ إِلا عَن أَخي ثِقَةٍ - يُعطي الرَشادَ بِهِ في واضِحِ السُبُلِ وقال الآخر:
* إن لَم تُكن بِسؤالِ العِلمِ مُحتَفِلاً - وَلا اِجتَهدتَ فَقُل يا ضَيعَةَ الأَجلِ
* وَإِن عَلِمتَ وَلَم تَعمَل عَلى وَجلِ - فَما رَبحتَ فَقُل يا خَيبَةَ الأَملِ * لا يَعدِلُ العِلم شيء إِن يَفتَك فَقُل - ياحَسرةً عَظُمَت يا قِلَةَ الحِيَلِ

[ابو حسين]

يعطيك العافية وجزاك الله خير الجزاء

[@ بن سلمان @]

عطيك العافية صقر قريش
وحفظ الله شيخنا عائض