الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-17-2011
الصورة الرمزية المقداد
 
المقداد
كاتب مبدع

  المقداد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة
افتراضي ذكريات طالب مدرسة في القرية ..

ذكريات طالب مدرسة في القرية .. ذكريات طالب مدرسة في القرية .. ذكريات طالب مدرسة في القرية .. ذكريات طالب مدرسة في القرية .. ذكريات طالب مدرسة في القرية ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لعلي في هذا المتصفح الذي أطل من خلاله عليكم ويا لها من إطلاله محببة إلى قلبي، أن أنكأ شيئاً من الماضي وأحفر عن ما ردمته ماضي السنون, وهالت عليه الأيام والعقود حتى أصبح في البعيد السحيق .
أحفر ... لعل أن تسعفني الذاكرة الصدئة وعسى أن أجد بضع من ذكريات وآهات أيام وسنين مرت بنا ومررنا بها، وليتني أستطيع أن أجمع شتاتها وبقاياها .. لا لشيء وإنما لُتغمض عينيك وأنت على هذا المتصفح وترحل مثلما رحلت أنا في هذه اللحظات إلى ما قبل الشباب وربما الشيخوخة والشباب وتستعيد أوقات بما فيها من سعادة وبؤس ونجاح وفشل، وتسمح بخروج تنهيده من بين أضلعك وتتبعها بزفرة أجزم أنك سوف تستحسنها وتتمتم بينك وبين نفسك: (يا لها من أيام)!! وتتمنى أن تعيشها ولو لبرهة من زمن.
أحبتي ... على مناداة ذلك الديك البلدي ذو العرف الأحمر القاني الذي ضرب بجناحيه المختلفة الألوان ثم صاح من داخل "زريبته" وكأنه يستعرض بقوة حباله الصوتية التي كم تمنيتُ أن أمزقها له أو أُلحق الأذى به بحجر في حين غفلة منه, بسبب صياحه العالي أو آذانه كما كانت والدتي تصفها لتحثني على النهوض السريع من فراشي غير الوثير، حيثُ أغافلها وأسحب طرفاً من بطانيتي على رأسي للحظات لا تسمن ولا تُغني ..
أنهض من فِراشي مُتثاقلاً بعد أن تتسم نبرة والدتي بالحدة قليلاً مُتلمساً طريقي المظلم إلى الفناء الخارجي بعد أصدرت الضفادع جلبة كبيرة بنقيقها وحيثُ حنفية الماء والإبريق المعدني.
بعد الوضوء والصلاة أجد أمامي بقشة حوّت قليلاً من خبز وكفتيرة صغيرة من ألشاهي، أتناول إفطاري المتواضع على ضوء ذلك الفانوس القابع داخل تجويف جدار الغرفة الطيني والذي أخذ يخبو نوره لنفاذ وقوده، ولا زالت رائحة فتيلته كأني أشتمها الآن تزكم أنفي كلما تذكرته.
حالة من اللا نوم ولا يقضه تنتابني عندما فج نور الصباح وأشرقت الشمس وتسللت أشعتها عبر النافذة التي اعتراها الوهن وأخذت أجزائها تتساقط بفعل السنين ولم تجدي قطعة القماش التي أوثقها والدي بمسمارين في أعلاها نفعاً في منعها عن مشاركتنا إفطارنا أو درء هبايب الصبا الباردة في أنصاف الليالي عن العبث بأجسادنا.
أنهض على مضض من مكاني وأنزع ما يُسمى بثوب "الخدامة" عن كاهلي وأرتدي ذلك الثوب البني اللون المخصص للمدرسة والذي فقد عدد كبير من أزراره بفعل الزمن، وربما ارتديته على ثوب الخدامة في أيام الشتاء , والطامة الكبرى إن كان ثوب الخدامة أطول من ثوب المدرسة!!.
وتتولى والدتي وضع المشبك عوضاً عن تلك الأزرار وكم كانت وخزاته مؤلمة إذا لم يتمكن ذلك المشبك من زبزور الثوب أو تحركت لحضتها !!
وتضع الصماده على رأسي وتعقدها عقدتين من خلف رأسي وتحذرني من أن أحل عقدةً منها. وتُخبئ لي قطعة من الخبز في جيبي وتناولني حقيبتي ثم تودعني بعد أن تردد عل مسمعي بأن والدي سوف يشتري لي حذاءً عندما( يهبط ) السوق..
أدلف إلى خارج البيت وأسلك مُتعثراً ذلك الطريق الوعرالذي نبتت الأشواك بين جُنباته إلى حيثُ المدرسة البعيدة.... "يُتبع لاحقاً"


المقداد

========================
أضاف الكاتب
الحلقة الثانية



http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=72221&page=4


في صبيحة ذلك اليوم كان الضباب يحجب رؤية كل شيء , فرياح الصبا الباردة كانت هادئة على غير عادتها في فصل الربيع , وأنا كما أخبرتكم سابقاً أرتدي ثوبين واحداً للخدمة والظاهر هو ثوب المدرسة ورأسي مربوطة بصمادة موثقة العقد والبس أكرمكم الله حذاء من نوع " باتا " قد عبثت به الأسلاك من هول ما جار عليه الدهر ! إلا أنني موعود في ذلك الوقت بأن أبي سيهبط إلى السوق ليحضر واحداً جديداً من نفس الماركة " باتا " ولمن لا يعرف الباتا فهي حذاء ذا لون بني شديدة قويه في تحملها على وعورة وتضاريس البيئة التي تعايشنا معها في تلك الفترة القاسية !




ها أنا أقف بباب المدرسة العتيقة وقد تقدم أبناء القرية من كل حدب وصوب , أنظرها الآن وأراها نبراساً في القرية ومشعل نور إلا أن أكثر ما يزعجني ويقض نومي هي تلك الفلكة أعلاه , عندما نؤمر بإدخال أقدامنا الصغيرة بين الحبل والعصا ثم تفتل العصا على الحبل والدموع تنحدر وتنحدر ثم نبدأ نجهش بالبكاء ... !! ثم ترفع إلي أعلا وربما من الطلاب بأمر من الأستاذ , ثم يتولى هو الضرب المبرح !


وقد تكون هناك عقابات آخرى مماثلة يجلد بها الطالب "حتى يرى نجوم الظهر قايلة ", بحسب قولهم !!.


آآه كم هي موجعة تلك المواقف وكم تؤلمني تلك الجلدات وكأنهم يثأرون لأنفسم من خطب أقترفناه عظيم !!


كنت أتخيل أن التاريخ البشري لا يعرف أسوء من معلم مادة الهجاء , فحين يدخل الفصل يصيح بنا متأفف ومتعفف وكأننا رجس من عمل الشيطان !!


فعلى سبيل المثال هذه المحادثة التي وقعت بين المقداد وإستاذه في مادة الهجاء .






الأستاذ : أخرجوا الواجب وضعوه أمامكم .





مقداد : لم يحل الواجب .





الأستاذ : يامقداد لماذا لم تحل الواجب ؟؟





مقداد : ترتعش أطرافه ويتصبب عرقه يا ,,, يا ..أستتتاااذ يوم أمس كنت أسقي الزرع في الوادي " أحول "وكان عندنا " حطيط " أي جمع ثمار البامية ووضعها في "هواري " ولم أتمكن من أداء الواجب !





الأستاذ : وهل البامية أهم من حل الواجب ؟ .... تعال الي هنا .





مقداد: يجهش بالبكاء وهو يتقدم خطواة صغيرة يا أستاذ آخر مرة ..آخر مرة .. والله ما أعيدها أرجوك سامحني .... .





الأستاذ : وأخرج من خلفه " مصلح " وهي عصا قدت من شجرة الرمان !! ..





مقداد : بردت أطرافه وذهب صوته وتسارعت ضربات قلبه كثيراً .


الأستاذ : هيا ضع ظهرك على الأرض وأرفع قدميك عالياً والويل الويل لك ان نزلتهما من موضعها !!






مقداد: رافع قدميه وكأنه أيقن أن هواري البامية التي بيعت بسعر طيب لن تنفعه في هذه اللحظة الحاسمة , وأن هذا المصلح سيصيبه وواقع على قدميه لا محالة !





الأستاذ : يرفع مصلح عالياً وربما اتا به من وراء ظهره ليأخذ مرجحة شبه دائرية ليجلد تلك الأقدام الصغيرة ويلحقها أشد التعذيب كونه لم يأتي بالواجب ولم يعرف قراءة القطعة الموكلة به .





مقداد : من أول الجلدات قد سمع صياحه الفصول الموجود بآخر الرواق ! وكان هناك معلم آخر يحدثهم بأن مقداد يواجه اليوم أمر عصيب !!.,





الأستاذ : يواصل ضربه وارهابه للمقداد .





مقداد : لا زال يعد كم مضى من الجلدات العشر التي تحتم عليه أكلها .





الاستاذ : أكتفينا قم وخذ مكانك في الفصل .





مقداد : يمشي على قدميه بطريقة مضحكة للفصل بأجمعه , فيجلس متحسساً على قدميه متأثراً من هول ما أصابها





الأستاذ : رددو خلفي هيا ( با .. بي .. بو ) ( تا .. تي .. تو )) .





مقداد : يدعي على استاذه ( عساك بالحمى عساك بالموت ..............) وأذا تلاقت نظرته مع استاذه ردد با بي بو تا تي تو ..


أنتهى .






كان نموذج بسيط من آلاف النماذج التي تدور في الحصص اليومية لطلاب القرية جميعاً وليس المقداد بعينة وإنما ضربنا به المثل مجازاً ....


ختاماً : أشكركم وأنتظركم في مواضيع مشابهه .






المقداد





التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن ; 04-23-2011 الساعة 11:53 PM السبب: إضافة الحلقة الثانية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طالب يضرم النار في طاولة وكتب دراسية في مدرسة بالطائف مخبر سري الطائف 5 02-26-2011 01:14 PM
وكيل مدرسة يكسر كف طالب لتأخره عن الطابور 4 دقائق مخبر سري الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 7 11-20-2010 08:26 PM
طالب وولي امره يضرمان النار في مكتب مدير مدرسة بالطائف ولد الذيب أخبار العالم وأحداثه الجارية 2 02-04-2009 09:35 PM
حريق في مدرسة عشيرة بالطائف وإنقاذ أكثر من ثلاثمائة طالب بن سالم الطائف 2 03-14-2008 04:04 PM


الساعة الآن 05:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by