الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-27-2009
 
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع

  المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله
افتراضي من غرائب القصص (ح2)

من غرائب القصص (ح2) من غرائب القصص (ح2) من غرائب القصص (ح2) من غرائب القصص (ح2) من غرائب القصص (ح2)

بسم الله الرحمن الرحيم
(ومضى ألأسبوع وألأسبوعان والثمالي يبحث ويتلمس ألأخبار هنا وهناك دون جدوى عن أبنه وزوجته , لقد صفا عليهما الماء وأصبح لا يدري أي أرض هي تلك ألتي أنشقت وابتلعتهما ؟, وبقي على تلك الحال الى أن عمم ألأمان (من ألأخوان) , حينها ترامت على مسامعه الأنباء بأن زوجته وأبنه لا زالا على قيد الحياة لم يمسهما أي سوء سوى ما ألم بهما من فجائع , خصوصا تلك التي شاهداها بمفردهما خارج المدينة في طريق هروبهما من الطائف الى ديارهما بمكان يقال له عفار.)

تلك هي العبارة التي أختتمت بها الحلقة الماضيه (ح1) , فما الذي جرى على المرأة وفلذة كبدها في ذلك اليوم من أيام الرعب وما تلاه من ليلة ليلاء ؟.

لقد خرجت من أحد أبواب الطائف في أتجاه شهار , ثم سلكت مع صغيرها طرقا متعرجة وليست مألوفة لتنأ بنفسها وولدها عن ما كانت تتصوره في مخيلتها من أخطار داهمة وصروف ماحقة , لذلك تجنبت الطريق المعتاد الذي كان يظن زوجها أنها ستسلكه في فرارها , ثم واصلت المسير الى أن أدركها الليل وخيم عليها الظلام في أرض خالية (أو كما يقولون ليس بها شباب الضوء) في مكان يسمى شعب عفار من ديار بني سفيان .
ولكونها من بنات الباديه فقد كانت تعلم عن سابق خبرة أن سيرها مع أبنها الصغير ليلا لوحدهما تكتنفه كثير من المخاطر ليس أقلها خطرا أغراء قطعان السباع الضواري بأفتراسهما , لذلك لاذت بجناب وجدت فيه بقايا لآثار فريق (نزل) ربما رحل قريبا بسبب أنباء القتال الذي أصبح على مرمى حجر من الطائف, وكان به (الجناب) دبل ((غرفه مؤقته ومبسطه , صغيره ودائريه , عادة يكون متوسط قطرها أربعة أمتار وأرتفاعها متران تقريبا, مكبوس سقفها , يستعيض بها البادية الرحل عن بيوت الشعر والخيام)) دخلت بداخله وسدت بابه بجدار لتحتمي به ليلا من خطر السباع الى أن تلوح لها تباشير الضياء ويسفر عليها الصبح .
وما أن أرخى الليل سدوله في ليلة مقمرة ألا ولجلجت جوانب ألأودية بعواء السباع وأخذ صداها يتردد على جنباتها, لكنها كانت على قدر من ألأطمئنان من شرور السباع لأنها كانت تعلم أن الدبل الذي أحتمت به وسدت بابه سيحميها بعد الله من أخطارها .
وبعد أن مضى من الليل ثلثه تقريبا سمعت صوت حراك لا يبعد عنها سوى عشرات من ألأمتار , ثم مالبثت أن تبينت لها جهامة لرجل طويل القامة لا تكاد تميز أوصافه وقد أضرم النار وبدأ في علاج شاة علقها بشجرة الى جواره , وهنا دنت منها غموم وعاودتها هموم , وزادت هواجسها وخوفها خوفا على خوف , ولما لا وذلك المجهول صاحب التصرف المريب قد حط قريبا منها بخلاء موحش بعيدا عن ألأهل والعشيرة في ساعة من الليل ؟, ولما لا والأنسان قد أصبح في نظرها وحشا أشد وحشية من الوحوش ؟, أولم يكن خوفها من وحشية ألأنسان قبل سويعات فقط هو السبب الرئيس لهروبها ؟, أولم يكن ألأنسان هو أكثر ما كانت تخشاه على نفسها وولدها ؟ .

أنه ألأنسان فقط الذي بسبب الخوف منه غادرت بيتها في الطائف فارة وقلبها بين جناحي طائر من شدة الذعر والخوف سائرة على قدميها دونما زاد أو ماء أو راحلة لوحدها ودون حام سوى الله , ودون أنيس سوى طفل صغير مرة تحمله وأخرى تجره وراءها تسبب في تقيد حركتها وأنستها همومه وما ألم به من فجوع هم نفسها .
نعم , هكذا كانت مشاعرها , وكأن لسان حالها يردد :
عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى @@@ وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ

بقيت وجلة ساكنة في مكانها تراقب بحذر ما يدور من حولها وما يحصل على مقربة منها , تراقب ذلك الرجل المجهول المريب التصرف الذي لم يلحق به كما ظنت أي مرافقين له , والذي حالما أنتهى من العلاج حفر حفرة وجللها بالجمر المتقد والصفيح مما قلل من روعها , أذ أن تصرفه ذاك قد أعطاها مؤشرا على أنه لص قد سرق شاة ولاذ بها في الخلاء لكي ينداها بعيدا عن أعين الناس كما كان يحدث في عصرها من بعض لصوص المواشي .
وبعد أن مضى من الوقت ما يكفي لأحتماء الصفيح أغلق المنداة على اللحم وأضطجع الى جانبها , وبقي برهة يحرك بعض الأشياء من حوله ثم ساد المكان صمت مما دل على أن الرجل قد غلبه النعاس أثناء أضطجاعه في أنتظار أستواء اللحم الذي واراه في المنداه .
ولكنها مع ذلك كانت تلاحظ أزدياد عواء السباع التي ربما أستضرت من رائحة الدم و الفرث ومخلفات ذبح الشاه . وبعد مضي وقت لم يطل رأت مجموعة من السباع فيها الذئاب والضباع تطوف حول مخبئها ومكان مضجع الرجل , ثم لم تلبث كثير وقت حتى شاهدت أحد السباع الذي كان يبدو لها أنه ضبعا لضخامته ووجود عرف يعتلي رقبته وهو يقترب من مكان المنداة عدة مرات والرجل لا يبدي حراكا مما يدل على أنه يغط في نوم عميق , ثم ما لبث أن أن أقترب منه مرة أخرى وانقض على جزء من جسده لم يتراجع عنه للوراء الآ بمجموعة من أحشائه يحملها في فمه , ترافق ذلك مع صرخة واحدة من الرجل أختفت وراء جلضة السباع التي سرعان ما أنقضت عليه وحوطته من كل جانب تمسر أطرافه وتتخاطفت أعضاءه بعد أن علت في المكان أصوات أقتتالها على الفريسه وجلضة الضباع النهمة وأصواتها المزعجه .

هال المرأة وطفلها ما رأيا وكأن ما بهما من أهوال لا يكفيهما , وكاد أن يتوقف جريان الدماء في عروقهما من شدة الخوف , وبقيا متجمدين في مكانهما الى أن أسفر الصبح وأذا هي تشاهد ثلاثة من الرجال مقبلون وهم يتتبعون أثر (جرة) السارق الى أن وقفوا على مفرسه وتعالت أصواتهم , فعرفت من ملامحهم وأصواتهم أنهم من أهل الديار ومن بني سفيان تحديدا , فدفعت الجدار الذي كان يسد باب الدبل وأتجهت اليهم باكية تنتحب وطفلها ممسك بطرف ثوبها ولا يكاد يتمالك في خطوته, ثم عرفتهم بنفسها وقصت عليهم سبب مجيئها وما رأته في تلك الليلة المرعبة من أهوال , فطمأنوها وبكى بعضهم لحالها والحال الذي آل أليه اللص الذي عرفوا من بقايا وجهه أنه واحد من ربعهم .

ثم بادروا بأيصالها لحلالهم (بيوتهم) وطلبوا منها البقاء مع عوائلهم لبينما تشهد عند أقارب الميت بما رأته , وحتى تنجلي ألأمور ويأمن الناس من أخطار الحرب وانفلات زمام ألأمن , ثم استلحقوا بعضا من جماعتهم حيث قاموا بلحد ما تبقى من عظامه (الرجل الذي أفترسته السباع ) في أحدى الهضاب المجاوره.

وحالما صدر ألأمان من قبل ألأخوان عادوا بها الى الطائف وسلموها لأهلها .
ومن عجائب ألأقدار أن الثمالي الذي عاد سالما بأهله أجمعين قد توفي فيما بعد هو وكل بنيه وزوجته في جائحة وبائية نسأل الله لهم الرحمة والمغفره , ولم يخلف وراءه وارثا ألا أبنة واحدة رزق بها بعد تلك ألأحداث التي رويت لكم قصتها في هذه الحلقة والحلقة الماضيه , وبموتهم رحمهم الله جميعا أنتقل ماله ومزارعه مع أبنته لأناس لم تكن تربطه بهم أدنى قرابة في حياته , أما الذي فقد أبنه وزوجته فقد جمعه الله بهم وأمد في أعمارهم حينا من الدهر , وحفيده اليوم حي وله أحفاد من ذريتة المتزوجين , رحم الله أمواتهم رحمة واسعة وبارك في أحيائهم , وجمعنا بهم جميعا في مقعد صدق عند عزيز مقتدر ,
آمين.
توقيع » المستعين بالله ابوعبدالله
هدية البيت الكبير للمستعين بالله
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من غرائب القصص (ح1) المستعين بالله ابوعبدالله منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية 12 06-03-2009 12:03 PM
من القصص النبوي ( 3 ) مناهل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 6 03-16-2009 05:00 PM
من القصص النبوي (1) مناهل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 6 03-16-2009 06:49 AM
من القصص النبوى (2) مناهل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 03-16-2009 06:48 AM
احســن القصص (سلسله) ورد الجوري الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 38 06-04-2008 12:34 PM


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by