نبات السًمْح .

[الحاج سلام]

نبات السًمْح . نبات السًمْح . نبات السًمْح . نبات السًمْح . نبات السًمْح .

نبات السًمْح .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اعود اليوم بعد طول انقطاع لاكتب لكم عن نبات جديد وفريد جديد لم نتحدث عنه هنا من قبل وفريد في منابته وفوائده ذلكم هو نبات السمح بشدة مفتوحة على السين و سكون على الميم .

كنت قرأت وسمعت بهذا النبات ولكنني لم اره في منابته الا منذ اسبوعين فقط وسمعت من اهالي المنطقة الاشهر في انبات السمح ان لم تكن الوحيدة قصصا واحاديث عن هذه النبتة .

ففي زيارة استكشافية للنباتات البرية في منطقة الجوف والى الشمال من مدينة دومة الجندل وعلى بعد بضع كيلومترات من مدينة طبرجل وفي منطقة البسيطاء الشهيرة بحثت عن نبتتين قيل لي انها هناك كثيرة تلكم هي السمح والسيكران وقد صورت هاتين النبتتين الا ان السمح كان في بداية انباته ولم يبلغ مرحلة الازهار والثمر .

والسمح هو نبات يرتفع عند اكتمال النمو حوالي الخمسة وعسرين سنتيمترا وهو نبات عصاري سوقه واوراقه متماثلة الشلك عبارة عن هلامات خضراء اللون مليئة بعصارة مالحة الطعم قال لي احد العارفين بالنبات من اهل المنطقة ان السيارة تنزلق يمنة ويسرة ادا دهست النباتات الكثيفة في منابتها بفعل تلك العصارات اللزجة التي يفرزها السمح .

والسمح ينبت في السهوب المغطاة بكسر احجار الصوان السوداء التي تكسو منطقة البسيطاء والتي تغطي سطح الارض فلا تكاد ترى سوى اللون الاسود ولكنها على السطح فقط فما ان تثار الارض حتى تخرج تلك التربة الغنية التي نتمتع بثمار فواكهها وزيتونها من المشاريع الجبارة التي غطت سهوب اليسيطاء بمئات الكيلومترات المربعة .

واهمية نبات السمح التي ينفرد بها في بذورة الداكنة اللون الصغيرة الحجم التي تخرج بكميات كبيرة في حويصلات في حجم حبيبات الحمص فاذا انفتحت تلك الحويصلات ألقت كمًا كبيرا من تلك البذور الداكنة اللون .
وقد وجد الاهالي في تلك المنطقة منذ القدم ان تلك البذور طعاما وهبهم اياه الرب عز وجل حيث يجنون تلك الثمار المكورة ويدخرونها في حفر تحت الارض ويستخرجون منها قدر الحاجة ويضعون الحويصلات في الماء فتنفتح وتسقط منها البذور فيغسلونها ويجففونها ويطحنونها كما يطحن القمح وتأمن لهم غذاء فيه من البروتين ضعف ما في حبوب القمح او الشعير .

تلكم هي فائدة السمح في زمن مضى اما اليوم فانه لا يعدو ان يكون ذكرى يتفكهون باكله ويتهادونه بعد ان اصبح سلعة نادرة لاستغلال منابته في انتاج القمح والفاكهة الا ما ندر .

وقد قيل لي لن محاولات استنبات السمح باءت بالفشل فهو نبات عقيم البذور وينبت بعد مطر الوسم مثل الكمأة .
وقد حدثني ثقة من اهل المنطقة انهم وجدوا حفرا تحت الارض مما كان الاهالي يخزنون فيها القمح مليئة بحويصلات الثمار وانها كانت في حالة جيدة لم تتضرر .

وكنت قرأت لرحالة اوروبي اسمه دوقلاس زار المنطقة قبل اكثر من مائة عام وله كتاب مترجم للعربية اسمه مغامرات في بلاد العرب تجول في منطقة البسيطاء ووصفها وتحدث عن نبات السمح ووصفة ثم ذكر انه كان يرى انفاخات في الارض هي عبارة عن مستودعات البذور التي تجمعها قبيلة الشرارات التي كانت وما تزال تقطن تلك المنطقة وذكر الرحالة ان ما تجنيه القبيلة يكفي لاقاتتها حولا كاملا وانهم يبيعون الفائض من المحصول للمجاورين للمنطقة .

وزهور السمح بيضاء كما في الصورة ولكن قلبها يميل للصفار ولذلك وجدت الرحالة دوقلاس يذكر ان زهور السمح صفراء .

والسمح من فصيلة :

الأيزوسيا Aizoaceae

واسمه العلمي :

Opophytum forsskahlei

كتبه لكم الحاج سلام الثمالي ...