الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الاجتماعي > الأسرة و الـتربـيـة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-10-2008
الصورة الرمزية مناهل
 
مناهل
ذهبي مشارك

  مناهل غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة
افتراضي إليكِ .. يا حارسة القلعة

إليكِ .. يا حارسة القلعة إليكِ .. يا حارسة القلعة إليكِ .. يا حارسة القلعة إليكِ .. يا حارسة القلعة إليكِ .. يا حارسة القلعة

إليكِ .. يا حارسة القلعة
د. صفاء رفعت



إليكِ ... لأنكِ نهر من الماء القراح
يروي اشتياق الأرض لبرد الريّ في جفاء الجدب ....

لأنكِ .... عطاء بغير منع , و ود بغير مقابل ,
و حب سخيّ كغيث يلامس مفردات الحقول و الأشياء ,
غير ضنين بمنحه , و لا متردد في هباته ...
لأنكِ .... نسمات تتهادى في مساء الصيف ,
فـــيءٌ يبسط برد رداءه للعابرين في دروب القيظ ,
و حمائم تسبح في هديلها هادئة مطمئنة
تتسلل سكينة ترجيعها في قلوب السامعين
لتملأها سلاماً و أمناً سرمديّ المدى و السمات...

لأنكِ ... حب جارف كسيلٍ لا تصده أحجار السد ,
و عطف مطلق لا يحفظ لمواثيق الجفاء العهود ,
و تسامح لا يغريه دمع الوجد لقطع علائق الود ,
و صبر لا يشكو من ضيق ذات الصدر,

إليك .... أيتها المجبولة على حب الجمال ,
المفتونة برقة القلوب , المسحورة ببليغ البيان ,
المنذورة للعطاء الدائم , للصبر و المكابدة ,
يا رفيقة الدمع و الجهد ,
يا صائغة الحكايا العظيمة ,
و يا حائكة غزل الحياء و العز ,

إليكِ ....

كي لا تغفلي في ازدحام الصخب عن جلل المهمة ,

إليكِ ....

كي لا تشغلك رفاهة الحس و دعة العيش عن فرض الحراسة ,

و كي لا تتسلل الى يقظة القلب سنة من نعاس الغفلة ,

فيحتل اللصوص القلعة ....

إليكِ ........

يا حارسة القلعة ....

أهدي هذه الخواطر ....

............

(1)

لا تقللي من قدركِ ...

و لا يغرَّنك ما يقولون عنك ,
و لا يشغلنك اختصامهم فيك ,
فتنشغلي بمدافعتهم عن المرابطة .......

إنما التفتوا إليك لمَّا علموا عظيم منزلتك و خطورة دورك ,
فأنت الرفيقة الهادية كنجمات الشمال في اختلاط التيه ,

و بك ... تبدأ الحياة , كل حياة ...

و بهمس صوتك تصاغ الحكايا , كل الحكايا ,
و برعايتك و حدبك و سهر أحداقك و أنينك
و بحنين قلبك و تحنان عطفك تتفتح رؤى العيون لتلامس في محياك الباسم ملامح الحياة ,
و من شفتيك تبدأ مدارك العقل و الفهم تتلمس في عتمة الكون بصيصاً من نور الحقيقة ,
و في أحداق عيونك ترتسم الأحلام ,
و على كواهل كدك تنعقد الآمال الكبار ,
صغيـــــــــــــرة ,
تدق بيديها الوادعتين بابك لتحبو على أعتابك ,
كي تتحس وجِلةً مدارج المسعى ,
و تبدأ الخطوات , صغيرة متقاربة , تخطو و تكبو , تمشي و تقع , تضيق و تتسع ,
ثم , إذا أخرج الزرع شطأه و استوى على سوقه عاد إليك .... يسألك المباركة ...
و على هدي قلبك يرتسم أمام سعيه الصراط ...
فإذا أعجبك زرعك ... و انتظم في عقد الصفوف ...
فمن ذا الذي يفتح بوابات القلعة للضاربين في الأرض غيرك ,
و من الذي ستمر من بين يديه صفوف المجاهدين في سبيل الله سواك ,
و إن لم تأخذي أنت على الجنود العهد بحمل الأمانة
فمن الذي سيغرسها في قلوبهم من بعدك
و من سيُحْكِم ربط قلائد العهد في أعناقهم الأبية إن أنت غفلتِ ؟
و من الذي سيستقبل العائدين بالنصر ويكللهم بالزهر والغار والياسمين , من ...؟

فلا تأخذنك سِنةٌ من سبات الغفلة ....
فالأمر جلل ... و المهمة عظيمة .... و الرسالة شاقة ....

و الدرب طويلة .... بكى فيها الأنبياء ...
و أريقت على نواتئ أحجارها زواكي الدماء ...
و امتُحِنَ فيها أولي الصبر و العزائم حتى قالوا متى نصر الله ...
و ابتُلِي فيها المؤمنون الصادقون
فما بدّلُوا في البيعة و لا داهنوا في الحق و لا نكصوا عن الصراط ....
فمن سيعيد الى ذاكرة الأيام أمثالهم إن أنت نكصتِ ,
و من سيصمد إن أنت ضعفت ,
و من سيصدق الوعد إن أنت بعتِ ,
و من سيرابط دون أبواب الحصن إن أنت غفلتِ ؟

فإن هنتِ أنت فمن سيعــز ؟
و إن ضيَّعْتِ أنتِ فمن سيحفظ ؟
و إن اضطربت في الأرض منك الجذور ,
فأي ثبات يبقى للفروع و الأغصان ,
و من الذي سينغرس راسخاً في يقينه الحق أصله ثابت و فرعه في السماء ,
من سيفعل إن أنت هَوِيتِ .؟

فلا تهوّني من شأنك ....

فمن قوتك يستمدون ثباتهم ...
و من يقينك يستمدون الرسوخ ...
و من نضالك يبدأ النضال ...
و بكدِّ أياديك تخضر المروج و تثمر في مواسمها الثمار ...
و من بهاءك تتفتح في القلوب الأزهار ....
و لنور عينيك تتلألأ في عتمة الليل النجوم و الأقمار ...
و لبهجة حضورك تغني في رَوْحَةِ الصبح العصافير ....
و من نبض إيمانك تتعلم الإخبات قلوب المُسبِّحِين في الأسحار ....

فلا تهوني من شأنك ....

و لا تقعدن همتك عن بلوغ الغاية ...
و لا تغفِلِنّ لساعةٍ ...
فيضيع منك إحكام الحراسة ...
و يتسلل المدلسون العابثون المثبطون من تحت يديك ...

فلو ضيّعتِ ضعتِ ...
و لو ضعتِ فأنَّى لنا أن نفلح بعدك ؟
أنَّى لنا ؟!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
دارسة سعودية لمعرفة المكونات المناعية لحليب وبول الإبل @ بن سلمان @ الــمـنـتـدى الـعـام 2 10-12-2008 10:09 AM


الساعة الآن 02:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by