قبر تأبط شرا ، ورحلة الموت الأخيرة .

[المقداد]

منذ يومين لم أذق حلاوة النوم بسبب هذا الموضوع وجعلني أزيد في الإستبصار عند كل رد اضيف اليه فقيمته ظاهرة بلاشك حتى والم تظهر جماجم وعظام !
وبقدر ما أسعدني هذا الموضوع بقدر ما زاد في أرقي, فواحدة من المستحيلات قد سقطت بين يدي المشاهدين وهو غار رخمان وما قد يترتب على داخله من إلهام في نظم قصائد وموشحات لا تجارى ولا ترد ,ونسأل الله أن لايُسخر ذلك في هجاء المقداد والتعريض به ! أذن بقي إثنتين فماذا لو سقطت إحدهما والتي هي بمقدرة الشيخ ماذا سيكون حالي عندئذ , فتكرار القوم بإخراج القردة " عساها بالذيب " يوحي بأهمية الأمر وأعظام لشأنه , وإيقاظ لحواسي وتحفيز لي وإستيعاب للقضية بكل أبعادها النفسية والفكرية , ولأجل ذلك فإنني عمدت هذا المساء لمعلمي الأكبر أناشده الخروج من هذا المأزق عله أن يبعث بالطمئنينة وراحة للبال مما أشغل فكري وأرقه , الا أنني وجدته في " الحده " ينشد أبيات من الشعر مبهمة يشكو فيها من الجدب وحرارة القيظ .
فأشرت عليه يا أبي ماذا ترى !!
فرد في ماذا , فالشعير شحيح وغالي , والبهم في الجبل سالي !!
ضحكت قليلاً وقلت : ليس هذا , ليس هذا يا أبي ؟
قال : ماذا اذن .
قلت : ربعنا في ثمالة يبحثون من بعيد وقريب وأنت لازلت تتعنت وتزيد من إحراجنا وتمعن فيه ؟

قال : (( ليمهم على فنجال قهوة ) وسنتحدث إليهم بثقة وإعتداد بتجاوب منا في هذا الصدد .
قلت : لا أريد الإطالة لما أنا فيه من الإثارة والهمة وأخشى أن قد أتلبس ببعض الغفلة والتردد , كما حصل في قصيّر من عام مضى عندما نهيتني وزجرتني بحسم وحزم .

قال : لا بأس أخبر القوم أننا لوعدنا مثابرون ولعلمنا صامدون ولحجرنا منقذون ..

والسلام .