محمود شمس
11-16-2006, 10:54 AM
besmallah:
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه و سلم أجمعين .
فإني أحييكم جميعا بتحية الإسلام . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وإني لأعتذر عن طول غيابي عنكم و أدعو الله أن ييسر لنا أمورنا و لا أغيب عنكم أخرى ،
لنتدبر هذه اللطائف سوياً في كتاب الله عز و جل .
بينت فيما سبق أن الحق جلت قدرته عندما يستعمل كلمة في موضعها،يريد بها معنى لا يمكن أن يتم بدون هذه الكلمة،مهما أتيت بالمرادفات و هذا سر أسرار التدبر القرآني .
و من ذلك : الريب : الشك .
يعتقد الكثير أن الريب و الشك بمعنى واحد وأن كلاهما يستعمل في معنى الآخر ، لكن لو تدبرت في كلام الله لوجدت فرقا دقيقاً بين معنى الكلمتين .
فالشك معناه : أن لديك أمارتين متساويتين متناقضتين بمعنى : أن أحد الناس الذين تثق في صدقهم أخبرك بأن و لدك الآن في المدرسة .
و في الوقت نفسه أخبرك آخر في نفس درجة الثقة و الصدق بأن ولدك الآن ليس في المدرسة.
فهاتان أمارتان متساويتين متناقضتين ، فأنت تتحير أيهما تصدق
أما الريب فهو توهم داخل القلب المرتاب ، ليس بالضرورة لوجود دليل و لذلك أحياناً تقول : أنا قلق على و لدي الآن فيقال لك : هل أخبرك أحد بشيء ؟ تقول أبدا ، و إنما أقلق فهذا توهم دون وجود ما يدل على ذلك .
و انظر إلى دقة القرآن الكريم فيما يأت :
أولا : لم يستعمل الشك مطلقا في شأن البعث أو الآخرة أو الساعة أو القرآن الكريم وإنما يستعمل الريب
فيقول تعالى :
ـــ { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب } آية 5 من سورة الحج.
ـــ { وأن الساعة آتية لا ريب فيها } آية 7 من سورة الحج .
ــــ { ذلك الكتاب لا ريب فيه } آية 2 سورة البقرة.
ثانيا : استعمل الشك في شأن البعث في موضع واحد في القرآن الكريم لكن سرعان ما أضرب عنه و انتقل إلى مرحلة أعلى و ذلك بيان الترقي بالأسباب التي جعلتهم يكذبون بالبعث .
و تأمل قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلى الله و ما يشعرون أيان يبعثون * بل إدارك علمهم في الآخرة بل هم في شك بل هم منها عمون } الآيتان { 65 ـــ66 } من سورة النمل .
فتأمل أخي الكريم كيف أضرب الحق عن شكهم في الآخرة إلى قوله تعالى : بل هم منها عمون .
و الآن ندرك سر التعبير في ذلك .
لأنه لو استعمل الشك في شأن البعث أو الساعة أو القضايا العقدية لكان معنى ذلك أن الحق معهم في التكذيب ، لأن الشك معناه أن لديهم أمارتين متساويتين متناقضتين أمارة تقول بأن البعث حق و أخرى تقول بأنه ليس بحق ، لكن الحق جلت قدرته يستعمل الريب في هذه القضايا ليشير إلى أن الريب في شيء من مرض قلوبهم و لا ينبغي الريب فيما أخبر الله به و و عد جل و علا .
و تأمل أخي الكريم هذا التعبير :
{إن كنتم في ريب } لماذا يستعمل الحق كأن و اسمها ؟ مما يجعل بعض الجهال يرى أن في هذا تطوير لا فائدة فيه .
نقول : أن الريب : و هو التوهم في داخل القلب المرتاب قد يكون من حق المرتاب أن يرتاب فيما يرتاب فيه فلا يستعمل معه كان و اسمها يعني لا نقول إن كنتم في ريب ، اقرأ قول الله تعالى :
{ و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم عن أرتبتم } آية 4 من سورة الطلاق .
فلم يقل هنا إن كنتم في ريب . لماذا ؟ لأن المرتاب من حقه أن يرتاب في هذه المرأة حيث وجد الدم ، و هي آية أو صغيرة أما إذا كان المرتاب ليس من حقه أن يرتاب في الشيء و إنما ارتيابه من مرض في قلبه ووهم يستعمل الحق معه ، و إن كنتم في ريب، ليشير إلى أن الريب لا يوجد عليه أدنى دليل و إنما قد نشأ بسبب مرض في قلوبكم ، وهذا سر من أسرار التعبير القرآني .
و إلى لقاء قريب لنستكمل بعض هذه الأسرار أستودعكم الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لا تنسونا من صالح الدعاء
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه و سلم أجمعين .
فإني أحييكم جميعا بتحية الإسلام . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وإني لأعتذر عن طول غيابي عنكم و أدعو الله أن ييسر لنا أمورنا و لا أغيب عنكم أخرى ،
لنتدبر هذه اللطائف سوياً في كتاب الله عز و جل .
بينت فيما سبق أن الحق جلت قدرته عندما يستعمل كلمة في موضعها،يريد بها معنى لا يمكن أن يتم بدون هذه الكلمة،مهما أتيت بالمرادفات و هذا سر أسرار التدبر القرآني .
و من ذلك : الريب : الشك .
يعتقد الكثير أن الريب و الشك بمعنى واحد وأن كلاهما يستعمل في معنى الآخر ، لكن لو تدبرت في كلام الله لوجدت فرقا دقيقاً بين معنى الكلمتين .
فالشك معناه : أن لديك أمارتين متساويتين متناقضتين بمعنى : أن أحد الناس الذين تثق في صدقهم أخبرك بأن و لدك الآن في المدرسة .
و في الوقت نفسه أخبرك آخر في نفس درجة الثقة و الصدق بأن ولدك الآن ليس في المدرسة.
فهاتان أمارتان متساويتين متناقضتين ، فأنت تتحير أيهما تصدق
أما الريب فهو توهم داخل القلب المرتاب ، ليس بالضرورة لوجود دليل و لذلك أحياناً تقول : أنا قلق على و لدي الآن فيقال لك : هل أخبرك أحد بشيء ؟ تقول أبدا ، و إنما أقلق فهذا توهم دون وجود ما يدل على ذلك .
و انظر إلى دقة القرآن الكريم فيما يأت :
أولا : لم يستعمل الشك مطلقا في شأن البعث أو الآخرة أو الساعة أو القرآن الكريم وإنما يستعمل الريب
فيقول تعالى :
ـــ { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب } آية 5 من سورة الحج.
ـــ { وأن الساعة آتية لا ريب فيها } آية 7 من سورة الحج .
ــــ { ذلك الكتاب لا ريب فيه } آية 2 سورة البقرة.
ثانيا : استعمل الشك في شأن البعث في موضع واحد في القرآن الكريم لكن سرعان ما أضرب عنه و انتقل إلى مرحلة أعلى و ذلك بيان الترقي بالأسباب التي جعلتهم يكذبون بالبعث .
و تأمل قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلى الله و ما يشعرون أيان يبعثون * بل إدارك علمهم في الآخرة بل هم في شك بل هم منها عمون } الآيتان { 65 ـــ66 } من سورة النمل .
فتأمل أخي الكريم كيف أضرب الحق عن شكهم في الآخرة إلى قوله تعالى : بل هم منها عمون .
و الآن ندرك سر التعبير في ذلك .
لأنه لو استعمل الشك في شأن البعث أو الساعة أو القضايا العقدية لكان معنى ذلك أن الحق معهم في التكذيب ، لأن الشك معناه أن لديهم أمارتين متساويتين متناقضتين أمارة تقول بأن البعث حق و أخرى تقول بأنه ليس بحق ، لكن الحق جلت قدرته يستعمل الريب في هذه القضايا ليشير إلى أن الريب في شيء من مرض قلوبهم و لا ينبغي الريب فيما أخبر الله به و و عد جل و علا .
و تأمل أخي الكريم هذا التعبير :
{إن كنتم في ريب } لماذا يستعمل الحق كأن و اسمها ؟ مما يجعل بعض الجهال يرى أن في هذا تطوير لا فائدة فيه .
نقول : أن الريب : و هو التوهم في داخل القلب المرتاب قد يكون من حق المرتاب أن يرتاب فيما يرتاب فيه فلا يستعمل معه كان و اسمها يعني لا نقول إن كنتم في ريب ، اقرأ قول الله تعالى :
{ و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم عن أرتبتم } آية 4 من سورة الطلاق .
فلم يقل هنا إن كنتم في ريب . لماذا ؟ لأن المرتاب من حقه أن يرتاب في هذه المرأة حيث وجد الدم ، و هي آية أو صغيرة أما إذا كان المرتاب ليس من حقه أن يرتاب في الشيء و إنما ارتيابه من مرض في قلبه ووهم يستعمل الحق معه ، و إن كنتم في ريب، ليشير إلى أن الريب لا يوجد عليه أدنى دليل و إنما قد نشأ بسبب مرض في قلوبكم ، وهذا سر من أسرار التعبير القرآني .
و إلى لقاء قريب لنستكمل بعض هذه الأسرار أستودعكم الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لا تنسونا من صالح الدعاء