المقداد
10-06-2010, 10:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة منه وبركة :
***
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً
فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم
قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ،
فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج
فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك
لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه .
***
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ،
وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ،
فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .
***
وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل
على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك
. قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها
. قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين
. قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين
. قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه .
قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك .
قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .
خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ،
فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام .
وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال : ما حال ابني عمير ،
قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً . قال فما فعلت أم عمير
قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع .
قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك
. قال فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ،
ثم أقبل عليه يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت .
قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع ، قال مات
قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات .
قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟
قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير ، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم .
قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير ؟ .
قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم .
قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً .
***
ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين ،
ولكنه لم يشترهما بعد جدل طويل ، فغاظ حنيناً جدل الأعرابي ،
فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي ، ثم سار وطرح الآخر في طريقه ،
وكمن له . فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال : ما أشبه هذا بخف حنين
ولو كان معه الآخر لأخذته ، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً ، فندم على تركه الأول ،
فنزل وعقل راحلته ، ورجع إلى الأول ، فذهب حنين براحلته ،
ورجع حنين وليس معه إلا الخفان ، فقال له قومه : ما الذي جئت به من سفرك ؟
فقال : جئت بخفي حنين .
***
حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ،
فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ ،
فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ !
فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً
! وخرج وهو يقول :
وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ......... يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ
الي لقاء قريب " طابت ليلتكم .
والسلام عليكم ورحمة منه وبركة :
***
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً
فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم
قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ،
فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج
فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك
لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه .
***
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ،
وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ،
فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .
***
وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل
على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك
. قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها
. قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين
. قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين
. قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه .
قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك .
قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .
خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ،
فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام .
وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال : ما حال ابني عمير ،
قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً . قال فما فعلت أم عمير
قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع .
قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك
. قال فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ،
ثم أقبل عليه يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت .
قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع ، قال مات
قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات .
قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟
قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير ، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم .
قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير ؟ .
قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم .
قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً .
***
ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين ،
ولكنه لم يشترهما بعد جدل طويل ، فغاظ حنيناً جدل الأعرابي ،
فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي ، ثم سار وطرح الآخر في طريقه ،
وكمن له . فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال : ما أشبه هذا بخف حنين
ولو كان معه الآخر لأخذته ، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً ، فندم على تركه الأول ،
فنزل وعقل راحلته ، ورجع إلى الأول ، فذهب حنين براحلته ،
ورجع حنين وليس معه إلا الخفان ، فقال له قومه : ما الذي جئت به من سفرك ؟
فقال : جئت بخفي حنين .
***
حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ،
فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ ،
فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ !
فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً
! وخرج وهو يقول :
وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ......... يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ
الي لقاء قريب " طابت ليلتكم .