رد : أين يقع سد يأجوج ومأجوج
التكمله لهذا البحث الهام
فالكثير من الأنبياء و الأحداث كان لأهل الكتاب ( الديانات السماوية ) نبوءة بها قبل حدوثها. و في ذلك اختبار لإيمان و ثبات و تصديق الناس لما جاءت به الكتب السماوية. و لكن ماذا أخبرنا رسولنا الحبيب عن هذه النبوءة ؟ وجدت فقط خمس أحاديث منها أربعة مكررة عند عدة رواة الأحاديث و هذا يعطيها قوة سند فبعلمنا أن الصحابة كانوا بشغف لسماع كل ما يخبرنا به رسولنا الحبيب و يتناقلون كل ما يقول أو يفعل و انه دائما كان محاط بالصحابة , و تعدد رواية حديث معين يؤكد صحته . أما الأحاديث القليلة الرواية و الطويلة السند و التي تحوى العديد من الكلمات فتحتمل في تنقلها من شخص لآخر أن يختلف ألفاظها حسب فهم الراوي للمعاني التي يحويها الحديث و ربما جاءتنا بنفس المعنى لكن بكلمات مغايرة لما لفظه رسولنا الحبيب و نعلم أن حفظ اللفظ ينفرد به القرءان الكريم. عليه و في بحثي عن أحاديث رسولنا الحبيب أورد الأحاديث الأربعة أما الحديث الخامس فبالرغم من أن بعض ما جاء فيه يؤكد فرضيتي إلا لأنني و جدت فيه طول و ذلك يوحي بأن يكون قد قاله رسولنا الحبيب في جمع من الصحابة وأن لا يخص به أحد, و مع ذلك لم أجد تكرار لهذا الحديث عند رواة الأحاديث مقارنة بالأحاديث الأربعة الأخرى : الحديث الأول: "حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْيَةَ. حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيَبةَ، عَنْ أُمَِّ حَبِيَبةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ؛ أَنَّهَا قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ نَوْمِهِ، وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ (لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ. وَيْلٌ لْلِعَرَبِ مِنْ شَرٍّ اْقَتَربَ. فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) وَعَقَدَ بِيَدَيْهِ عَشَرَةً. قَالَتْ زَيْنَبُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ (إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ )" الحديث الثاني: " عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ خُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ يَقُولُ: قَالَ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ، مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ، سَبْعَ سِنِينَ ." الحديث الثالث : "حدثنا أحمد: حدثنا أبي: حدثنا إبراهيم، عن الحجاج بن حجاج، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج). " الحديث الرابع : "حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود . " نرى من خلال هذه الأحاديث المروية عنة صلى الله عليه و سلم. عدة نقاط هامة: 1- أنه صلى الله عليه و سلم استخدم لفظ "يأجوج و يأجوج" و هو نفس اللفظ المستخدم في القرءان و لم يستخدم أي لفظ يدل على أنهم بشر مثل "قوم" أو "جنود" أو أي لفظ يدل على أنهم من الكائنات الحية. 2- من علامات نبوة محمد صلى الله علية و سلم أن رؤياه كانت صادقة, و كانت تتحقق و عرف برباطة الجأش و الثبات على الحق و لم يكن لأي قوم أن يفزعوه أو يثنوه عن الدعوة للإسلام و نعلم فيما وردنا أنه صلى الله عليه و سلم جاءته رؤيا قبل غزوة أحد, علم منها أن عدد كبير من الصحابة سوف يقتل في هذه الغزوة و مع ذلك لم يتردد و لم يخف و لم يفزع من ملاقاة الغزاة. و نعلم أنه صلى الله عليه و سلم كان يحتسب و يستعيذ من الريح أو المطر... و كل ما كان فيه هلاك و عذاب لمن كفر من الأولين, لذلك فالأرجح أن ما أفزعة في منامه هو انفتاح الردم الذي يحجز هؤلاء المفسدون " يأجوج و مأجوج" و أنهما ليسا من البشر بل من الكوارث الطبيعية . و أنه صلى الله عليه وسلم يحذر و يذكر العرب من اقتراب تحقق تلك النبوءة حيث فتح في السد شرخ صغير . 3- نعلم أن نبينا محمد صلى الله علية و سلم هو خاتم المرسلين و أنه بعث للعالمين ( الإنس و الجن) و لو كان يأجوج و مأجوج من البشر لأرسل لهم يدعوهم للإسلام كما فعل مع القوى الكبرى في عصره و مهما كانت عظم تلك القوى فلقد كان حريص على توصيل الرسالة مهما عانى و تكبد من صعاب . 4- ذكر أن ويل للعرب من اقتراب حدوث النبوءة "خروج يأجوج و مأجوج" و هذا دليل على قرب الأرض التي بني فيها الســد من بلاد العرب (مع العلم أن السد بني في غير أرض العرب لأن هؤلاء القوم لديهم لغة فقيرة "لا يكادوا يفقهون قولا" و ربما كان في أطراف أرض العرب). إذن عند حدوث النبوءة في تلك الأرض سوف يلحق الضرر أيضا بأرض العرب. لفتة أخرى أن لفظ "الويل" تدل على شدة العذاب و الهلاك و يوجد واد في جهنم بهذا الاسم. 5- عندما سؤل "أنهلك و فينا الصالحين " أجاب نعم إذا كثر الخبث. و في اللغة " أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ ومنه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد: الخَبَث؛ ومنه الحديث: إِن الحُمَّى تَنْفِي الذُّنوب، كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث. وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بفتح الخاء والباء: ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وهو لا خَيْرَ فيه، ويُكْنى به عن ذي البَطْنِ". و يصح أن يكون خبث البراكين أو الخبث التي تحمله الأمواج بعد الانهيار. 6- ذكر أنه سيوقد المسلمين من قسي يأجوج و مأجوج .... لمدة سبع سنين. و في ذلك تأكيد أن يأجوج و مأجوج هما حمم البراكين و أنها سوف تدوم ســبع سنين بعد انهيار الســد. 7- ذكر أنه سيحج بعد يأجوج و مأجوج و في ذلك دلالة على أن المولى عز و جل سوف يحفظ البيت الحرام من يأجوج و مأجوج أيا كانا حمم البراكين أو أمواج المياه المالحة ( و نعلم أن مكة محاطة بالجبال التي ستحميها بإذن الله من تلك الحمم ) و دلالة أخرى على بقاء الديانة الإسلامية و استمرار مناسك الحج بالرغم من الدمار الذي سوف يلحق بالمنطقة. 8- ذكر في بعث النار أن من الناس واحد و من يأجوج و مأجوج ألف. و نعلم أن حمم البراكين هي الحجارة المنصهرة قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ قُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاّ يَعْصُونَ اللّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [سورة: التحريم - الأية: 6] . نرى توافق بين الآية و الحديث فلقد ذكرت الآية بأن نار الآخرة سوف يكون وقودها الناس و الحجارة . و أخبرنا الحديث أن نسبة الناس ليأجوج و مأجوج هي واحد من الناس و ألف من يأجوج و مأجوج . و لو صح أن يكون يأجوج و مأجوج هما حمم البراكين (الحجارة المنصهرة) فليس مستغرب وجودهما في جهنم حسب النسبة التي وضحها لنا الرسول الأمين. فالنار وقودها الناس و الحجارة. 9- لو صح أن يأجوج و مأجوج هما البراكين التي تلتهم كل ما في طريقها , فلماذا لم يخبر الرسول الصحابة بذلك؟. في إجابة ذلك و جهة نظر, نعلم أن الجزيرة العربية كانت و لم تزل يحدث بها الكثير من الهزات الأرضية فلو فصل و شرح الرسول النبوءة فلنتخيل حجم الذعر في سكان تلك المناطق عند حدوث أي هزه أرضية. ثم أنها نبوءة من علامات نهاية الحياة الدنيا و أنها لن تحدث في عهد الرسول و الصحابة. لذلك فإنه صلى الله علية و سلم اكتفى بأن يأجوج و مأجوج مفسدون و هما من علامات الساعة. على ما سبق من الممكن أن نتخيل سيناريو لما سوف يحدث و لكن هذا سوف يكون مبني على فرضيات معينة و مدى صحة ذلك السيناريو يبقى في الميزان و الله العليم الخبير له الحكمة في إظهار بعض الأمور لنا أو إخفائها و له الحكم و الأمر و لا اعتراض. و نحن أهل الديانات السماوية لدينا خبر من تلك النبوءة و لا أدرى تحديدا ماذا جاء عند أهل التوراة و الإنجيل عن تلك النبوءة ؟ و هل جاءت بنفس التفصيل الذي ورد في القرءان ؟. فسؤال نفر من أهل الكتاب للنبي محمد صلى الله علية و سلم عن "ملك جال الأرض" كان مفتاح لأن يبعث الله الوحي الأمين بأن يخبر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم بقصة ذو القرنين و تكون لنا نبوءة و علامة من علامات الآخرة. و لقد وصفت الآيات مكان السد و هو في أرض غير العرب كانت في الماضي مملكة في غربها كانت مدن ساحلية تحكمها القوانين العادلة و دلالة تلك المدن أنها مقامة على ساحل بحيرة (مياهها ساخنة مصدر تلك المياه عيون حمئة أو تكون طينية). و في الشرق كان يوجد منطقة مفتوحة ( سهل كبير أو صحراء ) بجوار بحيرة, عاشت قبائل هناك على الزراعة أو الرعي. و بين هاتين المنطقتين كان هناك سدين (جبلين) و توجد منطقة غنية بالمواد الخام من معادن و الأخص الحديد و النحاس. كانت تعاني القبائل التي تعيش عند السدين من فساد كان يلحق بهم .... , و يستطيع الباحثون (من علماء آثار و مؤرخين و جيولوجيون و علماء تعدين و تصوير بالأقمار الصناعية) تحيد مكان سد يأجوج و مأجوج حيث أن تكوينه يختلف عن الأجزاء المحيطة به و يشكل مع السدين سد واحد مستمر و ضخم يحجز كمية هائلة من المياه ( بحيرة عظيمة تجمعت خلف سد يأجوج و مأجوج و ذلك بعد بناءة ) و من الجهة الأخرى للبحيرة هناك آثار لوادي قديم حيث سكن القوم سابقا خلف السدين , و يوجد أثر مجرى مائي كانت المياه تغمره فترة معينة من السنة قبل بناء الســد. و يحتمل أن يكون السد و البحيرة في مكان مرتفع شمال بلاد العرب ( أرض القوقاز) مع التذكر أن ذلك السد هو ردم ترابي قلبه حديد و نحاس و الجبلين المجاورين له تركيبهما الصخري يختلف عنه. و أنه غير في المعالم الطبيعية حوله مثل تكون تسريبات و بحيرة عظيمة خلفه. أما لماذا في انهيار هذا السد سوف تحدث كوارث هائلة؟ فالإجابة في علم الغيب ؟. و للتقريب نقول : يحتمل أن يكون سد يأجوج ومأجوج مقام على منطقة ضعيفة من القشرة الأرضية و التي كان ينفذ منها المفسدون ( المياه المالحة الساخنة أو الحمم البركانية ) و التي كانت تفسد زرع و ممتلكات أهل تلك المنطقة و بعد إقامة السد تكونت بحيرة عظيمة وقوة السد ووزنه ووزن المياه المخزونة خلفه تصنع الاتزان مع الضغوط الهائلة في باطن الأرض وعند انهيار هذا السد يؤدي ذلك إلى إفراغ مياه البحيرة في زمن قصير و يسبب ذلك تولد موجات من المياه المالحة (المحجوزة خلفه) مدمرة ما في طريقها و بزوال وزن البحيرة يختل الاتزان وتجد الضغوط الهائلة في باطن الأرض متنفسها فتندفع بقوة هائلة وتنطلق البراكين بقوة فجائية و تنسل من المرتفعات ومن الشروخ الصخرية وهذه الفجائية سوف تسبب اختلال في طبقات القشرة الأرضية وتولد زلازل وبراكين مدمرة في أماكن عدة. من خلال ما سبق قدمت قراءة موضوعية لقصة يأجوج ومأجوج ولكن هناك بعض النقاط الهامة أوجزها في الأتي: 1. هذه قصة حقيقية وفيها نبوءة وعلامة من علامات نهاية الحياة الدنيا, أخبرنا بها المولى عز وجل. وفي حدوثها تأكيد قاطع عن صدق القرآن لمن في نفسه شك, و تثبيت للمؤمنين وفيها إرشاد لعلامة من علامات انتهاء الحياة الدنيا و ما ينتظر الكافرين من عذاب جهنم و بئس المصير. 2. أن السد مازال موجود و أن المولى عز و جل و صف لنا مكان السد (و كأنما يخبرنا المولى عز و جل أن هذا هو الوصف فيا أيها المسلمون , تستطيعون الوصول له و تقديمه مع هذه القصة و تلك النبوءة لغير المسلمين برهان ثبات أنكم على حق و أن القرءان الكريم من عند الله لأن أهل الصحراء لم يكن لهم علم بهذا السد) ويحتمل أن يكون السد في أرض غير العرب و ليس من المستغرب أن يكون لبعض العلماء (مثل علماء التعدين أو جيولوجيا أو راسمي الخرائط) من المسلمون أو غير المسلمين على علم بهذا السد و لكنهم لا يعلمون بأنه سد يأجوج و مأجوج و لا يعلمون بهذه النبوءة بهذا الشكل. 3. بمعرفة مكان السد يمكن فقط التخمين و توقع ماذا سوف يحدث بعد انهيار السد و ما هي المناطق التي سوف تكون أكثر تضررا على الأقل اثر موجات المياه التي تتبع الانهيار بما هو متوفر من معلومات حيث أن المستقبل في علم الغيب و الله أعلم. 4. هناك الكثير من الأخبار و القصص المنقولة بين الأمم و نعلم تغيرها بالإضافة أو بالحذف حسب فهم و خيال ونية و صدق و أمانة و قدرة الحفظ لدى ناقل هذه الأخبار و القصص , لذلك ربما تكون هناك مبالغة و عدم دقة لبعض رواة هذه القصص , و لكن بمطابقتها مع النص الذي لم يتغير منذ انزله الوحي الأمين على سيدنا محمد, نستطيع إشتفاف بعض الحقائق التي ربما تساعد في تحديد مكان السد. و الترجمة الدقيقة الواعية مطلوبة حيث أن هذه القصة إن وردت عند المؤرخين و علماء الآثار فستكون بلغة غير العربية في أرض غير العرب. و ما اختلاف و تضارب ما هو موروث و مترجم و مروي من بقايا قصة ذو القرنين و السد و يأجوج و مأجوج في الكتابات و الثقافات المختلفة إلا دليل قاطع على التعديلات و الإضافات أو الحذف لهذه القصة حسب تسلسل النقل. مثال على ذلك أن ذو القرنين حقيقي و لكن الرواة اختلفوا في تحديد شخصه هل هو إنس أم ملك ؟ ما هو أسمة الحقيقي ؟ في أي زمن حدثت قصته؟ ........ 5. مازلت في البداية و أطلب المساعدة من كل من يستطيع , للتحقق و التأكد مما فرضت , أحتاج لمتخصصين اللغات في مجال الترجمة لتاريخ أمم أرض القوقاز, أحتاج لرأي شيوخنا و علماءنا فيما طرحت , أحتاج لرأي علماء الآثار و الجيولوجيا في منطقة السد , أحتاج صور و مقاطع للمنطقة و رأي علماء الاستشعار عن بعد و التصوير التحت سطحي. لقد توصلت لبعض الحقائق التاريخية و الجيولوجية المتواضعة التي ترجح أن تكون بحيرة قزوين هي البحيرة التي تكونت بسبب إقامة السد و عليه يحتمل أن يكون سد ذو القرنين موجود على الجزء الجنوبي من هذه البحيرة.( أبحث حاليا في إمكانية ذلك بما لدي من إمكانيات متواضعة و أحتاج المساعدة من كل من يستطيع ذلك) . و لقد و جدت أن هذا الوصف ينطبق على بحر قزوين للتالي: 1- تاريخيا و جغرافيا يوجد إجماع على أن سد يأجوج و مأجوج موجود في أرض القوقاز. و لقد تعجبت من أمر لو صح يكون فيه إعجاز تاريخي , لقد أختلف الرواة في تحديد من هو ذو القرنين و لأنه كان في أرض غير العرب فلقد أستند البعض لروايات المختلفة . لكن القرءان ذكر أن اسم ذلك الملك هو " ذو القرنين " و وصف القرءان عدله و انه كان من المؤمنين بالله , و لقد عثرت على معلومة تاريخية تذكر حضارة قديمة لأمة كانت تدعى الأرخمانيين , كان لهؤلاء ملك عادل ملتزم و متدين و له سلطان كبير , حتى أن الإتاوات و الهدايا كانت تأتيه من أرجاء مختلفة من العالم القديم. كان هذا الملك يؤمن بأن الله هو الذي خلق السماوات و الأرض و هو الذي مكنه في الحكم , كان يؤمن بنفس ما يؤمن به نبي الله دانيال . لقد أنشأ مدن عظيمة في شمال إيران و منها مدينه "همدان" و مازالت بعض آثار تلك الحضارة باقية الى يومنا هذا و تدل على إيمان و أخلاقيات تلك الحضارة. هذا الملك معروف إلى الآن لأهل المنطقة باسم " داريوس ذو القرنين" و أرجح أن يكون هو فعلا ذو القرنين الذي ورد في القرءان فهناك تطابق في الاسم و الصفات. كذلك و صف المكان يتفق مع المتعارف عليه. 2- المنطقة القريبة من بحر قزوين غنية بالمواد الخام اللازمة لبناء السد من حجارة و خام الحديد و مواد قابلة للاشتعال. من خلال الصور السطحية التي تحصلت عليها و جدت بعض الأماكن و التي من شكلها توحي بأنها كانت المحجر الذي أقتطع منه مواد الردم اللازمة لردم جسم السد مثل تلك القريبة من مدينة ” Karaj " الى الغرب من طهران. 3- بحر قزوين ضخم و عميق و خصوصا في الجنوب و أعمق أجزاءه هو في الجزء الجنوبي و الجنوبي الغربي. و يحد البحر من الجنوب و الجنوب الغربي جبلين "البرز" و "القوقاز". و لو صح أن البحر تكون بسبب إقامة سد فلابد أن يكون ذلك السد في جنوب البحيرة تحديدا لأنه الأعمق. و ميول قاع البحيرة يتجه الي الجنوب. و من خلال النظر للبحيرة من أعلى و تتبع شكل التدرج الساحلي و الجبلي نستنتج أن السد يحتمل أن يكون بالقرب من مدينة "رشت" 4- يقع بحر قزوين في منطقة ضعف جيولوجية ما بين القارتين ( آسيا و أوروبا ) و يوجد في قاعه بؤرة بركانية و عند انهيار السد يسبب ذلك كارثة نتيجة تفريغ البحيرة بشكل فجائي . 5- البحر مياهه مالحة و هو مصب لعدة أنهار (عذبة) و لابد أنه قبل بناء السد كان هناك منفذ تجري خلاله المياه لخارج المنطقة في اتجاه معين (مجري مائي قديم حاليا مردوم) ويقع السد على هذا المجري و يمكن توقع مكان المجرى بتتبع اتجاه و استمرارية السلاسل الجبلية. و الاستعانة بالتصوير التحت سطحي. كذلك وجدت صحراء ملحية كبيرة في إيران ربما لها علاقة بجريان المياه قبل إقامة السد. 6- السد لابد و أن يكون مغطى بالكامل بالردميات بسبب الترسبات التي حدثت عبر العصور المختلفة. لذلك فالجزء العلوي الظاهر علينا الآن لابد و أن يكون رسوبي و طبيعته مختلفة عن الطبيعة الجبلية. 7- الجزء الرسوبي هو الأضعف مقارنة بالمناطق الصخرية المجاورة. و نلاحظ أن التضاريس القريبة مرتفعة و لكن كلما بعدنا و على مسافة كبيرة عن بحر قزوين تنخفض مناسيب الأرض و بالرغم من أن منسوب المياه في بحر قزوين منخفضة إلا أن ذلك نسبي و لو تحدثنا عن المسافات الكبيرة تدخل معنا عوامل أخري مثل كروية الأرض و اختلاف مراكز و قوة الجاذبية الأرضية . و الآيات وصفت أن الانهيار سوف يحدث بسبب فتح (شرخ كبير) و أخبرنا رسولنا الحبيب و منذ أكثر من 1400 أن الفتح قد بدأ و كان حينئذ صغير و إن كبر ذلك الشرخ و إن كان بالقرب من القاع حيث ضغط المياه الكبير نتيجة العمق تكون كبيرة و تسربت المياه عندئذ يبدأ الانهيار و لكن زمن الانهيار يعتمد على سماكة و طول مسار التسرب و مدى تحمل و مقاومة المنطقة الرسوبية . و على ما أعتقد أن التسرب حاليا موجود حيث البداية في قاع بحر قزوين و النهاية على مسافة كبيرة في مكان ما في أرض العرب. و علية و إن كانت توقعاتي صحيحة فيكون السد مغطي بالرسوبيات و موجود في مكان ما عند الجزء الجنوبي الغربي من ساحل بحر قزوين و في المنطقة المحصورة ما بين النقطة E49 0 /N41 0 و النقطة E52 0 /N38 0 . و لو أردت أن أحدد بشكل أدق فيكون المكان الأول في الأرجح بالقرب الى الجنوب من مدينة "رشت" الساحلية. و المكان الثاني الذي أرشحه يقع في المنطقة الساحلية المحصورة مابين جبلي البرز و القوقاز. أدعوا العلماء للتحقق مما كتبت كل في مجال اختصاصه و بالأسلوب الذي يراه مناسب , مرجعي الأساسي في هذا العمل هو ألفاظ القرءان الكريم و الأحاديث النبوية المتعارف عليها و كتاب لسان العرب لأبن منظور. و التي قادتني إلي قراءة موضوعية لقصة "يأجوج و مأجوج" . أما الحقائق العلمية عن بناء السدود و نظريات الانهيار فعلمي بها بحكم التخصص و هي من الأمور الأساسية لمهندسين السدود. و أما المعلومات الجغرافية لقد تحصلت عليها من الأطالس. أما الروايات التاريخية فلقد وجدت أن بعضها مترابط مع أنها ليست متوافقة , لتوضيح ذلك , يعتقد البعض أن ذو القرنين هو " الأسكندر المقدومي " و هذا لا يتوافق مع وصف "ذو القرنين" حيث أنه كان من المؤمنين , و لكن الرابط أن " الأسكندر المقدومي" و بعد 300 سنة تقريبا من وفات "داريوس ذو القرنين" أقدم على غزو مملكة الأرخامنيين و تدمير مدنهم. كلما دققت في هذا العمل الذي طرحته كلما وجدت فيه أشياء جديدة, و لقد اكتفيت مؤقتا بما قدمته في السطور الماضية حيث و جدت أن الفكرة الأساسية قد تبلورت. لقد قدمت لكم قراءة موضوعية لقصة "يأجوج و مأجوج" , استرشدت بالألفاظ و بالمنطق و بالتاريخ و بالجغرافيا و بهندسة السدود. بالرغم من ذلك مازلت أعتقد أن ما أطرحة هو فرضية و يجب التحقق منها أولا ثم يأتي الدور البحثي حيث يمكن الاستعانة بتقنية التصوير التحت سطحي بالأقمار الصناعية للتأكد من شكل السد المردوم , ثم هناك التحقق الحقلي بأخذ عينات من حفر الاختبار. إن صح كل هذا يأتي دور عمل دراسة للأضرار التي يمكن أن يسببها انهيار هذا السد, لمعرفة المناطق الآمنة و المناطق المعرضة لأكبر ضرر. لا يفوتني هنا الرجوع للآيات الكريمة من سورة الكهف و سورة الأنبياء, حيث تصف الانهيار و ما يخلفه و تصف أن غير المسلمين هم في غفلة من الانهيار و في غفلة من اقتراب الوعد الحق. ماذا عنا نحن المسلمون..! لقد وصف القرءان لنا تفاصيل تلك القصة , هل يفترض بنا الأعراض عنها و أن نكتفي بالقول أنها أمور غيبية , أتساءل هل السد فعلا من الأمور الغيبية. أليس السد حق أليس انهياره حق... هل يجب أن نفاجأ بانهياره مثل الأمم الأخرى ..... ألا نكون عندها في غفلة ..... ما تقدمت به هي كتابة مبدئية و لقد وصلت لحقائق و معلومات موثقة ترجح صحة ما وصلت اليه و حاليا أقوم بتجميعها لتكون ورقة بحثية امل أن أجد من يمد لي يد العون لإظهارها و مساعدتي على إكمال البحث. أسأل الله العفو عما يكون قد بدر مني من سهو أو خطأ, و أ دعوا الله أن آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار. المنتصر طموس
|