السّلوك الواعي لدى الخليه
السّلوك الواعي لدى الخلية
هل تعرفون أن في أجسامكم جهازا بإمكانه نسخ مليون صفحة مليئة بالمعلومات خلال عشرين دقيقة ؟
وكما هو معروف بالنسبة إلينا فإن الخلايا تتكاثر بالانقسام ويتحتم عند الانقسام أو الاستنساخ وجود الحامض النووي (DNA) لتكوين خلية جديدة وخلال هذا الاستنساخ نقف عند حدث مثير للانتباه يستلزم التمحيص والتفكير .
إن الحامض النووي (DNA) الذي هو بنك المعلومات الضخم والذي يحتوي على جميع معلومات الكائن الحي لو أردنا تحويل هذه المعلومات إلى خطوط وحروف سنجدها تحتوي على ثلاثة مليارات حرف يشتمل على مليون صفحة وهي عبارة عن مجموعة من المجلدات المكونة لموسوعة عملاقة يبلغ عددها ما يقرب من 1000 مجلّد. ومن هنا نستنتج أن عملية الاستنساخ للحامض النووي (DNA ) توازي عملية نسخ مليون صفحة أو ألف مجلد لموسوعة.
هل تعرفون كم تستغرق عملية النسخ هذه ؟ إنها تستغرق ما بين 20 إلى 80 دقيقة تقريباً .
انتبه عزيزي القارئ، هذا يعني أنه يتم نسخ مليون صفحة في مدة تتراوح ما بين 20 إلى 80 دقيقة دون أن يكون هناك أي نوع من الخطأ والنقص، فحتى وقتنا الحاضر لا يوجد أي نوع من أنواع التكنولوجيا المتطورة في النسخ تستطيع أن تقوم بعملية كهذه خلال مدة قصيرة، المدة التي ذكرت من قبل دون خطأ أو نقص ولاحظ بأن الذي يقوم بعملية النسخ
(DNA)ليس أجهزة تكنولوجية بل خلايا لا يمكننا رؤيتها بالعين المجردة.
والآن يجب علينا أن نفكر في من يمتلك العلم والعقل والتنظيم المبهر ومن الذي قرر ضرورة نسخ الحامض النووي (DNA) وانقسام كل الخلايا ومن قام بهذه العملية بغير خطأ وبسرعة فائقة؟ وقام بتصويب كل عملية من هذه العمليات. فمن قال أن هذا النظام المتطور المبدع المتكامل الذي لا يوجد فيه أي قصور هو محض الصدفة. فإن هذا القول خارج عن إطار العقل والمنطق تماماً ، وإذا حاولتم جمع ذرات الكون ووفرتم الشروط اللازمة لخدمة تكوين نظام استنساخ (DNA) بالطرق العشوائية البحتة ما استطعتم ذلك أبدا .
وهنا نرجع إلى صلب موضوعنا وهو أن من الواضح ومما لا ريب فيه أن خالق هذا النظام المبدع الذي مازال مستمراً في خلقه منذ مليارات السنين هو صاحب العلم و القدرة، هو الله جل شأنه رب العالمين.
وَلِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً
سورة النساء آية 126
|