عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2005   رقم المشاركة : ( 6 )
abonayf
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 13
تـاريخ التسجيـل : 04-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,582
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : abonayf


abonayf غير متواجد حالياً

افتراضي

وهذه دراسه لكاتب اسلامي اسمه ( بسّام نهاد جرّار ) اورد لك بعض ماجاء بها .

ولو رغبت بقرائة الدراسه بشكل كامل فستجدني قد وضعتها لك في المنتدى التقني والفني في موضوع كتب منوعه


:: الصّخرة والكهف وثاني بيت وضع للناس ::


جاء في القرآن الكريم والحديث الصحيح أنّ أوّل بيت وضع للنّاس من أجل العبادة هو المسجد الحرام. وورد في صحيح الحديث أن ثاني بيت وضع للناس هو المسجد الأقصى، وكان ذلك بعد أربعين عاماً من بناء المسجد الحرام. ونتيجة لغفلة الناس، وتطاول السّنين، اندثرت معالم المسجدين. وكان أن بعث الله تعالى إبراهيم عليه السّلام فأعاد بناء المسجد الحرام، بعد أن بيّن الوحي له موضعه. وقد وقع في نفسي احتمال أن يكون النبي الذي آمن به الفتية – أصحاب الكهف – هو الذي بيّن مكان المسجد الثاني، وكان من ثمار حادثة أصحاب الكهف أن بنى الناس المسجد الأقصى في موضعه الأصلي، أي فوق الكهف الذي تحت صخرة بيت المقدس. ولا بد من التنبّه هنا إلى أن المسجد الحرام كان في البداية يقتصر على موضع الكعبة، بل إنّ الكعبة تحدد المساحة الأولى، بدليل قوله تعالى(جعل الله الكعبة البيت الحرام...) ومعلوم أن المسجد الحرام، وبإجماع الأمّة، هو أوسع من ذلك بكثير. وهذا ينطبق تماماً على المسجد الأقصى الذي بدأ بصخرة بيت المقدس لتصبح مساحته ما يقارب (144) دونماً.

المتدبّر للآيات الكريمة من سورة الكهف يستنتج أن الفتية قد فوجئوا من قبِل قومهم ففرّوا، أي لم يكن فرارهم عن تخطيط مسبق، بدليل أنهم لم يحتاطوا فيأخذوا معهم الطعام الذي يلزم في مخبئهم، ويظهر ذلك جلياً في قولهم بعد بعثهم من نومهم: (...فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً...) وإذا صحّ هذا الاستنتاج، فإن ذلك يقودنا إلى القول باحتمال أن يكونوا قد لجأوا إلى مكان معهود لهم. ويعزز هذا الاحتمال استخدام (ال) في كلمة (الكهف) من قوله تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف) ولم يقل (فأووا إلى كهف)، فهو كهف معهود، وهو مكان لا يطرقه القوم. فلماذا هو معهود لدى الفتية، وغير مطروق من قبل قومهم ؟! لا يبعد أن يكون النبي الذي آمن به الفتية قد بيّن لهم مكان المسجد الثاني الذي وضع للناس _ الأقصى _ ومن هنا وجدناهم يتردّدون عليه للتعبّد عنده، فكان هو المكان الذي تبادر إلى أذهانهم عندما فروا، لأنه المكان المألوف والمحبوب، ويبدو أنه كان في موضع مهجور، كموضع الكعبة في زمن إبراهيم عليه السلام.

جاء في الآية (21) من سورة الكهف(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً) فإذا تمّ دفن الفتية في الكهف فما الدّاعي لبناء مسجد فوق كهفهم ؟! ولماذا لم يُبْنَ المسجد بالقرب من الكهف، ليكون الأمر أقرب إلى روح الدين الحق، وحتى لا تشوب عقيدة المؤمنين شائبة تعكّر صفو توحيدهم؟!

يبدو لنا أنّ بناء المسجد لا علاقة له بدفن الفتية، بل هو نتيجة اكتشافهم بأنّ الصّخرة القائمة فوق الكهف هي الموضع الأصلي للمسجد الأقصى. أمّا الكهف فلم يُجعل موضعاً للدفن، بل هو حل لإشكال وقع فيه النّاس؛ وهو عدم يقينهم من موت الفتية، لاحتمال أن يكونوا قد ناموا نومتهم السابقة، وإذا كانوا نياماً فلا يصحّ دفنهم، لإمكان بعثهم مرّة أخرى، فكان الحلّ يجمع بين الاحتمالين؛ فوضعهم في الكهف مع إغلاق بابه يعتبر الحل الأمثل؛ فإذا كانوا أمواتاً فقد تحقّق القبر لهم، وإن كانوا أحياءً فالكهف أسلم لهم عند بعثهم. والدليل على تردّدهم بين الدّفن وعدمه ما جاء في الآية (21) من سورة الكهف: (...إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم...) لاحظ قولهم: (ربهم أعلم بهم) وعليه فهناك احتمال أن يكون القوم قد دفنوهم بعيداً عن المسجد، بعد أن تحقّقوا من موتهم، ومن المتوقّع أن يكون ذلك بعد فترة من الزمن.


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس