عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
الحارث بن همام
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة


الحارث بن همام غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يا فاعل خير ... ماذا دهاك ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة في هذا المنتدى

جيد جدا أن يتم هذا النقاش هنا
وهو مفيد لترسيخ فكر حماة الحياة الفطرية ، وإقناع الخصوم والمناوئين .
وبعد إبداء إعجابي بما ذكره أبو عبدالرحمن والحاج سلام والشريف منقاش ،
أحب أن أشارك في هذا الجدل بما يلي :

أولاً : أنا لم أطلع على رأي لفاعل خير حول الموضوع , وهو أولى الناس
بالحديث الآن .ولكن صمته قد يدل على قناعته بحكم المدير العام .
إلا أني أستغرب أن يترافع عنه آخرون دون وكالة , فيصبحون كما قيل :
أهل الميت صبروا والمعزية كفروا .

ثانيا ُ : قرأت بعض الحجج للمناوئين , وأحب أن أناقشها على النحو التالي :

1-يقولون: إن الله أباح الصيد ولايمكن لأحد أن يمنعه ....

و أقول :

نعم إن الله أباح الصيد بنص القرآن .. ولكن الصيد في الشرع مباح وليس واجباً .
فإذا جاء ولي الأمر ومنع من هذا المباح لمصلحة عامة , فهذا من حقه الشرعي ,
فالفقهاء ذكروا أن من حق ولي الأمر أن يقيد المباح , وقد فعل هذا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه , حين كان يمنع شراء اللحم ليومين متتاليين , في المدينة المنورة ,
لمصلحة رآها , فشراء اللحم من الجزار مباح , لكن عمر منعه للمصلحة ,
بل روي أنه كان يضرب الناس بالدرة بسببه .
ومثله رعي الكلأ في البرية , فهو مباح , والناس شركاء فيه , ولكن

عمر رضي الله عنه ,كان يحمي بعض المناطق ويمنع الرعي فيها ,
لمصلحة عامة , وإذا وجد من يرعى يعاقبه .

و المصلحة العامة في هذه الحالات وغيرها مقدمة على مصلحة الفرد في تناول المباح .

و التطبيقات الحديثة على هذا المبدأ واسعة جداً , ومنها مثلاً : التصاريح التي تمنحها الدولة لإقامة المصانع أو المشروعات أو فتح المحلات التجارية ... ونحو ذلك . فالأصل أن هذه أعمال مباحة للجميع , لكن قد تمنع الدولة من افتتاح مصنع للإسمنت مثلاً في منطقة معينة ووقت معين , لمصلحة عامة , وقد تمنع من فتح محل تجاري أو محطة وقود , أو نحوها , لأجل المصلحة العامة ، وكلها من المباحات منعت لأجل المصلحة العامة .


وما يجري الآن في شأن الصيد و انقراض كثير من الحيوانات و الطيور , يجعل كل العقلاء يقولون إن المصلحة العامة هي منع الصيد المباح .


2-يقولون إن إباحة الصيد من باب توازن الطبيعة ...

و أقول :

هذا القول في هذا الوقت غير صحيح .
بل منع الصيد الآن هو الذي يحقق التوازن , فهل مثلاً صيد القهادي و الحجل
و الأرانب البرية و الوبر ... يحقق التوازن في الطبيعة الآن ؟
لقد قيل إن من أهم أسباب زيادة أعداد القرود , ومن ثم إسرافها في المزارع ,

هو قتل أعدائها من السباع , فما هو التوازن الذي يحدثه صيد هذه الطيور والحيوانات ؟

نعم لو وصلنا لمرحلة زادت فيها أعداد هذه الطيور و الحيوانات

عن المعدل الطبيعي ,فيمكن أن يقال حينئذ بإباحة الصيد مرة أخرى .
لكن قد نحتاج في الجزيرة العربية إلى مئات السنين , كي نصل لهذه المرحلة ,
وإلى أن نصل إلى تلك المرحلة فإن التوازن الحقيقي , و المصلحة العامة ,

يقتضيان منع الصيد مطلقا ً .

وخاصة إذا علمنا أن الذين يمارسون هذا الصيد الآن , ليسوا محتاجين للصيد ,

ولا يفعلونه لجلب الرزق لأنفسهم و ذرياتهم , بل هم جميعا ً هواة ,
ويمارسونه للتسلية , وقضاء الوقت , و الاستمتاع أثناء إجازاتهم ورحلاتهم

ولو كانوا يمارسونه للرزق , لكان لنا معهم حديث آخر .

و أنظر إلى صيد البحر , فإنه يمارس الآن هواية ورزقاً , ولا يمنع أحد منه ,
. لاحكومة ولا حماة طبيعة .لأن أغلب هؤلاء هم صيادون محترفون ,\
وهذا هو باب رزقهم , فيستغرب منعهم منه .

أما الهواة فلا يمنعون أيضاً , لأن صيد البحر متوفر وممارستهم
لهذه الهواية لا تضر به . ولو وصلوا لمرحلة تضر بصيد البحر ,
لأمكن أن يقاس فعلهم على صيد البر .
والدولة الآن تمنع صيد بعض الأسماك في أوقات محددة ،لمصلحة عامة ،

كأن يكون هذا النوع مهدد بالإنقراض ، أو وقت التكاثر أو نحو ذلك .


ختاما آمل أن نكون مقنعين ، وأن يكون خصومنا منصفين ،
والحمد لله رب العالمين .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس