عرض مشاركة واحدة
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الرومانسي



* لمحة سريعة :

نتيجة لتشدد المذهب الكلاسيكي في تطبيق القواعد المقررة ..
ظهرت في أنحاء متفرقة من أوروبا دعوات إلى التمرد عليه / و التفلّت من قيوده العقلية الصارمة ..
فظهرت أعمال أدبية لاتنضبط بقواعده ، و في أواخر القرن الثامن عشر كثرت الانتقادات الموجهة إليه / و تهيّأت عوامل أخرى تشجّع الاتجاه المناقض له ......... و أهمها عاملان :
1 - ظهور تيار فلسفي يدعو إلى الانطلاق في الفكر ، و التحلل من جميع الضوابط و المفهومات السابقة " كالتقاليد الاجتماعية و الدين ! " ..
و يقود هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوروبا .. أهمهم : ( جان جاك روسو ، هيجل ، شاتوبريان ، شليك ) .

2 - اضطراب الظروف السياسية و الاجتماعية ..
و من أمثلة ذلك : حروب نابليون بونابرت .

و كل ذلك ترك في الأوروبيين قلقاً شديداً / و شعوراً بالمرارة و خيبة الأمل / و انتشر فيهم ما يُسمّى بـ " مرض العصر " ..
و هو إحساس حاد بالكآبة و الإحباط ، و ضيق شديد من الواقع ، و بحث عن مهرب منه .
و قد تفاوتت آثار هذا الشعور بين بلد أوروبي و آخر بتفاوت ظروف كل منهما .. فظهرت رومانسيات مختلفة ، و لكنها تجتمع على عدد من الخصائص و المباديء المشتركة .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم مباديء المذهب الرومانسي الأدبي :
1 - رفض المباديء الكلاسيكية في الأدب عامة و مخالفتها .. و من ذلك :
أ - رفض تفوق الأدبين اليوناني و الروماني أو اعتبارهما النموذج الأعلى للأدب .
ب - رفض الانضباط و التقيّد بالقواعد المقررة كقاعدة فصل الأجناس الأدبية .
جـ - رفض النزعة العقلية و ما يترتب عليها .
د - رفض الاسلوب الكلاسيكي المتأنق ، و الدعوة إلى الاسلوب السهل المسترسل .
هـ - رفض ارتباط الأدب بالمبدأ الخلقي .

2 - ربط الأدب بالعاطفة و الوجدان .. و جعل مصدر الجمال الذوق بدلا من العقل .

3 - تعظيم شأن الخيال و إطلاق حريته في ارتياد الآفاق التي يريدها .

4 - الهروب من الواقع و مشكلاته السياسية و الاجتماعية .

5 - الافتتان بالطبيعة و العوالم الغريبة و الأحلام .

6 - التعلق بالحزن و التلذذ بالألم ، و نشر الاحساس بالكآبة " مرض العصر " !

7 - التعلق بمعتقد " تأليهي " غامض .. يقلل من أهمية الاثم الفردي و يخفف المسؤولية الفردية و يحمّلها المجتمع ..
و قد كثرت لهذا السبب في أدبهم صور : اللص الشريف ، المجرم الطيب السريرة !
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم أعلام المذهب الرومانسي :

لامرتين / الفريد دي موسيه / فيكتور هوغو ---> فرنسا
كولردج / ورد زورث / ولتر سكوت ---> انكلترا
الأخوان ( شليجل / هوفمان ) ---> ألمانيا
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* الرؤية الاسلامية للرومانسية :

1 - يعيش الرومانسي - غالبا - حالة من " فقدان التوازن " ، و تنقصه الدعامة الدينية / و الفكرية / و الاجتماعية .. لأنه يغرق في ذاتيته .
لذلك يعجز في أكثر الأحوال عن التكيف مع مجتمعه ، و يهيم على وجهه في بحر الشك و الحيرة و الكآبة .
و هذه حالة لا نرضاها للفرد المسلم .. لأنه يملك رصيداً عقديا كبيرا .. و أهم ما يقدمه له الطمأنينة الكبيرة التي تحفظه من الحيرة و الشك .

2 - أن الرؤية الإسلامية للأدب لا تقبل أن يصطبغ دائماً بالحزن و الكآبة / و الآلام الرومانسية لا تنسجم مع الشخصية الاسلامية .. و الحزن دون سبب مرفوض في الإسلام .
فالحزن في عُرف المسلمين : أزمة / و الكآبة : حالة نفسية عارضة ..
غير أن المسلم مدعو إلى مواجهة ظروفه بشجاعة / و إلى التسليم لقضاء الله من جهة ، و تلمّس الأسباب للخروج من الأزمات من جهة أخرى ..
و الرسول عليه السلام هو أعلى نموذج لمواجهة الظروف الصعبة .. و تاريخ المسلمين مليء بالفواجع و المحزنات و لكن دينهم لا يرضى لهم أن يستسلموا للحزن .
و من هنا فالإسلام لا يرفض الحزن العارض و لا ينكره ، و لا يرفض التعبير عنه بالأدب و غيره ، و لكنه يرفض الاستغراق فيه .

3 - يأبى الرومانسيون ربط الأدب بالمبدأ الخلقي ، و هذا يُخالف وجهة النظر الإسلامية في الأدب .

4 - ينشغل معظم الرومانسيين بذواتهم و يستغرقون فيها و ينصرفون عن قضايا الأمة الاجتماعية و السياسية ..
و نحن نريد من الأديب المسلم أن يستوعب في أدبه قضايا الحياة و الأمة .. و لا نريد له أن يكون " نرجسيا ! " لا يعرف إلا ذاته .

5 - لا نقبل في الإسلام المعتقد العاطفي الذي يهوّن الإثم و يخفف المسؤولية الفردية على الآثم أو يسقطها . فالإسلام عقيدة / و سلوك / و لا قيمة لطيب السريرة إذا كان السلوك خلافها !

و مع يقيننا بأن للظروف المحيطة بالفرد أثراً في تشجيعه على الجريمة ، إلا أن الرؤية الإسلامية للفطرة الإنسانية لا تعفي المُخطيء من جريمته إلا إذا بلغت الضغوط الموجّهة إليه حد الإكراه .. حيث تسقط حينها صفة الجريمة عن الفعل الذي يرتكبه المُكره ( كإيقاف عمر رضي الله عنه حدّ القطع عام المجاعة ) .


المصدر / شبكة رواء للأدب وفنون العربيّة
آخر مواضيعي