![]() |
![]() |
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )المذهب الرومانسي * لمحة سريعة : نتيجة لتشدد المذهب الكلاسيكي في تطبيق القواعد المقررة .. ظهرت في أنحاء متفرقة من أوروبا دعوات إلى التمرد عليه / و التفلّت من قيوده العقلية الصارمة .. فظهرت أعمال أدبية لاتنضبط بقواعده ، و في أواخر القرن الثامن عشر كثرت الانتقادات الموجهة إليه / و تهيّأت عوامل أخرى تشجّع الاتجاه المناقض له ......... و أهمها عاملان : 1 - ظهور تيار فلسفي يدعو إلى الانطلاق في الفكر ، و التحلل من جميع الضوابط و المفهومات السابقة " كالتقاليد الاجتماعية و الدين ! " .. و يقود هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوروبا .. أهمهم : ( جان جاك روسو ، هيجل ، شاتوبريان ، شليك ) . 2 - اضطراب الظروف السياسية و الاجتماعية .. و من أمثلة ذلك : حروب نابليون بونابرت . و كل ذلك ترك في الأوروبيين قلقاً شديداً / و شعوراً بالمرارة و خيبة الأمل / و انتشر فيهم ما يُسمّى بـ " مرض العصر " .. و هو إحساس حاد بالكآبة و الإحباط ، و ضيق شديد من الواقع ، و بحث عن مهرب منه . و قد تفاوتت آثار هذا الشعور بين بلد أوروبي و آخر بتفاوت ظروف كل منهما .. فظهرت رومانسيات مختلفة ، و لكنها تجتمع على عدد من الخصائص و المباديء المشتركة . .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * أهم مباديء المذهب الرومانسي الأدبي : 1 - رفض المباديء الكلاسيكية في الأدب عامة و مخالفتها .. و من ذلك : أ - رفض تفوق الأدبين اليوناني و الروماني أو اعتبارهما النموذج الأعلى للأدب . ب - رفض الانضباط و التقيّد بالقواعد المقررة كقاعدة فصل الأجناس الأدبية . جـ - رفض النزعة العقلية و ما يترتب عليها . د - رفض الاسلوب الكلاسيكي المتأنق ، و الدعوة إلى الاسلوب السهل المسترسل . هـ - رفض ارتباط الأدب بالمبدأ الخلقي . 2 - ربط الأدب بالعاطفة و الوجدان .. و جعل مصدر الجمال الذوق بدلا من العقل . 3 - تعظيم شأن الخيال و إطلاق حريته في ارتياد الآفاق التي يريدها . 4 - الهروب من الواقع و مشكلاته السياسية و الاجتماعية . 5 - الافتتان بالطبيعة و العوالم الغريبة و الأحلام . 6 - التعلق بالحزن و التلذذ بالألم ، و نشر الاحساس بالكآبة " مرض العصر " ! 7 - التعلق بمعتقد " تأليهي " غامض .. يقلل من أهمية الاثم الفردي و يخفف المسؤولية الفردية و يحمّلها المجتمع .. و قد كثرت لهذا السبب في أدبهم صور : اللص الشريف ، المجرم الطيب السريرة ! .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * أهم أعلام المذهب الرومانسي : لامرتين / الفريد دي موسيه / فيكتور هوغو ---> فرنسا كولردج / ورد زورث / ولتر سكوت ---> انكلترا الأخوان ( شليجل / هوفمان ) ---> ألمانيا .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * الرؤية الاسلامية للرومانسية : 1 - يعيش الرومانسي - غالبا - حالة من " فقدان التوازن " ، و تنقصه الدعامة الدينية / و الفكرية / و الاجتماعية .. لأنه يغرق في ذاتيته . لذلك يعجز في أكثر الأحوال عن التكيف مع مجتمعه ، و يهيم على وجهه في بحر الشك و الحيرة و الكآبة . و هذه حالة لا نرضاها للفرد المسلم .. لأنه يملك رصيداً عقديا كبيرا .. و أهم ما يقدمه له الطمأنينة الكبيرة التي تحفظه من الحيرة و الشك . 2 - أن الرؤية الإسلامية للأدب لا تقبل أن يصطبغ دائماً بالحزن و الكآبة / و الآلام الرومانسية لا تنسجم مع الشخصية الاسلامية .. و الحزن دون سبب مرفوض في الإسلام . فالحزن في عُرف المسلمين : أزمة / و الكآبة : حالة نفسية عارضة .. غير أن المسلم مدعو إلى مواجهة ظروفه بشجاعة / و إلى التسليم لقضاء الله من جهة ، و تلمّس الأسباب للخروج من الأزمات من جهة أخرى .. و الرسول عليه السلام هو أعلى نموذج لمواجهة الظروف الصعبة .. و تاريخ المسلمين مليء بالفواجع و المحزنات و لكن دينهم لا يرضى لهم أن يستسلموا للحزن . و من هنا فالإسلام لا يرفض الحزن العارض و لا ينكره ، و لا يرفض التعبير عنه بالأدب و غيره ، و لكنه يرفض الاستغراق فيه . 3 - يأبى الرومانسيون ربط الأدب بالمبدأ الخلقي ، و هذا يُخالف وجهة النظر الإسلامية في الأدب . 4 - ينشغل معظم الرومانسيين بذواتهم و يستغرقون فيها و ينصرفون عن قضايا الأمة الاجتماعية و السياسية .. و نحن نريد من الأديب المسلم أن يستوعب في أدبه قضايا الحياة و الأمة .. و لا نريد له أن يكون " نرجسيا ! " لا يعرف إلا ذاته . 5 - لا نقبل في الإسلام المعتقد العاطفي الذي يهوّن الإثم و يخفف المسؤولية الفردية على الآثم أو يسقطها . فالإسلام عقيدة / و سلوك / و لا قيمة لطيب السريرة إذا كان السلوك خلافها ! و مع يقيننا بأن للظروف المحيطة بالفرد أثراً في تشجيعه على الجريمة ، إلا أن الرؤية الإسلامية للفطرة الإنسانية لا تعفي المُخطيء من جريمته إلا إذا بلغت الضغوط الموجّهة إليه حد الإكراه .. حيث تسقط حينها صفة الجريمة عن الفعل الذي يرتكبه المُكره ( كإيقاف عمر رضي الله عنه حدّ القطع عام المجاعة ) . المصدر / شبكة رواء للأدب وفنون العربيّة |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
ذهبي مشارك
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() المذهب الواقعي * لمحة سريعة :
نشأ بسبب انتشار الفلسفات : الوضعية / التجريبية / المادية الجدلية في أوروبا . و قد امتد تأثير هذه الفلسفات إلى الفنون و الآداب . و نتيجة لذلك اهتم عدد من الأدباء بتصوير الحياة الاجتماعية ، و بالطبقات الدنيا التي أعرض عنها الكلاسيكيون و نسيها الرومانسيون . و يتفق رواد هذا المذهب في مباديء رئيسة محددة ، و يختلفون في مباديء أخرى كثيرة .. الأمر الذي جعل الواقعية تتشعب إلى واقعيات عدة .. أهمها : الواقعية الانتقادية / الواقعية الطبيعية / الواقعية الاشتراكية . .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * الواقعية الانتقادية : - تهتم هذه الواقعية بقضايا المجتمع و مشكلاته ، و تركز اهتمامها بشكل خاص على جوانب الفساد و الشر و الجريمة . - تميل هذه الواقعية إلى التشاؤم ، و تعتبر الشر عنصرا أصيلا في الحياة لذلك تبحث عنه و تجعله محور العمل الأدبي . - تُعد " القصة " مجال الواقعية الانتقادية الأكبر و تليها " المسرحية " ، فمعظم إنتاج الواقعيين الانتقاديين قصص و روايات و مسرحيات .. - و من أشهر قصاصها الأديب الفرنسي " بلزاك " / " شارلز ديكنز " / " تولستوي " / "دستويوفسكي " / " أبسن " / " إرنست همنغواي " . * الواقعية الطبيعية : - تتفق هذه الواقعية مع الواقعية الانتقادية في جميع مبادئها ، و تزيد عليها في تأثرها الشديد بالنظريات العلمية ، و دعوتها إلى تطبيقها في المجالات الإنسانية ، و إظهارها في العمل الأدبي . - الإنسان في تصور هذه الواقعية --> حيوان تسيّره غرائزه و حاجاته العضوية ، لذلك فإن سلوكه و فكره و مشاعره هي نتائج حتمية لبنيته العضوية و لما تقوله قوانين الوراثة .. و أما حياته الشعورية و العقلية فظاهرة طفيلية تتسلق على حقيقته العضوية . - يُعد القاص " إميل زولا " رائد هذه الواقعية .. و قد كتب قصته الشهيرة " الحيوان البشري " ليجسد مبادئها ، و ليطبق نظريات " دارون " في التطور ، و " مندل " في الوراثة ، و ليثبت أن سلوك الإنسان و فكره و مشاعره هي نتائج طبيعية لما تقوله هذه النظريات . - و من أشهر كتابها أيضا --> فلوبير صاحب قصة " مدام بوفاري . * الواقعية الاشتراكية : - تجسّد هذه الواقعية الرؤية الماركسية للأدب ، و تحمل مباديء الفلسفة المادية الجدلية التي تقوم عليها الشيوعية . - يرى أنصارها أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي ، و أنه يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة .. لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع وفق المفهومات الماركسية . - تقضي هذه المفهومات أن يهتم بالطبقات الدنيا ، و لا سيما طبقات العمل و الفلاحين ، و أن يصور الصراع الطبقي بينهم و بين الرأسماليين و البرجوازيين ، و يجعل الرأسمالية و البرجوازية مصدر الشرور في الحياة .. فيدينهما و يكشف عيوبهما . - من هذه الزاوية يعد الواقعيون الاشتراكيون مذهبهم متفائلا و مرجحا لجانب الخير ، و يتصورون أن ماركسيتهم ستحكم العالم ، و تحل تناقضاته ، و يطالبون الأدباء أن يبثوا هذا التصور في أعمالهم الأدبية . - أنهم يرفضون أية تصورات ترتبط بالعقائد السماوية .. لأنهم يرفضون العقائد السماوية ذاتها .! - أول من استخدم اصطلاح الواقعية الاشتراكية في كتاباته هو الأديب الروسي " مكسيم جوركي " ثم انتشر المصطلح في أنحاء العالم ، و قرر الاتحاد السوفيتي و الصين و بعض الدول الشيوعية الأخرى اعتباره المذهب الرسمي للأدب فيها . - كان ميدانه " القصة " ثم دخل إلى " المسرحية " .. و أخيرا إلى " الشعر " .. ثم عمّ الأجناس الأدبية كلها . - و من أشهر أدبائهم : مكسيم جوركي / شولخوف / ماياكوفسكي / حمزانوف / ناظم حكمت / لوركا / بابللو نيرودا / جورج لو كامش / و روجيه جاوروي قبل إسلامه . .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * الرؤية الإسلامية للواقعية : أن الاهتمام بالواقع و عرض قضايا الحياة و مشكلات الإنسان فيها بقالب أدبي ناجح أمر يحبّذه الإسلام .. " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " . و إذا نظرنا إلى الواقعيات الغربية و جدنا أنها تهتم بأمور الحياة و قضايا المجتمع أيضا .. و لكن بمنهج و تصورات مستمدة من فلسفات بشرية منحرفة ، تجعلها تتعارض مع المنهج الإسلامي و تصوراته في جوانب عدّة أهمها : 1 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تجعلان الحياة محكومة بالشر و الفساد ، و هذه نظرة سوداوية متشائمة - لعلها من آثار النظرة اليونانية للقدر - و الإسلام يرفض هذا التصور .. فليس ثمة ما هو محكوم عليه بالشر أو محكوم عليه بالخير ، و ليس ثمة ما يمنع فاعلية الإنسان من التأثير في الحياة و المجتمع . 2 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تبرزان صور الشر و الفساد في المجتمع لإضرام الثورة فيه و تغيير قيمه - كما تزعمان - غير أنهما في الحقيقة لا تقدمان أي بديل لهذه القيم ، و نحن المسلمين لا نقبل أن يكون الهدم وحده غاية العمل الأدبي فلا بد من التخطيط المسبق للبديل الذي يعوض عما نريد هدمه . 3 - أن الإنسان عند الواقعيين عامة ، و الطبيعين خاصة حيوان بشري ، يتكون من مجموعة عوامل مادية و غريزية و حسب .. و ليس للجانب الروحي أي اعتبار عندهم . أما الإسلام فيكرم الإنسان ، و لا يقبل أن يكون سلوكه و فكره و مشاعره استجابة آلية للغرائز و الغدد .. و الإنسان في التصور الإسلامي جسد و روح ، و لكل من الجسد و الروح حاجات ضرورية لا يجوز إغفالها ، و لا الاقتصار على إحداها دون الآخر . 4 - أن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية في جميع مبادئها : أ - فهي تبني الأدب على العامل الاقتصادي ، و نحن نرى أن الأدب ظاهرة إنسانية ضخمة لا يصح ربطها بعامل واحد . ب - أنها توجه الأدب إلى الاهتمام بالطبقات الدنيا و حسب ..! و نحن نريد من الأدب أن يهتم بالمجتمع كله . جـ - أنها تفسّر الحياة وفق النظرية المادية الجدلية .. و الإسلام يرفض هذا التفسير . د - أنها توجه الأدب إلى التبشير بالمجتمع الشيوعي ، و ترى أنه الحل الأمثل لتناقضات الأنظمة كلها .. و الإسلام يرفض المجتمع الشيوعي و يبشر بالمجتمع الإسلامي و يريد من الأدب أن يسهم في بنائه . هـ - أنها ترفض الجانب الروحي في الإنسان ، و توجّه الأدب إلى محاربته ... و الإسلام يبني الجانب الروحي في الإنسان و لا يهمل الجانب المادي ، و يوجّه الأدب إلى تعميق صلة الإنسان بالله عز وجل ، و تعزيز إيمانه . لذلك كله .. فإن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية ، و تنحدر بالأدب إلى المادية و الإلحاد و دنيا الغرائز .. و هي مرفوضة مهما تلونت أو اتخذت أسماء متغيرة . و خلال سنوات تطبيقها الماضية ظهرت مساوئها بوضوح .. حتى أن بعض النقاد الماركسيين هاجموا سيطرتها على الأدب و سفّهوا إنتاجها " كجورج لوكاتش " الذي كتب يقول : ( إن الأدب الذي أنتجته الواقعية الاشتراكية جدب يتميز بالجمود و ضيق الأفق ) و " كروجيه جاوروي " الذي تحوّل عن الاشتراكية كلها و اهتدى بهدي الإسلام . |
||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
ذهبي مشارك
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() المذهب الوجودي * لمحة سريعة : يُعد هذا المذهب أحد نتائج اضطراب العقيدة في الغرب . و قد ظهرت فلسفات تحاول أن تُعيد للفرد سكينته ، و تشعره بوجوده في الحياة ، و تقنعه بأنه يستطيع أن يصنع ذاته و كيانه بإرادته . و قد عُرفت هذه الفلسفات باسم الوجودية . و الوجودية نوعان : وجودية نصرانية / و وجودية ملحدة . * الوجودية النصرانية : 1 - تمثلها آراء ( كير كجارد و كارل يسبرز و غبرائيل مارسييل ) . 2 - أنها تعتمد على نظرية " الإنسان الخاطيء " النصرانية ، و على عدد من آراء " مارتن لوثر " المتمرد على الكاثوليكيه و مؤسس البروتستانتية . 3 - أنها ترى أن الإنسان وارث لخطيئة أبيه " آدم " و أن الشعور بالإثم الذي يملؤه يدفعه إلى تحقيق وجوده أمام الله ، بالعمل النابع من إرادته الحرة فهو يتولى خلق أعماله ، و دون أن يُفرض عليه شيء من خارجه . * الوجودية الملحدة : 1 - زعماؤها ( هيدجر و سارتر والبير كامو ) . 2 - أنها ترى أن الإنسان في هذه الحياة هو الحقيقة الوحيدة ، و لا يوجد شيء سابق عليها و لا بعدها . و من ثم فلا يوجد إله و لا توجد ماهية ، و لا توجد مثل و لا قيم أخلاقية متوارثة لها صفة اليقين .، و إن كل القيم و العقائد و التقاليد تراث عتيق ينبغي التخلص منه ، ليستطيع الفرد أن ينطلق في الحياة دون قيود تعيقه ، و ليصنع بإرادته الحرة ما يشاء فتحمل ذاته ما كان يسميه السابقون الماهية . .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * وقفات مع الوجودية : - يحصر الوجوديون قضاياهم و فلسفتهم في الأمور التي تدور بين الولادة و الموت " الوجود و العدم " و يقيمونها على ثلاثة محاور رئيسية هي : الحرية / و المسؤولية / و الالتزام . - أن المرء حر في أن يفعل ما يشاء و يختار ما يريد ، لأنه غير مرتبط بخالق أو بقيم خارجة عن إرادته . - اعتمد الوجوديون على الأدب في تجسيد أفكارهم ليدعموا به كتاباتهم الفلسفية ، و لا سيما الوجوديون الملحدون فكتبوا قصصا و مسرحيات و دراسات نقدية ، و صنعوا بهذه الكتابات مذهبا أدبيا وجوديا . و المذهب الأدبي الوجودي مكمل للفلسفة الوجودية ، و إطار يظهر قضاياها بوساطة الأدب ، و أهم القضايا الوجودية : 1 - الاغتراب الوجودي : حيث يشعر الأديب الوجودي - و ينشر هذا الشعور - بالغربة في مجتمعه ، لأنه لا يقتنع بالقيم المفروضة عليه من خارج ذاته ، و لأنه لا يدري من أين جاء ، و لماذا يعيش ؟؟ و ليس له هدف إلا أن يحقق وجوده في أن يعيش كما يريد . 2 - الثورة على القيم و التقاليد قضية مهمة عند الوجودي ، و تشمل التقاليد في مفهومه : العقائد و الأديان كلها . 3 - التأكيد على الحرية و المسؤولية و الالتزام و تحقيق الذات من خلالها . و ليس لمذهب الوجودية الأدبي آراء خاصة في شكل العمل الأدبي و قالبه لأن اهتماماتهم منصبّة على المضمون ، و همّهم أن يجعلوا الأدب ملتزما بعرضِ أفكارهم و خدمتها ، و قد استثنى " سارتر " الشعر من هذا الالتزام وعدّه بنية لغوية إيقاعية مجرّدة - كالموسيقا - لا تصلح بطبيعتها لحمل الأفكار و الدعوات ، أما القصة / و المسرحية فهما ميدان الالتزام الأكبر ، و هما اللذان جسّدا المذهب الوجودي الأدبي . و قد استطاع الوجوديون - بملكاتهم الأدبية و النقدية - أن ينتجوا قصصا و مسرحيات قوية في صياغتها و مشحونة بأفكارهم الوجودية و كانت وسيلة ذكية لنشر فلسفتهم و مبادئهم ، استطاعت أن تؤثر في آداب كثيرة منها الأدب العربي المعاصر ، و أشهر أدبائهم ( جان بول سارتر ) و له عدّة مسرحيات أهمها : الذباب - جلسة سرية - رجال بلا ظلال ، و أشهر رواياته : الغريب - الطاعون . .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. * الرؤية الإسلامية للوجودية : 1 - أن الإسلام يرفض الوجودية بجميع أشكالها فالوجودية النصرانية تستمد مبادئها من التصور النصراني المُحرّف ، و هو تصوّر يجعل الإنسان حاملاً للخطيئة الأبدية ، و يزعم أن " آدم " أورث أبناءه خطيئته ، و هذا مخالف تماما للتصور الإسلامي الذي يقرر أن " آدم " قد تاب من معصيته ، و أن الله قبل توبته كما يقول تعالى ( فوسوس إليه الشيطان ، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى ، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليها من ورق الجنة ، و عصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ) ، و هذا التصور مخالف أيضا للقاعدة الإسلامية الكبيرة ( و لا تزر وازرة وزر أخرى ) . 2 - ترفض الرؤية الإسلامية زعم الوجودية النصرانية بأن الطريق إلى الله يبدأ من الشعور بالإثم و الخطيئة ، و تُقرر أن الطريق إلى الله ينطلق من المعرفة الصحيحة و المحبة و الشكر ، و أما الشعور بالإثم فيكون مع التقصير و اقتراف الذنوب . 3 - و الوجودية الملحدة مرفوضة لأنها ملحدة أولا و آخرا ، و كل ما تأتي به مرفوض و لو توهم الواهمون أن فيه إبداعا و براعة فنية و متعة كبيرة . 4 - أن القضايا الوجودية التي يزرعها المذهب الأدبي الوجودي مرفوضة إسلاميا ، فالاغتراب الوجودي بعيد عن المسلم ، لأنه يتصل بخالقه عبر العبادة ، و قد حدثنا القرآن كيف خلق ، و لِمَ خلق ، و ما سيؤول إليه ، و ليس هناك حيرة و لا ضياع . 5 - و أما قضايا الحرية و المسؤولية و الالتزام فتختلف معالجتها في الإسلام عن المعالجة الوجودية اختلافا هائلا : # فالحرية التي تدعو إليها الوجودية تبدأ بالتفلت من العقيدة ، و الحرية في الإسلام تبدأ من فهم الإنسان لموقفه من الله ، ثم من الآخرين ، و هي منظمة بقواعد شرعية تحفظها . # و المسؤولية عند الوجوديين هي مسؤولية مرتبطة بمفهوم الحرية الوجودي ، و موجهة إلى تنظيم الحياة وفق معطيات العقل البشري ، أما المسؤولية في الإسلام فهي مسؤولية - الخلافة في الأرض - وفق المنهج الإلهي ، يُحاسب عليها أمام الله أولا ثم أمام الكيانات البشرية الشرعية . # و أما الالتزام فيقترن عند الوجوديين بخدمة الإنسان من وجهة نظرهم ، و الأديب الوجودي يحمل - باقتناعه الكامل - واجب تحقيق الدعوة لمبادئه الوجودية ، و أما الالتزام في الإسلام فيختلف مضمونه تماما ، لأن الأديب الإسلامي ملتزم بالدعوة الإسلامية في أدبه ، لا يخرج عن إطارها من جهة و يدعو إليها بالوسيلة الأدبية المناسبة من جهة أخرى ، و التزامه مقترن بإيمانه ، فهو طوعي إلى أبعد حد . و كما نرى .. فقد تتفق العناوين في المذهب الوجودي و الرؤية الإسلامية ، و لكنها تختلف اختلافا شديدا في مضمونها و دلالاتها ، لأن الوجودية تبدأ بالكفر فتقطع الإنسان عن خالقه ، و الإسلام يبدأ بالإيمان فيربط الإنسان بخالقه ، و لا يمكن أن يلتقيا في أي من القضايا و لو كانت أسماؤها واحدة . |
||
![]() |
مواقع النشر |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
المذاهب القبلية | أبو عبدالرحمن | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 52 | 03-13-2012 12:36 PM |
مواقع إسلامية بلغات متعددة | alsewaidi | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 09-08-2007 11:31 PM |
إشارات مرور .....................إسلامية | أبو رامز | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 08-23-2007 04:37 PM |
مختصر المذاهب الأربعة | ABO TURKI | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 01-24-2007 03:27 PM |
مواقع إسلامية .... تهمك | بنك المعلومات | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 5 | 09-24-2005 03:11 AM |
![]() |
![]() |
![]() |