[رويعي الغنم]

بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد أن عادا القائلة من أشد منا قوة ؟ , لابد أنها كانت تتحكم في مقاليد بلاد واسعة ربما تجاوزت جزيرة العرب كما تحكمت من بعدها ممالك واقوام ورثوا شيئا من مجدها وجبروتها ,,, لكننا هنا لا نبحث عن امتداد نفوذ عاد ولا عن حدود دولتها , وانما نبحث عن ديارهم الأصلية بالأحقاف , وتحديدا اوديتهم التي حل بهم فيها العذاب ..
والأحقاف كما سبق وأن بينت لكم منطقة كبيرة وأودية كثيرة حددتها لكم في حينه بموجب أشكال هيئآتها الطبيعية التي يغلب عليها ظاهرة الأحقاف , وبينت لكم حينها ما الحقف وما الحقاف وما الأحقاف , وقلت لكم أنها ظاهرة طبيعية جبلية فريدة تمتد من شرق صنعاء غربا وتنتهي بوسط عمان شرقا وتتوفر بها الأودية والأرواع والأحقاف التي قدمنا لكم فيما سبق الأدلة على أنها كانت ولا زالت جزء من التكوينات الطبوغرافية لتلك المنطقة ,, لكن الملاحظ أن تلك الظاهرة تتفشى بشكل مكثف لا تخطئه العين في جزء من وادي حضرموت وروافده ,,,, الجزء من الوادي الذي يخترق هضبة حضرموت ويشطرها الى قسمين شمالي وجنوبي ’ ..
وهذا الجزء من الوادي بالأضافة الى الحوض السهلي الذي يقع على ضفتيه من جهة أعاليه هو المكان الذي تكثفت فيه ومن حوله الأنشطة الأنسانية , وعلى ارضه تركزت عقد طرق المواصلات البرية التجارية , وفوق ترابه تتزاحم آثار للأمم الماضيات , ومن جنباته يفوح زخم حضارات سادت ثم بادت بسنين خاليات ..

وعن نوع وأتجاه ريح العذاب فأنه اصبح من المعلوم لدينا كما سبق تبيان ذلك لكم في مداخلات مضت بأنها كانت ريحا غربية الى غربية جنوبية , عرفت في الماضي بالدبور وتعرف اليوم بالرياح الموسمية ,, وبتحديد اكثر , هي الرياح الموسمية الصيفية التي تتميز بالسحب والأمطار والتي يبدأ هبوبها اعتبارا من بداية شهر يونيو مرورا بيوليو واغسطس وحتى نهاية شهر سبتمبر كما بينت لكم ذلك بالتفصيل في المشاركة رقم (30) ..
واود هنا لفت انتباهكم الى انني عندما لا استخدم اشهر السنة القمريه فأنما مرد ذلك هو أنها أشهر متنقلة بين الفصول لا يقر لها قرار كما ولا بد انكم قد خبرتم بالتجربة ذلك في مواسم الحج وصيام رمضان التي لا تخلو ذاكرة اكثركم من ايام صاموها او حجوا بها في فترة الصيف واخرى بالشتاء , لبينما اشهر السنة الشمسية تظل على مدار العصور ثابتة لا تتغير ..
, وهذه الرياح الغربية أذا قدمت بأتجاه الأحقاف ستكون اول اطلالة لسحبها على غرب الأحقاف أثناء مرورها من على المرتفعات المطلة من الجهة الغربية والغربية الجنوبية من ما اصطلحنا على تسميته بسهل الحضارات وعقدة طرق المواصلات (مركز التقاء طرق القوافل) التجاريه ,, وهي الرياح التي أذا أقلت بمشيئة الله سحابا تكون في الوضع والأتجاه الذي تصبح فيه مستقبلة تماما لحوض وادي حضرموت ,الممتد من الغرب الى الشرق مع اتجاه مسار الرياح المتطابق مع اتجاه مجرى الوادي , وبذلك يتفرد هذا الوادي بهذه الصفة من بين كل الأودية الرئيسة بمنطقة الأحقاف , ... وهي الرياح التي أذا شوهدت سحبها والرياح تدفعها شرقا فأن المشاهدين لها من سكان الجانب الشرقي من سهل الحضارات وحوض وادي حضرموت ستبدو في نظر المشاهد منهم سحابا مستقبلا لأوديتهم تماما كما وصفها قوم عاد ..
ولا بد أن رياح ذلك اليوم قد عصفت ببادية عاد في سهل الحضارات قبل أن يسفر الصبح في أول يوم من أيام العذاب , فحملت في غلس الصبح باديتهم وحملت معهم مواشيهم واموالهم قبل أن تتنبه حاضرة عاد للخطر الماحق المحدق بها ., وقبل أن تشاهد السحاب الذي ظنته في بداية الأمر عارضا ممطرهم ...

أنه يوم نحس مستمر بدأ من البصباح الباكر , واستمرت اهواله تترا الى ان أكتملت السبع الليالي والثمانية ايام حسوما , أنها أيام وليالي نحس لم تعهد البشرية (فيما عدا عاد الأولى) في تاريخها لها مثيلا ((وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ))...(( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))...

أنه عذاب بدأ في فجر يوم من أيام الأشهر الأربعة التي ذكرناها لكم آنفا حسب ما يتوقعه الرويعي , وما تلى ذلك من أهوال وأحداث جسام (حسب ما يتصوره كاتبكم) سنؤجل الحديث لكم عنها الى مشاركات قادمة أن شاء الله , والسلام عليكم ورحمة الله ...