عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2010   رقم المشاركة : ( 49 )
الحارث بن همام
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة


الحارث بن همام غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أستراحه مع داب من الدواب.



السلام عليكم جميعا
هذا أنا أعود من الرحلة العلمية للسؤال عن أم حوة .
وبعد عودتي قرأت المناقشات التي دارت بعدي حول الموضوع ، ووجدت المسألة شبه محسومة بجهود مباركة من المقداد الأكبر والأصغر . لكن هذا لا يمنع من تسجيل المعلومات التي حصلت عليها وهي تتوافق تقريبا مع معلومات المقدادين .

وأنا الآن أسرد لكم أحداث هذه الرحلة :

بعد سفر شاق وطويل وصلت إلى منزل الشيخ . استأذنت ودخلت عليه . فإذا شيخ كبير ناهز المائة جالسا في آخر المجلس ، قربت منه وسلمت. فأشار بشون معه إلى مجلس أمامه ، فجلست .

قال : مرحبا يا تهامي . مر وقت طويل ما شاهدناك !! أنت لا تأتي إلا في أمور مهمة .

قلت : نعم . ومهمة جدا .

صمت قليلا ثم قال : هاتوا القهوة والتمر .

ساد بيننا صمت حتى جاءت القهوة والتمر .

نهضت لأصب القهوة ، فرفع الشون وقال :
اجلس يا تهامي . نحن لا نستخدم ضيوفنا .

قلت : أنا لست ضيفا ، أنا طالب علم ، وأنت استاذي .
ابتسم ، وقال : حكمة من تهامي !!


ثم ساد صمت طويل أثناء شرب القهوة ، لا اسمع خلاله سوى طقطقة الفناجيل ، وشيئا من الرشف ، وأرى عجم النوى يتساقط من فم الشيخ .

شرب الشيخ ثلاثة فناجيل ، ثم وضع طرف الفنجال الفارغ بين اصبعيه السبابة والوسطى ، ثم ساقه نحوي . وقال : كرمت . وهات العلوم .

قلت : منقاش .
قال : إيش ؟
قلت : منقاش .
رفع الشون وقال : من هو منقاش ؟
قلت : هو العرعرة .
ارتفعت الشون أكثر ، وقال : من هو العرعرة ؟
قلت - وقد دخلني الخوف - هو الاصطوانة .
فرفع الشون حتى وصلت فوق رأسي ، وقال :

عودنا في خيطي ميطي !!!
شعرت بخوف حقيقي ، فقلت : هو خيطي ميطي .
فابتسم وعلم أني دهشت ، فأعاد الشون إلى جانبه ، وقال :
ماذا يريد خيطي ميطي ؟
قلت يسأل عن أم حوة .


قال : إييييييييييه .

وقضب لحيته ، التي تحول شعرها الأبيض إلى اللون الأشهب ، وكأنها شعر الذئب . ثم كف جزءا من لحيته ووضعه في فمه . ثم قال :
ذكرتني بأيام قديمة . لي مع أم حوى قصة قديمة لها قرابة تسعين عاما ...

ثم ساق القصة على النحو الذي سبق لي إخباركم به ، إلا أنه لم يذكر أنه قتلها .

قلت : هل قتلتها ؟

قال : لا . حمدت الله على السلامة وتركتها مغشيا عليها .

ورأيت هذه فرصة لأستفز السروي . قلت :

بل كنت خائفا !!

رفع الشون وقال : كنت صغيرا ، وكان في غنمي تيسا كبيرا كنت أركب عليه أحيانا حتى أصل البيت . ( لا أدري هل هذا دليل على صغره أم على كبر التيس ؟)

قلت : ما لونها ؟
قال : حمراء .
قلت : أو برتقالية ؟
ارتفعت الشون ... لكني سارعت وقلت : البرتقالي مثل الأحمر . فارتخت الشون .

قلت : كم المسافة ؟
قال : طارت من هضبة فيها ردف كبار أعلى الجبل وبعيدة جدا . لكن الردف بارزة على الوادي ، والجبل حاد في نزوله .
قلت : مائة متر ؟
قال : أكثر بكثير .
قلت : مائتين ؟
رفع الشون ، وقال : أقول بعيدة جدا وتقول لي .. وأراد أن يهوي بالشون ، فابتسمت وعيني على الشون ، وقلت :
خيطي ميطي !!!
فابتسم ,واعاد الشون إلى جانبه ، وقال :
تهامي ورب الكعبة !!

قلت : كم حجمها ؟
قال : أكبر من الحية ، وأصغر من الثعبان .


قلت كم طولها ؟
فرفع الشون فجأة ، وأشار بها نحوي ، وقال : شفت هذي الشون ؟
قلت : نعم . قال : أم حوة طولها . وأعاد الشون إلى جانبه ، وتنفست الصعداء .
ونظرت إلى الشون فإذا هو تزيد عن المتر قليلا .


ثم التفت إلى مخدة في طرف الحجرة ، فأشار إليها فأحضرتها ووضعتها بجانبه ، فتمدد وتوسد المخدة ، وعندها شعرت بأن الدرس انتهى ، وأن المشقة في بذل العلم ليست أقل من المشقة في طلبه .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس