ما الذي سيعقب هذه الموجة الصعودية؟ تراجع تصحيحي أم ...
خالد عبدالعزيز العتيبي
منذ فترة ليست بالقليلة والمستثمر يتكهن في أعقاب تتبعه لمجريات وأحداث السوق المالية السعودية بأن كل موجة صعودية سيكون وراءها شيء تخفيه، أوتُخَلِفه، وهذا ماحد من اندفاعه عن الدخول في عمليات شرائية كانت ستكون مفيدة له فيما لو بكر، ولم يكن متردداً .
ومثل ذلك التفكير كان من الممارسات الخاطئة التي ينتهجها البعض من المستثمرين في السوق حالياً، فتراه متردداً عن الشراء في أوقاتها ومندفعاً في غيرأوقاتها، وفي كل مرحلة يتم استجماع السوق فيها لمكاسب متتالية كالتي نراها الآن تقفز لديه الكثير من الأسئلة و في مقدمتها ماذا بعد هذه الموجة الصعودية؟ وهل سيعقبها تراجع تصحيحي حاد وعمليات بيع لجني الأرباح تضغط على السوق وتمحو مكاسبها؟
وبالتأكيد فإن هناك من هو شغوف بالإجابة على تلك الأسئلة ليبادر بالشراء إن جاءت إجاباتها مؤكدة حول أن تلك الارتفاعات لن تكون متبوعة بموجة هبوط أو تراجع تصحيحي،وهذا مستحيل ،أو ليبادر بالبيع إن كانت الإجابة عكس ذلك.
الصحيح أن حمى المضاربات يجب أن لاتثني المستثمر عن اللجوء الى استخدام عقله ليقوم من خلاله بتسخير كل الطرق والوسائل الصحيحة لانتقاء أسهمه. فليست كل موجة صعودية تأتي الى السوق المحلية تكون منصفة لأسعار أسهم كل الشركات. بل إن كثيرا من الموجات الصعودية أتت متخبطة ولم تنصف الكثير من الشركات التي تتمتع بأساسيات جيدة وواعدة ، فقد كانت تلك الموجات تركز على أسهم لاتستحق الشراء أصلاً بناءً على معطياتها. الأمور المتوقفة على التوقيت في الشراء أو البيع هي أساس في نجاح المستثمر، فإن كان توقيته دقيقاً وتقديره صائباً في الشراء ستجده أسعد الناس وأكثرهم تحقيقاً للأرباح، وإن كان العكس فإنه سيكون متضجراً ومستاءً ومتململاً. وهذه الموجة الصعودية ينبغي أن تكون انتقائية وأن لاتنتهي الا وقد أنصفت الأسهم التي كانت تتمتع بأساسيات وجديرة بالشراء وهي الأسهم التي لم تنصفها الموجات الصعودية السابقة.